فقدان النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط يجهض مشروع السلام
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
مع استمرار الحرب لإسرائيلية على أكثر من جبهة في لبنان وغزة وتفكير تل أبيب بالرد على العدوان الإيراني، ظهر واضحاً فقدان "النفوذ الأمريكي على عملية صنع القرار الإسرائيلي منذ هجوم السابع من أكتوبر(تشرين الأول) بشكل مذهل.
وبحسب تقرير لمجلة "ناشونال إنتريست" ربما تتمكن إسرائيل (المهيمنة عسكرياً) من تحقيق وقف مؤقت للهجمات عليها، لكن أي سلام دائم سيكون بعيد المنال في الوقت الحالي.
وبحسب التقرير، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن "غير كفء" في تعامله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وربما يكون أضر عن غير قصد بحملة نائبه كامالا هاريس الرئاسية، إذا استمرت أسعار البنزين في الارتفاع واندلعت حرب إقليمية.
وعلى الجانب الأخر تبدو "خطة ترامب" لإحلال السلام من خلال العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والدول العربية والضغط الأقصى على إيران ضعيفة وغير واعدة، مع تقرب روسيا والصين من طهران.
هل نفدت صواريخ إسرائيل الاعتراضية بعد الهجوم الإيراني؟https://t.co/k5CNhxjBcz
— 24.ae (@20fourMedia) October 13, 2024 جبهة جديدةووفقاً لـ"تقرير حالة" نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، اخترق ما لا يقل عن 20 صاروخاً إيرانياً بعيد المدى أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وحلفائها وأصابت ما لا يقل عن 3 منشآت عسكرية واستخباراتية في إسرائيل.
جاء هجوم إيران بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي في تنفيذ "هجمات برية محدودة ومحلية ومستهدفة" ضد حزب الله في جنوب لبنان.
ووفقاً لبيان صادر عن الحرس الثوري الإسلامي، كانت الهجمات رد فعل على قتل إسرائيل لقادة من حركة حماس وحزب الله في الأشهر الأخيرة.
وهددت طهران بأنه إذا ردت إسرائيل على القصف الإيراني الأخير، فإن إيران ستهاجم مرة أخرى "بشكل أقوى".
وبحسب التقرير، تأخذ الولايات المتحدة هذه التهديدات على محمل الجد وزادت من دعمها العسكري لإسرائيل للمساعدة في صد الهجمات الإيرانية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستزيد من عدد الطائرات المقاتلة في المنطقة وستأمر حاملة الطائرات "يو.إس.إس.أبراهام لينكولن" بالبقاء في الشرق الأوسط.
وناقش وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "العواقب الوخيمة على إيران في حال اختارت إيران شن هجوم عسكري مباشر ضد إسرائيل"، وفقاً بيان صدر عن البنتاغون.
وعلى الرغم من أن الحكومة الأمريكية تزعم أنها تنسق بشكل وثيق مع إسرائيل، إلا أن مبادرات نتانياهو تفوقت عليها وسبقتها في مرات عديدة.
The IRGC has issued its first statement on the missile strikes on Israel, saying Iran "showed restraint" by not attacking Israel for Haniyeh's killing in July.
Said today they launched "tens of missiles". It threatened to hit Israel back "harder" if it responds. pic.twitter.com/H03TIwT1sX
وبعدما ردت إدارة بايدن بحذر فقط على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل في نيسان (أبريل)الماضي، لم تعد تل أبيب تشعر بأنها ملزمة باتباع توصيات واشنطن وممارسة ضبط النفس في المستقبل.
ويبدو أن "ثقة إسرائيل" في تصميم بايدن على اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إيران ومنشآتها النووية منخفضة.
وفي الوقت الحالي، يدعو بايدن إلى رد متناسب من إسرائيل ونصح بعدم شن هجمات إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية.
