سلطت صحيفة يديعوت أحرونوت الضوء على عدم وجود إستراتيجية محددة لإسرائيل بعد مرور عام على الحرب التي تشنها على غزة، وفي ظل عدوانها على لبنان والاستعدادات لشن هجوم على إيران.

ووجه الصحفي الاستقصائي المعروف رونين بيرغمان انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية وكبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، بسبب ما سماه حالة عدم اليقين التي تعاني منها إسرائيل، معتبرا أن خطأ عدم وجود إستراتيجية تحول إلى ميزة تساعد على تجنب اتخاذ قرارات نهائية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دونالد ترامب.. 5 محطات فارقة بمسار الجمهوري "المتمرّد"list 2 of 2نيوزويك: انتصارات حماس كما ترويها بعد عام من الحرب مع إسرائيلend of list عام بلا إستراتيجية

وقال بيرغمان المختص في الشؤون العسكرية والأمنية، الذي يكتب أيضا في نيويورك تايمز الأميركية، إن إسرائيل تقف أمام واقع معقد، فهي تتعرض لضربات من الشمال عبر حزب الله، ومن الجنوب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وصواريخ أخرى تنطلق من اليمن، وفي الوقت نفسه تعاني تل أبيب من غياب الإستراتيجية، واصفا العام الذي مضى من الحرب بأنه "عام بلا إستراتيجية".

ووصف بيرغمان الوضع في الشمال بأنه معقد، حيث يستمر حزب الله في إطلاق الصواريخ، التي رغم الأضرار القليلة التي تسببت بها، فإنها تشير إلى تحدٍ مستمر دون حل ناجع، حيث اعتبر أن لجوء إسرائيل للقصف في حي المزة بدمشق، والذي أدى إلى مقتل أحد كبار مسؤولي حزب الله، حسب قوله، "يعكس محاولة إسرائيلية مستمرة للحد من قدرات الحزب على تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان".

أما في الجبهة الجنوبية، فيشير بيرغمان إلى الوضع المعقد في غزة حيث ما زال الجنود يُقتلون، وتستمر العمليات العسكرية دون أن يكون هناك أي مؤشر على نهاية الصراع. ويضيف باستغراب "لا أحد يستطيع أن يوضح للغرباء ما الذي يجري هناك، وما الهدف النهائي من العمليات".

وفيما يتعلق بقضية الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، يشير بيرغمان إلى أن الموضوع يُذكر في كل خطاب رسمي، ولكن لا توجد مفاوضات حقيقية لاستعادتهم. ويقتبس الكاتب قول أحد كبار مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية "لا توجد مفاوضات ولا صفقة، ولا يبدو أن أحدا في النظام الحكومي يتعامل بجدية مع هذا الملف".

كما تحدث الصحفي الإسرائيلي عن أن قوات الاحتلال "تخوض صراعا شرسا" لمنع حدوث انفجار في الضفة الغربية، والتسبب في اشتعال جبهة أخرى في وجه إسرائيل.

النجاح من خلال الفشل

وتوسع بيرغمان في الحديث عن الصراع مع إيران، والضربة الإسرائيلية المرتقبة لها، وقال إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ينشغل في الصراع مع وزير دفاعه يوآف غالانت دون أن يعرف أحد حقيقة ما يدور في رأسه.

واستدل على ذلك بالشائعات حول حقيقة موقفه من زيارة غالانت للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الشائعات تعكس الخلافات العميقة بين دوائر صنع القرار في إسرائيل.

وقال إنه على الرغم من إلغاء نتنياهو لزيارة وزير دفاعه لواشنطن في اللحظة الأخيرة، فإنه "من الصعب تحقيق الخطة التي قدمها الجيش الإسرائيلي إلى الحكومة لمهاجمة إيران دون تنسيق ومساعدة من الولايات المتحدة".

وأضاف "لقد جرى بالفعل ترتيب اجتماع ماراثوني في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لمناقشة خطة مهاجمة إيران بالتفصيل، لكنه تعثر بسبب الخلافات الداخلية في إسرائيل".

وانتقد بيرغمان سياسة إسرائيل في فتح الجبهات المتعددة، وقال "من خلال المحادثات مع العديد من كبار المسؤولين في مؤسسة الدفاع ومجتمع الاستخبارات، لا يبدو واضحا إلى أين يتجه كل هذا وما الذي يسعون بالضبط إلى تحقيقه في هجوم واسع النطاق ومتعدد البؤر ضد إيران".

وأضاف أن تقييم مجتمع الاستخبارات هو أن إيران سترد على أي هجوم إسرائيلي، ومن ثم سيتعين على إسرائيل الرد أيضا، وأشار إلى أن "تبادل الضربات هذا له اسم.. يسمونه الحرب".

كما نقل عن مصدر عسكري كبير قوله "يمكن أيضا وضع الأمر بشكل مختلف: النجاح من خلال الفشل"، وعلق على ذلك بالقول "لقد خاضت إسرائيل الحرب في غزة من أجل تحقيق هدفين: إطلاق سراح الرهائن وتفكيك قدرات حماس (ناهيك عن تدميرها في انتصار إلهي كامل). وبعد أن فشلت في تحقيق أي من هذه الأهداف، أضيف هدف آخر على الجبهة الشمالية، وهو إعادة السكان بأمان إلى منازلهم".

