سودانايل:
2025-05-19@20:19:40 GMT

لا حياد في المعركة الأخلاقية الكبرى.!!

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

لقد قالها رائد النضال من أجل الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج: إنّ أسوأ مكان في الجحيم محجوز لأولئك الواقفين على الحياد في أوقات المعارك الأخلاقية الكبرى)، أما وقد تعنتت مليشيا الاخوان المسلمين وحزمت أمرها لاستمرار المواجهة الخاسرة أمام حرّاس الدولة الوطنية – قوات الدعم السريع، وبعد ان افردت عضلاتها عند ذبحها لعدد عزيز من أبناء الوطن البررة في حي الحلفايا بالخرطوم بحري، من الذين لا ذنب ارتكبوه غير صمودهم رغم ويلات الحرب وتقديمهم الخدمات للمواطنين، الباقين بالمدينة التي خيم عليها شبح الحرب والموت وزخات الرصاص المميت، بذا تكون المليشيا المجرمة المتدثرة برداء الدين قد قدمت أنموذجاً واضحاً وصريحاً، لشكل الدويلة الداعشية القادمة لأرض السودان، وعليه وجب على كل شريف ووطني غيور الوقوف صفاً واحداً مع الأشاوس، الخائضين لغمار جمر ولهيب الحرب التي أشعلها مصاصو الدماء، وإلّا ستدوس أرض الأجداد الأقدام الملوثة بدماء الأبرياء والعجزة والمسنين والنساء والأطفال، فالبندقية التي رفعها شباب "الجاهزية" دفاعاً عن أنفسهم والشعب المكلوم، منتصف أبريل قبل الماضي، جاء الوقت الواجب فيه تنظيف هذه البندقية وتزييتها لخوض حرب العبور الأخير، القاصم لظهر العصابة الإخوانية الفاسدة في نفسها والمفسدة لغيرها، لقد شدت الأحزمة وربطت البطون ويمم الشباب الغر الميامين وجوههم شطر تجمعات كتائب الموت، التي تفاخر بقسوتها عرّاب النظام البائد قبل الطوفان بأيام، ولأن دورها قد تم فلابد أن ينقلب وينقص بزناد صبيان البنات، الذين لقنوا تجار الدين دروساً بليغة في الرجولة والثبات والعزيمة والإيمان بالقضية العادلة، الرامية إلى تأسيس الوطن الحديث الخالي من شوائب الهوس والتطرف.