وأشار مصادر إيرانية إلى أن موقف إسرائيل العدواني ربما يدفع إيران إلى استكمال تطوير الأسلحة النووية، وتحدثت ذات المصادر عن أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، ربما يعمد إلى إلغاء فتواه السابقة التي تحظر حيازة الأسلحة النووية.
ومن الملاحظ أن النظام في طهران زاد من عدد وتوسيع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم والآن لديه كمية كبيرة من المواد التي تقترب لدرجة كبيره من الحصول على السلاح النووي.
وألمح بايدن في معارضته للضربات الإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية، إلى أن واشنطن تدعم هجوماً إسرائيلياً على منشآت النفط الإيرانية، لكنه تراجع ويرجع ذلك جزئياً إلى أن أسعار الخام الأمريكي بدأت ترتفع بنسبة تزيد عن 5% إلى 77 دولاراً للبرميل بعد تصريحاته السابقة.
ويحذر المحللون من أن ضربة للمنشآت النفطية الإيرانية ستزيد أسعار النفط بأكثر من 12 دولاراً، وأن حصار مضيق هرمز من قبل إيران يرفع الأسعار إلى 28 دولاراً ومن شأن الصراع الكبير في الشرق الأوسط أن يرفع أسعار الطاقة بشكل كبير ويؤدي إلى تحويل الانتخابات الرئاسية الحالية المتعادلة لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
معضلة إيرانولا تريد طهران الترويج لانتصار ترامب المحتمل في الانتخابات من خلال تصعيد الصراع، والرئيس السابق انسحب من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه بارك أوباما في عام 2015 وفي الثامن من مايو(أيار) 2018 أوفى ترامب بوعده الانتخابي وأنهى الاتفاق من جانب واحد، على الرغم من أن إيران أوفت بالتزاماتها. وفي الوقت نفسه، زاد ترامب من ضغوطه الاقتصادية على إيران، محذراً الشركات الأوروبية من التجارة مع إيران إذا أرادت تجنب العقوبات الأمريكية.
وبالنظر للعقوبات نرى أن روسيا والصين هم أصحاب الفائدة الكبرى وكثفت موسكو وطهران تعاونهما العسكري، وتستفيد الصين من النفط الإيراني الرخيص الذي لم يعد يُسمح لأوروبا وحلفاء أمريكا الآسيويين بشرائه.
ومع ذلك، لا يمكن للقيادة الإيرانية أن تتأكد من أن روسيا أو الصين ستحمي نظام خامنئي إذا ما فكرت إدارة ترامب الثانية مرة أخرى في تغيير النظام في طهران.
China Says It Backs Iran. Does It? - As conflict escalates in the Middle East, Beijing’s moral support for Tehran isn’t likely to mean much. https://t.co/6RHYin0ltm via @ForeignPolicy
— Nino Brodin (@Orgetorix) October 13, 2024 مصالح روسيا والصينتواجه إيران وروسيا عقوبات غربية شديدة، وبالتالي تحافظان على علاقات اقتصادية قوية كما عزز الرئيس فلاديمير بوتين التعاون العسكري الروسي مع إيران، وفي حين تستخدم إيران أسلحة محلية الصنع، فإنها لا تزال تشتري بعضها من روسيا، كما دعمت روسيا بتكنولوجيا الطائرات بدون طيار أثناء الحرب على أوكرانيا.
ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) زودت إيران روسيا أيضاً بصواريخ فتح 360 قصيرة المدى بالإضافة إلى ذلك، قام مدربون من إيران بتدريب أفراد عسكريين روس على استخدام هذه الصواريخ. وتسمح الصواريخ قصيرة المدى لروسيا الاحتفاظ بصواريخها طويلة المدى الأكثر تقدماً لأغراض أخرى في حرب أوكرانيا.
وأشار البنتاغون إلى أنه ربما تم تبادل "معلومات استخباراتية" بين إيران وروسيا في اتصالات تتعلق بتسليم الصواريخ. وتتوقع وكالات الأمن الأمريكية المزيد من عمليات تسليم الأسلحة والتعاون العسكري الوثيق بين روسيا وإيران في المستقبل.
