علي الفاتح يكتب: «السنوار» والصومال ومعادلات الردع الإقليمي
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
حمل الخميس 17 أكتوبر 2024 خبرين، أحدهما من غزة والآخر من الصومال، يؤكدان لسكان الشرق الأوسط أن الكيان الصهيونى هو من يشكل خطراً داهماً على مستقبل دولهم وتهديداً لاستقرارها واستقلالها.
الخبر الأول تعلق باغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس يحيى السنوار، وصورته التى نشرها الإعلام العبرى دون غيره.
مات السنوار ممتطياً صهوة جواد المقاومة حاملاً سيفها طعاناً لأعدائه، ولم يمت بقذيفة خارقة للأنفاق.
هذه هى الصورة التى نشرها الإعلام العبرى، السنوار ببدلته العسكرية يحمل الرشاش والقنابل اليدوية يقاتل إلى جانب رجاله جيش الاحتلال فوق الأرض وليس تحتها.
ولو بقى داخل الأنفاق يدير معارك التحرير ما لامه أحد، إلا أن أهم ما كشفته تلك الصورة أن المقاومة الفلسطينية ورجالها ليست جزءاً من أجندة مشروع إقليمى توسعى.
هى تستفيد من داعميها لخدمة أجندتها الوطنية وعنوانها الرئيسى تحرير الأرض من المحتل الصهيونى وإقامة دولة فلسطينية.
الخادم لأجندات الغير كان سيفضل إدارة معاركه من خارج أرض المعركة لا فوق الأرض ولا تحتها، لأن شغله الشاغل سيكون قبض الأثمان بكل أشكالها المادية والسياسية.
صورة السنوار الحامل لبندقيته أكدت للجميع أنه زعيم لحركة تحرر وطنى تجاوز مسألة الانتماء الأيديولوجى، هو مواطن فلسطينى مارس حقوقه المشروعة فى مقاومة المحتل وفقاً لكافة المواثيق والقوانين الدولية وانطلاقاً من واجبه الوطنى والأخلاقى تجاه بلاده الواقعة تحت نير الاحتلال منذ عام 1948.
من المهم التأكيد على هذه المفاهيم والمعانى التى تجلت فى صورته الأخيرة قبل أن يقدِّم حياته فداء لوطنه، فقد نشط الإعلام الغربى ورديفه الإقليمى مؤخراً للترويج لمفاهيم مغلوطة ومرتبكة حول تعريف حركات التحرر الوطنى وجماعات المقاومة.
هناك سيل من التقارير والمقالات التى تحاول الربط عنوة بين الحركات الانفصالية على أساس عرقى أو مذهبى الساعية للحصول على حكم ذاتى أو الانفصال تماماً وإقامة دولة مستقلة على جزء من جغرافيا الدولة الأم وبين التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش، وبين الحركات والمنظمات التى نشأت فى بيئة الاحتلال بهدف مقاومة المحتل وإنهاء وجوده غير القانونى. الرسالة الأخيرة من تلك الحملة الشعواء التى تخاطب الرأى العام فى منطقة الشرق الأوسط مفادها أن حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وبعيداً عن انتمائها الأيديولوجى، تمثل الخطر الأول على استقرار دول المنطقة والمعطل الرئيسى لكل خطط التنمية، بل وتهدد بتفكيك ما يُعرف بالدولة الوطنية الحديثة. وفى هذا السياق تأتى مساعٍ محمومة لإثارة فتنة مذهبية بين السنة والشيعة من سكان الإقليم.
إذا كان السلوك الإيرانى قد اتسم فى الماضى بالنزعة التوسعية، وشابت ممارسات بعض فصائل المقاومة أخطاء وعيوب، فإن تداعيات «طوفان الأقصى» عالجت كل ذلك بعد أن بات واضحاً للجميع أن الكيان الصهيونى بسياساته الاستعمارية هو الخطر الحقيقى.
وهذا ما حمله لنا يوم الخميس الماضى فى الخبر الثانى الوارد من الصومال، حيث نقل منتدى الشرق الأوسط للعلوم العسكرية عن موقع «ميدل إيست مينوتور» اهتمام الكيان الصهيونى بإقامة قاعدة عسكرية جوية فى إقليم أرض الصومال المطل على خليج عدن ومضيق باب المندب.
وفقاً للتقرير يريد الكيان الصهيونى أن يكون قريباً من اليمن حتى يستطيع استهداف الحوثيين بضربات عسكرية مباشرة.
