الانتخابات الأميركية.. استياء من تبادل الإهانات
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية في الخامس من نوفمبر، تزداد حدة المنافسة بين حملتي المرشحين ترامب وهاريس. آخر فصول هذه المنافسة كانت عندما وصف ممثل كوميدي أميركي خلال تجمع حاشد لترامب في نيويورك، بورتوريكو، بـ"جزيرة قمامة عائمة".
بعدها بيومين، وردا على تصريحات الممثل الكوميدي، قال الرئيس، جو بايدن، في كلمة، إن "القمامة الوحيدة التي تطفو هي أنصاره وشيطنته للاتينيين أمر غير مقبول" في إشارة إلى ترامب.
وكان ترامب جاهزا لاستغلال زلة لسان بايدن، حيث صعد إلى داخل مقصورة شاحنة لجمع القمامة كانت تنتظره في مطار في ويسكونسن للإجابة على أسئلة الصحفيين.
جون عكوري مخطط استراتيجي في الحزب الجمهوري ورئيس حملة ترامب السابق في ميشيغان، قال لقناة "الحرة" إن هذه "ليست المرة الأولى التي يشوه الديمقراطيون سمعة الطرف الآخر ويستخدمون عبارات غير لائقة، وأن المرشح ترامب تقع على مسؤوليته الدفاع عن أنصاره والرد على هذه العبارات".
المحامي، روبرت باتيلو، مخطط استراتيجي في الحزب الديمقراطي، قال لقناة "الحرة" إن ما يحدث من تبادل اتهامات هو شيء مألوف يحدث مع قرب موعد الاقتراع لكنه أوضح أن ما حصل مع الديمقراطيين لا يمكن مقارنته بالكلمات والأوصاف "المشينة" التي استخدمها المرشح الجمهوري ترامب بحق الأميركيين من أصول لاتينية أو النساء أو الديمقراطيين بصورة عامة، بحسب تعبيره.
وفي ماديسون بولاية ويسكونسن، طالبت نائبة الرئيس، المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس التوقف عن تبادل الاتهامات وقالت " حان الوقت لكي نبدأ بالتكاتف كشعب ينهض ويسقط معا".
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز "أ ب- نورك" لأبحاث الشؤون العامة، أن حوالي 7 من كل 10 أميركيين أعربوا عن شعورهم بالقلق أو الإحباط بشأن الحملة الرئاسية وطريقة تعامل جميع الأطراف معها.
وينتقد كل من المرشحين الآخر، باعتباره غير لائق لقيادة البلاد لولاية تستمر 4 سنوات، بحثا عن أي ميزة صغيرة لجذب شريحة الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم، فيما قد يكون أحد أكثر السباقات الانتخابية تقاربا بالأصوات في البلاد منذ عقود.
وتُظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة متعادلة تقريبا، مع تعادل هاريس وترامب في بعض الولايات الحاسمة، أو تقدمهما أو تأخرهما بفارق ضئيل. وكل ذلك ضمن هامش الخطأ الإحصائي.
وقد تؤثر الخطب التي ألقاها ترامب وهاريس في الأيام الأخيرة من المنافسة، على بعض الناخبين الذين لم يحسموا رأيهم وتدفعهم لاتخاذ قرار أخيراً، لكن جهود الحملات لحث مؤيديها الملتزمين بالفعل على الإدلاء بأصواتهم في الأيام الأخيرة من الحملة أو في يوم الانتخابات، قد تكون أكثر حسمًا.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
كيف يقرأ الإيرانيون التهديدات الأميركية والإسرائيلية بضرب طهران؟
طهران- على وقع التهديدات الأميركية والإسرائيلية المتواصلة لإيران بذريعة منعها امتلاك أسلحة نووية، تتحرك طهران على عدة مستويات؛ فتعلق دبلوماسيا على المواقف الأميركية التي تعتبرها متناقضة، ثم تدين تلك التهديدات في مجلس الأمن الدولي، لكنها لا تفوِّت الفرصة لتدشن أسلحة نوعية استعدادا لصد أي هجوم محتمل.
وعقب تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمهاجمة إيران بحجة دعمها الحوثيين وتحريضهم على قصف إسرائيل، وجَّهت طهران رسالة حادة اللهجة إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، محذّرة من أن أي "مغامرة عسكرية" أميركية أو إسرائيلية ستُقابل برد "سريع ومتناسب ومشروع".
ولم تنسَ إيران أن تذكّر في رسالتها المؤسسات الأممية، بتهديدات مماثلة وردت على لسان وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، معتبرة إياها "تشكل خرقا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين".
جرُّ أميركاوبينما أبدى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، استعداد بلاده لمواصلة المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، وأنها تنتظر بيان عُمان عن الجولة المقبلة، انتقد ـ في مؤتمره الصحفي الأسبوعي ـ تصريحات المسؤولين الأميركيين "المتناقضة" بشأن مطالبهم خلال المفاوضات.
إعلانوفي خطوة فسَّرها مراقبون في طهران على أنها تغافل عن تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بشن هجوم على إيران حال عدم التوصل إلى اتفاق ينهي برنامجها النووي العسكري"، اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إسرائيل ـأمس الاثنين- بالسعي إلى جر الولايات المتحدة إلى "كارثة" في الشرق الأوسط.
وكتب عراقجي في تغريدات عبر "منصة إكس" أن نتنياهو "يحاول بوقاحة فرض إملاءاته على الرئيس ترامب، ما يفعل وما لا يفعل مع إيران"، مشيرا إلى أن الاتفاق ممكن إذا كان هدف أميركا من المحادثات الحالية هو ضمان عدم امتلاكنا سلاحا نوويا.
أما المؤسسة العسكرية الإيرانية، فقد ارتأت أن تشهر صاروخ "قاسم بصير" الباليستي في وجه التهديدات الخارجية، متوعدة على لسان وزير الدفاع العميد عزيز نصير زاده، الأحد الماضي، بقوله "إذا بدأت الولايات المتحدة أو الكيان الصهيوني هذه الحرب، فستستهدف إيران مصالحهما وقواعدهما وقواتهما أينما كانت وفي الوقت الذي نراه ضروريا، ولن تكون هناك مراعاة أو قيود في مهاجمة مصالحهما".
الخارجية الأمريكية: #ترمب يريد أفكارا جديدة في التعامل مع #إيران وأن يكون الاتفاق المحتمل معها محكما ودائما pic.twitter.com/TlGGT059Cg
— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 5, 2025
كسبًا للامتيازاتفي غضون ذلك، ترى الباحثة في العلاقات الدولية برستو بهرامي راد، أن بلادها تستخدم لهجة متفاوتة في ردها على التهديدات الأميركية والإسرائيلية، موضحة أنها لا تستبعد أن يكون الفريق الإيراني المفاوض قد تلقى مواقف أميركية مختلفة عما يطرحه مسؤولو واشنطن على وسائل الإعلام.
وفي حديثها للجزيرة نت، ترجع الباحثة جزءا من التهديدات الأميركية لطهران إلى سياسة واشنطن الرامية إلى تشديد الضغوط من أجل كسب أكثر امتيازات من الفريق الإيراني المفاوض.
وأضافت أنه على غرار الحكومة الإيرانية، فإن الجانب الأميركي يتعرَّض لضغوط الجماعات المتشددة واللوبيات الصهيونية التي تعارض المفاوضات مع إيران، وأن بعض المواقف الأميركية تأتي لتحييد الضغوط عن فريق واشنطن المفاوض.
إعلان
وأرجعت بهرامي راد سبب تغيير اللهجة في تصريحات الأميركيين -الذين أشادوا بمفاوضات مسقط ووصفوها بالإيجابية والبنَّاءة- إلى اصطدامهم بتحديات جدية خلال جولة المباحثات التقنية.
وأوضحت، أن ترامب يطالب بحلحلة قضايا تفوق الجوانب التي عالجها الاتفاق النووي المبرم عام 2015، كما أن طهران تطالب بامتيازات تتناسب والمطالب الأميركية في المرحلة الراهنة، وترفض كل ما يمثل خطا أحمر لها.
وتابعت بهرامي راد، أن ترامب سبق وأن خيّر إيران بين الاتفاق والخيار العسكريّ، وأنه يبدو راغبا في التوصل إلى اتفاق دون اللجوء إلى عمليات عسكرية غير محسوبة، مضيفة أن شدة ترحيب ترامب بنتائج المفاوضات النووية أو إطلاقه التهديدات ضد طهران يتناسب وقربه من إمكانية كسب ما يريده على طاولة المفاوضات.
وخلصت إلى أن طهران تبدو متعمدة في عدم استخدام لهجة حادة على التهديدات الأميركية، لا سيما تصريحات ترامب، نظرا إلى معرفتها بشخصيته السياسية، وحرصها على عدم التفريط بفرصة المسار الدبلوماسي المطروح حاليا.
من ناحيته، يتحدث الباحث السياسي محمد علي صنوبري عن تقسيم الأدوار بين واشنطن وتل أبيب للضغط على طهران لتقويض قدراتها النووية، مبينا أن التلويح بالتصعيد العسكري الأميركي تزامنا مع المفاوضات الدبلوماسية المتواصلة مع طهران، إنما يظهر "الغطرسة المتجذِّرة" في السياسة الأميركية.
ويعتقد صنوبري -في حديثه للجزيرة نت- أن التهديدات الإسرائيلية لطهران تأتي امتدادا لتهديدات أطلقها ترامب ووزير دفاعه خلال الأيام القليلة الماضية، مضيفا أنه في ظل عصا عمليات الوعد الصادق الثالثة التي أبقتها طهران مرفوعة فوق رأس تل أبيب، فإن أصابع طهران على الزناد للرد على أي مغامرة إسرائيلية.
إعلانكما اعتبر أن تدشين بلاده صاروخ "قاسم بصير" الباليستي والقادر على تخطي أحدث المنظمات الدفاعية الأميركية والإسرائيلية عقب سويعات من تهديدات نتنياهو، "رسالة عملية مناسبة تحذِّر المحور الصهيو-أميركي من اللعب بالنار، لأن التكنولوجيا المستخدمة في هذا الصاروخ أكثر تطورا من التقنية اليمنية".
بعد تهديد وزير الدفاع الأمريكي بشن هجمات عسكرية على #إيران بسبب دعمها، لأنصار الله.. #طهران: الحوثيون في #اليمن مستقلون ويتخذون قراراتهم، بأنفسهم وسنستهدف قواعدكم إذا كانت الحرب من أمريكا أو إسرائيل pic.twitter.com/0kD7E1PnOE
— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 5, 2025
وعزا الباحث السياسي صنوبري تهديدات نتنياهو الأخيرة لطهران نتيجة طبيعية لانفعاله جراء فشل المضادات الصاروخية الإسرائيلية والأميركية في التصدي للصاروخ اليمني الذي أصاب مطار بن غوريون أول أمس الأحد.
وأضاف أن كشف إيران عن صاروخ قاسم بصير كان تحذيرا من جعل مشاهد تخطي الصواريخ المضادات الأميركية والإسرائيلية أمرا طبيعيا للرأي العام العالمي.