(CNN)-- قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الاثنين، إن المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، التي تسيرها سلطنة عُمان، توقفت بسبب تصاعد التوترات في المنطقة.

وأضاف عباس عراقجي خلال زيارته إلى العاصمة العمانية، مسقط إن المفاوضات المعروفة باسم "عملية مسقط" توقفت "بسبب الظروف الخاصة بالمنطقة".

وأكد وزير الخارجية الإيراني: "لقد لعبت عُمان دائما دورا مهما في معالجة القضايا الإقليمية، وسهلت بنشاط الحوار بين إيران والولايات المتحدة".

لكن عراقجي أكد أن الاضطرابات الإقليمية الحالية جعلت من المستحيل إجراء المزيد من المحادثات في الوقت الراهن. وقال: "لا نرى أي أساس لهذه المحادثات حتى نتمكن من تجاوز الأزمة الحالية"، تاركا الباب مفتوحا لاستئناف العملية في مرحلة لاحقة.

وردا على سؤال عما إذا كان قد تم نقل أي رسالة إلى الولايات المتحدة خلال زيارته، قال عراقجي: "لم يتم إرسال أي رسالة إلى دول أخرى خلال هذه الرحلة".

وأوضح عباس عراقجي أنه ينبغي على الولايات المتحدة والدول الأوروبية، بالإضافة إلى الجهات الإقليمية الفاعلة، معرفة موقف إيران من التطورات الأخيرة. وقال عراقجي: "موقفنا واضح للغاية. نحن لا نسعى إلى الحرب أو الصراع، لكننا مستعدون تماما لذلك. نعتقد أنه يجب اتباع الدبلوماسية لمنع التصعيد".

ويأتي الإعلان عن توقف المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وسط تصاعد التوترات منذ أطلقت إيران وابلا من الصواريخ تجاه إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في خطوة ردا على اغتيال زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، وقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في بيروت. واستهدفت إسرائيل زعيم حماس السابق، إسماعيل هنية في ضربة على طهران قبل شهرين.

ومع تعهد إسرائيل بالرد، تتزايد المخاوف بشأن صراع إقليمي أوسع نطاقا.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: إسماعيل هنية الإدارة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني الحكومة الإيرانية حزب الله حسن نصرالله مسقط

إقرأ أيضاً:

محادثات إيران مع الترويكا الأوروبية.. مناورة دبلوماسية أم محاولة جادة لتفادي المواجهة؟

                                                                                                        تشهد الساحة الدولية توترات متصاعدة على خلفية الملف النووي الإيراني، وسط عودة طهران إلى طاولة المحادثات مع الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) في إسطنبول، وهذا اللقاء أثار تساؤلات ملحّة حول أهداف إيران الحقيقية، فهل دخلت طهران هذه المحادثات بنية صادقة للتفاوض، أم أنها تسعى مجددا لكسب الوقت وتفادي الضغوط الدولية ربما تعيد ترتيب أوراقها الاستراتيجية؟ وبين تهديدات بإعادة تفعيل العقوبات، وتلميحات إلى احتمالات التصعيد، تبدو المشهدية أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.
 

و دخلت إيران مرحلة جديدة من المراقبة السياسية المكثفة بعد المحادثات الأخيرة مع الترويكا الأوروبية، وبينما يحاول الأوروبيون استكشاف فرص جديدة لإحياء الاتفاق النووي، تدور الشكوك حول ما إذا كانت طهران تتعامل مع هذه المحادثات كفرصة حقيقية للحل، أم كمحطة مؤقتة في سياق استراتيجية أوسع تهدف إلى كسب المزيد من الوقت.
 

وتنظر طهران من جانبها  إلى الأوروبيين كواجهة لمطالب أمريكية وإسرائيلية، وترى أن هذه المحادثات ليست سوى امتداد لمفاوضات غير مباشرة مع واشنطن، تفتقر إلى استقلالية القرار الأوروبي.

 

الضغوط الأوروبية والتلويح بآلية الزناد
 

بحسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز، أبدت الدول الأوروبية استعدادا لمنح إيران "تمديدا محدودا" للمهلة الزمنية قبل تفعيل "آلية الزناد"، والتي من شأنها إعادة العقوبات الدولية، وذلك بشرط أن توافق طهران على معايير معينة تتعلق بتخصيب اليورانيوم وشفافية المنشآت النووية.
ومع أن نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب أبادي، أكد أن بلاده أوضحت مواقفها المبدئية، إلا أنه لم يقدّم أي تنازلات ملموسة، مما يثير الشكوك حول جدية التزام إيران ببنود التعاون المطلوبة.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: دعوات للشفافية وتفاؤل حذر
من جانبه، دعا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إيران إلى التحلي بـ"الشفافية الكاملة"، معبرا في الوقت نفسه عن تفاؤله بإمكانية عودة المفتشين الدوليين إلى المواقع النووية الإيرانية في وقت لاحق من هذا العام، مشددا على ضرورة استعادة العلاقات الطبيعية مع طهران وفقاً لأحكام معاهدة حظر 


وجهة النظر الإيرانية: تفاوض دون تراجع
وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني مصدق بور إن إيران لا تعتبر ما جرى في إسطنبول "مفاوضات حقيقية"، بل مجرد محاولة لجسّ النبض واستكشاف المواقف الغربية، واعتبر أن الشروط الأوروبية المطروحة في جوهرها "نسخة مكررة" من المطالب الأمريكية والإسرائيلية، وأن طهران تتعامل مع الأوروبيين كغطاء سياسي للمطالب الغربية.
 

