الجزيرة نت تكشف حقيقة التطورات بملف القاعدة الروسية في السودان
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
الخرطوم- نفت مصادر سيادية ودبلوماسية سودانية رفيعة للجزيرة نت، وبشكل قاطع، حدوث أي تطورات جديدة في ملف إنشاء قاعدة روسية على البحر الأحمر، كما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وقال وزير الخارجية السوداني السابق، الدكتور علي يوسف، للجزيرة نت إن الحديث عن القاعدة الروسية ظل فزّاعة مكشوفة يطلقها البعض عن قصد بين الحين والآخر لإثارة مخاوف الجيران والأميركيين، وممارسة الضغط على السودان.
وأضاف أن تحريك موضوع القاعدة الروسية في هذا التوقيت، عبر فبركات إعلامية، دون أن يكون هناك أي تطور جديد على أرض الواقع، هو أمر مقصود يهدف إلى توتير العلاقات مع أميركا والسعودية ومصر.
وكانت "وول ستريت جورنال" قد نقلت عمن وصفتهم بمسؤولين سودانيين قولهم إن الحكومة العسكرية للبلاد عرضت على روسيا إنشاء أول قاعدة بحرية لموسكو في أفريقيا، وهي خطوة ستمنح موسكو منصة غير مسبوقة تُطل على طرق التجارة الحيوية في البحر الأحمر.
من جهته، قال الخبير العسكري، العميد إبراهيم عقيل مادبو، إن فكرة إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان قديمة، وقد اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الرئيس السابق عمر البشير، الذي رحّب بالاقتراح. ونتيجة للضغوط التي مورست من أميركا، تحولت فكرة القاعدة إلى خطة بديلة بإنشاء نقطة خدمات لوجستية في البحر الأحمر لسلاح البحرية السودانية في بورتسودان.
وأوضح الخبير مادبو للجزيرة نت أن إنشاء القاعدة يمكن أن تكون له فوائد وأضرار، ويتوقف ذلك على كيفية إدارتها وتأثيرها على المنطقة. مشيرا إلى أنها توفّر لروسيا وصولا مباشرا للبحر الأحمر، مما يُعزز طموحاتها للتأثير العالمي والمساهمة في تأمين الملاحة فيه.
وظهر الحديث عن تسهيلات عسكرية بحرية لروسيا في بورتسودان عقب زيارة قام بها الرئيس السابق عمر البشير إلى موسكو عام 2017.
إعلانلكن منذ ذلك التاريخ، يستبعد مراقبون إنشاء القاعدة البحرية الروسية على البحر الأحمر، في ظل ما وصفوه بتردد السلطات السودانية في المضي قدما لإحراز تقدم في هذا الملف، الذي ظل يراوح مكانه، حيث جعلته التعقيدات الجيوسياسية في المنطقة، أشبه بورقة سياسية يمكن التلويح بها والمناورة من خلالها، دون استخدامها فعليا.
موسكو تنفيفي الأثناء، أكدت مصادر سيادية ودبلوماسية متطابقة للجزيرة نت، أنه لم يتم التطرق لهذا الملف في أي مستوى من العلاقات بين البلدين مؤخرا، وفيما فضّلت تلك المصادر عدم كشف هويتها، نفت السفارة الروسية في السودان بوضوح حدوث أي تطور جديد في الملف.
وأوضح السفير الروسي في السودان، أندريه تشيرنوفول، أنه لا توجد تطورات جديدة بشأن نشر قاعدة بحرية روسية في السودان، وقال لوكالة "تاس" إن ما نشرته "وول ستريت جورنال"، الاثنين الماضي، حول إنشاء القاعدة الروسية، يعود إلى عام 2020.
ولفت إلى أن الوثيقة الموقعة في ذلك الوقت متاحة للعامة ويجب التصديق عليها. وأضاف "في هذه المرحلة، كل شيء متوقف، ولم يتم إحراز أي تقدم في هذا الصدد بعد. على الأقل، لا أعلم شيئا عن ذلك. لذا، فإن الحديث عن أي شيء جديد هنا، على أقل تقدير، سابق لأوانه".
