ولاية ميشيغان -ولقبها "ولاية البحيرات الكبرى"- تقع شمال الولايات المتحدة، وتحتل المركز 22 من حيث المساحة بين الولايات الأميركية، تتميز بجغرافيا متنوعة وفريدة، إذ تحيط بها 4 من البحيرات الكبرى، فأصبحت تمتلك أطول ساحل للمياه العذبة بين الولايات، وهي الولاية الوحيدة في البلاد التي تتكون من شبه جزيرتين. كما تحتضن أكبر جالية إسلامية وعربية في الولايات المتحدة، يتركز أغلبها في مدينة ديربورن.
تقع الولاية شمال الولايات المتحدة الأميركية، شرق ولاية ويسكونسن، وتحدها ولاية إنديانا من الجنوب، وولاية أوهايو من الشرق، ولها حدود دولية مع كندا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الذي يُقلق قادة الاقتصاد العالمي من عودة ترامب للرئاسة الأميركية؟list 2 of 2أحداث وتقلّبات.. 7 محطات بارزة بسباق البيت الأبيضend of listيحدها من الشمال بحيرة سوبيريور، ومن الغرب بحيرة ميتشغان، ومن الجنوب بحيرة إيري.
وتشترك في حدود بحرية مع كل من ويسكونسن وإلينوي عبر بحيرة ميشيغان.
المساحة والسكانتبلغ مساحة اليابسة في ميشيغان نحو 56 ألفا و591 ميلا مربعا، ومساحة مسطحاتها المائية 40 ألفا و97 ميلا مربعا، وتحتل المركز 22 من حيث المساحة بين الولايات الأميركية.
بلغ عدد سكان الولاية عام 2020 نحو عشرة ملايين و77 ألفا و331 نسمة وفقا لمكتب الإحصاء الأميركي، وتحتل المركز العاشر من حيث عدد السكان في الولايات المتحدة.
التسميةاشتق اسم الولاية من الكلمة الهندية ميشيغاما، والتي تعني البحيرة، وذلك نسبة لتميزها بأطول ساحل مائي عذب في الولايات المتحدة، إذ تحيط بها 4 من البحيرات الكبرى، إضافة لأكثر من 11 ألف بحيرة داخلية.
تتميز الولاية بمناخها المعتدل، إذ يتأثر طقسها بالبحيرات العظمى المحيطة بها، فيكون دافئا صيفا، وباردا مُثلجا شتاءً.
يبلغ متوسط الأمطار السنوي في ميشيغان نحو 760 ملم إلى 965 ملم، ويكون الجزء الجنوبي الغربي من الولاية الأكثر رطوبة.
علم ولاية ميشيغاناعتمد علم الولاية رسميا عام 1865، بتصميم يحمل شعار النبالة على خلفية زرقاء من الجهة الأمامية، أما الجهة الخلفية فتحمل شعار الولايات المتحدة.
هذا التصميم أوصى به القائد العام جون روبرتسون ووافق عليه الحاكم كرابو.
رُفع العلم أول مرة يوم 4 يوليو/تموز 1865 عندما وُضع حجر الأساس في النصب التذكاري لمقبرة الجنود الوطنية في غيتيسبيرغ.
رموز ولاية ميشيغاناختير طائر العندليب الأميركي عام 1931 ليكون طائر الولاية.
وفي عام 1988 حدد المجلس التشريعي لميشيغان سمك السلمون المرقط ليكون سمك الولاية.
ووقع الاختيار على زهرة التفاح عام 1897 لتكون زهرة الولاية.
تتمتع الولاية بجغرافيا متنوعة وفريدة إذ تحيط بها 4 من البحيرات الكبرى وهي (بحيرة هورون، وميشيغان، وسوبيريور، وإيري)، وبهذا فإنها تمتلك أطول ساحل للمياه العذبة في الولايات المتحدة.
وتتميز الولاية بأنها الوحيدة التي تنقسم إلى جزأين وهما شبه الجزيرة العليا، وشبه الجزيرة السفلى ويفصل بينهما جسر ماكينا طوله 2543 مترا.
