سارة البريكية
تمر الأعوام بنا سريعاً فنكبر في سنوات العمر ونحاول أن نفهم أنفسنا من نحن وماذا نُريد من هذه الحياة وماذا تريد منَّا الحياة وكيف لنا أن نكون أشخاصاً مسالمين فاعلين في هذا المجتمع وهذا المحيط وهذه الكرة الأرضية؟ وكيف لنا أن نترك أثرًا طيبا لنا يذكرنا به العالم المحيط بنا؟ فالأثر الطيب يبقى في النفوس وما يبقى في القلوب ويحفر يصبح مرآة لحكايات كثيرة تمتد في قلوبنا أياماً وأشهرا وسنوات وعمراً فليس بمقدار مدة البقاء ولكن بحجم الأثر.
ويسعى كل إنسان منَّا أن يكون ذا أثر طيب وجميل بأخلاقه وحسن سيرته والتزامه وخط سيره.
يأتي العاشر من أكتوبر من كل عام ونحن في انتظار المزيد والمزيد من النجمات المضيئة لنكبر معها عاماً آخر.. نعم مضت الأيام سريعاً منذ أول وهلة خرجتُ بها من رحم الحياة والحياة هي أمي فكانت طفولتي جميلة وبقيت طيلة أيامي أحن لتلك الطفولة الجميلة الخالية من كل وسائل التكنولوجيا التي نشهدها الآن والتطور الملحوظ في كافة مجريات الحياة، فنحن جيل ولدنا وعاصرنا أجيالا مختلفة كبرنا على تربية أمهات فاضلات، لا يشغلهن أية وسائل اتصال أو أية برامج تكاد تتلف الأسر في الوقت الحالي فكانت طفولتنا بريئة جداً نكبر فنرسم على الحيطان أحلامنا الوردية ونكتب على الرمل أسماءنا فتحميها أمواج البحر فنعاود الكتابة في حلقة مستمرة لا نمل ولا نكل ولا يشغلنا وقتها إلا التفكير بوقت سقوط المطر.
مضت تلك الأسطر تسجل تاريخًا مجيدًا ومستقبلاً حافلاً وكما عاهدت نفسي ألا أكون شخصًا غير قادر على إنجاز شيء في هذه الحياة؛ بل سعيت وبذلت في رسم خطة السير المرجوة، ولكن لا تزال هذه الرحلة محفوفة بالمخاطر والصعاب والتحديات. وها نحن ورغم مرور وقت طويل اجتزناه بعد رحلة شاقة جدًا، نحصد ثمار ذلك التعب الذي عشناه منذ سنوات طويلة؛ حيث كنَّا نعرف أن هذه المرحلة ستكون مُهمة جدًا بالنسبة إلينا، ونحن لا نريد أن نكون في نفس الوقت غير قادرين على تحقيق النجاح المطلوب. لذلك فنحن بحاجة ماسة لتحقيق المزيد من الأهداف المرجوة والانتصارات المتتالية التي نحققها ونسعى لتحقيقها دائمًا.
إننا إذ نمضي بسرعة الريح في زمن التحديات فنحن جميعاً قادرين على إحداث التغيير السريع في حياتنا اليومية وأيضاً قادرين على إنجاز المهام بشكل أفضل ونتطلع لمواصلة التطور والتقدم في المستقبل القريب، وذلك لا يأتي إلا بتكاتف الجهود وبذل المزيد من العمل الجاد لرسم خريطة الطريق التي نسعى إلى تحقيقها مع بداية هذا العام، الذي نأمل أن يكون عامًا حافلًا بالإنجازات والنجاحات وتحقيق الأهداف الطموحة القادمة، والأهم من ذلك كله هو تحقيق نجاح الذات وترك الأثر الطيب.
إننا إذ ندخل عامًا جديدًا ملؤه التفاؤل والطموح بإذن الله تعالى، علينا أن ننظر لأنفسنا بعين الرضا والفخر والاعتزاز، إضافة إلى أننا نعيش اليوم في عصر النهضة الحديثة التي بدأت منذ سنوات عديدة؛ حيث أكملها بنجاح كبير سيدي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد وهو يدير دفة القيادة بمهارة فائقة فكل الشكر والعرفان والثناء والتقدير له وحفظه لنا المولى سبحانه وتعالى.
