روسيا رغّبت نساء إفريقيات بالمال ومهنة لائقة فانتهى بهن العمل بتصنيع السلاح والمسيّرات لضرب أوكرانيا
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
كشف تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس عن توظيف روسيا لنساء أفريقيات شابات في مصنع لإنتاج الطائرات المسيرة المستخدمة في الحرب على أوكرانيا، وذلك تحت غطاء برنامج للدراسة والعمل.
وأوضح التحقيق أن إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي وعدت النساء الأفريقيات بتذاكر طيران مجانية وأموال ومغامرة في أوروبا مقابل إكمال لعبة كمبيوتر واختبار مفردات روسية من 100 كلمة.
لكن بدلاً من برنامج للدراسة والعمل في مجالات مثل الضيافة، اكتشفت بعض النساء بعد وصولهن إلى منطقة تتارستان الروسية أنهن سيعملن في مصنع لتجميع آلاف الطائرات المسيرة الإيرانية التصميم لاستخدامها في أوكرانيا.
وفي مقابلات مع وكالة أسوشيتد برس، اشتكت بعض النساء من ساعات العمل الطويلة تحت مراقبة مستمرة، وعدم الوفاء بالوعود المتعلقة بالأجور ومجالات الدراسة، والعمل بمواد كيميائية حارقة تسببت في تهيّج بالجلد.
ولسد النقص العاجل في العمالة، قامت روسيا بتجنيد نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و22 عاماً من دول مثل أوغندا ورواندا وكينيا وجنوب السودان وسيراليون ونيجيريا، بالإضافة إلى سريلانكا، وتوسعت الحملة لتشمل دولاً آسيوية وأمريكا اللاتينية.
ووفقاً للتحقيق، يعمل حوالي 200 امرأة أفريقية في مصنع بمنطقة ألابوغا الاقتصادية الخاصة في تتارستان، على بعد نحو 1000 كيلومتر شرق موسكو، إلى جانب طلاب روس في سن 16 عاماً.
وقالت إحدى العاملات الأفريقيات: "لا أعرف حقاً كيف أصنع الطائرات المسيرة"، مضيفة أنها تركت وظيفتها في بلدها وقبلت العرض الروسي.
وكشف التحقيق عن ظروف عمل صعبة، حيث تخضع العاملات لمراقبة مستمرة في مساكنهن وأماكن عملهن، مع ساعات عمل طويلة وأجور أقل من المتوقع، كما يتم تشجيع العاملات على الإبلاغ عن زميلاتهن.
وأشارت إحدى العاملات إلى أن المواد الكيميائية المستخدمة تسببت في ظهور "ثقوب صغيرة" على وجهها مع تهيّج شديد في الجلد، قائلة: "يا إلهي، لا أستطيع التوقف عن حك نفسي!".
ورغم أن إحدى النساء أبدت رضاها عن العمل بسبب الأجر الجيد وفرصة التعرف على ثقافة جديدة، إلا أن معظم من تمت مقابلتهن اختلفن حول حجم التعويض وأشرن إلى أن الحياة هناك لم تكن على مستوى توقعاتهن.
وقد أثار هذا الأمر مخاوف من احتمال وقوع جريمة الاتجار بالبشر، اذ قالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إن أفعال روسيا "قد تستوفي معايير الاتجار بالبشر إذا كان التوظيف احتيالياً والغرض منه الاستغلال".
فيما قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن روسيا تعمل بنشاط على تجنيد أجانب من أفريقيا والهند لدعم حربها في أوكرانيا من خلال الوعد بوظائف مربحة دون أن تشرح طبيعة العمل بشكل كامل
وعلى الرغم من زيادة إنتاج الطائرات المسيرة، إلا أن هناك تساؤلات حول جودتها ومدى دقتها، وقد أظهر تحليل لنحو 2000 هجوم بطائرات مسيرة وثّقَهُ الجيش الأوكراني منذ 29 يوليو أن حوالي 95% منها لم تصب أي هدف واضح.
