لجريدة عمان:
2025-05-17@09:42:29 GMT

اسمي العلني والسري :حوارات مع محمود درويش

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

اسمي العلني والسري :حوارات مع محمود درويش

هذه حوارات مثيرة مختارة بعناية مع محمود درويش تناولت عقدًا كاملًا، 1970-1980، جمعها وقدمها (محب جميل) وصدرت عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في الأردن قبل عامين. المشترك بين هذه الحوارات الممتعة هو اقترابها من حياة محمود درويش الشخصية، خاصة في فلسطين قبل الخروج، وكونها تشكل محطات في حياته الشعرية والوطنية.

قارئ هذه الحوارات يعرف أو يتأكد من معرفة سابقة بأن محمود درويش سارد مذهل، وليس فقط شاعرًا عبقريًا. ومن يقرأ كتابه الشهير (ذاكرة النسيان) يندهش من قوة سرده ومتانة حبكته، وهناك من اعتبر أن هذا الكتاب بمثابة مذكرات أو يوميات حرب بيروت، وهناك من اعتبره قصيدة نثر كبيرة، والبعض أصر على كونه قريبًا من عالم السرد الروائي.

يختار الكاتب محب جميل حوارات لها علاقة بفترة زمنية مهمة في حياة محمود، شكلت مفاصل أو منعطفات لحياته وشعره. فمثلًا، هناك حوار أجراه معه الشاعر الفلسطيني الشهير معين بسيسو لجريدة الأهرام المصرية عام 1970 في فندق بموسكو، عنوانه (غيّرت موقعي ولم أغيّر موقفي)، يتناول بشكل جوهري فكرة خروج محمود درويش من فلسطين، إلى موسكو ثم إلى القاهرة للعمل بجريدة الأهرام. يجيب محمود عن أسئلة مباشرة وشجاعة مثل: هل وجودك في القاهرة هو الإجابة عن سؤال إلى أين؟ وإلى أي مستوى جماهيري يصل صوتك في الأرض المحتلة؟ ما هي الكلمات التي توجهها إلى زملائك في الأرض المحتلة مثل سميح القاسم وسالم جبران وتوفيق زياد؟ كعادته، يجيب محمود درويش بطرافة وذكاء. فقد أثار خروج محمود إلى خارج فلسطين وبقائه في القاهرة عاصفة من الاستهجان والغضب قادها الشاعر الكبير الراحل سميح القاسم، رفيق محمود في الجريدة والقصيدة والحب والمدينة. وقد تبادل محمود وسميح الرسائل الغاضبة عبر صحف فلسطينية في المنفى، وتراشقا بعض الاتهامات المغلّفة بقشرة فكاهة ولطف، ولغة شعرية. وقد رد محمود على سميح وعلى الآخرين الناقمين ردًّا قويًّا وهو يشرح مفهوم الوطن: (فلسطين هي وطني. أنا لا أعقّد مفهوم الوطن، الوطن بكل بساطة هو المكان الذي يولد فيه الإنسان ويعيش فيه، وأنا ولدت في فلسطين فأنا فلسطيني، لكن فلسطينيتي لم تعد كما كانت. فقد واجهت تحديًا صعبًا عندما كنت أقيم في وطني؛ كان علي أن أبرهن لنفسي أن هذا هو وطني، وأن ترجمته إلى لغة أخرى وتقاليد أخرى لم تُسقط عنه صفة أنه وطني. ثم كان عليّ أن أبرهن للذي أصبح بقوة السلاح شريكًا لي في وطني أن لي حق الانتماء، وأن غيابي عن وطني هو شكل من أشكال الحضور. وفلسطين تبقى وطني وقد تطورت من كونها مكان ولادتي إلى قضيتي، فلسطين هي كل شيء. فلسطين ليست قوميتي، هي وطني، لكنني عربي، هنا يتسع انتمائي، إنني أنتمي إلى الشعوب العربية، إلى الحركة العربية التي أصبحت القاهرة).

حوار آخر لا أظنه تكرر بهذه الجرأة في الأسئلة وبهذه الصراحة من محمود درويش. حوار سياقه طريف وممتع، أجراه معه الكاتب ياسين رفاعية لمجلة الأسبوع العربي عام 1976. يقول ياسين رفاعية: كنت أحاول منذ فترة طويلة عقد حوار مع محمود درويش، وفي كل مرة كان يصمت أو يؤجل أو يعتذر، ومع أني كنت ألتقي به كثيرًا إلا أنه كان حذرًا في الحديث عن خصوصياته. كان طموحي أن أشده إلى الاعتراف. وأنا في زيارة لبيته، استقبلني بحب غريب وبادرني بجملة غريبة: (أنقذتني من الوحدة، ابقَ معي كل اليوم). وهنا تراءى لي أن اليوم هو يوم الحديث الذي كنت أنتظره. انتبه محمود وقال: لقد حشرتني. قلت: لا أريد حوارًا عاديًا، أريد أشياء لم تقلها من قبل. هز رأسه موافقًا. تركنا الصالون إلى دائرة مستطيلة وظلت جلستنا هذه من الرابعة عصرًا حتى العاشرة ليلًا، شربنا فيها عشرات فناجين القهوة ودخنّا حوالي خمس علب سجائر.

طالما سُئل محمود درويش عن سبب عدم كتابته لمذكراته أو يومياته، وهو صاحب التجارب الكبيرة في الشعر والحياة وشهد على كثير من محطات الثورة الفلسطينية، وكان دائمًا يجيب بأن حياته موجودة كلها في نصوصه. ولاحقًا انتبه بعض النقاد إلى أن حوارات محمود نفسها تشكل شكلًا من أشكال المذكرات، وبقراءة كتاب الحوارات هذا الذي بين أيدينا يستطيع القارئ أن يتعرف على مساحات واسعة من حياة محمود الشخصية والوطنية والشعرية.

كتاب ممتع وجديد وجانب واسع ومهم من شخصية شاعر كبير لم نعرفه من قبل وطالما أحببنا أن نعرفه، شارك في حواراته نخبة من صحفيي وشعراء العالم العربي: هيفاء زين الدين وغسان مطر وإبراهيم العريس وشربل داغر وسليمان الشيخ وآخرين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: محمود درویش

إقرأ أيضاً:

تركيا تكشف عن قلب “قآن”.. تصميم أول محرك وطني يُغيّر معادلات السماء!

بتنسيق من رئاسة الصناعات الدفاعية التركية، تم الكشف عن تصميم المحرك التوربيني النفاث المحلي TF35000، الذي من المتوقع أن يولد قوة دفع تبلغ 35 ألف رطل (lbf)، لتلبية احتياجات الطائرة القتالية الوطنية “قآن” (KAAN).

اقرأ أيضا

ارتفاع جنوني.. الإعلان عن تكلفة المعيشة لعائلة في إسطنبول

الجمعة 16 مايو 2025

ويُعد TF35000 أحد أكبر الخطوات التي اتخذتها تركيا في مجال محركات الطيران، حيث يتم تطويره من قبل شركتي TEI وTRMotor. وفي هذا الإطار، أُضيف التصميم الرسمي للمحرك المحلي TF35000 إلى الموقع الرسمي لشركة TEI.

مقالات مشابهة

  • محمد فراج يتصدر تريند جوجل بعد تصريحات بسنت شوقي الجريئة عن حياتها الفنية والزواج: "ارتباط اسمي به ظلمني!"
  • الإسكان: بيع محال وصيدليتين بالمزاد العلني بمدينتي العبور الجديدة وبدر
  • «مش بغير عليه.. وارتباط اسمي بمحمد فراج ظلمني».. أبرز تصريحات بسنت شوقي في أسرار النجوم
  • تركيا تكشف عن قلب “قآن”.. تصميم أول محرك وطني يُغيّر معادلات السماء!
  • بسنت شوقي: اسمي اتظلم بسبب ارتباطي بفراج.. والزواج مش لكل الناس!
  • مقيم أمريكي بالمملكة: السعودية وطني الثاني.. فيديو
  • قناة الوثائقية تطلق فيلم «درويش.. شاعر القضية» غدًا
  • أمين عمان يعقد لقاءات على هامش منتدى حوارات استراتيجية بين قادة المدن
  • في حوار خاص لـ الفجر الفني: المدير الفني لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير موني محمود يكشف أبرز تحديات الدورة الـ11 واستعدادات الدورة المقبلة
  • العنصريةُ في الشعر العربي: الفيتوري ومحمود درويش