بوابة الوفد:
2025-05-23@03:27:45 GMT

متى تحكم النساء؟

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

أنا مع النساء، ممتن ومساند ومؤمن بأن فلاح أى أمة وتحضر كل شعب مرهون باتساع مشاركتها فى الحياة. ولا أخفيكم سرًّا أن حلم حياتى هو أن أرى يوما امرأة مصرية تتولى منصب رئيس الجمهورية لنكسر فكرة الذكورية المُهيمنة على المُجتمع ونثبت للعالم أن لدينا تاريخًا حضاريًّا عظيمًا.

وأتمنى وآمل وأستبشر خيرًا بقرب حلول موعد الانتخابات الرئاسية لأدعو نساء مصريات بارزات ومتحققات وواعيات للترشح وتقديم برامج وأفكار ورؤى جديدة لمستقبل مصر.

ما ينفع الناس سوى عقل واع، يُدير نظامًا مستقرًا، لديه رؤية للمستقبل، ويتمتع بالرشد ويؤمن بالتعددية، ويحترم الدستور، ويستهدف العدالة. وهذا النافع ليس شرطًا أن يكون رجلًا، فليس عيبًا أن تحكم أى أمة امرأة، وإنما العيب كل العيب أن تُحكم أمة ما بالقهر والقمع والاستبداد.

تزعجنى رسالة الخليفة العباسى إلى أهل مصر فى عهد المماليك عندما تقبلوا عن طيب خاطر تولية شجر الدر حكم مصر، وقيامها بصك العملة باسمها إذ قال «نبئونا يا أهل مصر إن عدمت عندكم الرجال نرسل لكم رجلا ليحكمكم»، وأراها تنم عن تخلف فكرى عميق، إذ كان هذا الخليفة الساخر نفسه لا يستطيع نقل دابة فى بغداد من مكان لآخر لمحدودية سلطته، وهوانه الفعلى، كونه مجرد خليفة رمزى شكلى لزوم الديكور السياسى لمن يملكون السلطة الفعلية من قادة وأمراء.

ويستفزنى تديين الوهم، وأقف حزينًا أمام مقولة يروجها التراثيون الرجعيون وينسبونها للنبى الكريم»ص» بأنه «ما أفلح قومٌ ولوا عليهم امرأة» وهى مقولة ذكرت عن دولة الفرس، غير أن سياق التاريخ يؤكد اختلاق العبارة.

ذلك لأن شروط الولاية الحقيقى هى العدل والرشد والقدرة، وكلها قد تتوافر فى نساء كثيرات شرقًا وغربًا، ولقد رأينا فى التاريخ الحديث سيدات قويات أدرن بلادهن باحتراف وصلابة، ربما أشهرهن مارجريت تاتشر فى بريطانيا، وأنديرا غاندى فى الهند، وجولدا مائير فى إسرائيل.

ورغم زحف المدنية وتمدد الحداثة فى العالم العربى فيما بعد الاستقلال، فإن بلدًا عربيًّا واحدًا لم يشهد ترأس امرأة أبدا، وظلت بعض النساء تُدير خيوطًا مهمة فى كثير من الدول، لكن بشكل مستتر وغير مباشر. ربما كانت البداوة المتوارثة حاجزًا بين تقبل المجتمعات العربية رئاسة المرأة للدولة، وكان من اللافت أننا جربنا ملوكًا ورؤساء أشداء وغلاظ، لهم هيبة، لكن ما زادتنا رجولتهم إلا ذلا، وما ظهرت غلظتهم إلا أمام شعوبهم. كان لدينا شوارب كثة كمكانس الأسفلت لكنها لم تقدم ولم تؤخر فى مسيرات بلادهم شيئا، بل أرهقتهم ظلمًا وجهلا وبؤسًا. هل تذكرون شارب صدام حسين؟ ما أرعد سوى مواطنيه البسطاء وما أبعد غازيًا أو عدوًا. أصوات خشنة كنعيق الغربان لم تكف عن الزعيق. هل نسيتم حنجرة معمر القذافى؟ ما استحق شفقة ولا رثاءً عند رحيله بعد أن أحرق أهله وسحل ناسه لأنهم سلبوه أولوهيته المزعومة. وغيرهم وغيرهم ممن حكموا بزعم القوة والصلابة والحكمة.. ما رأينا منهم تقدمًا وتحضرًا وريادة.

ما العالم العربى إن لم يشهد تغيرًا فى وعى المجتمعات بحق النساء فى التعلم والتفكر، حقهن فى المشاركة والعمل، وحقهن فى التأثير، وحقهن فى القيادة.

هذا طريق مهم يجب تمهيده وتهيئته والترويج له إن كان المستقبل يعنينا.

والله أعلم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فلاح الحياة الانتخابات الرئاسية الناس الدستور

إقرأ أيضاً:

روبيو: عدد التأشيرات التي ألغتها أميركا يقدر بالآلاف

 قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اليوم الثلاثاء إن عدد التأشيرات التي ألغتها الولايات المتحدة "ربما بالآلاف"، مضيفاً أنه يعتقد أنه لا يزال هناك مزيد لفعله.

وذكر روبيو أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ "لا أعرف كم العدد، ولكن ربما لا يزال أمامنا المزيد للقيام به".

وتابع "التأشيرة ليست حقاً، إنها امتياز".

أخبار ذات صلة المركزي الصيني يخفّض أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية روبيو ولافروف يجريان محادثات هاتفية المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • تحكم وابتزاز إسرائيلي… آلية عمل المخابز الجديدة في غزة
  • الجنائية العراقية تحكم بإعدام خيرالله حمادي شنقاً حتى الموت
  • أبو الغيط يشارك فى الاحتفال باليوم العربى للاستدامة
  • د.حماد عبدالله يكتب: القهر والإبداع !!
  • نتنياهو: ربما تمكنا من اغتيال محمد السنوار في غزة
  • روبيو: عدد التأشيرات التي ألغتها أميركا يقدر بالآلاف
  • العدل الدولية تحكم لصالح غينيا الاستوائية في جزر متنازع عليها مع الغابون
  • رئيس اتحاد الكاراتيه يستقبل رئيس لجنة مسابقات الاتحاد العربي
  • الأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي يقتل امرأة أو فتاة كل ساعة في غزة منذ أكتوبر 2023
  • الدهراوي يستقبل رئيس لجنة مسابقات الاتحاد العربى لوضع خطة لآلية التعاون