أكدت د. إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، أن وضع ذوى الهمم فى مصر شهد تحسناً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، وجهود الدولة مستمرة لتوفير بيئة داعمة تمكّن تلك الفئة من الاندماج فى المجتمع، من خلال سياسات وإجراءات جديدة. 

وأوضحت «إيمان»، فى حوار لـ«الوطن»، أن أشكال الدعم الحكومى تشمل برامج الحماية الاجتماعية، مثل المعاشات المخصصة للأشخاص ذوى الإعاقة، بالإضافة إلى جهود توفير التعليم الدامج، الذى يُسهل دمج الطلاب ذوى الإعاقة فى المدارس العادية.

. فإلى نص الحوار:

كيف ترين وضع الأشخاص ذوى الإعاقة فى مصر اليوم؟

- الوضع الحالى للأشخاص ذوى الإعاقة فى مصر شهد تحسناً ملحوظاً فى السنوات الأخيرة، والدولة تسعى جاهدة لتوفير بيئة أكثر دعماً وتمكيناً لهذه الفئة، من خلال تطبيق سياسات وإجراءات جديدة تسهم فى دمجهم، وهناك عدة أشكال من الدعم، أولاً، الدولة تقدم دعماً مادياً عبر برامج الحماية الاجتماعية، مثل معاشات ذوى الإعاقة.

كما أن هناك جهوداً كبيرة فى توفير التعليم الدامج، حيث يتم دمج الطلاب ذوى الإعاقة فى المدارس العادية، مما يسهل الاندماج فى المجتمع، علاوة على ذلك، نعمل على تحسين البنية التحتية لتكون ملائمة لاحتياجات الأشخاص ذوى الإعاقة، مثل توفير وسائل النقل العام المجهزة وتسهيل الوصول إلى المبانى العامة، كما نُعزز من فرص العمل من خلال برامج تدريب وتوظيف خاصة.

وما أهمية التوعية المجتمعية حول الأشخاص ذوى الإعاقة؟

- التوعية المجتمعية تلعب دوراً أساسياً فى تغيير نظرة المجتمع تجاه الأشخاص ذوى الإعاقة، ويجب أن نفهم أن هؤلاء الأشخاص لديهم قدرات ومواهب يمكن أن تسهم فى تقدم المجتمع، ومن خلال التوعية، يمكننا كسر الحواجز النفسية والاجتماعية التى قد تمنعهم من المشاركة الفعّالة، والمجتمع يحتاج إلى رؤية هؤلاء الأشخاص كجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعى، لذلك، نعمل على تنظيم حملات توعوية وورش عمل ومبادرات محلية لرفع الوعى حول حقوقهم واحتياجاتهم.

هل تواجهون تحديات معينة فى هذا السياق؟

- بالطبع، هناك العديد من التحديات، وأحد أكبر التحديات هو الوعى العام، فرغم التحسينات، لا يزال هناك نقص فى الفهم الصحيح لحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة وما يقدمونه للمجتمع، إضافة إلى ذلك، لا تزال هناك بعض العقبات فى البنية التحتية، مثل عدم توفر تسهيلات مناسبة فى جميع الأماكن العامة، كما أن بعض السياسات قد تحتاج إلى تحسين لضمان تحقيق العدالة والمساواة فى الفرص، لكننا نعمل بجد على تجاوز هذه التحديات، ونسعى دائماً للحصول على دعم المجتمع والمشاركة الفعالة.

كيف تقيمين جهود الدولة فى دعم الأشخاص ذوى الإعاقة؟

- لا يمكننى إلا أن أُعبر عن تقديرى العميق لجهود الدولة، فالحكومة أظهرت التزاماً واضحاً تجاه الأشخاص ذوى الإعاقة، من خلال إصدار التشريعات اللازمة، مثل قانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، الذى يهدف إلى حماية حقوقهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم، أيضاً، هناك رؤية واضحة فى الاستراتيجية الوطنية لتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة، التى تتضمن أهدافاً طموحة لتحقيق دمجهم فى كافة مجالات الحياة، وهذه الجهود تعكس إرادة سياسية قوية لرؤية مجتمع أكثر شمولاً.

كيف ترين دور المجتمع المدنى فى دعم الأشخاص ذوى الإعاقة؟

- المجتمع المدنى له دور حيوى فى دعم الأشخاص ذوى الإعاقة، والمنظمات غير الحكومية تقدم العديد من البرامج والمبادرات التى تستهدف تحسين جودة الحياة لهذه الفئة، مثل تقديم خدمات الرعاية الصحية والتدريب المهنى، ويمكن للمجتمع المدنى أن يكون حلقة وصل بين الأشخاص ذوى الإعاقة والدولة، بما يسهم فى تبادل المعرفة والخبرات، ونعمل بشكل وثيق مع هذه المنظمات لتطوير مشروعات مشتركة تعود بالنفع على جميع الأطراف.

ما هو الدور الذى تلعبه الأسرة فى دعم الأشخاص ذوى الإعاقة؟

- تلعب الأسرة دوراً محورياً فى دعم الأشخاص ذوى الإعاقة، ومن المهم أن تقدم الأسرة الدعم العاطفى والنفسى، وتساعد فى تعزيز الثقة بالنفس لدى الأفراد، كما يجب أن تشارك الأسرة فى عملية التوعية والتثقيف حول حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، مما يعزز من قدرتهم على الاندماج فى المجتمع. الأسرة تمثل الخط الأول للدفاع عن حقوقهم وتوفير بيئة إيجابية لهم.