ويعتمد برنامج التوظيف "ألابوغا ستارت" على حملة قوية على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر نساء أفريقيات يزرن المواقع الثقافية في تتارستان أو يمارسن الرياضة، دون ذكر دور المصنع في إنتاج الطائرات المسيرة الروسية.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ومنشأة للبنية التحتية روسيا تشن هجومًا على كييف بطائرات مسيرة انتحارية إيرانية الصنع مقتل شخصين على الأقل جراء غارات بطائرات مسيرة في ليبيا روسيا الاتجار بالبشر الحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل هجمات عسكرية حزب الله إسرائيل لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل هجمات عسكرية حزب الله إسرائيل روسيا الاتجار بالبشر الحرب في أوكرانيا لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيل هجمات عسكرية حزب الله إسرائيل قطاع غزة الحرب في أوكرانيا حالة الطوارئ المناخية فولوديمير زيلينسكي إعصار تمويل السياسة الأوروبية الطائرات المسیرة بطائرات مسیرة یعرض الآن Next فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
السودان يعرض على روسيا قاعدة بحرية استراتيجية.. ما المقابل؟
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، تقريرا وصفته بالحصري، جاء فيه أن "السودان يعرض على روسيا أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا"، مشيرة إلى أن ميناء على البحر الأحمر "سيمنح موسكو ميزة حيوية في المياه الاستراتيجية".
Sudan’s military government has offered Russia what would be its first naval base in Africa and an unprecedented perch overlooking Red Sea trade routes, according to Sudanese officials https://t.co/invjezqoYR — WSJ Graphics (@WSJGraphics) December 1, 2025
وتستند الصحيفة في معلوماتها إلى مسؤولين سودانيين قالوا إن "الحكومة العسكرية في السودان عرضت على روسيا "أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا، وموقعًا غير مسبوق يطل على طرق التجارة الحيوية في البحر الأحمر"، وفي حال إبرام الصفقة فإن ذلك سيشكّل ميزة استراتيجية لموسكو التي "تكافح لترسيخ وجودها في القارة، كما ستُمثل تطورًا مقلقًا بالنسبة للولايات المتحدة، التي سعت بدورها إلى منع روسيا والصين من السيطرة على الموانئ الأفريقية حيث يُمكنهما إعادة تسليح السفن الحربية وتجهيزها، وربما خنق الممرات البحرية الحيوية".
قاعدة مقابل أسلحة روسية متقدمة بأسعار تفضيلية
ومقابل السماح للقوات الروسية باستخدام الأراضي السودانية على المدى الطويل، "سيحصل النظام العسكري السوداني على أنظمة روسية متقدمة مضادة للطائرات وأسلحة أخرى بأسعار تفضيلية، بينما يواصل حربه ضد قوات الدعم السريع المتمردة".
وتشرح الصحيفة تفاصيل الصفقة أنه بموجب مقترح مدته 25 عامًا قدمته الحكومة العسكرية السودانية لمسؤولين روس في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، "سيكون لموسكو الحق في نشر ما يصل إلى 300 جندي وإرساء ما يصل إلى أربع سفن حربية، بما في ذلك السفن العاملة بالطاقة النووية في بورتسودان، أو منشأة أخرى على البحر الأحمر لم يُكشف عنها بعد، كما سيحصل الكرملين على أولوية الوصول إلى امتيازات تعدين مربحة في السودان، ثالث أكبر منتج للذهب في أفريقيا"، ومن بورتسودان ،سيكون لروسيا موقع جيد يسمح لها "بمراقبة حركة الملاحة من وإلى قناة السويس، وهي الممر المختصر بين أوروبا وآسيا الذي يمر عبره نحو 12 في المئة من التجارة العالمية".
