أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن وثائق هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر، والتي سلمها الجيش الإسرائيلي لصحيفتي واشنطن بوست ونيويورك الأمريكيتين، تهدف إلى خدمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكنها في الواقع أثبتت ذنبه ومسؤوليته عن الهجوم.

وأوضحت الصحيفة في مقال نشرته لرئيس تحريرها ألوف بن، أن "الوثائق تبين أن سياسة نتنياهو تجاه الفلسطينيين، كانت هي الدافع الرئيسي لهجوم السابع من أكتوبر"، مشيرة إلى أن الوثائق برهنت طموحات رئيس حماس يحيى السنوار في تدمير إسرائيل بمساعدة حزب الله وإيران عبر هجوم مفاجئ ومنسق.



وتابعت: "تسريب الوثائق يهدف إلى التأثير على الرأي العام الدولي، ومواقف حكومات أجنبية، وهو أسلوب معروف من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية"، متسائلة: "ماذا يمكن أن تستفيد إسرائيل من نشر وثائق حماس الآن بعد أشهر على أخذها؟".

وذكرت أنه "بسبب الانتقاد الشديد لنتنياهو، والقتل والدمار الذي يتسبب به الجيش الاسرائيلي في غزة وفي لبنان، فإن صحيفة "تايمز" و"بوست" تحظى بثقة كبيرة عندما تتساوق مع رواية إسرائيل. إن تسليم الوثائق لعميت سيغل أو نير دبوري، المقربان من السلطات ومن الجيش، كان سيجلب لهما التشجيع الكبير في الداخل، لكنه لن يؤدي إلى أي تأثير في العالم".

وتابعت: "بنفس المستوى كان الكشف عنها في "فوكس نيوز" و"وول ستريت جورنال"، يبدو كعمل دعاية لإسرائيل وليس كتحقيق صحفي مشروع. مفهوم أيضا أن النشر في الخارج يتم اقتباسه على الفور في جميع القنوات والمواقع والصحف في اسرائيل، ومن هناك يؤثر على جدول الأعمال هنا".



وبينت "هآرتس" أنه "من قراءة التقارير الصحفية الأمريكية يمكن تشخيص عدة رسائل كانت إسرائيل ستسر من نقشها في الوعي الدولي، حتى لو كانت إسرائيل لم تبادر بالضرورة إلى كل هذه المنشورات. أولا، إيران عرفت عن خطط السنوار لغزو اسرائيل، حتى لو لم تكن تعرف التوقيت".

وأردفت بقولها: "ثانيا، حماس هي مثل القاعدة، وقد أرادت مثلها تفجير المكاتب على رؤوس من فيها. ثالثا، هدف حرب السنوار هو احتلال وتدمير إسرائيل، وليس فقط بلدات الغلاف والقواعد العسكرية هناك".

ورأت أن "وثائق حماس يمكنها ترسيخ ادعاء نتنياهو بأن إسرائيل لا تحارب حركة تحرير الشعب الفلسطيني المحتل، أو حتى منظمة شبه عسكرية قليلة الموارد والإمكانيات، بدون طائرات أو قبة حديدية أو دبابات ومدافع، مثلما هو سائد في أوساط ليبرالية في الغرب".

وأشار إلى أنه "من أرسل الوثائق للنشر يريد إقناع متخذي القرارات والرأي العام في الغرب بأن الجيش الإسرائيلي لا يعمل على معاقبة الفلسطينيين واللبنانيين العزل، بل لإنقاذ إسرائيل من التدمير، لذلك يوجد مبرر لأسلوب القتال الإسرائيلي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية هآرتس نتنياهو نتنياهو هآرتس طوفان الاقصي حرب الابادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

سي إن إن: هجوم ترامب على إيران يعزز نفوذ نتنياهو

سلط مراسل شبكة "سي إن إن" الأمريكي الصحفي أورين ليبرمان، في تحليل سياسي موسع٬ الضوء على أبعاد الضربات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، مركزًا على الأثر السياسي العميق لهذه التطورات على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي بدا مبتهجًا وسعادة غامرة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده شنت غارات جوية على ثلاث منشآت نووية رئيسية داخل إيران.

ويشير ليبرمان إلى أن إشادة نتنياهو السريعة بالرئيس الأمريكي، وتوصيفه له بأنه "رجل يمكن لقراراته أن تقود إلى مستقبل من السلام والرخاء"، لم تكن مجرد مجاملة سياسية، بل تعبير عن مكسب استراتيجي عميق. 

فلطالما وضع نتنياهو الملف الإيراني في صلب أولوياته الأمنية طوال مسيرته السياسية، مقدما التهديد النووي الإيراني باعتباره الخطر الوجودي الأكبر على الاحتلال الإسرائيلي. 

وقدم خلال السنوات الماضية، عشرات المداخلات في الأمم المتحدة والبرلمان الإسرائيلي والرأي العام الدولي، مستعينًا أحيانًا بالوسائل البصرية – كالرسم الشهير لقنبلة نووية في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 – ليُقنع العالم بخطورة الموقف.