كيف يتم تقييم تأثير البرامج الحكومية على حياة الأشخاص ذوى الإعاقة؟

- يتم تقييم تأثير البرامج الحكومية من خلال قياس مدى التحسن فى نوعية الحياة للأشخاص ذوى الإعاقة. يمكن استخدام استبيانات ومقاييس لقياس رضا المستفيدين عن الخدمات المقدمة. أيضاً، يمكن متابعة معدلات توظيف ذوى الإعاقة ونسبة إدماجهم فى التعليم والمجتمع بشكل عام. هذه المؤشرات تعكس فاعلية السياسات المتبعة وتساعد فى تحسين البرامج مستقبلاً.

نسعى لتطوير برامج التوعية المجتمعية.. ونعمل على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص

هل هناك خطط مستقبلية لتوسيع نطاق الخدمات المقدمة للأشخاص ذوى الإعاقة؟

- نعم، هناك خطط مستقبلية تهدف إلى توسيع نطاق الخدمات، وتشمل هذه الخطط تحسين مرافق الرعاية الصحية وتوفير برامج تدريبية متخصصة. 

كما نسعى لتطوير المزيد من برامج التوعية المجتمعية لتعزيز إدراك حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة. أيضاً، نعمل على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص لدعم مبادرات التوظيف وتحسين فرص العمل.

رؤية مستقبلية

رؤيتى هى بناء مجتمع شامل يتقبل الأشخاص ذوى الإعاقة ويعترف بقدراتهم، وأطمح أن نصل إلى مرحلة تكون فيها التسهيلات والبنية التحتية متاحة للجميع، وأن يتمكن الأشخاص ذوو الإعاقة من المشاركة فى جميع جوانب الحياة، من التعليم إلى العمل والترفيه، كما آمل أن تستمر جهود التوعية وتبنى السياسات الداعمة، بحيث يصبح كل فرد فى المجتمع جزءاً من حل قضية الإعاقة، ويسهم فى تحقيق المساواة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حقوق الإنسان القومى للإعاقة للأشخاص ذوى الإعاقة التوعیة المجتمعیة ذوى الإعاقة فى فى المجتمع نعمل على من خلال

إقرأ أيضاً:

وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل تتفقد سير العمل والخدمات المقدمة في منظمة “آمال” لذوي الإعاقة

دمشق-سانا

تفقدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية هند قبوات اليوم سير العمل والخدمات المقدمة في المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال”.

وشملت الجولة مراكز الخدمات في المنظمة، وهي مركز الاستقصاءات السمعية، ومركز تقييم الكلام واللغة، ولجنة الكشف والتشخيص، والمركز التربوي للإعاقة السمعية، ومركز التوحد، إضافة إلى الاطلاع على تركيب أجهزة خارجية لخمسة أطفال من ذوي الإعاقة السمعية أجروا عمليات زراعة حلزون مؤخراً، ومشاركتهم لحظة السمع لأول مرة في حياتهم.

وأكدت قبوات في تصريح لمراسلة سانا أن الوزارة تولي ‏اهتماماً كبيراً لرعاية الأطفال ذوي الإعاقة وتأمين الخدمات اللازمة لهم، لتمكينهم من الاندماج في المجتمع وتعزيز حقوقهم، وذلك من خلال دعم الأنشطة والبرامج التي تقدمها الجمعيات والمنظمات المعنية بملف ذوي الإعاقة والسعي لتوفير الدعم المالي واللوجستي لهم، ومناقشة التحديات ووضع الخطط والبرامج في هذا المجال.

وأشارت الوزيرة قبوات إلى ضرورة دعم عمل المنظمة، للقيام بدورها في تقديم الخدمة ‏الطبية والتأهيلية، لافتة إلى ضرورة تشارك وزارات الشؤون الاجتماعية والعمل والتربية والتعليم والصحة لدعم هذا المشروع الوطني.

بدورها المديرة التنفيذية للمنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال” رنا المنجد قدمت خلال الجولة شرحاً مفصلاً عن ‏عمل المنظمة والخدمات التي تقدمها، والتي تتمثل بإعادة تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة السمعية واضطراب طيف التوحد ابتداءً من الكشف، وانتقالاً للتشخيص وانتهاءً بتقديم العلاج المناسب، إضافة لتقديم العلاج الوظيفي والنفس حركي، والخدمات الداعمة كالفنون والرياضة والدراما.

وبينت المنجد أن المركز يقدم خدماته لنحو “400” طفل، وتشمل رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان دمجهم بالمجتمع بشكل مناسب، والقيام بعمليات زراعة الحلزون، والكشف عن حالات اضطراب التوحد.

وأُشهرت آمال عام 2002، وهي منظمة أهلية غير حكومية تسعى لتوفير خدمات التأهيل والبيئة المناسبة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكين مشاركتهم بشكل فعال ومستقل في نواحي الحياة كافة.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • المؤتمر: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة نحو تهيئة بيئة داعمة للاستقرار الإقليمي
  • فرص عمل وإعفاءات مالية.. مزايا عديدة في بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الهمم
  • كيف ضمن قانون ذوي الإعاقة حقوقهم في التعليم والعمل.. تفاصيل
  • انطلاق الموسم الثاني من المدرسة الصيفية اكتشف لذوي الهمم بمتاحف الآثار
  • إطلاق مشروع فرصة تمكين لتوظيف 100 شخص من ذوي إعاقة
  • «ديوا».. بيئة عمل داعمة ومُمكّنة للمرأة
  • محافظ الجيزة: نعمل على خلق بيئة مشجعة للأيدي العاملة والترويج للمنتجات
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل تتفقد سير العمل والخدمات المقدمة في منظمة “آمال” لذوي الإعاقة
  • «جبران» يسلم 50 عقد عمل لذوي الهمم من أبناء القاهرة
  • مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم تحتفي بالمناسبة