وأكد بور- خلال تصريحات له، أن إيران لم تبادر بهذه المحادثات، بل جاءت استجابة لطلب مباشر من دول الترويكا الأوروبية، بعد تنسيقها مع وزير الخارجية الأمريكي، ما يثبت من وجهة نظره– أن الأوروبيين يسعون لإحياء الاتفاق النووي من بوابة سياسية بديلة عن التصعيد العسكري الأخير.
 


اتفاق نووي جديد.. أم تمديد تكتيكي؟


وتابع بور: "فإن طهران لا ترغب في العودة إلى اتفاق 2015 بصيغته القديمة، خوفاً من استمرار تهديد "آلية الزناد" في كل مرة تقرر فيها الأطراف الغربية التصعيد ووفق رؤيته، فإن إيران تسعى إلى "اتفاق جديد كلياً" يستند إلى أسس سياسية وأمنية محدثة، يضمن لها الاعتراف بحقوقها السيادية ويوسّع هامشها في تخصيب اليورانيوم والتعاون النووي، في المقابل، ترى إسرائيل أن هذه المحادثات ليست سوى "ذريعة مؤقتة"، تستخدمها طهران لتخفيف الضغوط واستعادة أنفاسها قبل جولة تصعيد جديدة، بينما تحاول واشنطن اختبار مدى تأثر البرنامج النووي الإيراني بالضربات الأخيرة". 


وسط هذه الأجواء المشحونة، تحاول طهران تحقيق توازن حساس بين الحفاظ على خطوطها الحمراء في التخصيب النووي، والرد على أي تهديد أمني محتمل، من جهة، وبين إظهار حسن النية أمام المجتمع الدولي، من جهة أخرى، لتجنب تحميلها مسؤولية أي تصعيد.
 

ويؤكد بور أن إيران لا تثق بالولايات المتحدة منذ أكثر من عقدين، مشيرا إلى أن بلاده تعرّضت لضربات عسكرية حتى في أوج فترات التفاوض، وهو ما يعمق فجوة الثقة بشكل يصعب تجاوزه.
 

ويضيف: "إيران لن تفرّط في أوراقها التفاوضية، ولن تكشف كل منشآتها دون مقابل حقيقي. الغموض النووي أحد أدواتها الأساسية في معادلة القوة".



السيناريوهات المحتملة للفترة القادمة
 

والجدير بالذكر، أن هل ستفضي محادثات إسطنبول إلى إعادة إحياء المسار الدبلوماسي؟ أم أنها مجرد استراحة تكتيكية قبل اندلاع جولة جديدة من المواجهة؟
وإذا اندلعت مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، فإن "كل التوازنات ستتغير"، خاصة  إذا تمكنت طهران من توجيه "ضربات نوعية" ترفع من رصيدها الإقليمي والدولي، سواء سياسيا أو عسكريا،. 

فإيران، بحسب النهج الذي تتبناه حالياً، ترى أن الثقة لا تبنى بالدبلوماسية المجردة، بل بالقوة، وأن أي اتفاق لا يرتكز إلى أوراق ضغط واقعية، ليس سوى وهم سياسي سرعان ما ينهار عند أول صاروخ يطلق في سماء التصعيد.

طباعة شارك إيران الضغوط الدولية الترويكا الأوروبية الاتفاق النووي العقوبات الدولية تخصيب اليورانيوم

مقالات مشابهة

  • ترمب: الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتوصلان إلى اتفاق تجاري
  • وزير خارجية بريطانيا: هدن إسرائيل الإنسانية لا تكفي لتخفيف معاناة الفلسطينيين في غزة
  • خلال زيارته للنافذة السودانية الموحدة لصادر الذهب وهيئة المواصفات.. وزير المعادن محمد أحمد طه يستمع إلى تقارير مفصلة
  • بنيران جيش الاحتلال.. استشهاد 25 فلسطينيًا خلال محاولتهم الحصول على مساعدات
  • باكستان والولايات المتحدة يقتربان من التوصل لاتفاق تجاري بينهما
  • مقتل 8 أشخاص في هجوم مسلح على محكمة في إيران
  • وزير التعليم العالي يبحث مع محافظ كفر الشيخ التعاون المشترك خلال زيارته لـ الجامعة
  • محادثات إيران مع الترويكا الأوروبية.. مناورة دبلوماسية أم محاولة جادة لتفادي المواجهة؟
  • وزير الخارجية يجري اتصالًا هاتفيًا بوزير خارجية إثيوبيا
  • غروسي: إيران مستعدة لاستئناف المحادثات النووية