CNN Arabic:
2025-06-24@09:29:41 GMT

بشار جرار يكتب عن تصفية إسرائيل للسنوار واليوم التالي للحرب في غزة

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة - الخارجية الأمريكية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

بطل مغوار، أم مجاهد مغامر، أم إرهابي مقامر، بصرف النظر عن موقف الجمهور من يحيى السنوار القائد السياسي والعسكري الفعلي والأوحد لحركة "المقاومة الإسلامية" (حماس) فإن المشهد الأخير ثبتت تفاصيله بتحليل الجينات أم مطابقة البصمات أم بالتحليل الفني للصورة كما فعلت CNN، فإن المؤكد هو خروج "البطل" من المشهد، غيابه أو تغييبه عن المسرح.

والمسرح هنا لا يقتصر على رفح وقطاع غزة ولا على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية ولا حتى على التنظيمات والنظم التي رفعت قبل سنوات من "طوفان الأقصى" شعار "وحدة الساحات". اتضح من الناحية العملية، أن الوحدة الحقيقية تمثلت ببنك أهداف إسرائيلي مرصود منذ سنين، وربما عقود.

اختيار الإعلان عن توقيت تصفية السنوار أتى في تمام اليوم العاشر من اختتام عام على حرب السابع من أكتوبر الذي تقول إسرائيل إنه اتضح بحسب وثائق وتحقيقات حصلت عليها جراء عمليات "سهام الشمال" أن الخطة -خطة محور إيران- كانت تقتضي فتح جبهتين جنوبية فشمالية تعززها -وإن اقتضى الأمر تعضدها- بفتح الجبهة الأهم وهي دخول نظام ملالي طهران الحرب بشكل مباشر لا مجرد رشقات صاروخية ومسيرات معلنة -متفق عليها- بعد أو مع الأذرع الأخرى في اليمن وسوريا والعراق.

مسارعة كامالا هاريس نائب الرئيس والمرشحة الرئاسية، مسارعتها الإدلاء بتصريح مقتضب -حتى قبل تأكيد قطعي من مصادر أخرى غير إسرائيلية مقتل السنوار- أشارت فيه إلى التأكيد على "اليوم التالي" ليس في غزة وحدها. المراد هو وقف تداعيات الحرب والتأسيس لـ "مسار" ينتهي بتلبية "تطلعات الفلسطينيين". كان الرئيس جو بايدن وهاريس قد أكدا مرارا -ومعهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن العائد إلى الشرق الأوسط في جولة جديدة- أكدوا جميعا الحاجة إلى "مسار يؤسس لتحقيق رؤية الدولتين". اقترن هذا المسار بحديث واضح -أتى على لسان هاريس على هامش قمة المناخ في أبوظبي العام الماضي- دعت فيه إلى "قيادة فلسطينية متجددة".

هل هذه "المتجددة" تعني انتهاء مرحلة أكثر المتحمسين لسوريا وإيران وحزب الله والحوثي، يحيى السنوار؟ هل تعني عودة حماس إلى الإخوان بعد ثبوت خذلان إيران إلى حد الخيانة كما تعالت بعض الأصوات التي اتهمت طهران بأنها "باعت" محورها على محرقة المفاوضات السرية، قبل عودة الرئيس السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب؟ هل تم استدراج السنوار "منفردا" بمرافقة شخصين فقط إيهاما له بالموافقة على صفقة كبرى؟ هل كان استدارج كبش حنيذ لمحرقة تمت تغطيته بسردية مقتله دون استهداف بقذيفة مدفعية إثر اشتباك، أم أن الأمر اختراق استخباري تم من خلاله إعادة توجيه مسارات تحركه من تحت الأنفاق إلى المباني التي تخفي مداخلها في عملية أشبه ما تكون بـ "غزوة البيجرات وواقعة الووكي توكي"، أم باختراق أكثر تعقيدا، تمثل مثلا بتغيير إحداثيات "جي بي إس" التي شكا منها مواطنو وسواح عدد من دول الشرق الأوسط منذ بدء سلسلة التصفيات الكبرى التي استهدفت قادة حماس وحزب الله في لبنان وإيران، منذ صالح العاروري، فؤاد شكر، إسماعيل هنية، وثلاثة صفوف من القيادات العليا في حزب الله السياسية والعسكرية بمن فيهم "خليفة وخليفة خليفة" حسن نصرالله الأمين العام الأسبق لجماعة "حزب الله" اللبنانية المدعومة من إيران؟

هل يتم اختيار حليف قريب للإخوان رئيسا لحماس؟ هل يكون قريبا من تركيا أو من مزدوجي الجنسية كموسى أبو مرزوق الذي حمل الجنسية الأمريكية منذ ما قبل محاولة الموساد الفاشلة قتل أقرب حلفائه خالد مشعل والذي رهن العاهل الأردني الراحل الحسين بن طلال مستقبل معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية بحياة مشعل وحققه معها -الترياق من السم- أهدافا أخرى من أهمها إخلاء سبيل زعيم حماس ومؤسسها الشيخ أحمد ياسين.

