باحثون يكشفون عن مواد تعزز فعالية الأجهزة الطبية المزروعة والقابلة للارتداء
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
كشف فريق بحثي من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، عن مواد جديدة مثل الكربون المنشط والغرافين وبعض أكاسيد المعادن يمكنها أن تعزز فعالية الأجهزة الطبية المزروعة والقابلة للارتداء بأنظمة تخزين الطاقة مثل المكثفات الفائقة الحيوية لتصبح أكثر أماناً وكفاءة، حيث يُعتبر تغيير البطاريات في الأجهزة مهمة متعبة ومزعجة، وتصبح العملية متعبة بشكل أكبر إذا وُجد الجهاز داخل الجسم كأجهزة تنظيم ضربات القلب وزراعات قوقعة الأذن والمستشعرات وغيرها من الأجهزة الطبية التي يعتمد عليها الملايين وتُشغّلها بطاريات تتطلب استبدالًا متكرراً وقد تشكل ضرراً على الإنسان.
نشر البحث
ونشر كلٌّ من البروفيسور إبراهيم الحجري، أستاذ الهندسة الميكانيكية والنووية، والدكتورة أمل الغافري، أستاذة مشاركة والعالمَين البحثيَين الدكتور نيليش شودانكار والدكتور جانغ كيو كيم من قسم الهندسة الميكانيكية والنووية، والدكتور روهان أمبادي، من قسم هندسة الطيران والفضاء في جامعة خليفة، ورقة بحثية بعنوان «ثورة في التكنولوجيا القابلة للزراعة: مكثفات الطاقة الفائقة الحيوية كمستقبلٍ لمصادر الطاقة»، في المجلة العلمية «أدفانسد فَنكشنال ماتيريالز»، المصنّفة في قائمة أفضل 10% من المجلات العلمية في مجال فيزياء المواد المكثفة، ويضم الفريق أيضاً الأستاذ الدكتور يون سوك هو، من جامعة إينها في كوريا الجنوبية والدكتور يونغ كيو هان من جامعة دونغ كوك في سيؤول في كوريا الجنوبية، والدكتور براغاتي شيندي من المعهد الوطني لعلوم المواد في اليابان.
وأوضح الفريق البحثي أنه تعد بطاريات أيون الليثيوم التقليدية المصدر المعتاد للطاقة في الأجهزة الطبية الإلكترونية القابلة للزراعة مثل المستشعرات وأجهزة تنظيم ضربات القلب وأجهزة إزالة الرجفان القابلة للزرع وزراعات قوقعة الأذن والمحفزات وفي الأجهزة القابلة للارتداء أيضاً.
المستشعرات
ويمكن أن تساعد الأجهزة الطبية الإلكترونية على العلاج والتشخيص عندما تكون مدمجة في الجسم، حيث تحتوي على أجزاء إلكترونية مختلفة مثل الدوائر المتكاملة والمستشعرات ومصادر الطاقة مثل البطاريات وخلايا الوقود الحيوي التي قد تشكّل مخاطر بسبب التسرّب المحتمل للسموم على الرغم من أنها قد تكون صغيرة، كما يُعتبر الاستبدال المتكرر للبطارية، أو الجهاز الذي يمكن أن يتطلب استبداله عملية جراحية، مشكلة أخرى شائعة تزيد من تكلفة الرعاية الصحية والمخاطر التي قد تهدد حياة المرضى.
وذكروا أن المواد المستخدمة في مكثفات الطاقة الفائقة الحيوية، مثل الكربون المنشط والغرافين تسهم في تحسين أداء المكثفات، كما تُمكّنها خاصية عدم تحفيز ردة فعل ضارة في السياقات الحيوية، من التفاعل بأمان مع الأنسجة الحيوية. إضافة لذلك، تتمتع مكثفات الطاقة الفائقة بمزايا تتفوق من خلالها حتى على البطاريات القابلة لإعادة الشحن.