ومع ذلك، إذا عاد إلى البيت الأبيض بصفته "صانع صفقات"، رربما يطلب ترامب تنازلات من روسيا فيما يتعلق بإيران في حين يستسلم للمطالب الإقليمية الروسية في أوكرانيا، وهو ما أشار إليه بالفعل خلال تجمعات انتخابية متعددة.
في خضم التوترات المتصاعدة مع إسرائيل، تعهدت بكين بدعم طهران، لكن هذا لا يعني الكثير في الممارسة العملية، نظراً لأن إيران ليس لديها فرصة كبيرة لإشراك الصين في صراع بعيد الأمد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الرئيس الأمريكي حملة نائبه إسرائيل حركة حماس إيران رد متناسب موقف إسرائيل إدارة ترامب الحرب على أوكرانيا عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية إلى أن
إقرأ أيضاً:
أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
ذكرت ستة مصادر مطلعة أن مسؤولي المخابرات الأميركية علّقوا مؤقتا تبادل بعض المعلومات الأساسية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن بسبب مخاوف تتعلق بسلوك إدارة الحرب في غزة.
وفي النصف الثاني من عام 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيرة أميركية فوق غزة، كانت تستخدمها الحكومة الإسرائيلية في ملاحقة الرهائن ومقاتلي حركة حماس.
وقال خمسة من المصادر إن هذا التعليق استمر لعدة أيام على الأقل.
وذكر اثنان من المصادر أن الولايات المتحدة قيّدت أيضا كيفية استخدام إسرائيل لبعض معلومات المخابرات في سعيها لاستهداف مواقع عسكرية بالغة الأهمية في غزة، ورفض المصدران تحديد متى اتخذ هذا القرار.
وأفادت مصادر بأن المسؤولين كانوا قلقين من إساءة معاملة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" للأسرى الفلسطينيين.
وذكرت ثلاثة من المصادر أن المسؤولين أبدوا قلقهم أيضا من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالتزامها بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية.
وبموجب القانون الأميركي، يتعين على أجهزة المخابرات الحصول على هذه الضمانات قبل مشاركة المعلومات مع أي بلد أجنبي.
وأشار مصدران إلى أن قرار حجب المعلومات داخل أجهزة المخابرات كان محدودا وتكتيكيا، وأن إدارة بايدن ظلت تتبع سياسة الدعم المستمر لإسرائيل من خلال تبادل معلومات المخابرات والأسلحة.
ووفق المصادر فإن المسؤولين سعوا إلى ضمان أن تستخدم إسرائيل معلومات المخابرات الأميركية وفقا لقانون الحرب.
وأوضح مصدر مطلع أن مسؤولي المخابرات يتمتعون بصلاحيات اتخاذ بعض قرارات تبادل المعلومات بشكل فوري دون الحاجة إلى أمر من البيت الأبيض.
ولفت مصدر آخر مطلع إلى أن أي طلبات من إسرائيل لتغيير طريقة استخدامها لمعلومات المخابرات الأميركية تتطلب تقديم ضمانات جديدة بشأن كيفية استخدامها لهذه المعلومات.
ولم تتمكن رويترز من تحديد تواريخ هذه القرارات أو ما إذا كان الرئيس جو بايدن على علم بها.
وبيّن مكتب الإعلام العسكري في إسرائيل أن التعاون الأمني ظل مستمرا بين إسرائيل والولايات المتحدة طوال فترة الحرب في غزة، دون أن يتطرق مباشرة إلى وقائع حجب معلومات المخابرات.
وكتب المكتب في رسالة بريد إلكتروني "استمر التعاون المخابراتي الاستراتيجي طوال فترة الحرب".
