حسام موافي: الاجتناب أشد من التحريم في حديث الله عن الخمر
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
روى الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، قصة نقاش جمعه بشخص كان يدعي أن الخمر ليست محرمة لأنها لم تُذكر صراحة في القرآن ضمن المحرمات مثل الدم والميتة ولحم الخنزير.
وأوضح موافي خلال ظهوره في برنامج "كلام الناس" على قناة "MBC مصر"، أنه رد على هذا الشخص قائلاً: "معنى الاجتناب أشد من التحريم"، حيث استخدم الله تعبير "فاجتنبوه" عند الحديث عن الخمر، وهو أمر بالابتعاد الكلي عنها.
وأضاف موافي أن الله عندما وصف الخمر في القرآن قال: "يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما"، مشيراً إلى أن وصفها كإثم يعكس مدى خطورتها وأضرارها التي تتجاوز أي منفعة محتملة.
ياسمين عز وحسام موافي يناقشان تراجع الأخلاق في العصر الحديثتناولت الإعلامية ياسمين عز، مقدمة برنامج "كلام الناس"، قضية تراجع الأخلاق في العصر الحالي، مستشهدة بحديث النبي محمد- صلى الله عليه وسلم-: "إن من أحبكم إليَّ، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا"، وأشارت إلى أن الأخلاق في الزمن الحالي لم تعد بنفس القوة والتواجد كما كانت في الماضي.
وعلق د. حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، على أهمية الأخلاق، محذراً من خطورة تدهورها في المجتمعات.
وأوضح أن العبارة الشهيرة "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت" تعكس الواقع الحالي، حيث يتجاهل الكثيرون أهمية الأخلاق.
وأضاف موافي أن الإسلام جاء ليرسخ مكارم الأخلاق وليس الأخلاق الأساسية، مشيراً إلى أن بعض الفضائل كانت موجودة حتى بين الكفار قبل ظهور الإسلام.
وشرح موافي قصة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم-، الذي اتفق الكفار على قتله قبل الهجرة، ولكنهم لم يقتحموا بيته بل انتظروا حتى يخرج، مما يُظهر قمة الأخلاق حتى في ظل العداوة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حسام موافي التحريم الخمر قصر العيني الله
إقرأ أيضاً:
ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يوضح دلالات حديث القرآن عن الجبال
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في حديث القرآن الكريم عن الجبال"، بحضور كل من: الدكتور عبد الفتاح العواري، العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالقاهرة، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وأدار الحوار الشيخ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر.
وأوضح الدكتور عبد الفتاح العواري أن الجبال تمثل الرابط الوثيق لهذه الأرض التي مدها الله لنا، كما أن لها دور حيوي في حفظ توازن الأرض وتحقيق استقرارها، وهذا أحد الأدلة على قدرة الله سبحانه وتعالى، لما فيه من دلائل القدرة وعظيم الصنع التي لا يستطيع بشر كائن من كان أن يأتي بمثل هذا الخلق – خلق الجبال-، ليبين لخلقه مكونات الخلق " أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ"، مشيرًا إلى أن دور الجبال في حفظ توازن الأرض ينتهي بقيام القيامة " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا"، أي أن الله سبحانه وتعالى يزيل الجبال ولا يبقي فيها شيئًا يوم القيامة، لتعود الأرض مسطحة لا شيء فيها.
وأكد الدكتور عبد الفتاح العواري على أهمية التأمل العميق في الآيات القرآنية التي تتحدث عن الجبال؛ لأن هذا التدبر يكشف عن عظمة الخالق وقدرته الباهرة في إبداع هذا الكون، فالجبال ليست مجرد تضاريس صماء، بل هي آيات كونية واضحة، ودلالات قاطعة على بديع صنع الله، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".
من جانبه قال مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر: إن الإشارة إلى الجبال في القرآن الكريم جاءت بصيغ متعددة، حيث ورد في ثمانية وأربعين موضعًا ضمن سور القرآن الكريم المختلفة، فجاء بصيغة الجمع في واحد وثلاثين موضعًا، وبصيغة المفرد في أربعة مواضع، مضيفًا أن القرآن الكريم لم يقتصر على لفظ "الجبال" للإشارة إليها، بل ذكرها بأسماء أخرى تحمل معاني إضافية، مثل "الرواسي" التي وردت تسع مرات، وتوحي بثباتها ورسوخها ودورها في تثبيت الأرض، كما لفت إلى أن القرآن ذكر جبالًا بأسمائها الخاصة، كجبل الجودي الذي ارتبط بقصة نوح عليه السلام، وجبل عرفات ذي المكانة العظيمة في مناسك الحج، والصَّفا والمروة اللذين شهدا سعي السيدة هاجر عليها السلام وأصبحا من شعائر الله، وهذه الجبال التي سميت بأسمائها دلالة على قدسيتها ومكانتها الإيمانية.
ولفت الدكتور مصطفى إبراهيم، إلى جانب بالغ الأهمية يظهر من خلال التدبر العميق لآيات القرآن الكريم التي تتناول الجبال، وهو ما يمكن وصفه بـ "الصفات الإيمانية" للجبال، واستشهد بقوله تعالى "وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا"، أي أن هذا التصوير القوي يكاد يجعلنا نتخيل خشوع الجبال وتأثرها بعظمة الخالق لدرجة أنها تكاد تتداعى وتسقط، وقوله تعالى "وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ" ففي هذه الآية، يتجلى تسبيح الجبال لله عز وجل مصاحبًا لتسبيح النبي داود عليه السلام، مما يرسخ فكرة أن هذه الجمادات ليست صماء خالية من الشعور والإدراك، بل هي مخلوقات تسبح بحمد ربها بطريقتها التي يعلمها هو سبحانه.
يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.