مع استمرار الحرب لإسرائيلية على أكثر من جبهة في لبنان وغزة وتفكير تل أبيب بالرد على العدوان الإيراني، ظهر واضحاً فقدان "النفوذ الأمريكي على عملية صنع القرار الإسرائيلي منذ هجوم السابع من أكتوبر(تشرين الأول) بشكل مذهل.

وبحسب تقرير لمجلة "ناشونال إنتريست" ربما تتمكن إسرائيل (المهيمنة عسكرياً) من تحقيق وقف مؤقت للهجمات عليها، لكن أي سلام دائم سيكون بعيد المنال في الوقت الحالي.

وبحسب التقرير، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن "غير كفء" في تعامله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وربما يكون أضر عن غير قصد بحملة نائبه كامالا هاريس الرئاسية، إذا استمرت أسعار البنزين في الارتفاع واندلعت حرب إقليمية.

وعلى الجانب الأخر تبدو "خطة ترامب" لإحلال السلام من خلال العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والدول العربية والضغط الأقصى على إيران ضعيفة وغير واعدة، مع تقرب روسيا والصين من طهران.

هل نفدت صواريخ إسرائيل الاعتراضية بعد الهجوم الإيراني؟https://t.co/k5CNhxjBcz

— 24.ae (@20fourMedia) October 13, 2024 جبهة جديدة

ووفقاً لـ"تقرير حالة" نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، اخترق ما لا يقل عن 20 صاروخاً إيرانياً بعيد المدى أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وحلفائها وأصابت ما لا يقل عن 3 منشآت عسكرية واستخباراتية في إسرائيل.

جاء هجوم إيران بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي في تنفيذ "هجمات برية محدودة ومحلية ومستهدفة" ضد حزب الله في جنوب لبنان.

ووفقاً لبيان صادر عن الحرس الثوري الإسلامي، كانت الهجمات رد فعل على قتل إسرائيل لقادة من حركة حماس وحزب الله في الأشهر الأخيرة.

وهددت طهران بأنه إذا ردت إسرائيل على القصف الإيراني الأخير، فإن إيران ستهاجم مرة أخرى "بشكل أقوى".

وبحسب التقرير، تأخذ الولايات المتحدة هذه التهديدات على محمل الجد وزادت من دعمها العسكري لإسرائيل للمساعدة في صد الهجمات الإيرانية.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستزيد من عدد الطائرات المقاتلة في المنطقة وستأمر حاملة الطائرات "يو.إس.إس.أبراهام لينكولن" بالبقاء في الشرق الأوسط.

وناقش وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "العواقب الوخيمة على إيران في حال اختارت إيران شن هجوم عسكري مباشر ضد إسرائيل"، وفقاً بيان صدر عن البنتاغون.

وعلى الرغم من أن الحكومة الأمريكية تزعم أنها تنسق بشكل وثيق مع إسرائيل، إلا أن مبادرات نتانياهو تفوقت عليها وسبقتها في مرات عديدة.

The IRGC has issued its first statement on the missile strikes on Israel, saying Iran "showed restraint" by not attacking Israel for Haniyeh's killing in July.

Said today they launched "tens of missiles". It threatened to hit Israel back "harder" if it responds. pic.twitter.com/H03TIwT1sX

— Kian Sharifi (@KianSharifi) October 1, 2024 شكوك إسرائيل

وبعدما ردت إدارة بايدن بحذر فقط على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل في نيسان (أبريل)الماضي، لم تعد تل أبيب تشعر بأنها ملزمة باتباع توصيات واشنطن وممارسة ضبط النفس في المستقبل.

ويبدو أن "ثقة إسرائيل" في تصميم بايدن على اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إيران ومنشآتها النووية منخفضة.

وفي الوقت الحالي، يدعو بايدن إلى رد متناسب من إسرائيل ونصح بعدم شن هجمات إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار مصادر إيرانية إلى أن موقف إسرائيل العدواني ربما يدفع إيران إلى استكمال تطوير الأسلحة النووية، وتحدثت ذات المصادر عن أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، ربما يعمد إلى إلغاء فتواه السابقة التي تحظر حيازة الأسلحة النووية.

ومن الملاحظ أن النظام في طهران زاد من عدد وتوسيع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم والآن لديه كمية كبيرة من المواد التي تقترب لدرجة كبيره من الحصول على السلاح النووي.

