نقاشات حول الرواية والأدب المسرحي في مؤتمر إقليم غرب ووسط الدلتا
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
عقدت رابع جلسات المؤتمر الأدبي لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي في دورته الثالثة والعشرين، المقام ضمن برامج وزارة الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بمحافظة المنوفية، بعنوان "الأجناس الأدبية وآليات التلقي.. أدب الإقليم نموذجا" دورة الشاعر الراحل "مصطفى عبد المجيد سليم".
وشهدت قاعة المؤتمرات بفندق جامعة المنوفية، الجلسة التي أدارها الشاعر محمد عزيز، وتضمنت مناقشة بحثين، الأول بعنوان "الرواية وآليات التلقي"، قدمه الباحث سالم محمود سالم، ناقش خلاله مفهوم الرواية موضحا أهميتها كأحد الأجناس الأدبية التي تعكس روح البيئة من خلال رصد الحالات والاتجاهات، خاصة الاتجاهات الحديثة التي عالجت بعض قضايا المجتمع من خلال كُتّاب استحوذت عليهم الرواية كجنس أدبي لديه قدرة الاستحواذ على المتلقي.
كما تناول تفصيليا عناصر الرواية من حيث الشكل والبناء الدرامي والمضمون واللغة ومستويات السرد، وغيرها، موضحا أن اللغة تأتي في المقدمة لأنها بصمة الكاتب، ويمكن للكاتب استخدام اللغة الفصحى في السرد، والعامية في الحوار، والجمع بين الاثنين (سردا وحوارا) لإيصال الفكرة إلى المتلقي الذي يشارك غالبا فى الأحداث من خلال ملء الفراغات الموجودة في العمل، والتي يتركها المؤلف بقصد أو بغير قصد.
أما عن الأحداث قال: تأتي على لسان الراوي في أغلب فصول الرواية بضمير الغائب، عدا القليل من المواضع خصوصا الحوارية منها، فهو ينتقل للضمائر الأخرى وتتعدد الأصوات في الحوارات، وهذا المزج الملازم للحوار يجعل للغة مقومات حاضرة على طول المشهد الروائي، مع عدم الافراط فى اللغة العامية، إلا في جمل قصيرة.
وتواصلت فعاليات الجلسة مع البحث الثاني "تداخل الأجناس الإبداعية في المسرح" للشاعر أشرف أبو جليل، ناقش خلاله مدى تأثر الحركة الأدبية في العالم العربي بالغرب في العصر الحديث، خاصة مع بدايات القرن العشرين، الأمر الذي ساعد على تقسيم الإبداع إلى أجناس، بل ظهور معظم الأجناس الإبداعية التي يمارسها المبدعون العرب كمحاكاة لنظائرها في الغرب، فظهر ما يعرف بالقصة الشاعرة، المسرح الشعري، الشعر القصصي، وشعرية السينما، وغيرها من المطبوعات الأدبية والنقدية.
وأشار "أبو جليل" أن تاريخ الإبداع العربي ظل لفترة طويلة بعيدا عن كل من هذه التقسيمات، وظل العرب يقسمون الكلام إلى قسمين وهما الشعر والنثر، واستفاضوا في وضع الكتب التي تُعرِفهما، ووضعوا قواعد تفرق بين النوعين بشكل صارم، باستثناء لمحات عابرة أشارت إلى تداخل النوعين الأمر الذي أدى إلى تجاهل فنون المقامة والسير والحكايا والطرائف، وعدم تدوين القصص الممسرحة على الرغم من أنه كان من الممكن البناء عليها لخلق مسرح عربي.
وأضاف أنه مع مرور الوقت ظهرت أنواع جديدة من الأدب وأصبح النثر يتفرع منه القصة والمسرحية والمقالة والرسالة، وقُسمت القصة إلى رواية وقصة قصيرة، وانقسمت المسرحية إلى كوميدية، وتراجيدية، مشيرا إلى أن أهم ما تتناوله هذه الدراسة هو "الأدب المسرحي" وليس العرض المسرحي فالمعروف أن المسرح أبو الفنون كونه يضم الشعر والقصة والسينما والفنون الشعبية والموسيقى والغناء والرسم "الديكور"، ومع ظهور المسرحة أمكن مسرحة الفكر والقرارات السياسية والنظريات العلمية والمناهج الدراسية والمشكلات الاجتماعية كالبطالة وزيادة السكان وقضايا الإرهاب وحقوق المرأة وغيرها.
المؤتمر يعقد برئاسة الشاعر جابر بسيوني، وأمانة الشاعر حمدي فرحات، ويقام بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، برئاسة أحمد درويش والإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر د. مسعود شومان وينفذ بالتعاون بين الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزراع، وفرع ثقافة المنوفية برئاسة ربيع الحسانين. ويشهد إقامة عدد من الجلسات البحثية، بمشاركة نخبة من النقاد والباحثين بجانب الأمسيات الشعرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة الأجناس الأدبية
إقرأ أيضاً:
حصري.. نقاشات داخل الحزب الشيوعي الصيني الحاكم نحو دعم واضح لمغربية الصحراء
زنقة 20 | الرباط
نقلت مصادر موثوقة لموقع Rue20 ، أن نقاشا فتح داخل الحزب الشيوعي الصيني وهو حزب الرئيس الصيني شي جينبينغ، لتبني موقف واضح من قضية الصحراء المغربية مستقبلا.
و بحسب مصادر الموقع، فإن عددا من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني نقلوا إلى قيادات رفيعة داخل الحزب تشغل مناصب قيادية في الحكومة الصينية ، اهتمام المغرب بموقف واضح من بكين و داعم لقضية الصحراء المغربية.
و جرت في الآونة الأخيرة سلسلة زيارات متبادلة بين أحزاب مغربية و فرق برلمانية من جهة ووفود رفيعة المستوى من الحزب الشيوعي الصيني من جهة أخرى.
و بحسب قراءات محللين، فإن زيارة الزعيم الصيني شي جينبينغ الأخيرة إلى الرباط و لقائه بولي العهد مولاي الحسن، تعكس اهتمام بكين المتزايد بالمغرب باعتباره بوابة رئيسية لأفريقيا وأوروبا وباعتبار التحولات الضخمة التي يشهدها مدعوما بموقعه الاستراتيجي وبمبادرات وازنة أطلقها الملك محمد السادس من بينها مبادرة الولوج للأطلسي.
وتسعى الصين التي تعتبر أحد أكبر المستثمرين في افريقيا للاستفادة من موقع المغرب ومكانته كفاعل إقليمي ودولي في المنطقة وتعمل على تعزيز العلاقات مع المملكة ضمن هذا الإطار، بينما يتوقع أن تتوج الشراكة بين البلدين بإعلان اعتراف بكين بمغربية الصحراء وبمقترح الحكم الذاتي حلا وحيدا للنزاع المفتعل.
وتشير زيارة الرئيس الصيني القصيرة للمغرب إلى رغبة قوية في تعزيز العلاقات الثنائية خاصة في المجال الاقتصادي، وهو العنوان الذي سيكون الأبرز في قادم المناسبات، اذ يتوقع أن توسع بكين مجالات التعاون مع الرباط خاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة في منافسة شركات غربية أبدت اهتماما كبيرا بالسوق المغربية وتعتزم افتتاح مشاريع في الصحراء المغربية.