عادل بن رمضان مستهيل
adel.ramadan@outlook.com
في عصرنا الحالي، أصبح مفهوم الكثرة حاضرًا في كل جوانب الحياة. كثرة في المعلومات، كثرة في المنتجات، كثرة في الآراء والأفكار، حتى أصبحنا نعيش وسط فيض هائل من التكرار والوفرة، لكن أين الثمرة؟ وهل الكثرة دائمًا هي الطريق الأمثل لتحقيق الأهداف؟
لنأخذ مثلًا عالم التكنولوجيا؛ حيث تنتج الشركات آلاف التطبيقات والمنتجات الجديدة كل يوم، ولكن السؤال الحقيقي هو: كم من هذه المنتجات والتطبيقات تحدث فارقًا حقيقيًا في حياتنا؟ كثير منها ينتهي به الحال إلى الركن المنسي في هواتفنا أو مكاتبنا، يملأ المساحة دون أن يحقق فائدة فعلية.
الأمر نفسه ينطبق على عالم التعليم والمعلومات. مع انتشار الإنترنت ومصادر التعلم المتعددة، أصبحت المعلومات متاحة بشكل لا نهائي. يمكنك البحث عن أي موضوع وستجد مئات المصادر، لكن الكم الهائل من المعلومات أحيانًا يُغرقنا في التفاصيل ويفقدنا القدرة على التركيز على الجوهر. في النهاية، وتجد نفسك مستنزفًا من القراءة دون أن تتمكن من استيعاب أو تطبيق ما تعلمته.
والكثرة قد تظهر أيضًا في علاقاتنا الاجتماعية. في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لدينا عشرات بل مئات الأصدقاء والمتابعين، لكن كم منهم يشكلون روابط حقيقية وذات قيمة في حياتنا؟ العلاقات أصبحت سطحية، تفتقد إلى العمق والارتباط الحقيقي، وهي مجرد "كثرة" دون ثمرة تُذكر.
الحقيقة أن الكثرة لا تعني الجودة. قد يكون لدينا الكثير من الموارد، و الكثير من الوقت، والكثير من الخيارات، لكن إذا لم نعرف كيفية استثمار هذه الكثرة وتوجيهها نحو أهداف واضحة، فإنها تتحول إلى عبء أكثر منها نعمة. وفي هذا العالم الذي يمتلئ بكل شيء، يبدو أن السر يكمن في القدرة على الاختيار، على الانتقاء والتقليل من الزائد والتمسك بالمفيد.
الخلاصة.. ليست العبرة بما نملك من وفرة؛ بل كيف نستخدم هذه الوفرة بحكمة وإبداع. ففي النهاية، الثمار الحقيقية تأتي من الجهد المدروس والقرارات الواعية التي ترتكز على الجودة والهدف. الكثرة بلا ثمرة ليست سوى سراب، والثمار الحقيقة تحتاج إلى بصيرة تتجاوز الشكل وتبحث عن المضمون.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
السعودية: سوريا فيها الكثير من الفرص لتحقيق نهضة اقتصادية كبرى
أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود ان
سوريا فيها الكثير من الفرص لتحقيق نهضة اقتصادية كبرى بمجرد رفع العقوبات عنها.
وذكر الوزير السعودي، في تصريحات صحفية له، ان سوريا لن تكون وحدها وسنكون في مقدمة الداعمين لنهضتها الاقتصادية، مشيرا إلي أن قرار رفع العقوبات لم يكن سهلاً لكنه خطوة ضرورية في دعم استقرار سوريا واستقرار المنطقة
وقال وزير الخارجية السعودي: إذا كانت سوريا مستقرة ومستقلة سيكون لها تأثير على المنطقة بأكملها والشعب السوري يستحق أن يكون له مستقبل أفضل.
وختم الوزير فيصل بن فرحان : نأمل أن يشجع قرار ترامب الاتحاد الأوروبي للنظر في رفع العقوبات عن سوريا.