تضم شبه الجزيرة العليا الغابات والتلال المنخفضة، إضافة لأعلى منطقة في ميشيغان وهي جبل آرفون الذي يصل ارتفاعه 603 أمتار.
أما شبه الجزيرة السفلى فهي مسطحة مع وجود بعض التلال في الجزء الشمالي، ويضم هذا الجزء أيضا كثبانا رملية بارتفاع يصل إلى نحو 122 مترا.
كما تحتوي ميشيغان على شبكة واسعة من الأنهار والبحيرات الداخلية التي تصل إلى أكثر من 11 ألف بحيرة صغيرة وكثير من الأنهار، منها نهرا ديترويت وغراند.
تاريخ ولاية ميشيغانفي القرن السابع عشر كان سكان الولاية الأصليون يتألفون من عدة قبائل، منها الأوتاوا والأوجيبوا والميامي والبوتاواتومي، وجميعهم يتحدثون لغات تنتمي إلى المجموعة اللغوية الألجونكوية.
شكلت قبائل الأوتاوا والأوجيبوا والبوتاواتومي تحالفا غير رسمي عُرف بـ "الاتحاد الثلاثي"، إضافة إلى مجموعات صغيرة من قبائل الهورون، بما في ذلك بعض أعضاء اتحاد "الويندات"، الذين كانوا يتحدثون لغات الإيروكوا.
عام 1618 وصل الفرنسيون إلى المنطقة، وفرضوا سيطرتهم عليها حتى منتصف القرن الثامن عشر، حين هزمتهم إنجلترا في الحرب الفرنسية والهندية التي استمرت من 1754 إلى 1763. في تلك الفترة حاربت القبائل الأميركية إلى جانب فرنسا ضد إنجلترا. وفي عام 1805 أصبحت ميشيغان إقليما تابعا للولايات المتحدة.
عام 1825 بدأ تدفق المستوطنين إلى المنطقة، خاصة بعد إنشاء قناة إيري، التي سهلت حركة السفر والتنقل عبر البلاد، وفي عام 1837، انضمت ميشيغان إلى الاتحاد باعتبارها ولاية حرة.
الاستيطان الأوروبيكان "إتيان برولي" أول أوروبي يزور المنطقة عام 1622 وبداية موجة المستكشفين الذين مهدوا الطريق لسيطرة الفرنسيين على ميشيغان.
في البداية نشبت الصراعات بين سكان ميشيغان والأوروبيين، لكن مع مرور الوقت تطورت علاقاتهم لتصبح أكثر ودية.
تولى عدد من السكان الأصليين مهام الصيد أو التجارة، بينما وقعت مهام توفير الطعام للمستوطنات الفرنسية على السكان الآخرين، خاصة النساء منهم.
في الجهة المقابلة قدم الفرنسيون مجموعة من السلع، منها السكاكين والفؤوس والأسلحة والأدوات المعدنية والمجوهرات والخرز الزجاجي والأقمشة والكحول.
أُبرمت عدد من التحالفات الرسمية بين القبائل الأصلية والتجمعات الفرنسية إضافة إلى عديد من التحالفات الشخصية، وقد اعتادت القبائل الألغونكوية والهندورون على استخدام الزواج باعتباره إستراتيجية لتأكيد هذه التحالفات.
تعد سولت سانت ماري أقدم مُستوطَنة أوروبية في ميشيغان، أسسها الفرنسيون عام 1668. وفي عام 1701، أسس أنطوان دي لا موت كاديلاك مدينة ديترويت، التي أصبحت موقعا إداريا ومركزا لتجارة الفراء.
شهدت الفترة من أواخر القرن السابع عشر حتى بداية القرن التاسع عشر دخول فرنسا وبريطانيا العظمى وقوى أوروبية أخرى في حالة شبه مستمرة من الحروب، أهمها حرب السنوات السبع (1756-1763) وحرب الفرنسيين والهنود (1754-1763).
عام 1760 استسلمت الحصون الفرنسية للبريطانيين، وبعد 3 سنوات حصلت بريطانيا العظمى على الولاية القضائية على كندا والأراضي الفرنسية شرق نهر المسيسيبي باستثناء نيو أورلينز، بموجب معاهدة باريس.