إنَّ أحلامنا التي نحيك خيوطها، قد تتحقق يومًا ما، وقد لا تتحقق؛ فالخيرة دائمًا في ما اختاره الله لنا؛ فتأخر الوظيفة أو الإصابة بالمرض هو ابتلاء ويجب علينا أن نصبر وننتظر الأجمل، فحكومتنا لن تنسى كل تلك التحديات التي تواجهنا جميعا، وستقف معنا وتواصل العمل بكل قوة، من أجل خدمة المجتمع والمواطن، وإن كانت ثمة هناك من أمنية طال انتظارها وتأخر تحقيقها؛ فهي الوظيفة لأنها مطلب كبير جدًا ومهم في الوقت الحالي، ما دمت في قمة عطائك، لكن عندما تكبر وتصبح خطواتك متثاقلة سيصبح من الصعب عليك بمكان أن تعمل كما في السابق وكما في صغرك وشبابك وقوتك وطاقتك فكان الله في العون وكان الله معنا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
استشاري لـ”اليوم“: الكشف المبكر ونمط الحياة.. سلاحا مبادرة 10KSA لمواجهة السرطان
وصف استشاري علاج الأورام بالأشعة، الدكتور هدير مصطفى مير، مبادرة #10KSA بأنها نقطة تحول جوهرية في مفهوم التوعية الصحية بالمملكة، مؤكداً نجاحها في نقل المعركة ضد السرطان من إطار الرسائل التقليدية الجامدة إلى حراك اجتماعي تفاعلي ومؤثر يشارك فيه آلاف المواطنين، لترسيخ ثقافة الوقاية بدلاً من انتظار المرض.
وأوضح د. مير لـ «اليوم» أن المبادرة تمثل نموذجاً وطنياً رائداً يعزز مفهوم «الصحة الوقائية» الذي تتبناه المجتمعات المتقدمة لخفض معدلات الأمراض المزمنة، مشيراً إلى أن قوة هذا الحراك تكمن في قدرته على توحيد جهود القطاعات الصحية والتعليمية والإعلامية في رسالة واحدة عابرة للفئات العمرية لضمان استدامة الأثر الصحي.دلالة اللون اللافندروحول دلالة الرمزية البصرية للمبادرة، كشف الاستشاري أن اختيار «اللون اللافندر» لم يكن محض صدفة، بل جاء لكونه لوناً عالمياً يرمز للتوعية بجميع أنواع السرطان دون استثناء، مما يعكس شمولية الرسالة بأن الوقاية حق وواجب للجميع، إضافة لما يحمله هذا اللون الهادئ من معاني الأمل والتفاؤل بأن الوعي هو خط الدفاع الأول وليس الخوف.الدكتور هدير مصطفى مير
أخبار متعلقة 35 متطوعًا يغرسون 50 شجرة ظل بممشى سيهات لتعزيز الرقعة الخضراءبمشاركة 111 خبيرًا.. انطلاق مؤتمر العيون الدولي بالرياضوشدد د. مير على أن الفهم العميق لمسببات السرطان المعقدة التي تتشابك فيها الجينات مع السلوكيات والبيئة، يتطلب مواجهة مجتمعية شاملة تبدأ بتعديل نمط الحياة، محذراً من عوامل الخطورة المباشرة وعلى رأسها التدخين والسمنة والخمول البدني، إلى جانب العادات الغذائية غير الصحية كالاعتماد على اللحوم المصنعة وإهمال الألياف الطبيعية.أهمية الكشف المبكرورأى الدكتور مير أن الكشف المبكر يظل حجر الزاوية والمعيار الذهبي لخفض الوفيات، مؤكداً أن الفحص الدوري قادر على تحويل مسار العديد من الأورام كالثدي والقولون إلى أمراض قابلة للشفاء التام، خاصة لمن يملكون تاريخاً عائلياً للمرض، مما يستوجب تحويل الفحص من إجراء طارئ إلى عادة دورية.
واختتم الاستشاري حديثه بتقديم خارطة طريق للوقاية، تعتمد في جوهرها على العودة للطبيعة عبر التغذية المتوازنة والنشاط البدني المستمر، مع ضرورة الإقلاع الفوري عن التدخين وحماية الجلد من الأشعة الضارة، مشدداً على أهمية الصحة النفسية وتقليل التوتر كعوامل مساندة لتعزيز مناعة الجسم في مواجهة الأمراض.