شمال الباطنة.. تاريخ عريق وإسهام حضاري مشهود
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
للمناطق والمحافظات العُمانية دورٌ كبيرٌ في الإسهام في تشييد حضارة وتاريخ هذا الوطن العزيز، كما إن لكل محافظة تاريخها الذي تميَّزت به عن غيرها؛ حيث سطَّر أبناء المحافظات دورًا مُشرِّفًا رصدته كتب التاريخ، وتركوا بصماتهم وإنجازاتهم التي ما تزال تتوارثها الأجيال إلى اليوم.
وانطلاقًا من هذه الحقائق، حرصت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على إبراز دور أبناء شمال الباطنة في مسيرة الحضارة العُمانية، من خلال تنظيم ندوة تتحدث عن المحافظة من واقع ذاكرة التاريخ العمانية، وما تناقلته الوثائق والمحفوظات القديمة عن أبناء هذه المحافظة العريقة.
لقد كانت شمال الباطنة حاضرة عُمانية قامت على أرضها الطيبة حضارة تمتد لقرون عديدة، وأضحت حضارة مجان وما ارتبط بها من اتصال حضاري وتجاري مع الحضارات الأخرى، وامتد التواصل لتكون صحار مصراً من أمصار البلاد الإسلامية وعاصمة من العواصم المشهود لها بأسواقها وتجارتها المزدهرة، وقامت على أرضها حضارات متنوعة ما بين التجارية والعلمية وغيرها.
إنَّ هيئة الوثائق والمحفوظات تؤدي دورًا كبيرًا من أجل حفظ الذاكرة الوطنية، من خلال جمع الوثائق وتوثيق الروايات الشفوية من العُمانيين المُعمِّرين الذين عاصروا أحداثًا متعددة، وكانوا شهود عيان على مسيرة نمو وتقدم عُمان، لكي تعي الأجيال الجديدة أن آباءهم وأجدادهم سطَّروا التاريخ المجيد في المجالات كافة بإرادة صلبة تنطلق من إيمانهم بأمجاد الإنسان العُماني ودوره على مر الحقب التاريخية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حضارة مصر القديمة.. كيف ألهمت السينما العالمية والمصرية؟
تعتبر الأساطير الفرعونية مصدر إلهام لصنّاع السينما حول العالم، حيث اجتمع في حضارة مصر القديمة ما يمزج بين الغموض، والرمزية، والعظمة التاريخية، لتصبح مادّة خصبة لأفلام تناولت الملوك والمعبودات، وأعادت صياغة التاريخ في قالب من الخيال والمغامر، وبينما حرصت بعض الأعمال على تصوير الواقع بدقة، أخذت أخرى منحى دراميًا خياليًا بهدف الإثارة، وفيما يلي نستعرض أبرز هذه النماذج، كما أشار إليها الدكتور حسين عبد البصير، الروائي وعالم المصريات في تصريحات صحفية.
يُعد هذا الفيلم من أشهر الأعمال التي تناولت الأساطير الفرعونية، حيث عُرضت النسخة الأولى منه عام 1932، من إخراج كارل فريند، وجسّد قصة مومياء فرعونية أُعيدت إلى الحياة بعد آلاف السنين، مستلهمًا بذلك أسطورة "لعنة الفراعنة".
"المومياء" النسخة الثانيةوفي عام 1999، أعيد إنتاج الفيلم ببطولة برندان فريزر وراشيل وايز، مضيفًا طابعًا من الإثارة والمغامرة، واستند إلى عناصر من كتاب الموتى وأسطورة إحياء الموتى، رغم أن العمل ظل خياليًا بالأساس.
"أرض الفراعنة" (Land of the Pharaohs) – 1955من إخراج هاورد هوكس، تناول الفيلم بناء الهرم الأكبر في الجيزة، وسلّط الضوء على الحياة السياسية والاجتماعية في مصر القديمة، بما في ذلك صراع الفرعون مع كهنة المعابد، ورغم طغيان الخيال على بعض المشاهد، فقد استند العمل إلى خلفية تاريخية تركز على الجانب الرمزي للأسطورة.
"المصري" (The Egyptian) – 1954هذا الفيلم مقتبس عن رواية ميكا والتاري، ويعرض قصة طبيب مصري قديم يتورط في صراعات دينية وسياسية، يُبرز الفيلم عددًا من الطقوس والأساطير المصرية، ويظهر فيه عدد من الآلهة المصرية مثل رع وأنوبيس، كما يصوّر الصراع بين الكهنة والفراعنة في سياق الحياة اليومية بمصر القديمة.
السينما المصرية وتوظيف الأسطورة الفرعونية"المومياء" (1969) – شادي عبد السلاميُعتبر هذا الفيلم من أهم الأفلام المصرية التي عالجت الأسطورة الفرعونية بواقعية وجدية، أخرجه المخرج الكبير شادي عبد السلام، وركّز على قضية سرقة مقابر الملوك في الأقصر، حيث تناول الصراع بين الحفاظ على التراث المصري وبين الجشع المادة، ويُعد العمل من أبرز النماذج التي قدّمت الحضارة المصرية بوعي تاريخي عميق.
"الفرعون" (Pharaoh) – 1966رغم كونه فيلمًا بولنديًا، إلا أنه يُعد من أبرز الأعمال السينمائية التي تناولت مصر القديمة بشكل جاد، يعرض الفيلم الحياة في عهد رمسيس الثالث عشر، مسلطًا الضوء على الصراع بين السلطة السياسية والدينية، ومقدمًا رؤية تاريخية دقيقة نسبيًا عن مصر الفرعونية.
أثر السينما في نشر التراث الفرعونيرغم أن العديد من هذه الأفلام اعتمد على الخيال وأحيانًا الابتعاد عن الدقة التاريخية، فإن تأثيرها الثقافي لا يمكن إنكاره، فقد ساهمت هذه الأعمال في نشر الوعي بالحضارة المصرية القديمة وجذب اهتمام العالم إلى أساطيرها ومعابدها وآثارها.
وكان لفيلم "المومياء" (1969) تحديدًا دور بارز في إعادة تقديم التراث المصري بمنظور مصري أصيل، في مقابل الصورة الهوليودية المثيرة التي قدمتها السينما الغربية.