هل تكون العودة إلى منظمة التحرير الفلسطينية وبالتالي توفير الشروط المناسبة لتنفيذ رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية –"رئيس دولة فلسطين"- محمود عباس وعده بدخول قواته قطاع غزة قبل أو بعد ترتيبات وضمانات دولية وعربية وربما إسلامية تنزع الغطاء "الشرعي" أو الديني السياسي عن تنظيمات كثيرة رفعت شعار الأقصى وفلسطين بعيدا عن 56 دولة عربية وإسلامية قادرة على التأسيس لسلام شامل عادل طال انتظاره؟

بتقديري، إقرار رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو المنتشي بانتصارات -هي في حقيقة الأمر استخبارية عسكرية قائمة على الدعم الأمريكي والأطلسي دونما تعطيل لذلك الدعم من أطراف إقليمية ودولية من بينها تركيا والصين وحتى إيران وروسيا- إقراره بأن قتل السنوار هو "بداية نهاية" الحرب وهو الأمر عينه الذي أكده المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر، الخميس، بأن واشنطن "ستضاعف جهودها" لوقف الحرب وانطلاق مسيرة "الأفق السياسي" ذلك الأفق الذي دعا العاهل الأردني عبدالله الثاني بن الحسين من على منبر الأمم المتحدة مرتين قبل وبعد اندلاع حرب السابع من اكتوبر بأنه السبيل الوحيد أمام الراغبين حقا في صنع السلام. سلام لا تضييع فرصه كما كتب في مستهل حكمه في كتاب "الفرصة الأخيرة" قبل نحو ربع قرن..

بشار جرارباحث متخصص في قضايا محاربة الإرهاب وتعزيز حوار الأديانإسرائيلإيرانلبنانرأيقطاع غزةنشر الجمعة، 18 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: رأي قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الصورة الآن)

ومتحركات
الشهيد محمد يونس
الشهيد بحر
الشهيد مصطفى زيرو
متحرك كيكل
متحرك الفتح المبين
هذه يراها الناس تنطلق من وسط السودان.
ومتحركات لا يراها أحد.
ثم المجموعة الرهيبة… كتيبة الفتح المبين…
…..
والجيش يجد أنه يستحيل إخفاء شيء عن الأقمار،
والجيش يبتكر أسلوبًا لإخفاء خمس متحركات أخرى هي الآن هناك،
(ولا يمكن بالطبع الإشارة إلى أسلوب الإخفاء هذا، ولا ما تحته… لكنه يعمل بأزياء ليست معهودة).
…….
وإلى بارا وما حولها تندفع المجموعات هذه،
والعدو من فوق أسوار حمرة الشيخ،
وأم سيالة،
والقرفة،
وغابة خمجان،
ينظر…
ومن الغابات حول جبرة الشيخ شرقًا وغربًا،
ومخابرات الجيش تتلقى معلومات مذهلة،
وإلى درجة أن المخابرات تسأل الغواصات وتكرر:
“قلتوا في منطقة كذا… خمس عربات بس؟”
……
(2)
وإشارة تترجمها مخابراتنا، ومن الإشارات:
ما بين الصالحة ورهيد النوبة، الطريق تجعله رائحة الجثث شيئًا لا يُطاق…
وفي كل عدة أمتار جثث الجنوبيين… وأطفالهم… ونسائهم… ماتوا وهم يهربون من الموت.
(كانوا قد وصلوا وسط السودان والعاصمة للسكنى في البيوت التي طرد الدعم أهلها).
والأمتعة المنهوبة المبعثرة على الطريق – الأمتعة المنهوبة – منثورة على مئات الأميال:
ثلاجات… مكيفات… سراير… سخانات… تلفزيونات و…
وعربات مهجورة بعد نفاد الوقود منها،
والقرى حول الطريق رحلت حتى لا ينهب الدعم والجنوبيون طعامها، فالجوع يقتل الهاربين هؤلاء.
ومكتب مخابرات الجيش يجد أن مخطط قطع الطريق – طريق الإمداد من دار حمر وسودري وغيرها – ينجح،
وبارا تهرب. وتبقى خالية، لا قبضة ذرة في بيوتها ولا ماعز،
ويجدون أن أسلوب الدعم المجنون في التعامل مع المواطنين يجعل بعض المواطنين مستعدين للقتال،
مثل الكبابيش.
والأسبوع هذا، تحالف الكرامة (تحالف مائة عمدة) ضد الدعم يقطع الطريق، ويقطع الأمل.
وفي الطريق، القرى التي تهرب من الدعم تلجأ إلى الجيش.
……..
(3)
الصورة الجامدة على الخارطة هي هذه،
والصورة المقاتلة على الأرض آخرها كان هو هجوم بابنوسة… وهجوم الفاشر… وغرب الأبيض.
وبابنوسة تهاجم من خمس محاور،
والطحن الذي يلقاه المهاجمون يجعل بعض المواقع تزعم أن قتلى الجنجويد بلغوا ألف قتيل… والرقم هذا لا يأخذ به أحد،
لكن ما حدث هو أن (الهروب) الجازع كان أكثر تدميرًا للعدو من القتل.
ويبقى أن المتحركات الأربعة المجهولة،
والطائرات المجهولة التي تقصف المثلث،
هي ما سوف يطفو خبره على الأخبار قريبًا،
خصوصًا أن الإمارات (بقت مشغولة في رقبتها).

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الصورة الآن)
  • د. جمال القليوبي يكتب: النووي خارج إيران.. وإسرائيل تستنجد بترامب
  • بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟
  • زاخاروفا: “إسرائيل” التي تمتلك أسلحة نووية تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • زاخاروفا: إسرائيل الوحيدة بالمنطقة التي تمتلك أسلحة نووية وهي تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • د. هشام فريد يكتب: هل اتفقت أمريكا مع إيران على نتنياهو بعد أن أصبح عبئًا عليها !؟
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
  • في اليوم التاسع للحرب.. إيران تتوعد برد "أكثر تدميرًا" على إسرائيل
  • من الرجل الذي يؤخر دخول الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران؟
  • اغتيال إيزادي.. إسرائيل تعترف بقدراته ومخابراتها وضعته على رأس قائمة المطلوبين