على جماهير الشعب السوداني الخروج والنهوض من حضيض التقوقع المحايد، والانخراط في صف "الجاهزية" حاملة راية حل القضية، فلا وقت للتذبذب والحيرة، ولا مجال للتردد والعجز والكسل، فالطريق أمست بائنة لكل ذي بصيرة، فالذين يريدون جر بلادنا وإغراقها في برك دم التطرف والإرهاب الإقليمي والعالمي، لن يفلحوا مهما أحرقوا الانسان والحيوان ببراميل اللهب الساقطة من السماء، وجميع شرائح سكان هذا البلد قد علمت أن خلاصها في استئصال مليشيا الحركة الشيطانية، وهذا اليقين المزروع في أنفس السودانيين جاء كمحصلة طبيعية للحصاد المر من السنين العجاف لدويلة الفساد والاستبداد، التي جثمت على صدر الطيبين والطيبات من أبناء وبنات هذا التراب النفيس، فلا يمكن أن نساوي بين المعتدي الغاشم الأثيم وبين المدافع عن كيانه الوطني، والصائن لجسده الآدمي من الإبادة والإعدام خارج إطار القانون، تارة باسم قوانين الوجوه الغريبة وتارة أخرى تحت رايات داعش الزرقاء – تصفيات جسدية غاية في البشاعة في الساحات العامة، وانتهاك حق الانسان المدني الأعزل في الحياة قتلاً في الميادين، فيا أمة الأمجاد استفيقي من سباتك العظيم، وامتشقي السلاح في وجه الدواعش قاطعي الرؤوس وباقري البطون، من القاصفين لبيت الله الحرام بالصواريخ البالستية، والهاربين من ضربات نتنياهو اللوجستية، الذين يريدون أن يجعلوا من أرض السودان مستقراً ومقاما، ليحرقوا ما تبقى منها كما أحرقوا بلادهم ثم ولوا مدبرين، ليأتوا ليدنسوا أرض أخرى غير أرضهم التي تركوها لإسرائيل، إن معركة السودانيين هي معركة أخلاقية كبري، لا يستوي فيها أهل الحق من المدنيين المطالبين بحقوقهم الدستورية، وأهل الباطل الفاسدين الذين نهبوا ثروات البلاد ومقدراتها، وبنوا بعرق البسطاء شاهق البنيان وناطحات السحب في تركيا وماليزيا.
بعد أن أعلن قادة مليشيات الاخوان عن تصعيدهم الأخير، وبالمقابل أغلق باب الحوار الوطنيون الأحرار دعاة السلام من أشاوس قوات الدعم السريع، يكون الخيار أوحداً لا ثان له، ألا وهو المضي قدماً في تحرير جميع الأراضي السودانية من دنس الإرهاب والتطرف، فلابد من كنس مليشيات الإرهابي على كرتي ومسح بقايا كتائب المجرم صلاح قوش، ودحر عصابات النهب المسلح التابعة لكل من جبريل ومناوي، ولكي تخلو البلاد من هذه المافيا المهددة لأمنها ووحدتها وتماسكها، أصبح الاصطفاف مع قوات الدعم السريع فرض عين على كل سوداني بالغ الحلم، ولا عزاء للكيانات السياسية المتخفية في خدورها، والتي يكسو وجهها الحياء والخجل من قول كلمة الحق، في وجه مليشيات الاخوان المختطفة للدولة ومؤسساتها منذ فجر الانقلاب الخطيئة، الذي شرّد السودانيين وقذف بهم في أصقاع الكرة الأرضية، منهم قضى تحت جليد القطب الشمالي وآخرين دفنوا تحت رمال صحارى دول مجلس التعاون الخليجي، لقد أزفت ساعة اقتلاع الطاغوت من جذره بفضل سواعد هؤلاء الشباب، الذين لم تلههم الحياة الباذخة مثل أقرانهم الذين آثروا الهروب والانزواء خلف أقبية الأزقة والحواري بعواصم الشرق الأوسط، فجيل هؤلاء المحجلين المكحلين بالشطة المرعبين للعدو، هو صمام أمان الطريق الموصلة لتأسيس الوطن الحديث، المغلق لأبواب القوانين المذلة للشعب من شاكلة قوانين الوجوه الغريبة، والقوانين المقيّدة لحرية الانسان التي خدمت النظام البائد في استمراره طيلة العقود الثلاثة، لقد دقت ساعة العمل وضرب النحاس وأسرجت الخيول، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة الأخلاقية الكبرى، التي لا حياد فيها، فإما أن تقف مع الحق الأبلج أو أن تتماهى مع باطل لجلج علم بطلانه القاصي والداني.

إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

محمد الحوثي يتحدث عن نقلة نوعية في اعداد المعركة

وفي مقابلة بثتها قناة المسيرة مساء اليوم، انتقد الحوثي تواطؤ الأنظمة الخليجية التي تضخ المليارات إلى الخزائن الأمريكية دون أي مقابل، وقال: “يفترض بالأموال الخليجية أن تُستثمر على الأقل في وقف الإبادة الجماعية بغزة أو إدخال المساعدات، لا أن تُقدّم بلا مقابل لتمويل مشاريع الابتزاز الأمريكي ومغامراته العسكرية”.

وأردف قائلاً: “زيارة ترامب الأخيرة لدول الخليج لم تكن لتنمية هذه البلدان بل جاءت في إطار الابتزاز الواضح والمباشر، وهو ذات المسار الذي مارسه رؤساء أمريكا من قبله، باستغلال الضعف العربي وشراء الولاءات بالأموال والمواقف الرخيصة”.

وأضاف الحوثي أن الأنظمة العربية لا تزال تعيش تحت وطأة النكبة والهزيمة النفسية التي صاغها الاستعمار الصهيوني والغربي على مدار عقود، وأن الجامعة العربية قد وئدت منذ زمن بعيد، ولم تعد تقدم أي موقف مشرّف، لا في ملف فلسطين ولا في غيره من الملفات التي تهم الأمة.

