موقع 24:
2025-05-31@02:39:57 GMT

خطاب النصر الوهمي المستمر

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

خطاب النصر الوهمي المستمر

في واقع مليء بالغرائب والتناقضات، تبدو عقول جماعات الإسلام السياسي وكأنها اختارت الانفصال التام عن الواقع. فبينما تشاهد بأمّ عينيك مشاهد الدمار والخراب، تُفاجأ بخطاب يُلقيه أحد قادتهم المتوهمين، يهنئ فيه نفسه وشعبه والأمة العربية بـ"النصر المبين".

طبعاً، النصر ليس في استعادة أرض أو تحرير مدينة، بل في قدرتهم الأسطورية على الصمود تحت الأنقاض، مع كل بيت يُهدم، وكل روح تُزهق.

هؤلاء القادة لا يرون الخراب الذي يحيط بهم، بل يعتبرونه جزءاً من “التضحية الضرورية” في سبيل النصر المزعوم، وكأن موت الأبرياء وتدمير المدن هو طريق النصر.
وإن سألتهم عن خططهم للمستقبل، ستسمع إجابات تشعرك وكأنك تتحدث إلى أشخاص يعيشون في عالم موازٍ. يُحدثونك عن "التحرير القريب"، و"الانتصارات القادمة"، رغم أن الأرض تئن تحت وطأة الخسائر، والشعب يعيش في كابوسٍ لا نهاية له. في عقولهم، كل معركة خاسرة هي خطوة نحو النصر، وكل هزيمة هي بداية انتصار جديد. كأنهم يقرأون كتاباً من صفحات وهمية، لا يعرفها سواهم.
الأدهى من ذلك، أن هؤلاء القادة لا يخجلون من الكوارث التي جرّوها على شعوبهم، بل يطالبون الآخرين بأن يمدوهم بالدعم والمساعدة، وكأنهم يقودون مشروعاً ناجحاً يحتاج فقط لبعض التمويل كي يصل إلى النهاية المرجوة. بل ويتمادى البعض في نقد الدول التي لا تسارع إلى مساعدتهم، ويصفها بأنها "خانت القضية"، و"تخلت عن واجبها". وكأن لسان حالهم يقول: "نحن نقرر، نخسر، وأنتم تدفعون الثمن".
المفارقة الساخرة تكمن في أن الجماعات المسلحة لا تتورع عن مدح القوى الخارجية التي تدعمهم بالسلاح والعتاد، تلك القوى التي لا همّ لها سوى تحقيق أهدافها الجيوسياسية على حساب أرواح الناس ومستقبلهم. يُمتدح الدعم العسكري ويُعتبر من علامات "الصمود"، في حين يتم انتقاد كل من لا يشارك في تمويل المغامرات الفاشلة، وكأنهم لم يلاحظوا أن دعم هذه القوى لم يُجلب لهم سوى المزيد من الدمار. ويستمرون في العزف على أوتار المقاومة والمواجهة، بينما شعوبهم غارقة في الدمار.
التناقضات هنا لا تنتهي. كيف لجماعة تُطالب بالدعم أن تعيب على الآخرين عدم الانخراط في حروبها؟ كيف لمن يمدح من يُسلّح ويُحرّض، أن ينتقد من يسعى للسلام أو الابتعاد عن الصراع؟ إنها عقلية غريبة لا تدرك حجم المفارقة التي تعيشها. بالنسبة لهم، الحياة حرب لا تنتهي، حتى لو انتهت الحياة نفسها. المهم أن تستمر المعركة، وأن يبقى الوهم حياً.
وفي كل مرة تُعلن فيها جماعة عن "انتصارها"، تجد الأرض قد اكتظت بمزيد من القبور، والبيوت تحولت إلى ركام، والناس يقتاتون من بقايا حياة كانت يوماً ما طبيعية. ومع ذلك، يستمرون في الحديث عن "التقدم". ولكن التقدم الوحيد الذي حققوه هو في فن التهرب من المسؤولية، والقدرة على تحويل الخسائر إلى أمجاد في أذهانهم فقط.
عندما سُئل علي عزت بيغوفيتش عن سبب قبوله بالتنازل عن جزء من أرض بلاده، أجاب "ذهبت الأرض، لكن بقي الشعب". في إشارة إلى أن الحفاظ على حياة الناس وحريتهم أهم من التمسك بالأرض، وأن التضحية بجزء من الوطن أهون من فقدان الشعب بأكمله في ظل ظروف صعبة ومصيرية.
شتان ما بين موقف علي عزت بيغوفيتش، الذي ضحى بجزء من أرضه حفاظاً على شعبه، وبين تجار الدين والسياسة، الذين يتاجرون بشعوبهم، وأراضيهم لتحقيق مكاسب شخصية رخيصة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة

إقرأ أيضاً:

ايران تفند الادعاءات الكاذبة بشأن برنامجها النووي

الثورة نت/..
أكدت الخارجية الايرانية، أن التقرير الكاذب الذي أصدرته وكالة استخبارات النمسا حول البرنامج النووي السلمي الإيراني، من شأنه اضعاف مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي، حسب وكالة الانباء الايرانية “ارنا”، إن ادعاء وكالة الاستخبارات النمساوية الذي يشكك في سلمية البرنامج النووي الإيراني كاذب ولا أساس له من الصحة، وتم إنتاجه فقط بهدف خلق أجواء إعلامية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتالي يفتقر إلى أي مصداقية أو موثوقية.

ورأى بقائي أن هذا الإجراء الذي اتخذته وكالة الاستخبارات النمساوية قد أضعف مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضح أن ايران تعارض بقوة الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، وتؤيد بقوة فكرة تحرير منطقة غرب آسيا من أسلحة الدمار الشامل، على خلاف النمسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى التي إلتزمت الصمت المتعمد بشأن تسليح الكيان الصهيوني بمختلف أسلحة الدمار الشامل، والتي بدعمها لهذا الكيان الإبادي والمحتل، فإنها تحول دون تحقيق شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل.

وأدان متحدث الخارجية الإيرانية، نشر وكالة الاستخبارات النمساوية للأكاذيب، وطالب بتفسير رسمي من الحكومة النمساوية بشأن هذا السلوك غير المسؤول والمستفز والمدمر من قبل مؤسسة رسمية في البلاد.

يشار الى أن وكالة الاستخبارات النمساوية قد زعمت في تقرير لها أن الجمهورية الإسلامية الایرانیة لا تزال تسعى بنشاط إلى تطوير برنامجها للأسلحة النووية، وليس لديها أي نية للتخلي عنه.

مقالات مشابهة

  • ايران تفند الادعاءات الكاذبة بشأن برنامجها النووي
  • 5 تجارب حيّة لتطوير خبرات معلمي «التعليم المستمر» بالأحساء
  • الذي يعرفه كل الناس عدا الجنجويد
  • نعم الوضع في السودان ليس ذلك الوضع الذي يصل حد الرفاهية
  • متحدث الصحة بغزة: 23 مستشفى أخرجها الاحتلال عن الخدمة
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر: حجم الدمار في غزة لن يقربنا من السلام أو الاستقرار
  • «مدني الشارقة» تطلق «لمن يهمه الأمر» لمتضرري الحرائق السكنية
  • فيديو يرصد الدمار في مطار صنعاء بعد غارات إسرائيلية
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • الخارجية: العدوان الصهيوني المستمر يؤكد فشله في تحقيق أهدافه باليمن