أويل برايس: هذه أهمية الكابلات البحرية كحلّ واعد لتجاوز قصور مصادر الطاقة المتجددة
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي، تقريرا، يسلط الضوء على أهمية الكابلات البحرية كحلّ واعد لتجاوز قصور مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، موضحا إمكانية تحقيق ذلك عبر تمكين تبادل الطاقة بين المناطق المختلفة.
وقال الموقع، خلال التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "التحول العالمي التدريجي للطاقة الخضراء سيزيد من الاعتماد على الكابلات البحرية، لتبادل موارد الطاقة الخضراء؛ حيث تعمل عدّة بلدان على تطوير قدراتها في مجال الطاقة المتجددة، بشكل سريع، في محاولة التخلي عن الوقود الأحفوري ومعالجة تغير المناخ".
وتابع: "تعد المشكلة الأكبر في مصادر الطاقة الخضراء هي الاعتمادية، إذ مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لا توفّر الطّاقة إلا عندما تكون الشمس مشرقة أو عندما تهب الرياح، وعلى الرغم من استثمار العديد من شركات الطاقة في تكنولوجيا البطاريات للمساعدة في تخزين هذه الطاقة النظيفة ونقلها إلى الشبكة، إلا أن البطاريات ذات سعة تخزين محدودة".
"قد دفع ذلك العديد من الشركات إلى السعي لتطوير الكابلات البحرية، والتي يمكن استخدامها للربط بين مختلف البلدان ومشاركة موارد الطاقة النظيفة" أوضح التقرير نفسه.
وأكد: "يمكن لكابلات الطاقة عالية الجهد أن تنقل الطاقة المتجددة من مزارع الطاقة البحرية إلى اليابسة أو من بلد إلى آخر؛ حيث تحتوي الكابلات البحرية على ألياف ضوئية تحمل كميات هائلة من الكهرباء من جانب إلى آخر، ويتم تغليف هذه الألياف بعدة طبقات من العزل لجعلها مقاومة للماء وحماية المكونات الداخلية للكابل، مما يساعد الكابل على الأداء بكفاءة ولفترة أطول".
وفي السياق ذاته، أشار الموقع إلى أن "شركة إتشيا للطاقة، تعدّ واحدة من الشركات التي تتطلع إلى تطوير مشاريع الربط تحت سطح البحر لتحسين الوصول إلى الطاقة المتجددة، وتأمل الشركة في ربط أوروبا وأمريكا الشمالية عبر أكبر كابل للطاقة تحت سطح البحر في العالم بين القارات".
وأردف: "ستمتد الكابلات لأكثر من 2,000 ميل عبر قاع المحيط الأطلسي، لتربط غرب المملكة المتحدة بشرق كندا ونيويورك بغرب فرنسا، وإذا تمت الموافقة على المشروع، فمن المتوقع أن ينقل المشروع حوالي 6 جيجاوات من الطاقة النظيفة ذهابًا وإيابًا بين القارتين بسرعة الضوء، وهو ما يعادل الطاقة المنتجة في ست محطات طاقة نووية كبيرة الحجم".
إلى ذلك، أبرز التقرير أن: "الهدف من ذلك هو نقل الطاقة المتجددة من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق، لتحقيق أقصى استفادة من ضوء النهار".
وأوضح المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إتشيا للطاقة، سايمون لودلام، أنه "عندما يشتد ضوء الشمس في أوروبا تزيد الطاقة عن الاحتياج، ويكون هذا هو الوقت المناسب لإرسالها إلى مركز الطلب، مثل الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وبعد خمس أو ست ساعات، تشتد الشمس في الساحل الشرقي، ويكون الليل قد حل على أوروبا، ويحدث تدفق عكسي للطاقة".