ظلت ميشيغان جزءا من كندا في فترة الحكم البريطاني، وأثناء الثورة الأميركية (1775-1783) كانت ديترويت مركز إمداد رئيسي للقوات البريطانية، التي كانت تقوم بغارات على بلاد كنتاكي باستمرار حتى عام 1779.
على عكس الفرنسيين لم يكن البريطانيون على وفاق مع قبائل ميشيغان، وسرعان ما تطورت العداءات بينهم وتصاعدت التوترات، حتى هاجمت القوات المحلية الحصون البريطانية، مما أدى إلى وقوع مذابح عانت فيها القوات البريطانية من خسائر كبيرة.
بلغت هذه التوترات ذروتها في حصار بونتياك، إذ قاد زعيم الأوتاوا هجوما على ديترويت استمر أكثر من أربعة أشهر.
على الرغم من الهجمات، تمكنت القوات البريطانية من الصمود تحت قيادة هنري غلادوين، وفي النهاية استسلم السكان المحليون، مما أتاح فرصة بقاء المنطقة تحت السيطرة البريطانية.
عام 1783 مُنحت منطقة ميشيغان للولايات المتحدة، وأصبحت عام 1787 جزءا من الإقليم الشمالي الغربي الذي كان قد أنشئ حديثا، وكان يضم ولايات منها إنديانا وأوهايو.
مع بداية الحكم الأميركي بدأ السياسيون في اتخاذ خطوات للاستحواذ على أراضي القبائل التي تسكن المنطقة عن طريق القوة أو عبر مفاوضات على المعاهدات.
انتهت معارضة قبائل ميشيغان المعارضة للحكم الأميركي في المنطقة بانتصار أنطوني وين في المعركة الحاسمة عام 1794.
وبحلول عام 1805، استقلّ إقليم ميشيغان عن إنديانا، وأصبحت مدينة ديترويت عاصمة له حتى تحولت إلى لانسينغ عام 1847.
رغم أن أول حاكم إقليمي (ويليام هول) سلم مدينة ديترويت للبريطانيين بداية حرب 1812، إلا أن الحكم الأميركي أُعيد أواخر عام 1813 بانتصار أوليفر هازارد بيري في معركة بحيرة إيري.
بدأت فترة نمو ملحوظة مع "لويس كاس" الحاكم الإقليمي الجديد الذي شجع نشاط الاستيطان وعزز التنمية. عام 1818 بدأت السفن البخارية تربط ديترويت بولاية نيويورك، مما أطلق حقبة جديدة من النقل البحري.
كما أُكملت قناة إيري في عام 1825، التي ساعدت في تسهيل الوصول إلى المنطقة، مما زاد من استقطاب المستوطنين الجدد الذين كانوا يبحثون عن فرص جديدة.
من مقاطعة إلى ولايةعام 1830 كانت ولاية ميشيغان قد أنشأت 12 مقاطعة منظمة، وبحلول عام 1852 تأسست معظم المقاطعات جنوب الولاية، وفي عام 1891 تأسست آخر مقاطعة من بين 83 مقاطعة تتكون منها الولاية بشكلها النهائي.
اعتُمدت ميشيغان ولاية رسمية عام 1837، وأصبحت الولاية رقم 26 في الولايات المتحدة الأميركية.
لكن قبل ذلك شهدت صراعا مع ولاية أوهايو يعرف بـ"حرب توليدو"، مما أدى إلى تأخير حصول ميشيغان على لقب الولاية.
اتفق الجانبان على احتفاظ أوهايو بمدينة توليدو، بينما انضمت شبه الجزيرة العليا إلى ولاية ميشيغان.
اقتصاد ولاية ميشيغاناشتهرت الولاية بتنوع أنشطتها الاقتصادية، فقد اعتمدت على الزراعة وتجارة الأخشاب والتعدين وصناعة الألبان، لكن منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر حتى عام 1905 تسارعت وتيرة قطع أشجار الغابات حتى استنفذت تلك الثروات.
بحلول ثمانينيات القرن التاسع عشر افتتحت مناجم الحديد والنحاس غرب شبه الجزيرة العليا، الأمر الذي أدى إلى تحفيز الاستيطان فيها.
