سودانايل:
2025-07-05@02:40:42 GMT

لا حياد في المعركة الأخلاقية الكبرى.!!

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

لقد قالها رائد النضال من أجل الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج: إنّ أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولئك الواقفين على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية الكبرى)، أما وقد تعنتت مليشيا الاخوان المسلمين وحزمت أمرها لاستمرار المواجهة الخاسرة أمام حرّاس الدولة الوطنية – قوات الدعم السريع، وبعد ان افردت عضلاتها عند ذبحها لعدد عزيز من أبناء الوطن البررة في حي الحلفايا بالخرطوم بحري، من الذين لا ذنب ارتكبوه غير صمودهم رغم ويلات الحرب وتقديمهم الخدمات للمواطنين، الباقين بالمدينة التي خيم عليها شبح الحرب والموت وزخات الرصاص المميت، بذا تكون المليشيا المجرمة المتدثرة برداء الدين قد قدمت أنموذجاً واضحاً وصريحاً، لشكل الدويلة الداعشية القادمة لأرض السودان، وعليه وجب على كل شريف ووطني غيور الوقوف صفاً واحداً مع الأشاوس، الخائضين لغمار جمر ولهيب الحرب التي أشعلها مصاصو الدماء، وإلّا ستدوس أرض الأجداد الأقدام الملوثة بدماء الأبرياء والعجزة والمسنين والنساء والأطفال، فالبندقية التي رفعها شباب "الجاهزية" دفاعاً عن أنفسهم والشعب المكلوم، منتصف أبريل قبل الماضي، جاء الوقت الواجب فيه تنظيف هذه البندقية وتزييتها لخوض حرب العبور الأخير، القاصم لظهر العصابة الإخوانية الفاسدة في نفسها والمفسدة لغيرها، لقد شدت الأحزمة وربطت البطون ويمم الشباب الغر الميامين وجوههم شطر تجمعات كتائب الموت، التي تفاخر بقسوتها عرّاب النظام البائد قبل الطوفان بأيام، ولأن دورها قد تم فلابد أن ينقلب وينقص بزناد صبيان البنات، الذين لقنوا تجار الدين دروساً بليغة في الرجولة والثبات والعزيمة والإيمان بالقضية العادلة، الرامية إلى تأسيس الوطن الحديث الخالي من شوائب الهوس والتطرف.


على جماهير الشعب السوداني الخروج والنهوض من حضيض التقوقع المحايد، والانخراط في صف "الجاهزية" حاملة راية حل القضية، فلا وقت للتذبذب والحيرة، ولا مجال للتردد والعجز والكسل، فالطريق أمست بائنة لكل ذي بصيرة، فالذين يريدون جر بلادنا وإغراقها في برك دم التطرف والإرهاب الإقليمي والعالمي، لن يفلحوا مهما أحرقوا الانسان والحيوان ببراميل اللهب الساقطة من السماء، وجميع شرائح سكان هذا البلد قد علمت أن خلاصها في استئصال مليشيا الحركة الشيطانية، وهذا اليقين المزروع في أنفس السودانيين جاء كمحصلة طبيعية للحصاد المر من السنين العجاف لدويلة الفساد والاستبداد، التي جثمت على صدر الطيبين والطيبات من أبناء وبنات هذا التراب النفيس، فلا يمكن أن نساوي بين المعتدي الغاشم الأثيم وبين المدافع عن كيانه الوطني، والصائن لجسده الآدمي من الإبادة والإعدام خارج إطار القانون، تارة باسم قوانين الوجوه الغريبة وتارة أخرى تحت رايات داعش الزرقاء – تصفيات جسدية غاية في البشاعة في الساحات العامة، وانتهاك حق الانسان المدني الأعزل في الحياة قتلاً في الميادين، فيا أمة الأمجاد استفيقي من سباتك العظيم، وامتشقي السلاح في وجه الدواعش قاطعي الرؤوس وباقري البطون، من القاصفين لبيت الله الحرام بالصواريخ البالستية، والهاربين من ضربات نتنياهو اللوجستية، الذين يريدون أن يجعلوا من أرض السودان مستقراً ومقاما، ليحرقوا ما تبقى منها كما أحرقوا بلادهم ثم ولوا مدبرين، ليأتوا ليدنسوا أرض أخرى غير أرضهم التي تركوها لإسرائيل، إن معركة السودانيين هي معركة أخلاقية كبري، لا يستوي فيها أهل الحق من المدنيين المطالبين بحقوقهم الدستورية، وأهل الباطل الفاسدين الذين نهبوا ثروات البلاد ومقدراتها، وبنوا بعرق البسطاء شاهق البنيان وناطحات السحب في تركيا وماليزيا.
بعد أن أعلن قادة مليشيات الاخوان عن تصعيدهم الأخير، وبالمقابل أغلق باب الحوار الوطنيون الأحرار دعاة السلام من أشاوس قوات الدعم السريع، يكون الخيار أوحداً لا ثان له، ألا وهو المضي قدماً في تحرير جميع الأراضي السودانية من دنس الإرهاب والتطرف، فلابد من كنس مليشيات الإرهابي على كرتي ومسح بقايا كتائب المجرم صلاح قوش، ودحر عصابات النهب المسلح التابعة لكل من جبريل ومناوي، ولكي تخلو البلاد من هذه المافيا المهددة لأمنها ووحدتها وتماسكها، أصبح الاصطفاف مع قوات الدعم السريع فرض عين على كل سوداني بالغ الحلم، ولا عزاء للكيانات السياسية المتخفية في خدورها، والتي يكسو وجهها الحياء والخجل من قول كلمة الحق، في وجه مليشيات الاخوان المختطفة للدولة ومؤسساتها منذ فجر الانقلاب الخطيئة، الذي شرّد السودانيين وقذف بهم في أصقاع الكرة الأرضية، منهم قضى تحت جليد القطب الشمالي وآخرين دفنوا تحت رمال صحارى دول مجلس التعاون الخليجي، لقد أزفت ساعة اقتلاع الطاغوت من جذره بفضل سواعد هؤلاء الشباب، الذين لم تلههم الحياة الباذخة مثل أقرانهم الذين آثروا الهروب والانزواء خلف أقبية الأزقة والحواري بعواصم الشرق الأوسط، فجيل هؤلاء المحجلين المكحلين بالشطة المرعبين للعدو، هو صمام أمان الطريق الموصلة لتأسيس الوطن الحديث، المغلق لأبواب القوانين المذلة للشعب من شاكلة قوانين الوجوه الغريبة، والقوانين المقيّدة لحرية الانسان التي خدمت النظام البائد في استمراره طيلة العقود الثلاثة، لقد دقت ساعة العمل وضرب النحاس وأسرجت الخيول، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة الأخلاقية الكبرى، التي لا حياد فيها، فإما أن تقف مع الحق الأبلج أو أن تتماهى مع باطل لجلج علم بطلانه القاصي والداني.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تجديد إقامات السودانيين في الإمارات ممن انتهت صلاحية جوازات سفرهم

أكدت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، إلغاء شرط «صلاحية جواز السفر» المطلوب كشرط لقبول طلب تصحيح أوضاع المخالفين أو إصدار وتجديد الإقامات الخاصة بأبناء الجالية السودانية المقيمة داخل دولة الإمارات، بما يسهم في تسهيل إجراءات تعديل أوضاعهم.
وأوضحت الهيئة أنه تم التعميم على الإدارات العامة في كل من أبوظبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة، بقبول وإنجاز طلبات أبناء الجالية السودانية المشمولة بقرار المهلة الأخير والذي تم تطبيقه في 19 مايو الماضي، والقاضي بإعفاء رعايا جمهورية السودان الشقيقة من الغرامات المترتبة عليهم فيما يتعلق بتصاريح الإقامة وأذونات الدخول، في خطوة تعكس حرص الدولة على التخفيف من تداعيات الظروف الاستثنائية التي تمر بها جمهورية السودان.
وأشارت الهيئة إلى أن الإجراء سيكون محصوراً على الفئة التي انتهت جوازات سفرها قبل دخول قرار المهلة حيز التنفيذ في 19 من مايو الماضي.
ويمثل الاجراء ميزة جديدة تضاف إلى مزايا الإعفاء من الغرامات التي تمنحها المهلة للمخالفين السودانيين، لتشجيعهم على تصحيح أوضاعهم، واستغلال الفرصة الاستثنائية التي تتيحها مهلة تصحيح الأوضاع.
ولفتت إلى أن إلغاء شرط مدة صلاحية جواز السفر كشرط لإنجاز الخدمة سيتم تطبيقه خلال مدة المهلة فقط التي تمتد من 19 مايو وحتى 31 ديسمبر 2025.
ويعكس الإجراء حرص الهيئة على وضع الحلول السريعة للتحديات التي تواجه المستفيدين من مهلة تصحيح الأوضاع، ومبادراتها في التواصل مع المستفيدين المستهدفين والتعرف على نبض المتعاملين ومعرفة التحديات التي تواجههم ووضع الحلول التي تساعدهم في التغلب عليها في حدود الصلاحيات الممنوحة لها وفقاً للقانون والتشريعات المعتمدة.
ودعت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، المخالفين للتواصل مع مركز الاتصال بالهيئة وطرح تساؤلاتهم واستفساراتهم وتحديد التحديات التي تواجههم لدراستها من قبل الفريق المعني بالهيئة ووضع الحلول لها.

البيان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحدد الرهائن الذين تعتبرهم أولوية بصفقة غزة المحتملة
  • بحث سبل التعاون والتنسيق بين الآلية الوطنية لحقوق الانسان والمكتب القطري بالسودان
  • قوة السودانيين وثراؤهم
  • تجديد إقامات السودانيين في الإمارات ممن انتهت صلاحية جوازات سفرهم
  • كيان الاحتلال في مواجهة خصم لا يُرى.. المعركة مع اليمن تخرج عن السيطرة
  • ما لم يُقال عن نهاية المعركة بين إيران وإسرائيل
  • «غراس الصيف» يعزز القيم الأخلاقية والتربوية
  • خبير فلسطيني: إسناد اليمن لغزة يؤكد تحوله إلى جزء أصيل في المعركة ضد العدو الإسرائيلي
  • د.علاء الدين نقد واللعب على المكشوف
  • المعشني.. صوت الحق في زمن الضياع