ورغم أن هذا الاقتراح لا يزال بعيدًا عن أن يكون واقعًا ملموسًا، لكن العديد من الشركات تعمل على تطوير كابلات بحرية أقصر لنقل الطاقة النظيفة، ومن المرجّح أن يعتمد تحقيق التحول الأخضر على تقاسم الموارد، لا سيما مع المناطق التي لم تطور بعد صناعة الطاقة الخضراء الخاصة بها، كما أنه سيقلل من الاعتماد على البطاريات وحدها لتخزين وتوزيع الكهرباء خلال ساعات الذروة عندما تكون الشبكة مشبعة.
وأفاد الموقع أنه "توجد بالفعل العديد من الكابلات البحرية التي تربط بين البلدان داخل نفس المنطقة عبر مسافات أقصر؛ حيث تربط الكابلات البحرية بين المملكة المتحدة وبلجيكا والنرويج وهولندا والدنمارك".
كذلك، وضعت المملكة المتحدة خططًا لإنشاء كابل جديد للطاقة الشمسية وطاقة الرياح مع المغرب من خلال مشروع إكس لينكس المغرب- المملكة المتحدة للطاقة، ومن المتوقع أن يمتد هذا المشروع، الأول من نوعه، على مسافة 2,485 ميلاً وأن يولد 11.5 جيجاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الخالية من الكربون لتوفير 3.6 جيجاوات من الطاقة، لمدة 19 ساعة تقريبًا في اليوم.
ومن المتوقع أن يوفر الكهرباء النظيفة لحوالي 7 ملايين منزل بريطاني وأن يكون قادرًا على توفير 8 في المئة من احتياجات بريطانيا العظمى من الكهرباء.
وبحسب التقرير، فإن "تطوير الكابلات البحرية العابرة للبلدان سيعتمد بشكل كبير على إقامة علاقات جيوسياسية قوية بين البلدان، وتوقيع اتفاقيات لتقاسم الطاقة، ووضع لوائح ومعايير واضحة لحماية أمن الطاقة. ورغم التحديات التي ينطوي عليها تقاسم الطاقة، سواء من جهة التقنيات المعقدة التي يتطلبها الأمر أو الاعتماد على قوى عالمية أخرى، إلا أن العديد من البلدان تناقش إمكانية تطوير هذه التكنولوجيا".
واختتم التقرير، بأن "العالم يشهد حقبة جديدة من مشاركة الطاقة عبر الكابلات البحرية، وهو قطاع يُتوقع أن يتوسع بسرعة في العقود القادمة، وسوف يساعد في تسريع التحول الأخضر على مستوى العالم، مما يساعد البلدان التي لم تطور مواردها من الطاقة الخضراء على تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري".
واستدرك: "فضلاً عن تعزيز استقرار مصادر الطاقة المتجددة في مختلف مناطق العالم؛ فإن استخدام الكابلات البحرية لتبادل الطاقة سيتطلب تطبيق معايير دولية ولوائح صارمة، بالإضافة إلى علاقات جيوسياسية قوية بين المناطق التي تتقاسم الطاقة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الكابلات البحرية الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية الطاقة الشمسية الطاقة المتجددة الكابلات البحرية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکابلات البحریة الطاقة المتجددة المملکة المتحدة الطاقة النظیفة الطاقة الخضراء مصادر الطاقة العدید من من الطاقة
إقرأ أيضاً:
كاوست تبتكر حلاً بسيطًا يطيل عمر البطاريات المائية بأكثر من عشرة أضعاف