وبحسب ما أوردت الصحيفة في تقريرها، فإن موسكو "قدمت دعمها في البداية لقوات الدعم السريع، واستغلت علاقاتها للوصول إلى مناجم الذهب السودانية، لكن تلك التحالفات سرعان ما انقلبت. إذ وجد المتمردون أن الدعم الروسي غير كافٍ، وبدأوا التواصل مع أوكرانيا، وهو ما دفع روسيا للتحول إلى دعم الحكومة في الخرطوم، وتنقل الوول ستريت جورنال عن مسؤول عسكري سوداني قوله إن "السودان يحتاج إلى إمدادات أسلحة جديدة، لكنه أقرّ بأن إبرام صفقة مع روسيا قد يسبب مشكلات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
قلق أمريكي من العرض السوداني
ولفتت الصحيفة إلى أن احتمال إقامة قاعدة روسية على البحر الأحمر أثار قلق المسؤولين الأمنيين الأميركيين، الذين يتنافسون مع بكين وموسكو منذ سنوات على النفوذ العسكري في إفريقيًا، وقالت "وول ستريت جورنال" إن الأنشطة البحرية الروسية باتت محدودة حاليًا بسبب نقص موانئ المياه الدافئة التي يمكن للسفن استخدامها لإعادة التزود بالوقود أو إجراء الصيانة، مشيرة إلى أن وجود قاعدة في ليبيا، أو على البحر الأحمر، سيتيح للسفن الروسية الإبحار لفترات أطول في البحر المتوسط والمحيط الهندي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن إقامة قاعدة روسية في ليبيا أو بورتسودان "قد توسّع قدرة موسكو على فرض نفوذها، وتمكنها من العمل دون رادع"، وقال الجنرال الأمريكي المتقاعد مارك هيكس، الذي قاد وحدات العمليات الخاصة في إفريقيا، إن "وجود قاعدة روسية في القارة يعزز نفوذ موسكو، ويمنحها مكانة أكبر وهيبة دولية"، مضيفًا أن الاتفاق "يُعد بالتأكيد مكسبًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وقالت الصحيفة إن عناصر الجيش الروسي ومرتزقة مرتبطين به ينتشرون في عدة دول إفريقية، من غينيا الاستوائية إلى جمهورية إفريقيَا الوسطى، مشيرة إلى أن موسكو تسعى منذ 5 سنوات للحصول على وجود دائم في بورتسودان، وأضافت أن السلطات السودانية شجعت الطموحات الروسية، لكنها ظلت حتى الآن متحفظة بشأن إبرام مثل هذا الاتفاق.
الصين وأمريكا وسباق النفوذ في أفريقيا
وأوضحت الصحيفة أن الصين بنت موانئ تجارية عديدة في إفريقيا ضمن مبادرة ضخمة للبنية التحتية، مشيرة إلى أنها أنشأت في 2017 أول قاعدة بحرية خارجية لها في جيبوتي، قرب مضيق باب المندب الحيوي الرابط بين البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، مع رصيف طويل بما يكفي لاستقبال حاملة طائرات.
وتقع المنشأة الصينية على بُعد نحو 6 أميال من أكبر قاعدة عسكرية أميركية في إفريقيا، "كامب ليميونييه"، حيث يتمركز نحو 4 آلاف جندي أميركي لدعم عمليات الولايات المتحدة وحلفائها في الصومال، كما تستضيف قوة تدخل سريع لحماية السفارات الأميركية في المنطقة، وذكرت "وول ستريت جورنال" أن واشنطن تحتفظ أيضاً بقوات خاصة وأخرى داعمة في الصومال لدعم وحدات النخبة المحلية في القتال ضد حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، وضد فرع تنظيم داعش في البلاد.
نفوذ فاجنر المفقود في إفريقيا
وقالت الصحيفة إن الاتفاق المطروح بين موسكو والسودان جاء في وقت فقدت فيه روسيا بعض نفوذها في إفريقيا، مشيرة إلى أن دولًا مثل مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى كانت تستعين بمقاتلي مجموعة "فاغنر" لحماية قادتها ومحاربة خصومهم، لكن بعض نشاطات المجموعة انهارت بعد تمرد مؤسسها يفجيني بريجوجين ضد بوتين عام 2023، ووفاته لاحقاً عندما انفجر جهاز متفجر أدى إلى فصل أحد أجنحة طائرته على ارتفاع 28 ألف قدم، وفق الصحيفة.
حرب السودان.. فرصة للقوى الدولية لتحقيق مصالحها
وأضافت الصحيفة أن الصراع السوداني، الذي اندلع في 2023 بسبب صراع على السلطة بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، خلق فرصة جديدة للقوى الإقليمية والدولية لتحقيق مصالحها، ما أدى إلى شبكة معقدة من التحالفات المتغيرة، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سودانيين حاليين وسابقين قولهم إن الخرطوم رفضت، العام الماضي، عرضاً لإقامة قاعدة بحرية تديرها إيران، وذلك لتجنب إثارة غضب الولايات المتحدة.
ترامب يتدخل لحل أزمة السودان
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قال، في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، إنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان بعد أن طلب منه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التدخل لحل الصراع، فيما رحب السودان بالجهود السعودية والأمريكية لتحقيق السلام.
وفي اليوم التالي، دعا القائد العام للقوات المسلحة السودانية ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الولايات المتحدة وحلفاء بلاده الإقليميين إلى اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب الدائرة في بلاده، مؤكداً أن "أي سلام دائم يستلزم تفكيك قوات الدعم السريع".