في اليوم العالمي.. أسرار جعلت من أوبرا عايدة أيقونة عالمية
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
في 24 ديسمبر عام 1871، خرج للنور نموذجًا فريدًا للخلود الفني «أوبرا عايدة» التي جسدت من خلالها عايدة بطلة الرواية الأصلية قصة لصراع الأزلي بين العاطفة والواجب، لتظل حتي يومنا هذا واحدة من أهم الأعمال الخالدة والفريدة التي تحمل عمق التاريخ والحضارة من خلال النغمات الموسيقية، وبالتزامن مع يوم الأوبرا العالمي نستعرض سر أوبرا عايدة الأيقونة العالمية.
عندما جاء أوجست ماربيت باشا عالم الآثار الفرنسي إلى مصر عام 1850 موفدا من الحكومة الفرنسية، بهدف البحث عن المخطوطات والآثار لكنه عكف على التنقيب ونقل الكثير من الآثار لفرنسا، لكنه بعدها أسس «المتحف المصري» وفي عام 1869 كتب «ماربيت» لشقيقة رسالة فيها بأنه كتب أوبرا ويعتقد بأنها ستكون ضخمة وأن «فيردي» سيضع الموسيقى، وأنه لا يمزح؛ وكان ذلك قبل افتتاح قناة السويس بـ5 أشهر، وفقًا لـ «washington post».
قضى ماربيت 6 أشهر بالصعيد ليترجم العديد من النقوش الموجودة على المعابد والنقوش الفنية، حتى يخرج عمل نصي مناسب للنص التاريخي الذي يريده، كتب المؤرخ الفرنسي «سولية» في كتابه «مصر ولع فرنسي» أن الكثيرين يسندون تأليف «أوبرا عايدة» لعدد من الكتاب، لكنه يعتقد أن الخديوي إسماعيل شخصيا هو من أمر بتأليفها، وأنه تأكد أن «ماربيت» هو كاتب السيناريو، ومن صمم الملابس والديكور الخاص بالعرض، ووضع الخطوط العريضة لإخراج العمل.
الخديوي إسماعيل كان شغوف بالفنون وأراد أن تكون دار الأوبرا تحفة معمارية لا تقل عن غيرها في العالم، وكلف المهندسين الروسيين والإيطاليين بوضع تصميم يراعي فيه الدقة الفنية المعمارية، واستعان بعدد من المصورين والرسامين لتزيين الأوبرا وتجميلها بزخارف فنية، وأسسها لأول مرة في منطقة باب الخلق وفقًا للهيئة العامة للاستعلامات «sis.gov».
جدران المعابد وتسجيلات الاحتفالات القديمةأثبت الخديوي للعالم أن فن الأوبرا ليس بعيد عن المصريين، وأن التاريخ المصري القديم مليء بالنماذج الموسيقية المصاحبة للشعر والأداء الدرامي، ونقشت على جدران المعابد العديد من تسجيلات الاحتفالات القديمة يظهر فيها الاهتمام بالغناء والموسيقى والرقص، إذ اخترع المصريون القدماء آلات موسيقية لحبهم للموسيقى.
كان الخديوي يهيأ لداره الجديدة تراثًا فنيًا يشير لماضي مصر العظيم، فطلبت «مارييت» من الخديوي أن يختار قصة من التاريخ المصري القديم تصلح كمسرحية شعرية، فقام بنظم شعرها الشاعر الإيطالي «جيالا نزوق» وعهد الخديوي الموسيقار «فيردي» بوضع موسيقاها، فخرجت «أوبرا عايدة» التي نالت شهرة عالمية خالدة بموضوعها المصري وموسيقاها الرائعة وأغنيتها الجياشة.
كان من المفترض أن تعرض «أوبرا عايدة» خلال حفل افتتاح قناة السويس في دار «الأوبرا الخديوية» عام 1869، لكنها لم تعرض خلال الافتتاح وذلك بسبب عدم الانتهاء منها، وعرضت لأول مرة على مسرح الأوبرا الخديوية بالقاهرة 24 ديسمبر عام 1871، واستمر تقديمها بشكل سنوي لمدة 100 عام حتى احترقت الأوبرا عام 1971.
أوبرا عايدة قصة صراع أزلى بين القلب والواجب، وبطلة الرواية الأصلية عايدة هي أميرة حبشية أسيرة في قصر الفرعون كـ وصيفة الأميرة، واصبحا سريعًا صديقتين ويقعان في حب رجل واحد؛ هو قائد حربي مصري «راداميس» لكنه يبادل عايدة الحب، وتستمر الأحداث الدرامية في سرد أحداث بعد فساد الأمور بسبب اندلاع حرب بين مصر والحبشة وتنتصر مصر.
ويُطلب من «راداميس» الزواج من ابنة الفرعون كمكافأة له على انتصاره لكنه يسعى للهرب مع عايدة حبيبته، ليقع في خطأ كبير ويفشي بعض أسراره العسكرية لعايدة دون قصده، فيتعبر خائنًا لواجبه ويحكم عليه بالدفن حيًا وتلحق به لتموت بين ذراعيه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: يوم الأوبرا العالمي أوبرا عايدة أوبرا أوبرا عایدة
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي للإيدز.. تحذير من نقص تمويل مكافحته
حذرت المؤسسة الألمانية لسكان العالم (دي إس دبليو) من أن التخفيضات الكبيرة في التمويل العالمي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية قد تقوض الإنجازات التي تحققت على مدى سنوات، مما يهدد بزيادة ملايين الإصابات الجديدة.
وأوضحت المؤسسة بمناسبة اليوم العالمي للإيدز الموافق اليوم الاثنين أن النساء والأطفال في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء سيكونون الأكثر تضررا، حيث تمثل النساء والفتيات 63% من الإصابات الجديدة هناك.
وأشارت المؤسسة إلى أن السنوات الماضية شهدت تقدما كبيرا، إذ كادت العدوى بين الأم والطفل أن تختفي حتى في أفريقيا.
وجاء في بيان للمؤسسة: "84% من النساء الحوامل المصابات بفيروس نقص المناعة حصلن عام 2024 على أدوية مضادة للفيروسات لمنع انتقال العدوى إلى أطفالهن"، موضحة أن هذه المكاسب مهددة الآن بانتكاسات كبيرة.
وكانت الولايات المتحدة أكبر ممول عالمي لمكافحة الإيدز، إذ ساهمت بثلاثة أرباع التمويل الدولي، لكنها جمدت مطلع عام 2025 جميع المدفوعات المتعلقة بفيروس نقص المناعة بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. كما قلصت دول أخرى، بينها ألمانيا، مساهماتها.
وتشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز (UNAIDS) إلى أن هذه التخفيضات قد تؤدي إلى نحو 3.9 ملايين إصابة إضافية بحلول 2030.
وقالت الجمعية الألمانية للإغاثة من الإيدز: "كما في تأثير الدومينو، يتراجع الوعي بأن العلاج والوقاية أمران لا غنى عنهما، وأن التضامن هو المفتاح لعالم خال من الإيدز".
وقالت أنجيلا بير مديرة البرامج في المؤسسة الألمانية لسكان العالم: "لا يجوز أن نسمح بتحول مرض كان على وشك الانحسار إلى وباء جديد". وقال فينفريد هولتس من مجلس إدارة الجمعية الألمانية للإغاثة من الإيدز: "لدينا خياران: عودة الإيدز أو القضاء عليه".
ولا يزال شخص واحد يموت كل دقيقة على مستوى العالم بسبب مضاعفات الإيدز، بحسب المؤسسة الألمانية لسكان العالم. وتشير بيانات برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز إلى أن 40.8 مليون شخص عاشوا مع فيروس نقص المناعة عام 2024، وكان أكثر من نصفهم في أفريقيا جنوب الصحراء، في حين سجلت نحو 1.3 مليون إصابة جديدة العام الماضي.
إعلانوفي أوروبا، حذرت هيئة الصحة الأوروبية والمكتب الإقليمي الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية من أن تشخيص وعلاج الإصابات بفيروس نقص المناعة لا يزال يتم متأخرا في كثير من الحالات، وينطبق ذلك على أكثر من نصف التشخيصات في المنطقة، مما يزيد خطر انتقال العدوى وتطورها إلى الإيدز.
وفي ألمانيا، أظهرت أحدث تقديرات معهد "روبرت كوخ" لمكافحة الأمراض أن نحو 2300 شخص أصيبوا بفيروس نقص المناعة العام الماضي، بزيادة نحو 200 إصابة عن عام 2023، ليصل عدد المصابين في ألمانيا حتى نهاية 2024 إلى 97 ألفا و700 شخص، ويقدر المعهد أن بينهم نحو 8200 إصابة لم تشخص بعد.