ساعدت التطورات في وسائل النقل على تعزيز التنمية الاقتصادية، خاصة مع اكتمال بناء أول سد من السدود المقامة على نهر سانت ماري، مما سمح بمرور السفن الضخمة بين بحيرة سوبيريور وبقية البحيرات العظمى.
بدأت صناعة السيارات تهيمن على اقتصاد ميشيغان في العقد الثاني من القرن العشرين، مع احتفاظها بالأنشطة الاقتصادية الأخرى من زراعة وسياحة وتجارة لكن بشكل أقل.
في أواخر سبعينات القرن العشرين وُلدت أزمة اقتصادية في ولاية ميشيغان وذلك نتيجة حظر النفط الذي فرضته بعض الدول العربية على أميركا، إلى جانب الزيادة الكبيرة في استيراد السيارات الأجنبية والركود الاقتصادي على المستوى الوطني.
وشهدت الولاية ارتفاعا حادا في معدلات البطالة بين عامي 1979 و1982، حتى أصبحت الأعلى في البلاد.
انتعشت صناعة السيارات بشكل طفيف في العقدين التاليين، لكنها انتكست مرة أخرى أوائل القرن الحادي والعشرين بعدما ارتفعت أسعار البنزين وتباطأ النمو الاقتصادي.
استجابة للتحديات والتقلبات التي شهدها القطاع الصناعي في ميشيغان نفذت الحكومة برامج لتوسيع التصنيع في الولاية، وجذب شركات التكنولوجيا، وتعزيز قطاع الخدمات ودعم السياحة والتعليم، لتنويع مصادر الدخل وزيادة فرص العمل.
تحتل السياحة المرتبة الثالثة من حيث الإيرادات التي تحققها الولاية بعد الزراعة والصناعة.
المحاصيل الزراعيةتتركز العديد من بساتين الولاية على ضفاف بحيرة ميشيغان.
وتعتبر الذرة المحصول الرئيسي في الولاية، يليها فول الصويا والقمح، وتُزرع هذه المحاصيل بشكل رئيسي في المنطقة الجنوبية إلى جانب كميات وفيرة من الشمندر السكري، والفاصوليا، والبطاطا، والتوت الأزرق.
تشتهر ميشيغان أيضا بإنتاج الفواكه، فتُعتبر من أكبر المنتجين للتوت الأزرق، كما تنتج نحو ثلاثة أرباع محصول الكرز في البلاد، وهي مصدر رئيسي للتفاح والكرز والخوخ.
أكبر جالية عربيةتضم ميشيغان أكبر جالية مسلمة في الولايات المتحدة، إذ يقيم فيها أكثر من 300 ألف مسلم تنحدر أصولهم من الشرق الأوسط، تحتضن أغلبهم مدينة ديربورن الواقعة ضمن ضواحي ديترويت، وهي سابع أكبر مدينة في ميشيغان من حيث عدد السكان.
كما تضم ديربورن المتحف العربي الأميركي الوطني، وأحد أكبر وأقدم المساجد في أميركا الشمالية.
ولاية متأرجحةفي سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين كانت ميشيغان معقلا للجمهوريين، لكن لاحقا تحولت إلى إحدى أبرز ولايات "الجدار الأزرق" المؤيدة للديمقراطيين مع ولاية ويسكونسن.
لكنها تحولت إلى ولاية متأرجحة في انتخابات 2016، إذ فاز بها دونالد ترامب بفارق ضئيل لم يتجاوز 11 ألف صوت، متغلبا على منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الولایات المتحدة ولایة میشیغان فی میشیغان أکثر من وفی عام من حیث فی عام
إقرأ أيضاً:
كيف سترد إيران على الولايات المتحدة؟
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
بعد أكثر من أسبوع من حملة القصف الإسرائيلية ضد إيران، انضمت الولايات المتحدة إلى المعركة بهجوم ضد المنشآت النووية الإيرانية. تستعد الولايات المتحدة الآن لرد إيران، الذي يبدو وشيكًا. وفي حديث على التلفزيون الإيراني بعد الهجوم الأمريكي، أعلن مذيع أخبار: “السيد ترامب، لقد بدأتها، وسننهيها”.