وقال الدكتور نيليش تشودانكار: «ركزت الدراسات الحديثة على أفضل المواد المستخدمة في الأقطاب الكهربائية والمواد التي تصبح موصلة للكهرباء عندما تذوب في الماء أو تنصهر، لاستخدامها في الأجهزة القابلة للارتداء والمحمولة، ولكن لا توجد حالياً أي دراسة حول مكثفات الطاقة الفائقة الحيوية للأجهزة الطبية الإلكترونية القابلة للزرع.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا أبوظبي القابلة للارتداء الأجهزة الطبیة فی الأجهزة
إقرأ أيضاً:
«لا بوبو المخيفة».. علماء النفس يكشفون سر هوس الأطفال بالدمية رغم «قبحها»
متابعات: «الخليج»
أثارت دمية «لا بوبو» موجة واسعة من الجدل في الأوساط الاجتماعية وبين أولياء الأمور، بعدما اجتاحت الأسواق وأصبحت محط اهتمام عدد كبير من الأطفال، رغم شكلها الذي وصفه كثيرون بالقبيح والمريب.
الدمية، التي تتميز بوجه غريب وأذنين طويلتين وابتسامة ماكرة، لاقت رواجاً غير متوقع، ما دفع العديد من الأهالي للتساؤل عن سر انجذاب أطفالهم نحوها، رغم أنها لا تشبه الشخصيات التقليدية المحببة عادةً للصغار.
في هذا السياق، أوضح عدد من خبراء علم النفس لموقع Psychological Today أن انجذاب الأطفال نحو «لابوبو» قد يكون مرتبطاً بعدة عوامل نفسية، من أبرزها ما يُعرف بمفهوم «القبيح الجميل»، حيث يميل الطفل إلى التفاعل مع الأشياء الغريبة وغير المألوفة، باعتبارها مثيرة ومحفّزة للخيال.
وقد تم بيع دمية «لابوبو» بحجم إنسان هذا الأسبوع بمبلغ قياسي بلغ 1.08 مليون يوان صيني (نحو 150,324 دولاراً)، وذلك وفقاً لدار مزادات صينية.
يُذكر أن دمى لابوبو تُباع عادة عبر شركة الألعاب الصينية Pop Mart بأسعار تبدأ من نحو 6.95 دولار أو 5.12 جنيه إسترليني، ما يجعل السعر القياسي الجديد حدثاً استثنائياً في عالم مزادات الألعاب.
شكل دمية «لا بوبو» المخيف ليس عيباً بل أداة نفسية لتفريغ المشاعرتتغير صيحات الموضة بسرعة، لكن بعض الهوس ينمو في الخفاء لتتحول إلى ظواهر لا تفارقنا.
هنا تدخل دمية «لابوبو» المشهد، مخلوق محشو صغير، ذو ابتسامة مسنّنة ونظرة تجمع بين البراءة والرعب، أصبح فجأة بين أيدي النجمة ريهانا، ورفيقة لكبار نجوم الكي-بوب مثل ليسا من بلاكبينك.
لكن «لابوبو» ليست مجرد موضة عابرة، بل تحوّلت إلى ظاهرة نفسية حقيقية، تعكس تفريغ المشاعر السلبية، وتدرس حالتها شركات التسويق لفهم كيف يمكن بناء ولاء جماهيري عاطفي واسع الانتشار.
وقد يظن البعض أن سر جاذبية دمية «لابوبو» يكمن في شكلها الغريب أو طرافتها الغامضة، لكن الحقيقة أعمق بكثير.
ويقول علماء النفس-جاذبية هذه الدمية لا تتعلق بالمظهر بقدر ما تتعلق بالرمزية
-«لابوبو» كائن غريب الأطوار، متناقض، ومخيف قليلاً تماماً كمرحلة المراهقة نفسها.
-في هذا العمر، يعيش الأطفال بين أقطاب متضادة: بين الرغبة في الاستقلال والحنين إلى الطفولة، بين الحاجة إلى الانتماء والسعي للتميز، بين اللعب البريء وتعقيدات الهوية الناشئة.
-«لابوبو» تجسد هذه التناقضات كلها، بابتسامتها المسنّنة، وعينيها الواسعتين، وتعبير وجهها الجامح.
-الدمية تجسيد بصري للفوضى الداخلية التي يعيشها الأطفال في سن ما قبل المراهقة.