• بحث جديد يكشف دور أيونات الكبريتات في تقليل المياه الحرة وزيادة عمر وأداء البطاريات المائية القابلة لإعادة الشحنالبلاد (ثُوَل) كشف علماء من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) عن سبب جزيئي رئيسي يحدّ من قدرة البطاريات المائية القابلة لإعادة الشحن على أن تكون خيارًا أكثر أمانًا وأقل تكلفة لتخزين الطاقة المستدامة. وأظهرت نتائج الدراسة، المنشورة في المجلة العلمية Science Advances، كيف تؤثر المياه داخل البطارية سلبًا على عمرها وأدائها، وكيف أن إضافة أملاح منخفضة التكلفة – مثل كبريتات الزنك – يمكن أن تحدّ من هذه المشكلة وتزيد عمر البطارية بأكثر من عشرة أضعاف. يُعدّ المَصْعَد (الأنود) – وهو مسرى كهربائي يمر خلاله تيار كهربائي ضمن جهاز كهربائي ذي أقطاب- أحد العوامل الحاسمة في تحديد عمر البطارية، سواء كانت مائية أم لا، إذ تحدث فيه التفاعلات الكيميائية المسؤولة عن توليد وتخزين الطاقة. غير أن بعض التفاعلات الجانبية غير المرغوبة تؤدي إلى تدهوره، ما يقلل من عمر البطارية. وأظهرت الدراسة الجديدة أن المياه الحرة – أي جزيئات الماء غير المرتبطة بقوة بجزيئات أخرى – تساهم في حدوث هذه التفاعلات الجانبية، بينما يقلل وجود كبريتات الزنك من كمية المياه الحرة داخل البطارية. وقال البروفيسور حسام الشريف، أستاذ ورئيس مركز كاوست للتميّز في الطاقة المتجددة وتقنيات التخزين (CREST) وقائد الفريق البحثي في هذه الدراسة: ” تسلط نتائجنا الضوء على أهمية بنية المياه في كيمياء البطاريات، وهي عامل رئيسي تم تجاهله في السابق”. تسمح المياه الحرة بالتفاعل بسهولة مع المزيد من الجزيئات، ما يؤدي إلى تفاعلات غير مرغوبة تستهلك الطاقة وتتلف المَصْعَد. وأظهرت الدراسة أن أيونات الكبريتات تعمل بمثابة “لاصق للماء” يثبت الروابط بين جزيئات المياه الحرة، ويغير ديناميكيتها، ما يقلل عدد التفاعلات الجانبية الضارة.
ورغم أن الجزء الأكبر من التجارب أُجري على بطاريات تستخدم كبريتات الزنك، تشير نتائج أولية إلى أن التأثير نفسه يحدث مع مصاعد معدنية أخرى، ما يفتح المجال أمام استخدام أملاح الكبريتات كحل عالمي لزيادة عمر جميع البطاريات المائية القابلة لإعادة الشحن. وقال الدكتور يونبي زو، الباحث في كاوست والذي أجرى معظم التجارب “أملاح الكبريتات منخفضة التكلفة ومتوفرة على نطاق واسع ومستقرة كيميائيًا، ما يجعل حلّنا قابلًا للتطبيق علميًا واقتصاديًا”. وتحظى البطاريات المائية باهتمام عالمي متزايد كحل مستدام لتخزين الطاقة على نطاق واسع، ومن المتوقع أن يتجاوز حجم سوقها 10 مليارات دولار بحلول عام 2030. وعلى عكس بطاريات الليثيوم الشائعة في السيارات الكهربائية، تُعد البطاريات المائية خيارًا أكثر أمانًا وأقل بصمة بيئية لدمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية في شبكات الكهرباء، وهو هدف محوري في مسار تحول الطاقة في المملكة العربية السعودية. وقد شارك في هذه الدراسة أيضًا أساتذة كاوست عمر محمد وعثمان بكر وشيشيانغ زانغ وماني ساراثي.
وأشار الشريف إلى أن الجمع بين علماء مركز التميّز للطاقة المتجددة وتقنيات التخزين الذين يمتلكون خلفيات متكاملة، مثل تصميم البطاريات والنمذجة الكهروكيميائية، والأدوات التجريبية، مثل التحليل الطيفي المتقدم والمجهرية، كان أمراً بالغ الأهمية للاكتشاف. وقال: “تأسس مركز التميّز للطاقة المتجددة وتقنيات التخزين في كاوست ليكون رائدًا في مجال ابتكار الطاقة المتجددة في المملكة. وتؤكد النتائج التي حققناها والتحسينات الكبيرة في أداء واستقرار البطاريات المائية على ما يمكننا إنجازه في كاوست من خلال توحيد الجهود والاستفادة من خبرات أعضاء المركز المتنوعة والمتميزة”.