إذًا، كيف يمكن أن يبدو الرد الإيراني؟ من بين الخيارات الأكثر ترجيحًا العمليات غير المتماثلة، مثل الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة، أو الهجمات الإرهابية من قبل وكلاء إيران في الغرب، وربما في الولايات المتحدة.
أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى أن الولايات المتحدة بهجومها هذا قد تجاوزت “خطًا أحمر كبيرًا جدًا”. في هذه المرحلة من الصراع، إذا لم يرد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، فقد يفقد مكانته بين المتشددين في النظام. الرد الإيراني هو احتمال مؤكد، حتى لو كان الإطار الزمني لا يزال غير معروف.
سيكون الهدف الأول والأكثر وضوحًا هو “القواعد العسكرية الأمريكية” في الشرق الأوسط، حيث يتمركز عشرات الآلاف من الجنود. تحتفظ الولايات المتحدة بقواعد أو مواقع عسكرية في البحرين والعراق والأردن وقطر وسوريا والإمارات العربية المتحدة. السفارات والمجمعات الدبلوماسية والمصالح الأمريكية الأخرى كلها أهداف محتملة. يمكن مهاجمة بعض هذه المواقع بصواريخ إيرانية، وفي حالات أخرى، يمكن لوكلاء إيران أخذ زمام المبادرة – سواء الحوثيين في اليمن أو الميليشيات الشيعية في العراق. وقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرات سفر للمواطنين الأمريكيين في إسرائيل، ودعت السفارتان في العراق ولبنان إلى مغادرة جميع الموظفين الأمريكيين غير الأساسيين.
التهديد الأكثر خطورة يكمن في العراق عبر الشبكة المحيطة بكتائب حزب الله، وهي جماعة ميليشيا شيعية مدعومة من إيران هاجمت القواعد الأمريكية في السنوات الأخيرة ويمكن أن تفعل ذلك مرة أخرى. أصدر الأمين العام لكتائب حزب الله، أبو حسين الحميداوي، بيانًا الأسبوع الماضي حذر فيه: “إذا تدخلت أمريكا في الحرب، فسوف نتحرك مباشرة ضد مصالحها وقواعدها المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة دون تردد”.
يمكن أن تجد دول الخليج الأخرى نفسها أيضًا في مرمى نيران إيران، كما حدث في سبتمبر/أيلول 2019، عندما قامت الجماعات الحوثية، وسط تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، بإطلاق طائرات مسيرة على منشأتين نفطيتين في المملكة العربية السعودية. وتعرضت ناقلات النفط قبالة سواحل الإمارات العربية المتحدة للهجوم قبل بضعة أشهر من تلك الضربات. واليوم، هناك احتمال واضح بأن تسعى إيران ووكلاؤها إلى إحداث فوضى في خليج عمان ومضيق هرمز، بما في ذلك عن طريق نشر ألغام بحرية، كما فعلوا من قبل. من شأن الهجمات على الناقلات والشحن التجاري أن تعرقل عبور الطاقة العالمي وتزعزع استقرار الأسواق العالمية.
على مدى الأشهر العشرين الماضية، تعرضت المجموعات في محور المقاومة، وهو ائتلاف فضفاض من الوكلاء المدعومين من إيران، لضعف كبير بسبب الهجمات الإسرائيلية – بما في ذلك ميليشيا حزب الله اللبنانية المخيفة، التي تحتفظ بوجود عالمي من الخلايا الإرهابية. لكنها لا تزال تحتفظ ببعض القدرة العسكرية خارج المنطقة. والآن بعد أن انخرطت الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع مع إيران، يمكن لطهران تفعيل هذه الشبكة لتنفيذ هجمات في الغرب.
