جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@18:10:35 GMT

باحث عن عمل

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

باحث عن عمل

 

بلقيس الشريقية

 

كباحث عن عمل يسير وحيدًا في صحراء الفرص، قد تشعر وكأنك مسافر بدون زاد، تحرقك شمس الفشل وتثقل روحك خيبات الأمل. وفي تلك اللحظات، تجد نفسك وحيدًا، تصارع ليالي اليأس الطويلة، بحثًا عن طوق نجاة.

تفر من وحوش الشك والخوف التي تلاحقك بلا هوادة. كما أنَّ الآمال التي عقدتها على مقابلة عملٍ أو وظيفة كنت تظن أنها الفرج، تتحول فجأة إلى سراب، لتتركك في حيرة ومرارة.

في هذه المرحلة، قد تشعر بأنك معزول عن العالم، وأن الجميع يسيرون في اتجاه النجاح، بينما أنت فقط من يتعثر. ولكن هذا الإحساس ليس إلا جزءًا من رحلتك، وليس نهاية المطاف.

علاوة على ذلك، ليست خيبة الأمل في البحث عن عمل مجرد لحظة عابرة من الحزن، بل هي جرح عميق في قلب الطموح؛ إذ تسير في طريق طويل، تطرق أبوابًا كثيرة، وتحاول مرارًا وتكرارًا، لكن تجد نفسك أمام حائط مسدود. وفي كل مرة، تشعر وكأنَّ آمالك تُلقى في بحر عميق، لتعود إليك مشوهة ومكسورة. هذه اللحظات من الفشل تُؤلم الروح، تضعف العزيمة، وتثقل خطواتك. والأسوأ من ذلك، أن تصل إلى نهاية الطريق وتكتشف أنه لم يكن طريقك من البداية، وهذه هي أصعب لحظات يواجهها الباحث عن عمل. ومع ذلك، كل هذه المشاعر والخيبات تحمل في طياتها دروسًا خفية.

لكن ما يجب أن ندركه هنا، أنَّ هذه التجارب القاسية ليست النهاية، بل قد تكون بداية جديدة. فكما أن الطريق لن يكون دائمًا مستقيمًا، كذلك الأحلام لن تتحقق دائمًا بالطريقة التي نتوقعها. إذ إن النجاح لا يأتي من المحاولة الأولى، وربما لا يأتي من الثانية أو الثالثة، ولكنه يأتي لأولئك الذين يصبرون ويتعلمون من كل خطوة، حتى لو كانت مليئة بالمرارة. في الحقيقة، قد تتفاجأ بأنَّ الفشل هو المفتاح الذي يفتح لك أبوابًا لم تكن لتلاحظها من قبل. كل إخفاق يمنحك فرصة لإعادة تقييم مسارك واستكشاف طرق جديدة.

وكذلك، يُمكن القول إنَّ أحد أكبر أعدائنا في رحلة البحث عن العمل هو الوهم... الوهم بأنَّ هناك طريقًا سهلًا للنجاح، أو أن الوظيفة المثالية تنتظرك في نهاية كل مُقابلة. هذا الوهم يعميك عن رؤية الواقع بوضوح. إنه لص محترف يسرق منك الوقت والجهد، ويتركك تتعلق بآمال زائفة. لذا، فإنَّ التخلص من هذا الوهم هو أول خطوة حقيقية نحو النجاح. الأمر ليس سهلًا، ويتطلب مواجهة قاسية مع النفس، ومراجعة صادقة لتوقعاتك وأهدافك. كما أن قبول الحقيقة هو بوابة الوصول إلى النجاح الحقيقي. وعندما تتجاوز هذه المرحلة، تجد نفسك أكثر نضجًا وثقة في قدرتك على مواجهة التحديات.

ومن ناحية أخرى، القدر بقسوته أحيانًا، هو معلم عظيم. قد لا نفهم دروسه في اللحظة التي نعيشها، ولكن مع مرور الوقت، تبدأ الحكمة تتضح وراء كل ضربة وكل خيبة أمل. قد تأتي هذه الصفعات لتنبهنا إلى أننا نسير في الاتجاه الخطأ، أو تعطينا فرصة لإعادة تقييم أنفسنا وأهدافنا. بدلًا من الاستسلام لليأس، يمكننا أن نرى في هذه الخيبات فرصة جديدة، قد تكون هي الباب الذي يفتح أمامنا آفاقًا أوسع مما كنا نتخيل. وعندما ننظر إلى الوراء بعد تجاوز هذه التحديات، سنجد أن كل فشل كان ضرورة للوصول إلى النجاح.

ختامًا.. يجب على الباحثين عن عمل أن يدركوا أن هذه الرحلة، رغم صعوبتها، تحمل في طياتها العديد من الدروس القيّمة. كل خيبة أمل هي فرصة للتعلم والنمو. وما يبدو اليوم كفشل مرير قد يكون غدًا نقطة تحول نحو النجاح. في النهاية، من يصبر ويتعلم من تجاربه، هو من يصل إلى ما يصبو إليه.

إنَّ  رحلة البحث عن العمل مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا مليئة بالدروس؛ إذ إن كل خيبة أمل تحمل في طياتها فرصة للتعلم، وكل طريق مسدود قد يكون هو الطريق الذي يوجهك إلى نجاحك الحقيقي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تطوير البنية الأساسية.. طريق النجاح والازدهار

تطوير البنية الأساسية واللوجستية من أهم العوامل التي يقوم عليها الاستثمار في أي دولة، وهو الأمر الذي تعتني به حكومتنا الرشيدة في السنوات الأخيرة، لنشهد نقلة نوعية على مستوى تنفيذ المشروعات الخدمية والتنموية وتطويرها في مختلف المحافظات، لجذب المزيد من الاستثمارات.

وفي إطار هذا الجهد المبذول، تم توقيع 3 اتفاقيات لتنفيذ أطول طريق مزدوج في السلطنة يربط بين مسقط وظفار وهو طريق السلطان سعيد بن تيمور، بهدف تعزيز الربط اللوجستي بين مختلف محافظات السلطنة وصولًا إلى محافظة ظفار جنوبًا مع إمكانية إيجاد مواقع جديدة للتنمية الاقتصادية والحضرية.

وتتضمن الاتفاقيات 3 أجزاء (الثالث والرابع والخامس) من ازدواجية الطريق؛ بطول إجمالي 400 كيلومتر، وبتكلفة تتجاوز 258 مليون ريال، وهذا المشروع الضخم لن يكون مجرد مسار فقط، بل سيتضمن مواقع للاستراحات ومواقف عامة وفتحات للطوارئ ومواقف للشرطة، مع مراعاة تنفيذ متطلبات السلامة المرورية، وذلك لتقديم خدمة بمواصفات عالمية للمواطنين والمُقيمين والزوار، وتسهيل حركة التنقلات بين المدن والمحافظات.

إن عُمان حريصة كل الحرص على توفير شبكة طرق آمنة لمستخدمي الطرق في جميع المحافظات، لتسهيل حركة سير المركبات ورفع مستوى السلامة والحد من الحوادث المرورية على الطريق، إلى جانب تنشيط الحركة الاقتصادية والاجتماعية والسياحية في المناطق التي يمر خلالها الطريق.

 

مقالات مشابهة

  • منحوتة في جسم الجبل.. محافظ أسيوط يتفقد منطقة آثار مير ويطلق خطة لتعزيز السياحة والترويج لها.. ويؤكد: تطوير المناطق الأثرية يأتي على رأس أولوياتنا
  • كافالييرز.. موسم «خيبة الأمل»!
  • تطوير البنية الأساسية.. طريق النجاح والازدهار
  • لماذا يصر زيلينسكي على حضور بوتين إلى إسطنبول.. ولماذا لن يأتي سيد الكرملين؟
  • اليمن يُذيق أمريكا مرارةَ الفشل
  • الجامعة الأردنية تحلّق عالميًا… واليرموك إلى أين؟!
  • الصحة: الفريق الطبي يأتي على رأس أولويات الرئيس السيسي
  • دعاء لنجاح ابني في التوجيهي
  • ما كدى صحة حديث يأتي زمان على الناس يحبون خمسًا وينسون خمسًا؟
  • استراتيجيات ادارة العمليات واستغلال النجاح