مع افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، تسود قناعات متزايدة في الأوساط الحزبية الإسرائيلية أنه تم القضاء على روح المعارضة، لأنها غير قادرة على التمسك بمبادئها، بل تبدو "عرجاء" في أدائها البرلماني، وفاشلة في مواجهتها مع حكومة اليمين، ولعل الأصابع تشير مباشرة إلى مسؤولية الثنائي بيني غانتس ويائير لابيد عن هذا الإخفاق، بسبب دورهما الضبابي، وعدم مواجهتهما المباشرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.



أفيف بوشينسكي مراسل الشؤون الحزبية لـ"القناة12"، أكد أن "غانتس الذي انضم للحياة الحزبية منذ خمس سنوات، لم يكن مجرد جنرال سابق، بل إن حياته السياسية تشبه إلى حد كبير مسيرة يتسحاق شامير، ولكن بترتيب عكسي، فالأخير كان في البداية عضوًا صغيرًا في الكنيست، وعضوا في لجنة الشؤون الخارجية والأمن، ووزيرًا للخارجية والحرب، ثم رئيسًا للوزراء، لكن غانتس بدأ حياته المهنية كرئيس وزراء "بديل" في حكومة ناشئة استمرت بالكاد عاما واحدا، ثم وزيرا للحرب، فالقضاء، وحتى وقت قريب وزيرا بدون حقيبة، والآن عضوا في لجنة الشؤون الخارجية والأمن، ورغم ذلك فإن حصاد عضوياته الكبيرة هذه ليست ذات قيمة".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "إذا أجريت الانتخابات القادمة في موعدها في تشرين الأول/ أكتوبر 2026، فسيضطر غانتس للاستقالة من الكنيست لأنه فشل في الإطاحة بحكومة نتنياهو الحالية كما وعد بذلك، مما يستدعي من المعارضة أن تُظهر بديلاً عنه، لأن السير في الوسط، "لا يميناً ولا يساراً"، لم يثبت نفسه مرة واحدة أمام نتنياهو، وهو ما حصل مع الجنرال السابق رئيس حزب الوسط يتسحاق مردخاي، الذي انسحب من الحياة السياسية والحزبية بعد هزيمته من قبل نتنياهو أواخر تسعينات القرن الماضي".

وأوضح أن "أزمة المعارضة لا تقتصر على غانتس فقط، لأن زعيمها ذاته يائير لابيد يتحمل مسؤولية هو الآخر، فعندما يدعي أن الهجوم الإسرائيلي في إيران كان خدعة، وينتقد الحكومة على سقوط الجنود في ساحات القتال، ويستخدم أرقامًا غير صحيحة، فهذه ليست معارضة، مما يعيد الى الأذهان الأداء اللافت لزعيم المعارضة الأسبق، إيهود باراك، الذي هزم نتنياهو في 1999، وتبنّى الانسحاب من لبنان، رغم أن القرار لم يحظ حينها بشعبية بين الإسرائيليين، لكنه اقتنع، وانتُخب بناءعليه، وأوفى بوعده".

وأكد أن "حصيلة عامين تقريبا من أداء المعارضة أمام حكومة نتنياهو تثبت أن المواجهة النصفية غير كافية، رغم ما تنفقه من أموال على إعلانات أن "بيبي كاذب" و"فقط ليس بيبي"، لكن هذه ليست سياسة، بل العكس هو الصحيح، لأنه سيؤدي لتقوية المعسكر المعارض لنتنياهو ذاته، وهم اليمنيون الفاشيون جدا".

وأشار إلى أن "المعارضة تعاني جملة من نقاط الضعف، لعل أهمها أن الائتلاف الحكومي نما بأربعة مقاعد إضافية بعد عودة غدعون ساعر إلى معسكره السياسي اليميني، أي أن المعارضة خسرت أربعة مقاعد، مما قد يعني أن الحكومة الحالية ستكسر الرقم القياسي ببقائها طوال مدة ولايتها ذات الأربع سنوات، وهو بالمناسبة أمر ليس بالضرورة، لأن نتنياهو يواجه تحديات قد تتحقق، فإعلانه بتحقيق النصر الكامل في غزة، وعودة المخطوفين، قد يواجه مشكلة إذا لم يتم تحقيق واحد منهم، مما يعني منح المعارضة فرصة لاستغلالها".


وأضاف أن "المعارضة لا تفعّل كما ينبغي مطالباتها بتشكيل لجنة تحقيق حكومية عن إخفاق السابع من أكتوبر، كما أنها لا تعمل ما ينبغي للتصدي لقانون التهرب من التجنيد الخاص بالحريديم، الأمر الذي تدفع الأحزاب الدينية لإنجازه قبل انهيار الحكومة لأي سبب كان، لأن هذه الأحزاب تدرك أكثر من غيرها، لاسيما الصهيونية الدينية، أنها قد لا تتجاوز نسبة الحسم في حال إجراء انتخابات مبكرة".

وختم بالقول أن "كل هذه نقاط ماثلة أمام المعارضة تعتبر نقاط قوة لها ونقاط ضعف للحكومة، لكنها لا تستغلها جيدا، مما يجعل من قادتها الذين يفكرون بهذه الطريقة ليس لديهم مستقبل في العملية السياسية، لأنهم في أحسن الأحوال سيبقون مجرد قطع غيار للورثة المحتملين من بعدهم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية المعارضة لابيد نتنياهو نتنياهو الاحتلال المعارضة لابيد صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: نتنياهو أمام قرار مصيري بشأن غزة

تناولت صحف عالمية قضايا محورية في الشرق الأوسط، أبرزها القرار المصيري الذي يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين المضي في العملية العسكرية "عربات جدعون" أو قبول صفقة تبادل.

كما استعرضت ما وصفته بالتحول الدراماتيكي في السياسة الأميركية تجاه سوريا، فضلًا عن تحذيرات من مخاطر قانونية تواجه حلفاء إسرائيل بسبب عدم تحركهم لمنع "الإبادة الجماعية" في غزة.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو يواجه أحد أهم القرارات في مسيرته، فإما أن يمضي قُدما في المرحلة الأولى من خطة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف أو يذهب إلى صفقة شاملة.

وأضافت الصحيفة أن عددا من وزراء الحكومة يرون أنه يجب إتمام أي صفقة في أقرب وقت، حتى لو كانت تشمل نصف الأسرى فقط، على أن يناقَش لاحقا احتمال التوصل إلى صفقة شاملة تتضمن "استسلام" حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإنهاء الحرب.

وفي سياق متصل، رأت افتتاحية صحيفة "هآرتس" أن عملية عربات جدعون التي بدأها الجيش الإسرائيلي يوم الخميس في قطاع غزة لا تهدف إلى إطلاق سراح الأسرى أو توفير الأمن لمواطني إسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أن هدف العملية في أفضل الأحوال هو الحفاظ على ائتلاف نتنياهو "المتطرف" من خلال تأجيل نهاية الحرب.

إعلان

وفي أسوأ الأحوال -وهو الأرجح في نظر الصحيفة- الهدف منها هو دفع الجيش الإسرائيلي إلى ارتكاب جريمة حرب مروعة تتمثل في التطهير العرقي في القطاع بأسره أو في أجزاء منه.

ترامب والشرع

وتحت عنوان "حلفاء إسرائيل يواجهون خطر التواطؤ"، كتبت مراسلة صحيفة "لوموند" في لاهاي أن إحجام الدول الغربية عن اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل -على الرغم من قرار محكمة العدل الدولية الذي يعترف بخطر الإبادة الجماعية في غزة- يعرّضها لملاحقة قضائية بسبب فشلها في الوفاء بالتزاماتها الدولية.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي تلقى إخطارا رسميا بسبب فشله في الوفاء بالتزاماته بالتحرك في مواجهة خطر الإبادة الجماعية المؤكد في غزة.

وفي السياق السوري، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مصافحة الرئيس دونالد ترامب للرئيس السوري أحمد الشرع ووعده برفع العقوبات عن بلاده هذا الأسبوع كان دليلًا واضحًا على نجاح دبلوماسية الرئيس الأميركي في الشرق الأوسط في تهميش إسرائيل.

ورغم ذلك، لا يوجد ما يشير إلى أن الولايات المتحدة ستتخلى عن علاقاتها التاريخية بإسرائيل، أو أنها ستوقف دعمها العسكري والاقتصادي لها.

بدورها، قالت صحيفة "الأوبزرفر" إن سوريا تعمل على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة بعد الكلمات الدافئة من الرئيس ترامب للرئيس السوري الشرع.

وأضافت أن قرار ترامب المفاجئ لقاء الشرع في الرياض خلال رحلته إلى الشرق الأوسط حمل أكثر من مجرد رمزية من العيار الثقيل، وقد قلب إعلان ترامب الطاولة على سنوات من السياسة الأميركية التي حافظت على مجموعة واسعة من العقوبات التي استهدفت عائلة الأسد وداعميه لمدة طويلة.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: نتنياهو أمام قرار مصيري بشأن غزة
  • الأسيرة السابقة أربيل يهود تنتقد الحكومة الإسرائيلية: نُستخدم كورقة لبقاء نتنياهو سياسيا
  • تصعيد روسي غير مسبوق.. 273 طائرة مسيرة تهاجم أوكرانيا |فيديو
  • قناة عبرية تكشف: قوات الجيش العاملة في غزة تلقت تعليمات جديدة
  • أمير هشام: النحاس يقود الأهلي أمام فاركو
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين .. نتنياهو هو “ملاك الموت” الذي يقبض أرواح الأسرى
  • حرب أبدية من أجل بقائه .. عائلات الأسرى الإسرائيليين تهاجم نتنياهو
  • استطلاع: المعارضة الإسرائيلية تتقدم على معسكر نتنياهو
  • ما الذي يجبر مواطن بكل قواه العقلية أن يتخذ موقفا ضد بلده بهذا الشكل المخزي والقبيح؟
  • الهاكا" ترفض شكايات أحزاب المعارضة بخصوص وصلة الحكومة حول "مونديال 2030"