كيف تساعد دمية غريبة الأطفال على السيطرة على مخاوفهم؟يقول علماء النفس: إن ما يميز «لابوبو» بصرياً هو تناقضها. بآذانها المدببة وابتسامتها المخيفة وعيونها الحنونة، تسير على حافة بين الجاذبية والغموض.
يجعلها هذا التباين لا تُنسى، إنها فوضى محببة تلامس حنين الطفولة بروح ساخرة، وسط عالم رقمي بارد.
أما قصتها فتضيف بعداً إنسانياً آخر. بحسب شركة Pop Mart المنتجة، «لابوبو» مخلوق شقي لكنه طيب القلب، يحاول المساعدة لكنه يتسبب في مشاكل، وهي شخصية يمكن لأي شخص أن يرى نفسه فيها.
لقد أنسنت العلامة التجارية دميتها إلى درجة أن الناس يربطون بها مشاعر وصفات وحتى طموحات.
عنصر المفاجأة في صناديق «لا بوبو» وتأثيره في دماغ الطفلويوضح علماء النفس أنه في قلب جاذبية «لابوبو» تكمن قوة المفاجأة والندرة، فهي تُباع في صناديق مغلقة تُعرف بـ«Blind Boxes»، حيث لا يعرف المشتري أي نسخة سيحصل عليها حتى يفتحها.
ويوضحون أن ذلك يثير إحساساً نفسياً يُعرف بمبدأ «المكافأة المتغيرة»، وهو المبدأ نفسه الدافع لإدمان ماكينات القمار أو إعجابات إنستغرام.
وكشف علماء النفس أن لحظة الترقب هذه تُعدّ ذهباً للدماغ، ومن ثم تأتي استراتيجية الندرة، حيث تُطرح نسخ محدودة ومواسم حصرية ترفع من حدة «فومو» (الخوف من تفويت الفرصة).
ومع ارتفاع الطلب وقلة المعروض، تقفز القيمة تلقائياً، وتزدهر سوق إعادة البيع، حيث يدفع هواة الجمع مبالغ طائلة لقاء نسخ نادرة.
دمية «لا بوبو» كرمز للانتماء والقبول الاجتماعي بين الزملاء في المدرسةعلمياً، ينجذب الأطفال في هذه المرحلة إلى كل ما هو غريب، مقزز، أو مريب، لا لأنهم مضطربون، بل لأنهم يحاولون فهم مشاعر متضاربة، وإدراك أنهم قادرون على احتوائها دون أن تضيع هويتهم.
لقد وجدت الألعاب «المخيفة» دائماً طريقها إلى غرف الأطفال، من بطاقات Garbage Pail Kids، إلى شخصيات تيم برتون، وصولاً إلى ألعاب الرعب مثل Five Nights at Freddy’s.
ويُعرف هذا النمط النفسي باسم «الإتقان الرمزي»، وهي آلية يستخدمها الأطفال لاحتواء مشاعر الخوف أو القلق من خلال التملك والسيطرة، فعندما تكون اللعبة مخيفة بدرجة محسوبة ليست مرعبة تماماً، بل محيرة، تصبح وسيلة مثالية لاختبار حدود الشعور والتعامل معه.
وفي عالم مليء بعدم اليقين، يصبح التحكم بكائن مخيف وسيلة تمنح الطفل شعوراً بالقوة.
لذلك، فإن دمية «لابوبو» ليست مجرد لعبة غريبة، بل أداة نفسية تحمل معنى عميقاً في رحلة النضج.
ويقول علماء نفس: إن الأمر لا يتوقف فقط على المتعة أو جرعة الدوبامين التي تقدمها دمية «لابوبو»، بل يتعداها إلى حاجة أعمق: الانتماء.
ويضيفون أنه في عالم المدرسة الإعدادية، لا يقول الطفل: «أنا أتعامل مع تعقيدات العلاقات الاجتماعية وأسعى للاندماج ضمن مجموعة الأقران/ بل يقول ببساطة: «انظر! حصلت على لابوبو النادرة!»
هذه الأشياء، ببساطة، ليست مجرد مقتنيات، بل رموز اجتماعية سريعة الفهم. إنها وسيلة غير مباشرة لقول: «أنا أفهم القواعد..أنا منكم..أنا أنتمي إلى هنا، بحسب ما يرى علماء النفس».