وألمح بايدن في معارضته للضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية، إلى أن واشنطن تدعم هجوماً إسرائيلياً على منشآت النفط الإيرانية، لكنه تراجع ويرجع ذلك جزئياً إلى أن أسعار الخام الأمريكي بدأت ترتفع بنسبة تزيد عن 5% إلى 77 دولاراً للبرميل بعد تصريحاته السابقة.

ويحذر المحللون من أن ضربة للمنشآت النفطية الإيرانية ستزيد أسعار النفط بأكثر من 12 دولاراً، وأن حصار مضيق هرمز من قبل إيران يرفع الأسعار إلى 28 دولاراً ومن شأن الصراع الكبير في الشرق الأوسط أن يرفع أسعار الطاقة بشكل كبير ويؤدي إلى تحويل الانتخابات الرئاسية الحالية المتعادلة لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

معضلة إيران

ولا تريد طهران الترويج لانتصار ترامب المحتمل في الانتخابات من خلال تصعيد الصراع، والرئيس السابق انسحب من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه بارك أوباما في عام 2015 وفي الثامن من مايو(أيار) 2018 أوفى ترامب بوعده الانتخابي وأنهى الاتفاق من جانب واحد، على الرغم من أن إيران أوفت بالتزاماتها. وفي الوقت نفسه، زاد ترامب من ضغوطه الاقتصادية على إيران، محذراً الشركات الأوروبية من التجارة مع إيران إذا أرادت تجنب العقوبات الأمريكية.

وبالنظر للعقوبات نرى أن روسيا والصين هم أصحاب الفائدة الكبرى وكثفت موسكو وطهران تعاونهما العسكري، وتستفيد الصين من النفط الإيراني الرخيص الذي لم يعد يُسمح لأوروبا وحلفاء أمريكا الآسيويين بشرائه.

ومع ذلك، لا يمكن للقيادة الإيرانية أن تتأكد من أن روسيا أو الصين ستحمي نظام خامنئي إذا ما فكرت إدارة ترامب الثانية مرة أخرى في تغيير النظام في طهران.

China Says It Backs Iran. Does It? - As conflict escalates in the Middle East, Beijing’s moral support for Tehran isn’t likely to mean much. https://t.co/6RHYin0ltm via @ForeignPolicy

— Nino Brodin (@Orgetorix) October 13, 2024 مصالح روسيا والصين

تواجه إيران وروسيا عقوبات غربية شديدة، وبالتالي تحافظان على علاقات اقتصادية قوية كما عزز الرئيس فلاديمير بوتين التعاون العسكري الروسي مع إيران، وفي حين تستخدم إيران أسلحة محلية الصنع، فإنها لا تزال تشتري بعضها من روسيا، كما دعمت روسيا بتكنولوجيا الطائرات بدون طيار أثناء الحرب على أوكرانيا.

ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) زودت إيران روسيا أيضاً بصواريخ فتح 360 قصيرة المدى بالإضافة إلى ذلك، قام مدربون من إيران بتدريب أفراد عسكريين روس على استخدام هذه الصواريخ. وتسمح الصواريخ قصيرة المدى لروسيا الاحتفاظ بصواريخها طويلة المدى الأكثر تقدماً لأغراض أخرى في حرب أوكرانيا.

وأشار البنتاغون إلى أنه ربما تم تبادل "معلومات استخباراتية" بين إيران وروسيا في اتصالات تتعلق بتسليم الصواريخ. وتتوقع وكالات الأمن الأمريكية المزيد من عمليات تسليم الأسلحة والتعاون العسكري الوثيق بين روسيا وإيران في المستقبل.

ومع ذلك، إذا عاد إلى البيت الأبيض بصفته "صانع صفقات"، رربما يطلب ترامب تنازلات من روسيا فيما يتعلق بإيران في حين يستسلم للمطالب الإقليمية الروسية في أوكرانيا، وهو ما أشار إليه بالفعل خلال تجمعات انتخابية متعددة.

في خضم التوترات المتصاعدة مع إسرائيل، تعهدت بكين بدعم طهران، لكن هذا لا يعني الكثير في الممارسة العملية، نظراً لأن إيران ليس لديها فرصة كبيرة لإشراك الصين في صراع بعيد الأمد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الرئيس الأمريكي حملة نائبه إسرائيل حركة حماس إيران رد متناسب موقف إسرائيل إدارة ترامب الحرب على أوكرانيا عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية إلى أن

إقرأ أيضاً:

غوتيريش: حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط

نيويورك-سانا

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن حل الدولتين هو المسار الوحيد الموثوق به لتحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو “الشرط الأساسي” للسلام في الشرق الأوسط.

وقال غوتيريش في كلمة له خلال جلسة أعمال مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وحل الدولتين في مدينة نيويورك برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا: “وصلنا إلى نقطة الانهيار” وإن هذا الحل “أبعد من أي وقت مضى”.

وشدد غوتيريش على أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي استمر لأجيال وتحدى الآمال والدبلوماسية والقانون الدولي لا يزال يحصد الأرواح ويدمر المستقبل ويزعزع استقرار المنطقة والعالم، معتبراً أن استمرار هذا الصراع ليس حتمياً، وأن حله ممكن إذا توافرت إرادة سياسية وقيادة شجاعة.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى بذل مزيد من الجهود لتحقيق حل الدولتين، معتبراً مؤتمر اليوم “فرصة نادرة ولا غنى عنها” ويجب أن تكون “نقطة تحول حاسمة” تحرز تقدماً لا رجعة فيه نحو إنهاء الاحتلال، وتحقيق طموحنا المشترك في حل دولتين تتوافر له مقومات البقاء.

وأكد غوتيريش أن حل الدولتين هو الإطار الوحيد المتجذر في القانون الدولي، والذي يدعمه المجتمع الدولي، وينص على قيام دولتين مستقلتين؛ إسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن ضمن حدود آمنة ومعترف بها على أساس خطوط ما قبل عام 1967 مع القدس عاصمة للدولتين بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وسلط غوتيريش الضوء على الأوضاع المأساوية بما في ذلك “تجويع السكان، ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وتفتيت الأرض الفلسطينية المحتلة” مشدداً على أن “التدمير الشامل” لغزة لا يُحتمل ويجب أن يتوقف، وأن “الإجراءات الأحادية التي من شأنها أن تقوض حل الدولتين غير مقبولة ويجب أن تتوقف”.

أنطونيو غوتيريش 2025-07-28malekسابق الهيئة العامة للمنافذ: منع استيراد 20 منتجاً حرصاً على دعم الإنتاج المحلي انظر ايضاً غوتيريش: نعيش فجر عصر الطاقة النظيفة

نيويورك-سانا قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: إن “عصر الوقود الأحفوري “يتداعى وينهار”

آخر الأخبار 2025-07-28الهيئة العامة للمنافذ: منع استيراد 20 منتجاً حرصاً على دعم الإنتاج المحلي 2025-07-28السعودية وفرنسا تدعوان لإنهاء الحرب في غزة وتطبيق حل الدولتين 2025-07-28ترامب وستارمر يتفقان على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء المعاناة في غزة 2025-07-28السورية للبريد: مركز المؤسسة بالحجاز مستمر بتقديم الخدمات طيلة أيام الأسبوع 2025-07-28ورشة إدارة حالة الطفل: ضرورة وضع نظام إدارة حالة يضمن حصول الطفل على أفضل استجابة 2025-07-28مؤتمر صحفي خاص بإطلاق فعاليات الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي 2025-07-28المخابر البيطرية الحكومية خط الدفاع الأول عن الثروة الحيوانية في سوريا 2025-07-28الصحة السورية تبحث تعديل المرسوم الناظم لعمل المنشآت الصحية الخاصة 2025-07-28سوريا والهند تبحثان تعزيز العلاقات الثنائية 2025-07-28وزير الصحة السوري يبحث مع وفد هندي تعزيز التعاون في مجال الصناعات الدوائية والتدريب الطبي

صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • ترامب يُمهل بوتين 12 يومًا لإنهاء الحرب .. فهل ترد روسيا العظمى بقصف واشنطن؟ مدفيديف: لسنا (إسرائيل أو إيران)
  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية
  • روسيا: من المستحيل تحقيق السلام في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية
  • مجلس الوزراء: المملكة تواصل جهودها لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران ولغة الإنذارات تقود إلى الحرب
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران والإنذارات خطوة نحو الحرب
  • غوتيريش: حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط
  • ترامب يهدد إيران: سنقصف المنشآت النووية مرة ثانية
  • «لسنا إسرائيل أو إيران».. روسيا لـ ترامب: نهجك يؤدي لحرب تشمل أمريكا
  • ترامب يهدد بقصف المنشآت النووية الإيرانية إن أعادت طهران تشغيلها