وتمنح اتفاقات موقعة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 روسيا حق استخدام جزء من ميناء بورتسودان والمنطقة المائية المجاورة، على ألا يتجاوز الحد الأقصى لعدد أفراد القاعدة البحرية 300 فرد، ويسمح بوجود ما لا يزيد على 4 سفن روسية في الوقت نفسه.
فيما أشارت الصحيفة الأميركية، نقلا عن مسؤولين سودانيين لم تكشف عنهم، إلى أن الحكومة السودانية ستحصل على أنظمة روسية متطورة مضادة للطائرات وأسلحة أخرى بأسعار تفضيلية، مقابل السماح للقوات الروسية باستخدام أراضي السودان.
وقال مندوب السودان الدائم الأسبق في الأمم المتحدة في نيويورك، السفير عبد المحمود عبد الحليم، إن سنوات تعاملهم مع أميركا علّمتهم أنهم يحتفظون بصندوق يرجعون إليه لتجديد واستخدام محتوياته عند الاقتضاء، ويُسمى "صندوق الابتزاز"، وأضيف إليه مؤخرا موضوع استخدام السودان أسلحة كيميائية، وهو ادعاء تفاجأت به قوات الدعم السريع قبل أن تتفاجأ حكومة السودان نفسها.
وأضاف في حديث خاص للجزيرة نت "لذلك لم يكن مستغربا أن يُثار من جديد موضوع التعاون البحري والقاعدة الروسية في سياق تطورات قضايا الحرب والسلام، بقصد واضح، هو إثارة غبار حول مواقف السودان، التي أثبتت التطورات، وخاصة عقب سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر، صدقيتها وموثوقيتها. ولذلك فإن إثارة مثل هذه الأمور والتسريبات يراد بها الابتزاز وتغبيش مواقف السودان".
ويُلاحظ أن التسريبات جاءت عبر صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي نشرت قبل أيام قليلة مقالا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، عكس حسن نية السودان في التعامل مع الولايات المتحدة، علما بأن السودان لا يحتاج إلى إذن من أحد للاضطلاع بمسؤوليات علاقاته الخارجية.
إعلانوقالت السفارة الروسية لدى السودان، في تصريحات لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية، أمس الأربعاء، إنه في ظل غياب أي أخبار جديدة، يهدف مقال "وول ستريت جورنال" إلى إحياء "قصة الرعب" التي مضى عليها 5 سنوات بشأن الوجود الروسي في البحر الأحمر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات وول ستریت جورنال روسیة فی السودان القاعدة الروسیة البحر الأحمر الروسیة فی للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي
قامت السيدة آمنة ميرغني حسن التوم، محافظ بنك السودان المركزي، بزيارة رسمية إلى مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، استهلتها بلقاء قائد الفرقة الأولى مشاة، الذي رحب بالزيارة مؤكداً تماسك القوات المسلحة واستقرار الأوضاع الأمنية بالولاية عقب تحريرها، وقدم تنويراً شاملاً حول الموقف العملياتي.وأعربت السيدة المحافظ عن تهانيها بتحرير الولاية، مقدرة التضحيات الكبيرة التي قدمتها القوات المسلحة والقوات المشاركة في معركة الكرامة.عقب ذلك، عقد والي ولاية الجزيرة بالإنابة اجتماعاً مشتركاً ضم حكومة الولاية واللجنة الأمنية ومحافظ مشروع الجزيرة مع السيدة محافظ البنك المركزي.وأشاد الوالي بالإنابة بجهود العاملين بفرع بنك السودان المركزي بمدني الذين كانوا من أوائل العائدين عقب التحرير، مستعرضاً تطورات الأوضاع الأمنية والاقتصادية وتعافي الولاية، مؤكداً أهمية دور البنك المركزي في دعم الإنتاج والاستقرار الاقتصادي، داعياً إلى تذليل معوقات تمويل المشروعات التنموية.