وقال: “العرب يمتلكون أوراق ضغط قوية ضد الكيان الصهيوني، ولكنهم اختاروا عدم استخدامها، حتى في الحد الأدنى مثل قطع العلاقات أو وقف التمثيل الدبلوماسي مع كيان الاحتلال”.

وفي موقف لافت، أشار محمد علي الحوثي إلى أن دور اليمن في إسناد غزة واجب شرعي وديني، قائلاً: “لو توقّف اليمن عن دعم غزة لأصابنا غضب من الله أعظم من كل ضربة أمريكية أو صهيونية. نحن نخوض معركة عقائدية وأخلاقية، لا سياسية فقط”.

وأضاف: “من يستخف بالموقف اليمني عليه أن يعرف أن ما يقدّمه شعبنا يفوق البيانات الخجولة التي تُكتب بأيدٍ مرتعشة. اليمن يُقاتل، ويُحاصر العدو، ويصنع معادلات جديدة في الاشتباك، بينما البعض لا يزال يطلب التصريح من واشنطن قبل إصدار بيان إدانة”.

وثمّن عضو المجلس السياسي الأعلى دور القوات المسلحة اليمنية وصاروخيتها المتطورة، مشيدًا بما وصفه بـ”التحول الكبير في تكتيك المواجهة”، خاصة مع استهداف الأهداف المتحركة، والذي وصفه بـ”نقلة نوعية في إعداد المعركة ومواجهة العدو”.

وأكد أن عمليات القوات المسلحة اليمنية أجبرت الأمريكي على طلب التهدئة بنفسه، وقال: “لقد كسرنا الهالة الإعلامية والدعائية لحاملات الطائرات الأمريكية، وجعلناها في حالة قلق دائم، ولم تكن في وضعية مستقرة طوال وجودها في المنطقة”.

وتابع قائلاً: “إذا استمر الأمريكي والعدو الصهيوني في عدوانهم، فإن لدينا ما هو أعظم. لقد دخلنا مرحلة متقدمة من التخطيط والتنفيذ، وغيّرنا القواعد المألوفة في الاشتباك. قواتنا المسلحة باتت تملك زمام المبادرة وتفوقًا نوعيًا في البر والبحر”.

وفي السياق نفسه، شدد الحوثي على أن الموقف اليمني في البحر الأحمر لا يستهدف الأشقاء ولا التجارة العالمية، بل يواجه عسكرة البحر من الخارج، محملًا الامريكي المسؤولية عن التصعيد في هذه المنطقة الحيوية.

وأكد أن عمليات القوات المسلحة اليمنية تمثّل صمام أمان للأمن القومي العربي، وقال: “نعتبر أن دورنا في البحر الأحمر يضمن حتى للأشقاء في مصر، ويحمي قناة السويس من أي تهديد أمريكي أو صهيوني. نحن مع مصر في أن تكون صاحبة السيادة الكاملة على هذه القناة، دون تدخل خارجي”.

وجدد الحوثي التأكيد على أن الموقف اليمني سيبقى ثابتًا في دعم غزة والمقاومة الفلسطينية، وأن أي حلول تسهم في تصفية القضية الفلسطينية لن تكون في صالح العرب، بل ستعمّق الاحتلال وتعزز الهيمنة الأمريكية الصهيونية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • معاريف: المعركة النهائية في غزة من المفترض ألا تزيد عن 96 ساعة
  • حرب السودان.. ثيمة رئيسة لإنتاج الكتّاب السودانيين بمعرض الدوحة
  • إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • محمد الحوثي يتحدث عن نقلة نوعية في اعداد المعركة
  • وقفة في ساحة كلية الطب البشري بجامعة حلب إحياءً لذكرى المظاهرة الكبرى التي شهدتها الجامعة ضد ممارسات النظام البائد وتقديراً لتضحيات الشهداء.
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • التيك توكر أم رودينا تواجه 6 اتهامات.. التعدي على القيم الأخلاقية الأبرز
  • الصفدي: القيادة الهاشمية في صدارة المدافعين عن حقوق الإنسان
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب