وتحدثت غريط، في مقابلة مع برنامج "المنشقون"، عن تلك العوامل بالتفصيل وقرارها ترك عملها كمتحدثة بالعربية باسم وزارة الخارجية الأميركية، بعد نحو 18 عاما من العمل في تلك المؤسسة، وذلك اعتراضا على دعم بلادها غير المبرر لحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.

نشأت هالة غريط في مدينة الدار البيضاء المغربية قبل أن تهاجر عائلتها إلى الولايات المتحدة في طفولتها، حيث استقرت في ولاية كاليفورنيا.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الإبادة المدعومة أميركيا في غزة وراء استقالتيlist 2 of 4فورين بوليسي: دعم الخارجية المستمر لنتنياهو يضر بمصالح أميركاlist 3 of 4استقالة متحدثة من الخارجية الأميركية احتجاجا على حرب غزةlist 4 of 4دبلوماسية أميركية: دعم إسرائيل وصمة عار ستطارد واشنطن لأجيالend of list

وتخرجت غريط من جامعة جورج واشنطن بتخصص في الشؤون الدولية ودراسات الشرق الأوسط، ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة جورج تاون، وانضمت إلى وزارة الخارجية عام 2006، وبدأت مسيرة مهنية شملت دولا عدة، كان من أبرزها اليمن، حيث شغلت منصب ضابطة سياسية.

تقول غريط إن دعم الإدارة الأميركية الأخير للحرب الإسرائيلية على غزة شكل نقطة تحول حاسمة في مسيرتها، حيث لم تعد قادرة على الدفاع عن سياسات تتجاهل حقوق الإنسان وحرية الصحافة وحماية المدنيين.

وأوضحت أن وزارة الخارجية الأميركية استخدمت مصطلحات وبيانات لتبرير أعمال لا تعتبرها شرعية، مشيرة إلى أن تعبيرات مثل "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" لم تعد كافية لتغطية ما وصفته بـ"جرائم الحرب" التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني.

وأضافت غريط أنها تعرضت لضغوط لاستخدام المصطلحات التي يروج لها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لتجنب الاصطدام بالقوانين الأميركية، ومنها قانون ليهي المتعلق بعدم دعم أي برنامج تدريبي يشمل قوات أمن أجنبية متورطة في انتهاكات حقوق الإنسان.

 

إبادة وتطهير عرقي

واعتبرت الدبلوماسية المستقيلة أن ما يحدث في غزة ليس إلا "إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا" يترافق مع صمت دولي مخجل، مؤكدة أن الحكومة الأميركية تتحمل مسؤولية كبيرة في استمرار هذا النزاع بسبب دعمها العسكري لإسرائيل.

وأعلنت غريط استقالتها في أبريل/نيسان الماضي عبر حسابها على موقع "لينكدإن"، موضحة أن قرارها لم يكن سهلا نظرا لارتباطها بعملها الدبلوماسي 18 عاما.

لكنها رأت أن استمرارها في العمل كناطقة باسم سياسة تبرر الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين أمر لا تستطيع تقبله على المستوى الأخلاقي والإنساني.

وأشارت إلى أن ازدواجية المعايير التي تتبعها الخارجية الأميركية زادت من إحساسها بالعار، خاصة في تعاملهم مع حروب أخرى مثل الحرب في أوكرانيا، حيث أبدت الخارجية تعاطفا كبيرا مع المدنيين الأوكرانيين، بينما صمتت عن مقتل الصحفيين والمدنيين في غزة.

وعلى مدار مسيرتها الدبلوماسية، كانت غريط تَعدّ أصولها العربية الأميركية مصدر قوة في عملها، وشعرت أن خلفيتها الثقافية ولغتها ساعدتاها على فهم واقع المنطقة والمساهمة في بناء جسور بين الولايات المتحدة والعالم العربي.

لكنها وجدت أن الأحداث الأخيرة، وخصوصا دعم واشنطن لإسرائيل، تعمِّق الفجوة وتضرب كل القيم الإنسانية بعرض الحائط.

انحياز بايدن للصهيونية

وتعتقد غريط أن إصرار بايدن على دعم إسرائيل بلا قيد أو شرط مرتبط بانحيازه الأيديولوجي، مشيرة إلى تصريحاته العلنية التي قال فيها إنه "صهيوني ملتزم".

وأوضحت أن الفساد المؤسسي لعب دورا كبيرا في توجيه السياسات الأميركية؛ فهناك تداخل قوي بين جماعات الضغط الموالية لإسرائيل وصناعة الأسلحة بواشنطن

وأضافت في هذا السياق "السياسيون الذين يقررون إرسال الأسلحة هم أنفسهم مستفيدون ماليا من هذه الصفقات، مما يخلق تحفيزا لاستمرار تدفق السلاح بدلا من إيقافه".

وترى غريط أن العنصرية سمحت بتبرير الانتهاكات ضد الفلسطينيين، مشيرة إلى نزعة متأصلة في الولايات المتحدة لنزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين والعرب والمسلمين، لدرجة أن مقتلهم أصبح مقبولا.

وأشارت غريط إلى أنها لم تندم على قرار الاستقالة، بل شعرت بأنها اتخذت القرار الصحيح على المستويين الأخلاقي والإنساني، رغم أن عملها بالخارجية الأميركية كان يمثل لها أكثر من مجرد وظيفة، إلا أنها لم تستطع أن تكون جزءا من إدارة تبرر قتل الأبرياء.

وفي ختام حديثها مع برنامج "المنشقون"، وجهت غريط رسالة إلى المدنيين الفلسطينيين، خاصة النساء والأمهات في غزة، قائلةً "أنا معكم، وقلبي معكم. يجب أن تعلموا أن غالبية الشعب الأميركي معكم، وسنستمر في الوقوف إلى جانبكم حتى انتهاء هذه الإبادة الجماعية".

2/11/2024المزيد من نفس البرنامجدور اللوبيات الخفي في السياسة الأميركيةplay-arrowأميركا وكوريا الشمالية.. قصة عداء قد يقود لحرب عالميةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 53 seconds 02:53مسؤول أميركي في "يو إس إيد": استقلت بسبب ازدواجية معايير التعامل بين غزة وأوكرانياplay-arrowمدة الفيديو 00 minutes 43 seconds 00:43ضمير يستيقظ بأروقة خارجية أميركا.. حكاية مسؤولة اختارت الاستقالة على الصمتplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 41 seconds 02:41الجزيرة تتقصى مراحل "صناعة الرئيس" في الولايات المتحدةplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 01 seconds 01:01كم ثمن كرسي رئاسة أميركا؟play-arrowلماذا يتفرد حزبان بالمنافسة السياسية في أميركا؟play-arrowمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخارجیة الأمیرکیة arrowمدة الفیدیو فی غزة

إقرأ أيضاً:

مساعدات جوية وتحركات دبلوماسية.. ضوء جديد في أزمة غزة المتفاقمة

وصلت سفينة «حنظلة» التابعة لأسطول الحرية إلى ميناء أسدود الإسرائيلي بعد اعتراضها في طريقها إلى غزة، حيث كانت تحمل مساعدات إنسانية لكسر الحصار البحري، بالتوازي، نفذت القوات الأردنية والإماراتية إنزالات جوية لتوصيل مساعدات عاجلة إلى القطاع، وعلى الصعيد السياسي، تؤكد السعودية التزامها بحل الدولتين وتترأس مؤتمرًا دوليًا مع فرنسا، بينما يطالب المستشار الألماني إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار وتحسين الأوضاع الإنسانية.

 في التفاصيل، وصلت سفينة “حنظلة”، التابعة لأسطول الحرية، إلى ميناء أسدود الإسرائيلي بعد أن اعترضتها البحرية الإسرائيلية في طريقها إلى قطاع غزة، حيث كانت تحمل مساعدات إنسانية في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض على القطاع.

وأفاد مراسل “فرانس برس” من الميناء أن السفينة وصلت ظهر الأحد، بعدما أقدم جنود إسرائيليون على الصعود إلى متنها خلال بث مباشر بُث قبيل منتصف ليل السبت-الأحد، بينما كانت السفينة على بُعد نحو 100 كيلومتر غرب غزة.

وكانت “حنظلة” أبحرت من صقلية يوم 13 يوليو وعلى متنها 19 ناشطاً وصحفيان من دول متعددة، بينهم النائبتان الفرنسيتان إيما فورو وغابريال كاتالا.

وفي بيان رسمي، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن البحرية منعت سفينة “نافارن” — وهو اسم آخر يُستخدم للسفينة — من دخول المياه الإقليمية لغزة، معتبرة محاولتها “خرقاً للقانون”، مؤكدة أن السفينة “تشُق طريقها بأمان إلى شواطئ إسرائيل وجميع الركاب بخير”.

في المقابل، أعلن طاقم “حنظلة” عبر منصة “إكس” أنهم سيخوضون إضراباً عن الطعام في حال تم اعتراضهم واحتجازهم، وهو ما يبدو أن الجيش الإسرائيلي نفّذه بالفعل.

الأردن والإمارات ينفذان 3 إنزالات جوية لمساعدات إنسانية في غزة

أعلنت القوات المسلحة الأردنية، الأحد، تنفيذ ثلاث عمليات إنزال جوي في قطاع غزة، بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف إيصال مساعدات إنسانية وغذائية للسكان المتضررين من الحرب.

وأفادت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” بأن الإنزالات نُفذت بواسطة طائرات من طراز C130 تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني والقوات الجوية الإماراتية، محملة بنحو 25 طناً من المواد الغذائية والاحتياجات الإنسانية العاجلة.

وأوضحت الوكالة أن هذه العمليات جاءت ضمن الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة الأردنية بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبالشراكة مع الإمارات وعدد من المنظمات الإنسانية، لتخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها أهالي قطاع غزة، ومساندتهم في مواجهة تداعيات الحرب المتواصلة.

السعودية تؤكد التزامها بحل الدولتين وترأس مؤتمراً دولياً مع فرنسا لتسوية القضية الفلسطينية

أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الأحد، أن المملكة العربية السعودية ستعمل بالشراكة مع فرنسا لرئاسة مؤتمر دولي رفيع المستوى يهدف إلى تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، انطلاقاً من موقفها الثابت تجاه حقوق الشعب الفلسطيني.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن بن فرحان أن المؤتمر يأتي امتداداً للجهود السعودية المستمرة لدعم الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وتحقيق السلام العادل والشامل الذي يكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح أن رئاسة المملكة للمؤتمر بالشراكة مع فرنسا تعكس التزام القيادة السعودية، بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز ومتابعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في الدفع نحو إرساء السلام وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة جراء الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار الوزير إلى أن المؤتمر يهدف إلى تفعيل قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتعزيز جهود التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، وهو التحالف الذي أطلقته المملكة في سبتمبر 2024 بالتعاون مع النرويج والاتحاد الأوروبي.

وشدد بن فرحان على أن السعودية ماضية في دعم السلم والأمن الدوليين، وتسعى إلى إنهاء دائرة العنف والصراع في المنطقة، بما يحقق الاستقرار ويُمهّد الطريق أمام التنمية والازدهار لشعوب الشرق الأوسط.

ميرتس يطالب نتنياهو بتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة ويدعو لوقف فوري لإطلاق النار

دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إلى بذل كل الجهود الممكنة لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والتوصل فوراً إلى وقف إطلاق النار.

وأفاد المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان كورنيليوس، بأن ميرتس أعرب عن قلقه العميق إزاء الأزمة الإنسانية الكارثية التي يعيشها السكان المدنيون في غزة، وطالب الحكومة الإسرائيلية بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المحتاجين الذين يعانون من الجوع والفقر.

وشدد ميرتس على ضرورة أن تتحول الإجراءات التي أعلنتها إسرائيل إلى خطوات عملية وسريعة على الأرض، داعياً إلى تحرك فوري لإنهاء معاناة المدنيين.

وأوضح المتحدث أن الحكومة الألمانية ستنسق خلال الأيام المقبلة مع فرنسا وبريطانيا، المعروفتين بـ”الترويكا الأوروبية”، بالإضافة إلى شركاء أوروبيين آخرين والولايات المتحدة والدول العربية، لاتخاذ خطوات مشتركة تساهم في تحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • أكد أهمية حصول الفلسطينيين على حقوقهم.. وزير الخارجية: حل الدولتين مفتاح استقرار المنطقة
  • مسرحية دعائية .. الخارجية الأميركية تعلق على مؤتمر حل الدولتين
  • ضياء رشوان يدعو لعدم الانسياق وراء الحملات التي تستهدف دور مصر المحوري في دعم الشعب الفلسطيني
  • أكد أن مؤتمر «حل الدولتين» يدعم حقوق الفلسطينيين.. وزير الخارجية: السعودية تعمل على إرساء السلام العادل بالشرق الأوسط
  • دبلوماسية التجارة لا المعونة.. إستراتيجية أميركية جديدة في أفريقيا
  • مساعدات جوية وتحركات دبلوماسية.. ضوء جديد في أزمة غزة المتفاقمة
  • تحذيرات صارمة من تركيا لإسرائيل
  • عرب الجزيرة وفيلق كردفان!
  • أكسيوس: إسرائيل وأميركا في عزلة دبلوماسية بسبب غزة
  • تفاصيل الهجوم على محكمة في إيران.. واتهامات لإسرائيل