وحسبما ذكر لاري فايفر، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في جهاز الأمن القومي وفي "السي.آي.إيه"، فإنه من المعتاد أن تطلب الولايات المتحدة ضمانات ممن يحصلون على معلوماتها المخابراتية بأن أي معلومات يتلقونها لن تستخدم في انتهاك حقوق الإنسان "بأي شكل من الأشكال".
لكن خبراء قالوا إن حجب معلومات مخابراتية ميدانية عن حليف رئيسي، لا سيما خلال صراع، أمر غير معتاد ويشير إلى وجود توتر بين البلدين.
وفي حالة إسرائيل، تعد هذه الخطوة حساسة من الناحية السياسية أيضا نظرا للعلاقات الراسخة بين المخابرات الأميركية
والإسرائيلية، والدعم القوي الذي حظيت به إسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بعد هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الصراع.
وبيّن دانيال هوفمان، المسؤول السابق عن العمليات السرية "للسي.آي.إيه" في الشرق الأوسط أن "تبادل معلومات المخابرات أمر مقدس، لا سيما مع حليف وثيق في منطقة مضطربة".
توسيع نطاق تبادل المعلومات المخابراتية بعد "هجوم حماس"
أكد مصدران أن بايدن وقع، بعد هجوم السابع من أكتوبر، مذكرة توجه أجهزة الأمن القومي الأميركية بتوسيع نطاق
تبادل معلومات المخابرات مع إسرائيل.
وأشارت ثلاثة مصادر مطلعة إلى أن الولايات المتحدة شكلت في الأيام اللاحقة فريقا من مسؤولي المخابرات ومحللين بقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) و"السي.آي.إيه" التي أطلقت طائرات مسيرة فوق غزة وقدمت بثا مباشرا لإسرائيل لمساعدتها في تحديد مواقع مقاتلي حماس واعتقالهم، بالإضافة إلى دعم جهود تحرير رهائن.
ولم تستطع رويترز تحديد طبيعة المعلومات التي وفرها بث الطائرات المسيرة الأميركية ولم تتمكن إسرائيل من الحصول عليها بمفردها.
وقالت أربعة مصادر إن مسؤولي المخابرات الأميركية تلقوا رغم ذلك بحلول نهاية عام 2024 معلومات أثارت تساؤلات عن معاملة إسرائيل للأسرى الفلسطينيين.
ولم تكشف المصادر عن تفاصيل بشأن ما يقال عن سوء المعاملة الذي أثار المخاوف.
ولم يقدم "الشين بيت" وفق اثنين من المصادر ضمانات كافية بعدم إساءة معاملة الأسرى الفلسطينيين، ما دفع مسؤولي المخابرات الأميركية إلى منعه من الحصول على بث الطائرات المسيرة.
وكان محللو معلومات المخابرات الأميركية وفق مصدرين، يقيّمون المعلومات باستمرار خلال الحرب لتحديد ما إذا كانت تصرفات إسرائيل وحماس على الأرض تطابق تعريف الولايات المتحدة لجريمة حرب.
وأضاف مصدران مطلعان أن كبار مسؤولي الأمن القومي في البيت الأبيض اجتمعوا لعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس بايدن في الأسابيع الأخيرة من ولايته بعد أشهر من قطع معلومات المخابرات واستئنافها.
واقترح مسؤولو المخابرات خلال الاجتماع أن تقطع الولايات المتحدة بشكل رسمي بعض معلومات المخابرات التي كانت تقدم لإسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر.
وجمعت الولايات المتحدة قبل أسابيع فقط معلومات مخابراتية تفيد بأن محامي الجيش الإسرائيلي حذروا من وجود أدلة تدعم توجيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال حملتها العسكرية في غزة.
وشدد المصدران على أن بايدن اختار رغم ذلك عدم قطع تبادل معلومات المخابرات، قائلا إن إدارة ترامب ستجدد الشراكة على الأرجح، وأن محامي الإدارة خلصوا إلى أن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع أسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.