شن حزب الله في الماضي هجمات ضد أهداف في أمريكا اللاتينية وأوروبا، جزئيًا انتقامًا لهجمات على أفراده، وأيضًا لتعزيز المصالح الإيرانية. في أوائل التسعينيات، أدت تفجيرات حزب الله للمؤسسات الإسرائيلية واليهودية في الأرجنتين إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات. كما أدى تفجير حافلة في بورغاس ببلغاريا عام 2012، وهو أيضًا هجوم لحزب الله، إلى مقتل خمسة سياح إسرائيليين. قامت إيران ووكلاؤها بعمليات مراقبة ضد أهداف يهودية في قبرص والهند ونيجيريا.
في السنوات الأخيرة، تم اعتقال عناصر من حزب الله في الولايات المتحدة. في عام 2017، تم اعتقال رجلين وتوجيه تهم إليهما بإجراء مراقبة لأهداف محتملة لحزب الله في البلاد، بما في ذلك المنشآت العسكرية ومنشآت إنفاذ القانون في مدينة نيويورك. في مايو/أيار 2023، حُكم على أحد سكان نيوجيرسي بالسجن 12 عامًا لتلقيه تدريبًا عسكريًا من حزب الله أثناء استكشافه قائمة طويلة من الأهداف المحتملة، بما في ذلك تمثال الحرية، ومركز روكفلر، وتايمز سكوير، ومبنى إمباير ستيت، والعديد من عناصر البنية التحتية للنقل، ومقر الأمم المتحدة. لم تنفذ الجماعة هجومًا ناجحًا في الولايات المتحدة. لكن إيران تورطت في عدة محاولات اغتيال ضد مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى في مجال الأمن القومي على مر السنين، بمن فيهم جون بولتون ومايك بومبيو والرئيس ترامب.
على الرغم من التهديد الأقل نسبيًا بهجوم إرهابي داخلي، خصص مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، كاش باتيل، المزيد من الموارد لمراقبة احتمال وجود “خلايا نائمة داخلية” مرتبطة بحزب الله في الأيام الأخيرة.
في العمليات التقليدية، تتفوق الولايات المتحدة وإسرائيل عسكريًا على إيران. اخترقت المخابرات الإسرائيلية البلاد بشكل شامل، كما يتضح من الاغتيالات المستهدفة لعلماء نوويين إيرانيين وقادة الحرس الثوري الإسلامي وغيرهم من الأعضاء رفيعي المستوى في المؤسسة الأمنية والعسكرية الإيرانية.
تعكس العمليات غير المتماثلة والهجمات الإرهابية ميزة إيران النسبية، التي تعود إلى هجوم عام 1983 على ثكنات مشاة البحرية الأمريكية في لبنان، عندما قتلت منظمة الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران 241 جنديًا أمريكيًا باستخدام قنبلة محمولة على مركبة. كان تفجير أبراج الخُبر عام 1996 في المملكة العربية السعودية، الذي نُسب إلى إيران، والذي أصاب قاعدة عسكرية أمريكية، مما أسفر عن مقتل 19 جنديًا أمريكيًا وإصابة ما يقرب من 500 شخص آخرين، تذكيرًا بأن طهران يمكنها استخدام الخلايا النائمة في البلدان الأجنبية لتنفيذ هجمات معقدة، بما في ذلك التفجيرات والعمليات الانتحارية. توفر إيران أيضًا ملاذًا آمنًا وملجأ لزعماء القاعدة الكبار، بمن فيهم الزعيم الفعلي الحالي للجماعة، سيف العدل.
خلال فترة ولاية السيد ترامب الأولى، أذن بقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، قاسم سليماني. وتكشف رد إيران على مدى شهور، بما في ذلك استهداف القوات الأمريكية في القواعد في العراق.
بعد هجوم القصف الليلة الماضية، قد تشعر إيران بأنها مجبرة على الرد فورًا وبقوة. سيحتاج المسؤولون العسكريون الأمريكيون في الخارج وأفراد إنفاذ القانون في الداخل إلى البقاء في حالة تأهب قصوى، واتخاذ تدابير دفاعية، وتكثيف موارد مكافحة الإرهاب للتحضير لمجموعة من الإجراءات الإيرانية المحتملة.
السيد كلارك هو مدير الأبحاث في مجموعة صوفان، وهي شركة استشارية في مجال الاستخبارات والأمن مقرها مدينة نيويورك.
المصدر: نيويورك تايمز
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةأنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...