وأضاف "يعتقد البعض أنه من الممكن إغلاق الجبهة الجنوبية من خلال الانتصار على الجبهة الشمالية، والآن هم واثقون من أننا إذا ضربنا إيران بشكل حاسم، فسوف تغلق الجبهة في الشمال وستغلق الجبهة في الجنوب".

واستدعى الصحفي الاستقصائي رد الممثل الكوميدي والمقدم الأميركي جون ستيوارت على الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، الذي قال على شبكة "سي إن إن" الأميركية إن سياسة إسرائيل هي خفض التصعيد من خلال التصعيد، أي تصعيد الوضع من أجل تهدئة الوضع. حيث وصف ستيوارت هذه الجملة بأنها "جملة حمقاء".

وقال إن "رافيد عكس بدقة السياسة الإسرائيلية، التي شرحها المسؤولون الإسرائيليون بصدق وجدية لكبار المسؤولين في الجيوش الأجنبية هذا الأسبوع فقط".

وفي ختام مقاله، يعكس بيرغمان مشاعر الإحباط لدى الكثيرين داخل إسرائيل، ممن يشعرون بأن "الافتقار إلى إستراتيجية أدى إلى نهج عشوائي وقرارات مرتجلة دون نظام واضح أو خطة محكمة، وتحول من خطأ إلى ميزة تساعد على تجنب اتخاذ قرارات نهائية".

ويقول "ربما تكون هذه هي الطريقة التي يعيش بها الإسرائيليون في هذه الفوضى المتواصلة، حيث أصبح غياب الإستراتيجية جزءا من الطبيعة العادية للحياة هنا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات من خلال

إقرأ أيضاً:

المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. مكاسب إستراتيجية وتأمين حقيقي لمستقبل الاقتصاد المصري

أكد الدكتور عبد الله أبو خضرة، أستاذ الطرق والنقل بجامعة بني سويف، عن أهمية المنطقة الاستثمارية عند المدخل الشمالي لقناة السويس ودورها الكبير في تعزيز الاقتصاد المصري.

الدقهلية: تخفيضات 20% على أسعار السلع الغذائية بمعرض شارع قناة السويسمصر والصين.. شراكة صناعية متنامية تحول قناة السويس إلى قلب الاستثمار العالمي

وأضاف خلال لقائه مع محمد جوهر وحياة مقطوف ببرنامج "صباح البلد"، والمذاع على قناة صدى البلد، أن الموقع الاستراتيجي لمصر على خط الملاحة العالمية يجعلها محط أنظار العالم، حيث يمر من الممر الملاحي حوالي 12 إلى 15% من حجم التجارة العالمية و22 إلى 30% من حجم تجارة الحاويات.

وأوضح أبو خضرة، أن تطوير البنية التحتية للموانئ والمجرى الملاحي أسهم في تقليل أوقات الانتظار من أكثر من 11 ساعة، فضلاً عن التعميق لتمكين استقبال السفن العملاقة، وتمديد الأرصفة البحرية لتصل إلى أكثر من 100 كيلومتر، وبناء حواجز صد الأمواج التي تجاوز طولها 35 كيلومتر، وتوسيع مساحة الخدمات اللوجستية من 40 مليون متر مربع إلى 100 مليون متر مربع.

وأشار أبو خضرة إلى، أن مصر تعمل على تطوير الموانئ الذكية وتطبيق معايير البيئة المستدامة، بما يرفع الطاقة الاستيعابية للأسطول البحري إلى 80 سفينة لنقل أكثر من 25 مليون طن سنويًا مقارنة بـ9 ملايين طن سابقًا، مع تقديم خدمات ملاحية متقدمة تميز الموانئ المصرية عن منافسيها عالميًا.

وأكد أن ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط وخليج العقبة وخليج السويس يعزز من الاستفادة الاستراتيجية لموقع مصر، ويخلق فرصًا جديدة للاستثمار والتنمية في شبه جزيرة سيناء، بما يسهم في الأمن القومي وإعادة توزيع الأنشطة الاقتصادية بشكل متوازن، مع توقعات بأن تصل نسبة التطور العمراني إلى 14.5% بحلول عام 2050 مقارنة بـ6% عام 2014.  

طباعة شارك الاقتصاد المصري قناة السويس المنطقة الاستثمارية

مقالات مشابهة

  • لقاءات FBI السرية تثير عاصفة حول إستراتيجية واشنطن في أوكرانيا
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • حادثة سيدني : إسرائيل تهاجم استراليا وتلميحات بمسؤولية إيران أو حزب الله
  • إيران تردّ على لبنان.. إسرائيل توقف ضربة بعد وساطة أمريكية!
  • حظر استيراد أنواع محددة من الرخويات والطيور الحية
  • إستراتيجية الأمن القومي الأميركي 2025.. بداية نظام عالمي جديد
  • Trade247  تطلق منصة تداول جديدة متعددة الأصول في دبي مع دعم معزّز للمستثمرين
  • المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. مكاسب إستراتيجية وتأمين حقيقي لمستقبل الاقتصاد المصري
  • ياسمين عبدالعزيز تكشف عن المهنة التي تمنت العمل بها
  • مناوي: غالبية التجار في أسواق دارفور ينتمون إلى مجتمعات إثنية محددة