كما قدم محافظ مشروع الجزيرة تنويراً حول الاستعدادات للموسم الشتوي، مشيداً بقرار البنك المركزي الأخير بإعفاء رسوم الاستعلام الائتماني، بينما استعرض أعضاء حكومة الولاية التحديات المتعلقة بتمويل الموسم الزراعي ومدخلات الإنتاج والمشروعات التنموية، مؤكدين استعدادهم لتوفير الضمانات اللازمة.من جانبها، عبرت السيدة المحافظ عن شكرها لحكومة الولاية على حسن الاستقبال، وقدمت التهنئة بتحرير الولاية ، مبتهلةً بالرحمة للشهداء والشفاء للجرحى وعودة الأسرى. وأكدت أن المعركة الاقتصادية لا تقل ضراوة عن المعركة العسكرية، مشيرة إلى حجم الدمار الممنهج الذي طال البنى التحتية والقطاع المصرفي.وقدمت سيادتها عرضاً لخطة البنك المركزي للإصلاح ودعم المصارف عبر صناديق التمويل الإقليمية والدولية، وطلبت من حكومة الولاية إعداد دراسات متكاملة للمشروعات التنموية التي تتطلب التمويل.كما تناولت الترتيبات الجارية لتمويل الموسم الزراعي بالتنسيق مع وزارة الزراعة الاتحادية، وجهود استقطاب صناديق التمويل الأصغر وفتح فروع لها في الولايات، مؤكدة دعم البنك المركزي للنشاط الاقتصادي بولاية الجزيرة.وأشارت المحافظ إلى زياراتها السابقة لولايتي نهر النيل والخرطوم وخطط زيارة بقية الولايات، معلنة أن البنك سيستأنف عمله من الخرطوم خلال شهر، مشيدة بالدعم الكبير الذي تقدمه قيادة الدولة للجهاز المصرفي، إلى جانب الجهود المبذولة لإعادة تشغيل نظام المقاصة الإلكترونية خلال الأيام المقبلة.كما قدم مدير فرع البنك المركزي بمدني، السيد مجدي البخيت، تنويراً حول عملية استبدال العملة، موضحاً أن ولاية الجزيرة ستتبع نهج الاستبدال التدريجي.وعلى صعيد آخر وفي إطار زيارتها الميدانية، تفقدت السيدة المحافظ المبني الجديد لفرع بنك السودان المركزي بمدني، ووقفت على حجم الأضرار التي تعرض لها نتيجة استهدافه من مليشيا الدعم السريع المتمردة.ووجهت بالشروع الفوري في التقييم الهندسي للمبنى والبدء في أعمال إعادة التأهيل بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة، مع التركيز على معالجة مركز البيانات والتحول إلى أنظمة التخزين السحابي لضمان استمرارية العمل وسلامة البنية التقنية.واختتمت السيدة المحافظ زيارتها بلقاء العاملين بفرع البنك المركزي، حيث استمعت إلى التحديات التي تواجههم، مشيدة بما بذلوه من جهود منذ اندلاع الحرب، مؤكدة حرص البنك على معالجة القضايا التي طرحت وتحسين بيئة العمل، داعية إلى مزيد من الجهد وتجويد الأداء.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب
Promotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/02 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة الدوحة.. إلزام سيدة بدفع 10 آلاف ريال لطليقها2025/12/02 ⭕ وزير الدفاع المصري: الدول القوية تحترم إرادتها وتصان حدودها2025/12/02 اجتماع مشترك بين حكومة النيل الابيض واتحاد اصحاب العمل وشركة زادنا لمناقشة مشروعات البنى التحتية2025/12/01 رئاسة قوات الشرطة تدشن الدفعة السابعة من دعم الولايات والادارات بالمركبات2025/12/01 هل احتال روبرت كيوساكي على متابعيه؟.. بيع مفاجئ لـ”بيتكوين” يشعل الجدل عالميا2025/11/30 محافظ طهران: خفض تلوث الهواء يحتاج إلى خطة تمتد 20 عامًا2025/11/30شاهد أيضاً إغلاق اقتصاد وأعمال وزارة الصناعة والتجارة تُعلن عن إتاحة خدمات الاستيراد التجاري والشخصي إلكترونيًا عبر منصة (بلدنا) 2025/11/30الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن