21 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: تتزايد المخاوف في العراق من احتمال تعرضه لعدوان خارجي، خاصة في ظل التوترات المستمرة في المنطقة وتزايد الأنشطة العسكرية للقوات الإسرائيلية.

وقد عكس رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، هذه المخاوف من خلال متابعته الدقيقة للملف العسكري، حيث أجرى زيارة مفاجئة إلى مقر قيادة العمليات المشتركة في بغداد لمناقشة التحديات الأمنية التي تواجه البلاد.

تعززت هذه المخاوف بعد وقوع حادث مؤلم حيث اعترفت القوات الإسرائيلية بمصرع جنديين وإصابة 24 آخرين نتيجة هجوم بطائرة مسيرة أُطلقت من العراق.

ويعكس هذا الحادث إمكانية استغلال الوضع الأمني الهش في العراق من قبل القوى الخارجية كذريعة لشن هجمات، مما يستدعي مراجعة شاملة لاستعدادات العراق العسكرية.

في ظل هذه التهديدات، ناقشت لجنة الأمن في البرلمان العراقي جاهزية القوات المسلحة وقدرتها على حماية سيادة البلاد.

وأبرزت المراجعة الحالية الجوانب المتعلقة بقطاع الدفاع الجوي وسلاح الجو، بالإضافة إلى تحديد المواقع العسكرية الحساسة. وقد أُعطيت الأولوية لتعزيز القدرات الدفاعية والتأكد من أن القوات المسلحة مستعدة لمواجهة أي تهديدات محتملة.

تأتي هذه الإجراءات في سياق عام يتميز بعدم الاستقرار في المنطقة، حيث تشهد دول الجوار توترات سياسية وعسكرية قد تؤثر على العراق. لذلك، يُعتبر تعزيز الجاهزية العسكرية للقوات العراقية أمرًا حيويًا، ليس فقط للحفاظ على سيادة العراق، ولكن أيضًا لضمان الاستقرار الإقليمي.

وبحسب تحليلات امنية، تتطلب هذه المرحلة التنسيق الفعال بين المؤسسات العسكرية والأمنية، مع ضرورة تحديث استراتيجيات الدفاع لتكون قادرة على التعامل مع المستجدات. كما ينبغي على الحكومة العراقية العمل على تعزيز العلاقات مع حلفائها الإقليميين والدوليين لضمان دعمهم في حالة حدوث أي تصعيد عسكري.

واحتمال تدخل قوات التحالف لمساعدة العراق في حالة تعرضه لهجوم إسرائيلي يعتمد على عدة عوامل معقدة تتعلق بالسياسة الإقليمية والدولية.

وتاريخيًا، كانت قوات التحالف، وخاصة الولايات المتحدة، متواجدة في العراق لمكافحة الإرهاب ودعم الحكومة العراقية. ومع ذلك، فإن أي تدخل عسكري مباشر في حالة هجوم خارجي يتطلب توافقًا سياسيًا واستراتيجيًا من قبل الدول الأعضاء في التحالف.

وإذا كانت الحكومة العراقية تطلب الدعم من قوات التحالف، فقد يكون ذلك مؤثرًا في قرار التدخل. إلا أن أي استجابة تعتمد على طبيعة الهجوم وظروفه، بالإضافة إلى كيفية تقييم التحالف للتهديدات.

و تؤثر ديناميكيات العلاقات الإقليمية، مثل العلاقات بين العراق وإيران والدول العربية الأخرى، على قرار التحالف بالتدخل.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الحکومة العراقیة

إقرأ أيضاً:

السودان: مقتل 40 مدنياً في هجوم على مخيم أبو شوك.. واتهامات بـإعدامات ميدانية

تشهد مدينة الفاشر انهياراً إنسانياً غير مسبوق. فقد توفي 63 شخصاً على الأقل خلال الأسبوع الماضي بسبب سوء التغذية، وفق مصادر طبية محلية. اعلان

ارتفع منسوب المأساة الإنسانية في إقليم دارفور، إثر سقوط 40 قتيلاً على الأقل، الاثنين، في هجوم مسلح نفذته قوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين، جنوب غربي مدينة الفاشر، وفق ما أعلنت غرفة طوارئ المخيم.

وأفاد بيان للغرفة بأن القوات اقتحمت المخيم من الجهة الشمالية، ما أسفر عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 19 آخرين، بينهم من سقطوا برصاص طائش، ومن تم "تصفيتهم مباشرة"، في مشهد وصفه ناشطون بأنه يعكس تصعيداً خطيراً في الانتهاكات ضد النازحين.

وأكدت "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر"، وهي كيان مدني مناهض للانقلاب، سقوط الضحايا، مشيرة إلى وقوع "إعدامات ميدانية" بحق نازحين عُزّل، ووصفتها بـ"الجريمة البشعة التي تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين".

ويأتي الهجوم في ظل حصار مفروض من قبل قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر منذ مايو 2024، والتي تُعد القاعدة العسكرية الأخيرة الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني في إقليم دارفور، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على غالبية مناطق الإقليم.

ومنذ خسارة السيطرة على العاصمة الخرطوم في مارس الماضي، أعادت قوات الدعم السريع ترتيب أولوياتها العسكرية، ونقلت تركيز عملياتها إلى غرب السودان، في مسعى لفرض توازن استراتيجي عبر بسط النفوذ على دارفور وكردفان.

وتحولت الفاشر، مع المخيمات المحيطة بها، إلى بؤرة متصاعدة للصراع، وسط تفاقم حاد في الأوضاع الإنسانية. ففي ديسمبر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة نشوء حالة مجاعة في ثلاثة من أكبر مخيمات النازحين في المنطقة: زمزم، وأبو شوك، والسلام.

Related منظمة الصحة العالمية: نحو 100 ألف إصابة بالكوليرا في السودان منذ يوليو الماضيالسودان: الفاشر تُنذر بكارثة إنسانية وسكان يعيشون على العلف والنفاياتمجددًا الدعوة لنزع السلاح من الخرطوم.. قائد الجيش السوداني يعلن شروطه لوقف القتال

وفي أبريل الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم المجاور، ما أدى إلى فرار نحو 400 ألف نازح، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، في عملية أفقدت المخيم أغلب سكانه، وأعادت تشكيل الوضع السكاني في المنطقة.

وفي موازاة التصعيد العسكري، تشهد المدينة انهياراً إنسانياً غير مسبوق. فقد توفي 63 شخصاً على الأقل خلال الأسبوع الماضي بسبب سوء التغذية، وفق مصادر طبية محلية، في حين كشف ناشطون أن بعض الأسر باتت تعتمد على علف الحيوانات أو بقايا الطعام للبقاء على قيد الحياة.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يعاني نحو 25 مليون شخص في السودان من انعدام الأمن الغذائي، أي ما يقارب نصف السكان، بينما تصف المنظمات الدولية الوضع في دارفور بـ"الكارثة الإنسانية البطيئة" التي توشك على الانفجار.

وتستمر الحرب في السودان منذ أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقد أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، في ما تُعد أكبر أزمة نزوح داخلي وخارجي في العالم، وفق التوصيف الأممي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • السفارة العراقية في واشنطن: العراق ليس تابعاً لسياسة أي دولة
  • مذكرة التفاهم العراقية الإيرانية تفجر تحذيرات أمريكية
  • القوات اليمنية تنفذ 4 عمليات عسكرية ضد أهداف حيوية في الكيان
  • هجوم يستهدف سفارة إسرائيل في لاهاي
  • الحكومة العراقية تدعو إلى عدم الالتفات للشائعات المعادية للزيارة الأربعينية
  • السودان: مقتل 40 مدنياً في هجوم على مخيم أبو شوك.. واتهامات بـإعدامات ميدانية
  • متحدث الحكومة يكشف مضامين مذكرة التفاهم الأمنية بين العراق وإيران
  • أكثر من 70 نزاعاً عشائرياً في مدينة جنوبي العراق والجيش يتدخل
  • الخارجية العراقية تهاجم سفير بريطانيا بعد تصريحاته بشأن “الحشد الشعبي”
  • الحكومة العراقية تعطل الدوام الرسمي يوم الخميس