المؤكد أن حكومة الإقليم الانفصالية سترحب بالقاعدة العسكرية مقابل اعتراف الكيان الصهيونى بما تسمى دولة أرض الصومال، وستدعم إثيوبيا ودول إقليمية أخرى المسعى الصهيوني، إضافة إلى الولايات المتحدة. وجود الكيان الصهيوني على مدخل البحر الأحمر يعنى تحكمه فى قناة السويس وزيادة التحديات التى تواجه الدور المصرى فى الصومال ومنطقة القرن الإفريقي لحفظ الاستقرار الإقليمي والحفاظ على وحدة الأراضى الصومالية.
هذه المعطيات الجديدة تفرض، بمنطق المصلحة، تعاوناً رباعياً بين مصر وتركيا والمملكة السعودية وإيران لدرء مخاطر الوجود العسكري الصهيوني في تلك المنطقة الحيوية، لا سيما أن جميع هذه القوى الإقليمية تتعارض مصالحها في البحر الأحمر والقرن الأفريقي مع مصالح الكيان الصهيوني.
وهو تعاون ممكن في ظل التطبيع المصري التركي والسعودي الإيراني، إضافة إلى حرص دول الخليج على عدم التضرر من تداعيات الضربة الإسرائيلية المتوقعة ضد إيران.
خلاصة القول: لا بد من مكافحة محاولات تشويه حركات المقاومة ومحاربة خطاب الفتنة المذهبية وبناء تحالفات جديدة بين دول الشرق الأوسط لخلق معادلة ردع إقليمية في مواجهة خطر العدو الصهيوني وداعميه الغربيين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكيان الصهيونى غزة الصومال الکیان الصهیونى الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر يرحّب بدعوة إسبانيا لتعليق الشراكة الأوروبية مع الكيان الصهيوني
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
في موقف يعكس تزايد الغضب الأوروبي من الجرائم المستمرة في غزة والضفة الغربية، دعت إسبانيا أمس الاثنين إلى تعليق فوري لاتفاقية الشراكة التجارية بين الاتحاد الأوروبي والكيان الصـهـيوني، وفرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إليه.
وأكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن "زمن البيانات قد ولّى" ودعا الاتحادالأوروبي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة وعقوبات فردية ضد من يعرقلون حل الدولتين، في إشارة مباشرة إلى قادة الكيان.
وتلقى هذه الخطوة دعمًا من دول مثل أيرلندا، بلجيكا، وسلوفينيا، التي كانت من أوائل المطالبين بمراجعة جادة للعلاقات مع الكيان.
وبينما لا تزال الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كايا كالاس، تعد بتقديم "خيارات واضحة" بشأن الوضع، تشير مصادر أوروبية إلى أن أي قرار فعلي سيُرجأ حتى الاجتماع القادم في 15 يوليو، وسط توقعات أن تحدد قمة المجلس الأوروبي المقبلة المسار النهائي.
وكان تقرير للاتحاد الأوروبي قد كشف عن عشرات الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني من قبل الاحتلال، بما في ذلك استخدام الحصار والتجويع واستهداف المنشآت الطبية والمدنية، مستندًا إلى شهادات منظمات حقوقية وأممية.
ورغم أن وزير الخارجية الإسباني شدد على أن "التقاعس عن اتخاذ إجراء سيكون فشلًا أخلاقيًا وسياسيًا للاتحاد الأوروبي" بعدما وصف البعض لغة التقرير بـ"الباهتة"، إلا أن ممثلة الاتحاد للشؤون الخارجية، كايا كالاس، أكدت على صعوبة تمرير قرارات قوية بسبب الانقسام الحاد بين الدول الأعضاء، خاصة مع تحفظات دول كبرى كألمانيا.
ومن جانبه، رحب مرصد الأزهر بالخطوة الإسبانية، وجدد التأكيد على أن تعليق الاتفاقيات ووقف تصدير الأسلحة للكيان المحتل أصبح واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا.
وشدد المرصد على أن استمرار التعاون مع كيان يرتكب مجـ.ـازر يقوّض مبادئ حقوق الإنسان وثقة الشعوب في القانون الدولي والهيئات الأممية، مما يحتم إعادة الاعتبار للعدالة الدولية.
اقرأ أيضاً:
شديد الحرارة ورطوبة وشبورة.. الأرصاد تحذر من طقس الـ6 أيام المقبلة
اعرف حقك.. قانون العمل يحدد ضوابط الاستقالة وإنهاء التعاقد
تحرك برلماني لمراعاة أوضاع معلمي الحصة في شروط مسابقة التعيين
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مرصد الأزهر إسبانيا الكيان الصهيوني تعليق الشراكة الأوروبية مع الكيان الصهيونيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
إعلان
الثانوية العامة
المزيدأخبار رياضية
المزيدإعلان
مرصد الأزهر يرحّب بدعوة إسبانيا لتعليق الشراكة الأوروبية مع الكيان الصهيوني
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
36 23 الرطوبة: 29% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك