جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-30@22:28:55 GMT

عامٌ سارٌ

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

عامٌ سارٌ

 

سارة البريكية

[email protected]

 

تمر الأعوام بنا سريعاً فنكبر في سنوات العمر ونحاول أن نفهم أنفسنا من نحن وماذا نُريد من هذه الحياة وماذا تريد منَّا الحياة وكيف لنا أن نكون أشخاصاً مسالمين فاعلين في هذا المجتمع وهذا المحيط وهذه الكرة الأرضية؟ وكيف لنا أن نترك أثرًا طيبا لنا يذكرنا به العالم المحيط بنا؟ فالأثر الطيب يبقى في النفوس وما يبقى في القلوب ويحفر يصبح مرآة لحكايات كثيرة تمتد في قلوبنا أياماً وأشهرا وسنوات وعمراً فليس بمقدار مدة البقاء ولكن بحجم الأثر.

ويسعى كل إنسان منَّا أن يكون ذا أثر طيب وجميل بأخلاقه وحسن سيرته والتزامه وخط سيره.

يأتي العاشر من أكتوبر من كل عام ونحن في انتظار المزيد والمزيد من النجمات المضيئة لنكبر معها عاماً آخر.. نعم مضت الأيام سريعاً منذ أول وهلة خرجتُ بها من رحم الحياة والحياة هي أمي فكانت طفولتي جميلة وبقيت طيلة أيامي أحن لتلك الطفولة الجميلة الخالية من كل وسائل التكنولوجيا التي نشهدها الآن والتطور الملحوظ في كافة مجريات الحياة، فنحن جيل ولدنا وعاصرنا أجيالا مختلفة كبرنا على تربية أمهات فاضلات، لا يشغلهن أية وسائل اتصال أو أية برامج تكاد تتلف الأسر في الوقت الحالي فكانت طفولتنا بريئة جداً نكبر فنرسم على الحيطان أحلامنا الوردية ونكتب على الرمل أسماءنا فتحميها أمواج البحر فنعاود الكتابة في حلقة مستمرة لا نمل ولا نكل ولا يشغلنا وقتها إلا التفكير بوقت سقوط المطر.

مضت تلك الأسطر تسجل تاريخًا مجيدًا ومستقبلاً حافلاً وكما عاهدت نفسي ألا أكون شخصًا غير قادر على إنجاز شيء في هذه الحياة؛ بل سعيت وبذلت في رسم خطة السير المرجوة، ولكن لا تزال هذه الرحلة محفوفة بالمخاطر والصعاب والتحديات. وها نحن ورغم مرور وقت طويل اجتزناه بعد رحلة شاقة جدًا، نحصد ثمار ذلك التعب الذي عشناه منذ سنوات طويلة؛ حيث كنَّا نعرف أن هذه المرحلة ستكون مُهمة جدًا بالنسبة إلينا، ونحن لا نريد أن نكون في نفس الوقت غير قادرين على تحقيق النجاح المطلوب. لذلك فنحن بحاجة ماسة لتحقيق المزيد من الأهداف المرجوة والانتصارات المتتالية التي نحققها ونسعى لتحقيقها دائمًا.

إننا إذ نمضي بسرعة الريح في زمن التحديات فنحن جميعاً قادرين على إحداث التغيير السريع في حياتنا اليومية وأيضاً قادرين على إنجاز المهام بشكل أفضل ونتطلع لمواصلة التطور والتقدم في المستقبل القريب، وذلك لا يأتي إلا بتكاتف الجهود وبذل المزيد من العمل الجاد لرسم خريطة الطريق التي نسعى إلى تحقيقها مع بداية هذا العام، الذي نأمل أن يكون عامًا حافلًا بالإنجازات والنجاحات وتحقيق الأهداف الطموحة القادمة، والأهم من ذلك كله هو تحقيق نجاح الذات وترك الأثر الطيب.

إننا إذ ندخل عامًا جديدًا ملؤه التفاؤل والطموح بإذن الله تعالى، علينا أن ننظر لأنفسنا بعين الرضا والفخر والاعتزاز، إضافة إلى أننا نعيش اليوم في عصر النهضة الحديثة التي بدأت منذ سنوات عديدة؛ حيث أكملها بنجاح كبير سيدي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد وهو يدير دفة القيادة بمهارة فائقة فكل الشكر والعرفان والثناء والتقدير له وحفظه لنا المولى سبحانه وتعالى.

إنَّ أحلامنا التي نحيك خيوطها، قد تتحقق يومًا ما، وقد لا تتحقق؛ فالخيرة دائمًا في ما اختاره الله لنا؛ فتأخر الوظيفة أو الإصابة بالمرض هو ابتلاء ويجب علينا أن نصبر وننتظر الأجمل، فحكومتنا لن تنسى كل تلك التحديات التي تواجهنا جميعا، وستقف معنا وتواصل العمل بكل قوة، من أجل خدمة المجتمع والمواطن، وإن كانت ثمة هناك من أمنية طال انتظارها وتأخر تحقيقها؛ فهي الوظيفة لأنها مطلب كبير جدًا ومهم في الوقت الحالي، ما دمت في قمة عطائك، لكن عندما تكبر وتصبح خطواتك متثاقلة سيصبح من الصعب عليك بمكان أن تعمل كما في السابق وكما في صغرك وشبابك وقوتك وطاقتك فكان الله في العون وكان الله معنا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اتساع ظاهرة انتحار الجنود الصهاينة والإعلام العبري يكشف المزيد من التفاصيل

الثورة /ناصر جرادة 

في الوقت الذي يسقط فيه الفلسطينيون شهداء يومًا بعد آخر، تارةً بالقتل المباشر وأخرى بالجوع، تُسجل المستشفيات العسكرية في الداخل الصهيوني حالات متزايدة من الانتحار في صفوف جنود الاحتلال، خمس حالات انتحار على الأقل خلال شهر يوليو الجاري، وفقًا لما كشفته صحيفة “هآرتس” العبرية، ليصل بذلك اجمالي عدد الجنود الصهاينة المنتحرين خلال أدائهم الخدمة العسكرية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45جنديا منتحرا.

وأفادت صحيفة هآرتس العبرية أمس الاثنين، أن الجندي “أريئيل تامان” من قوات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي شارك في الحرب على قطاع غزة، انتحر في منزله بمدينة أوفاكيم في صحراء النقب غرب بئر السبع، في تصاعد ملحوظ لحالات الانتحار في صفوف جنود الاحتلال.

وكان الجندي “أريئيل” يعمل في مجال التعرف على جثث الجنود والأسرى الإسرائيليين القتلى بعد انتشالهم من قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بحسب إحصاءاتها، يصل بذلك إجمالي الجنود الإسرائيليين المنتحرين خلال أدائهم الخدمة العسكرية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 45.

وبحسب التسلسل الزمني فقد انتحر 7 جنود نهاية عام 2023، وانتحر 21 جنديا عام 2024، وحتى الآن انتحر 17 جنديا خلال العام الجاري 2025.

وقالت الصحيفة إن معظم الجنود المنتحرين هم من “جنود الاحتياط الذين شاركوا في القتال، وليس بسبب ظروف شخصية مستقلة، مما يشير إلى أن ضغوط الحروب على غزة ولبنان أدّت دورا رئيسيا في دفعهم للانتحار”.

5 حالات انتحار خلال أسبوعين

وبحسب الصحيفة ففي يوليو الجاري 2025، سُجّلت 5 حالات انتحار على الأقل خلال أقل من أسبوعين، وجرى التركيز إعلاميا على 3 منهم كانوا في الخدمة الفعلية، اثنان منهم كانوا ضمن صفوف الاحتياط.

وذكرت الصحيفة أن الضغوط النفسية الناتجة عن الصدمة القتالية تعتبر السبب الأبرز، خاصة في صفوف الجنود الذين واجهوا تجارب قتالية شديدة في مناطق القتال.

وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال يتعمّد عدم الكشف عن العدد الدقيق لحالات الانتحار التي وقعت خلال العام الحالي، بالإضافة إلى الامتناع عن إقامة جنائز عسكرية لبعض الجنود الذين انتحروا أو الإعلان عن وفاتهم، مما يعكس حالة تكتم حول حجم الأزمة.

وفي وقت سابق ، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن أن 9 من أصل 25 عضواً في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست وجّهوا رسالة إلى رئيس اللجنة، يولي إدلشتاين، دعوه فيها إلى عقد جلسة طارئة لبحث الزيادة في حالات الانتحار داخل الجيش الإسرائيلي.

وكتبوا في رسالتهم: “مجرد رفض كشف البيانات يثير القلق ويمس بثقة الجمهور في الجيش”، وفق المصدر ذاته. وأضافوا: “لا يمكن الانتظار نصف سنة لنشر المعطيات، في واقع يكون فيه جنود الجيش تحت أعباء نفسية ثقيلة أكثر من أي وقت مضى”.

وأكد الأعضاء التسعة في رسالتهم “ضرورة مراجعة الوضع واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بمنع خسارة أرواح الجنود والمجندات الذين يحتاجون إلى الدعم والمساندة”.

وأفادت الإذاعة بأن مراسلها للشؤون العسكرية، يارون كادوش، تقدّم صباح الثلاثاء بطلب إلى وحدة المتحدث باسم قسم القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي للحصول على بيانات حول عدد حالات الانتحار في صفوف الجيش.

وأضافت: “مثل كل الطلبات السابقة في الأشهر الأخيرة، قوبلت بالرفض وبنفس الرد الذي يطلب مني الانتظار نصف سنة، حتى يناير/كانون الثاني 2026”.

ورغم كثرة المطالبات بإفصاح رسمي، عن عدد الجنود القتلى في صفوف جيش الاحتلال، فإن القيادة العسكرية تعتزم نشر بياناتها النهائية لسنة 2025 فقط بنهاية العام.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية زادت من دعم الصحة النفسية العسكرية، بما في ذلك نشر مئات من ضباط الصحة النفسية داخل وحدات الجيش، وتفعيل خط دعم على مدار الساعة، وتأسيس مراكز علاجية مخصصة للجنود المتضررين.

وأكدت القناة 12 العبرية، أنه في الآونة الأخيرة، لوحظ ارتفاع مقلق بشكل خاص بين جنود جيش الاحتلال الذين حاولوا الانتحار.

وقالت إنه في منتصف شهر يوليو الجاري، انتحر أربعة جنود، ومنذ بداية الحرب، لوحظ ارتفاع مقلق في عدد الجنود الذين انتحروا مقارنة بالسنوات السابقة، مشيرة إلى أنه “يبدو أن هذا الاتجاه يزداد سوءًا مع استمرار الحرب”.

أزمة نفسية

وفي وقت سابق، كشف تقرير لموقع إنسايد أوفر الإيطالي عن تصاعد غير مسبوق في أعداد حالات الانتحار في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين شاركوا في العدوان على قطاع غزة وجنوب لبنان، مشيرًا إلى أن الأزمة النفسية داخل المؤسسة العسكرية باتت تتجاوز قدرة الجيش على التعامل معها، في ظل ما وصفه التقرير بتجاهل رسمي مدروس.

وركز التقرير على الحالة النفسية المتدهورة لجندي الاحتياط دانيئيل إدري، الذي أقدم على إحراق نفسه قرب مدينة صفد بعد مشاركته في الحرب على غزة ولبنان، بعدما طاردته صور الأجساد المتفحمة والقتلى، وعجز عن التخلص من آثار ما شاهده وارتكبه، لينتهي به الأمر ضحية لما وصفه التقرير بـ”الآلة التي صنعته كمقاتل وتركته فريسة للعنف الذي شارك فيه”.

كما أشار إلى أن الجيش يعاني من موجة اضطرابات نفسية في صفوف جنوده، حيث يخضع أكثر من 1600 جندي حاليًا للعلاج من اضطراب ما بعد الصدمة الحاد، ويُقدّر أن 75% من الجنود الذين خدموا في العدوان على غزة بحاجة إلى دعم نفسي طويل الأمد، فيما اشارت أحصاءات وزارة الصحة الإسرائيلية، إلى أكثر من 17 ألف حالة اضطراب نفسي منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، و2900 حالة صُنّفت كإصابات مزدوجة (جسدية ونفسية).

إن انتحار الجنود الإسرائيليين هو، في جوهره، شهادة دامغة على أن الحرب ليست فقط أرقامًا ومعارك، بل مشاهد عالقة في الذاكرة، وندوب في الروح، غزة بركامها وشهدائها، لم تَنتصر بالسلاح فقط، بل بالإنسانية التي احتفظت بها، في مقابل احتلال نزع عن جنوده صفة البشر، ليعودوا أشباحًا.

 

 

مقالات مشابهة

  • الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان
  • نتنياهو يدعو إلى إرسال المزيد من المساعدات إلى غزة.. و يزعم سرقة حماس للطعام
  • سقوط المزيد من الشهداء في غزة وسط ضغوط على إسرائيل لإنهاء الحرب
  • نتنياهو يدعو إلى إرسال المزيد من المساعدات إلى غزة
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • مصر تتجه إلى استيراد المزيد من الغاز وتزيد المنافسة العالمية
  • مع ختام الأسبوع الثالث من كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.. المزيد من الأبطال والجوائز
  • اتساع ظاهرة انتحار الجنود الصهاينة والإعلام العبري يكشف المزيد من التفاصيل
  • برلمانية: زيادة أعداد السائحين تساهم في ضخ المزيد من العملات للاقتصاد
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح