الجزيرة:
2025-10-12@22:26:31 GMT

سوق العطارين.. معلم بالقدس من عهد الرومان

تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT

سوق العطارين.. معلم بالقدس من عهد الرومان

سوق العطارين أحد أقدم الأسواق الواقعة داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس غرب المسجد الأقصى. يربط بين سوق خان الزيت وسوق الحصر، بموازاة سوق اللحامين، وهو السوق الأوسط من 3 أسواق.

يشكل القسم الأوسط أيضا من شارع الكاردو، وهو سوق روماني قديم، تبلغ مساحته نحو 8 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع) ويوجد فيه ما يزيد عن 56 حانوتا متلاصقة.

وقد سمي السوق نسبة إلى ما يباع في محلاته التجارية من بهارات وأعشاب طبيعية.

الموقع

يقع سوق العطارين داخل البلدة القديمة في القدس غرب المسجد الأقصى، ما بين سوق اللحامين وسوق الخواجات للأقمشة، وبعد سوق خان الزيت، الذي يتم الدخول إليه عبر باب العامود.

ولهذا السوق 4 مداخل: مدخل من الشمال، مدخل من الجنوب، ومدخلان من الوسط من سوق اللحامين وسوق الخواجات.

ويقع السوق ضمن المنطقة الغربية من السور كما هو موضح في خريطة مأدبا الفسيفسائية، وهي جزء من أرضية فسيفسائية ضمن الكنيسة البيزنطيّة القديمة في مدينة مأدبا بالأردن.

وتصف الخريطة منطقة شرق المتوسط في العصر البيزنطي، وهي أقدم خريطة أصليّة للأراضي المقدسة، ويعود إنشاؤها إلى سنة 560 م. توجد اليوم داخل كنيسة القديس جوارجيوس، التي بُنيت في عام 1896 فوق بقايا الكنيسة البيزنطيّة.

وتمتد خريطة مأدبا على جزء من أرضية الكنيسة، وتشكّل مدينة القدس مركزا لها، كما تظهر فيها عدّة مواقع في فلسطين والأردن وسوريا ولبنان ومصر.

التسمية

سمي سوق العطارين بهذا الاسم نسبة إلى مهنة العطارة التي انتشرت فيه، والتي كان أصحابها يستوردون التوابل على اختلاف أنواعها في ذلك الحين من الهند والصين ومن بلاد فارس.

كما أُطلق على سوق العطارين وسوقي اللحامين والخواجات اسم السوق الثلاثي، لأنّ هذه الأسواق الثلاثة متلاصقة، يتوسطها سوق العطارين ويقع سوق اللحامين غربه والخواجات شرقه.

تاريخ سوق العطارين

سوق العطارين سوق تاريخي يعود إلى العهد الروماني، إذ أُنشئ في الفترة الرومانية، ثم أُعيد بناؤه في الفترة الإسلامية خلال حكم الخليفة عمر بن الخطاب. وقد شهد السوق تجديدا ملحوظا في العصر الصليبي، إذ يُظهر سقفه معالم من تلك الفترة، مع أقواس مزخرفة عليها عبارات تشير إلى كنيسة سانت آن للروم الكاثوليك، وتقع شمالي المسجد الأقصى، بين باب حطة وباب الأسباط.

وقد أعاد الصليبيون بناءها عندما احتلوا القدس عام 1099م، وكانت تُعرف باسم كنيسة القديسة حنة أو "صند حنة"، وبعد التحرير الأيوبي، حولها صلاح الدين الأيوبي في 1188م إلى مدرسة للفقهاء الشافعيين، وسميت فيما بعد بـ"الصلاحية"، وكانت حوانيت هذا السوق وقفا لهذه الكنيسة.

في العهد المملوكي استكمل بناء السوق، وأضفى عليه المماليك طابعا خاصا بالعطارة، وذلك لأنهم كانوا يتحكمون في التجارة العالمية التي كانت تمر عبر الهند والبحر الأحمر وخليج السويس، وصولا إلى ميناء بورسعيد ومن ثم إلى أوروبا، ولذلك اشتهر سوق العطارين ببيع العطور، وبرزت مصر معبرا رئيسيا لهذه التجارة، مما منح القدس نصيبها منها.

تبلغ مساحة السوق نحو 8 دونمات، ويوجد فيه ما يزيد عن 56 حانوتا متلاصقة، ويصل طوله إلى 300م وعرضه ما بين 12 و15 مترا.

بعض محلات سوق العطارين بالقدس غيرت نشاطها إلى بيع منتجات أخرى غير التوابل (الجزيرة) أهمية سوق العطارين

لسوق العطارين أهمية ومكانة خاصة بين الناس لما يمثله من مكان تاريخي عريق في الماضي، إذ كان مكانا لتجارة العطارة، يؤمه الناس من جميع البلاد لعراقته في العطارة التي تستعمل لمداواة المرضى بسبب ندرة الأدوية آنذاك.

تدخل أشعة الشمس للسوق عبر فتحات (فضّايات) في السقف المكون من أقواس عالية فيها متعة بصرية لناظريها.

مضايقات المستوطنين

تسيطر الجمعيات الاستيطانية على سطح سوق العطارين، وبعد استيلائها على أحد منازل المقدسيين هناك حوّلته إلى كنيس وأنشأت مستوطنة غاليتسيا نسبة إلى بلدة في بولندا، كما أصبح سقف السوق ممرا للمستوطنين الذين يتنقلون من مستوطنتهم التي فوق السوق إلى الحي اليهودي.

يتعرض تجار السوق الثلاثي لكثير من المضايقات من المستوطنين من خلال الفتحات الجانبية والعلوية للسوق، في محاولات مستمرة لإجبارهم على هجر حوانيتهم لتسهل السيطرة عليها.

ولم يستطع الاحتلال الاستيلاء على سوق العطارين، على الرغم من كل الإغراءات المادية التي يعرضها المستوطنون على التجار لترك محلاتهم وبيعها.

الوضع الاقتصادي للسوق

انكمشت محلات العطارة في السوق على الرغم من أنه ظل يحمل اسمه العريق "سوق العطارين"، وتحول كثيرون من أصحاب المحال فيه إلى مهن أخرى، مثل بيع الملابس الجاهزة والقطنيات والستائر.

وسبب هذا التحول ما فرض على القدس من حصار وعزل عن محيطها العربي والإسلامي بعد عام 1967، فلم يعد بإمكان السائحين والحجاج العرب والمسلمين زيارة المدينة المقدسة، إضافة إلى فصلها عن الضفة الغربية عام 1993 بالحواجز العسكرية.

وقد بلغ العزل والتضييق على القدس وعلى أسواقها -بما فيها سوق العطارين- ذروته بإقامة جدار الفصل الإسرائيلي عام 2002، ناهيك عن الضرائب الإسرائيلية الباهظة.

عائلات ارتبط اسمها بالعطارة

المؤقت والقيسي أشهر عائلتين ارتبطت أسماؤهما بالعطارة في هذا السوق، ولا تزالان تملكان فيه محلات تبيع التوابل والبهارات. ويشتهر بعض العطارين في السوق بألقاب وكنى معينة، فهناك شيخ العطارين وكبير العطارين وعطار اليمن مثلا، وغيرها من المسميات التي تعتمد على الخبرة والممارسة، وبعضهم يرث هذا اللقب عن أبيه أو جده.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات

إقرأ أيضاً:

نصر بعد إبادة

 

 

 

راشد بن حميد الراشدي

 

الحمد لله حمد الحامدين الشاكرين الذاكرين لله في السراء والضراء فمع إعلان النصر ووقف الحرب بعد شلالات الدماء التي أزهقت في حرب صهيونية قذرة غير متكافئة أبادت وأفنت أممًا مجاهدة في سبيل الله وفي سبيل عزة وكرامة وطنها وأمتها حيث جاهدت حتى الشهادة أو النصر والفوز بالمجد.

صُراخات بني صهيون اليوم جاءت تتوسل وقف الحرب والخروج بماء الوجه الملطخ بدماء شعب أعزل ووجوه كُتب لها الخزي والعار ما تعاقب ليلٌ أو نهار تلاحقهم لعنة الله إلى يوم الدين.

تحقق النصر بيد الشرفاء والمقاومين الشجعان المرابطين في غزة وعموم فلسطين ورغم الألم والشهداء والتضحيات أشرق اليوم وجه الحق وخسر وخسيء وزهُق صوت الباطل وأعماله النتنة المارقة فما سطره أبطال غزة من ملاحم سيكون منهاج حياة الأمم اللاحقة التي تبحث عن عزتها والتحرر من جبروت الطغاة وأفعالهم الشنيعة.

إن العالم الذي تابع أكبر إبادة بشرية وظلم وطغيان في العالم خلال الألفية الجديدة ليدرك اليوم جرمه في التواطؤ مع شياطين الأرض في جبروتهم الذي مارسوه لمدة عامين كاملين على أرض غزة، معتقدين أن الحرب ستكون للصهاينة منتهاها ونصرها. لكن هيهات هيهات فمن عند الله باق وسيدق رقاب العدا واحدًا تلو الآخر، في ملحمة الإباء التي سطَّر أبناء فلسطين فصولها الأبدية في استرداد القدس ووطنهم المحتل، ولن تبقى لليهود قيد أنملة في فلسطين العزة- بإذن الله- فقد استعرت الحرب وحمي وطيسها فلا رجعة إلّا بتحرير القدس وفلسطين بأسرها.

العدو المغتر بقوته وأذياله من الذين شايعوه وأعانوه على الظلم، مارس أبشع وأقذر حرب عرفها التاريخ بين بني البشر، متناسين قدرة الله وقوته ورحمته التي وسعت كل شيء؛ ليحتفل العالم الحر اليوم بوقف الحرب وغدًا بإذن الله بدحر الاحتلال وعودة الأوطان إلى أصحابها.

نصر بعد إبادة ومعارك حامية الوطيس كان فيها أسود غزة يصولون ويجولون طوال سنتين في ميادين الكرامة والعزة؛ ليفتخر كل مؤمن بما تحقق من نصر مبين. وستظل غزة وفلسطين موطناً للشرفاء، فلا عهد إلّا باسترداد القدس الشريف وكامل أرض فلسطين المجيدة.

لقد رأينا خذلان الأخ والصديق والحبيب لغزة الجوعى الثكلى المجروحة بجراح السنين، واليوم نرى بوارق الأمل والنصر والفوز في وجوه كل من تشبث بالأرض والوطن، ولم يرض إلّا بطرد المحتل الغاشم من بيته ووطنه فنكصوا على أعقابهم نادمين لعنة الله عليهم.

اتفاقيات ووقف حروب ومعاهدات ومشاورات لحقن الدماء تُعلن، ولكن الحقيقة أن صناعها رجال غزة حين أذلوا المعتدي فأنقلب صاغرًا ذليلًا لإرادة أولئك الرجال.

غفر الله لشهداء غزة وفلسطين الأحرار الذين آمنوا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن الجهاد حق؛ فإمَّا شهادة أو فوز ونصر على عدو الله ورسوله والمؤمنين، فقد تحقق النصر بعد الإبادة والدمار.. فالله أكبر ولله الحمد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تعليم أسوان تعلن أسماء المعلمين المساعدين ضمن مسابقة 30 ألف معلم.. صور
  • إصابة مواطن برصاص الاحتلال في بيت حنينا بالقدس
  • إصابة شاب برصاص الاحتلال قرب جدار الفصل في الرام
  • بدء تدريب الدفعة الخامسة من المعلمين الجدد ضمن مسابقة 30 ألف معلم
  • نصر بعد إبادة
  • إصابة مواطن برصاص الاحتلال في بلدة الرام بالقدس
  • بسبب عدم الالتحاق.. الأبيار توقف 500 معلم احتياط وتخطط لإيقاف 2000 آخرين
  • هشام يكن: فخورون بحسام حسن.. وحسن شحاتة معلم في كل مكان
  • وائل رياض يوجه رسالة دعم لحسن شحاتة: بنحبك يا معلم
  • اتحاد الجمعيات الخيرية بالقدس في دائرة الملاحقة الإسرائيلية