وبحسب ليبرمان، فإن الانتقاد الدائم الذي لاحقه، تمثل في أن كل ذلك الخطاب بقي حبيس الكلام، دون أن يُترجم إلى فعل حاسم. فقد امتنعت إسرائيل طوال عقدين عن شن عملية عسكرية شاملة ضد البرنامج النووي الإيراني، مكتفية بعمليات استخباراتية نوعية نفذها جهاز "الموساد"، كاغتيال علماء نوويين وسرقة وثائق من الأرشيف الإيراني، دون أن تُحدث تغييرًا جذريًا في برنامج طهران النووي الذي واصل التقدم.

ووفق وصف ليبرمان٬ فإن ما حدث خلال الأيام العشرة الأخير غير هذا الواقع رأسًا على عقب، وأعاد صياغة سيناريو الصراع. فالهجوم الإسرائيلي الذي بدأ منفردًا على أهداف نووية إيرانية، ثم انضمت إليه الولايات المتحدة لاحقًا، منح نتنياهو ما يُمكن اعتباره أكبر إنجاز سياسي وعسكري في مسيرته، خصوصًا بعدما أصبحت القوة العظمى في العالم شريكة في ما كان يُعد حتى وقت قريب مهمة إسرائيلية بحتة.

ويروي ليبرمان شهادة أفيف بوشنسكي، المستشار السياسي السابق لنتنياهو، الذي وصف الضربات بأنها "بلا شك أعظم إنجازات نتنياهو"، معتبرًا أن هذا النجاح كفيل بأن يُصنف رئيس الوزراء ضمن أبرز ثلاثة قادة في تاريخ الدولة العبرية. 


ويضيف بوشنسكي أن العملية جاءت في لحظة حاسمة تُلاحق فيها نتنياهو تداعيات فشله بعد هجوم حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكنها أتاحت له فرصة إعادة صياغة إرثه السياسي ببصمة مباشرة في تقويض القدرات النووية الإيرانية.

في هذا السياق، يتساءل القنصل العام الإسرائيلي السابق٬ ألون بينكاس: "إذا كانت الضربات قد دمرت المنشآت النووية، كما قال ترامب، فلماذا لا تعلن إسرائيل انتهاء المهمة؟". ويشير إلى أن الحلول العسكرية لا تُنتج نتائج دائمة ما لم تكن جزءًا من رؤية سياسية واضحة، وهو ما يفتقر إليه المشهد حتى الآن.

من جانب آخر، يلفت ليبرمان إلى التحول المفاجئ في العلاقة بين ترامب ونتنياهو. فخلال الأشهر الماضية، شهدت علاقتهما بعض التوتر، خصوصًا بعد أن أغفل ترامب زيارة الاحتلال الإسرائيلي خلال جولته الأولى في الشرق الأوسط، وفاجأ تل أبيب بإعلان استئناف المفاوضات النووية مع إيران في نيسان/أبريل الماضي، دون تنسيق مسبق. لكن الضربات العسكرية بددت هذه التباينات، وأعادت رسم صورة التفاهم والتحالف الوثيق بين الجانبين.

ويؤكد الكاتب أن العملية تحظى بدعم شعبي واسع في الاحتلال الإسرائيلي، حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه "معهد الديمقراطية الإسرائيلي" أن نحو 70% من الإسرائيليين يؤيدون الهجمات على إيران، حتى دون مشاركة أمريكية مضمونة. وهو ما يعكس، بحسب ليبرمان، إجماعًا قوميًا نادرًا في الداخل الإسرائيلي، يعزز موقف نتنياهو داخليًا، حتى في أوساط منتقديه.

ويختم ليبرمان تقريره بتحذير نقله عن السفير الأمريكي السابق لدى الاحتلال الإسرائيلي، دان شابيرو، الذي قال إن "الخطأ الجسيم هو اعتبار الضربة نهاية المطاف". فالتحدي الأكبر يكمن، كما يرى، في إدارة المرحلة المقبلة، ورد فعل إيران، ومدى تماسك الموقف الدولي. ويضيف شابيرو: "النجاح العسكري لا يعني بالضرورة أمنًا مستدامًا... الطريق لا يزال طويلًا، ومن المبكر جدًا الاحتفال".

مقالات مشابهة

  • أول تعقيب من حماس على تقرير "هآرتس" بشأن مراكز توزيع المساعدات
  • هآرتس: قادة الجيش أمروا بإطلاق النار على الفلسطينيين عند نقاط توزيع المساعدات
  • هآرتس: قادة الجيش الإسرائيلي أمروا بإطلاق النار على طوابير تلقي المساعدات في غزة
  • هآرتس: الدعوة لإلغاء محاكمة نتنياهو ربما تورطه في قضية جديدة
  • إسرائيل هيوم: نتنياهو اتفق مع ترامب على إنهاء حرب غزة خلال أسبوعين
  • المرشد الإيراني: أمريكا دخلت الحرب لحماية إسرائيل لكنها تلقت صفعة قاسية
  • نتنياهو: لو كانت لدينا تقديرات بإمكانية إسقاط النظام الإيراني لكنا واصلنا الحرب
  • نتنياهو عن مقـ.تل 7 من جنوده: يوم بالغ الصعوبة على شعب إسرائيل
  • الرئيس الإيراني: قوتنا وقدراتنا الدفاعية كانت وستظل دائماً في خدمة السلام والصداقة
  • سي إن إن: هجوم ترامب على إيران يعزز نفوذ نتنياهو