يجب إصدار مذكرة اعتقال “نتنياهو” سريعاً والمسؤولون الصهاينة ليسوا فوق القانون الدولي
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
الثورة /متابعة/ حمدي دوبلة
بين الحين والآخر ينتصر الضمير الإنساني على كل المصالح والضغوطات المادية التي تمارسها أنظمة الشر والطغيان على الهيئات الدولية للعدالة.
هذه الحالة الإنسانية الاستثنائية تجسدت خلال الساعات الماضية في المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الذي انفجر بتصريح صحفي -تأخر كثيراً- عندما أكد على ضرورة الإسراع في إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء حكومة الكيان الإسرائيلي الإرهابي بنيامين نتنياهو.
المدعي العام كريم خان، دافع أمس عن طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو: قائلاً “هل يجب أن أنتظر حتى يموت الجميع؟”، في إشارة إلى الإبادة الجماعية الصهيونية المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة.
وأكد خان في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية، أن المسؤولين الإسرائيليين “ليسوا فوق القانون الدولي”.
وفي 20 مايو الماضي كشف مدعي عام المحكمة كريم خان أنه طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت وآخرين
وأعلن مسؤولون صهاينة حاليون وسابقون رفضهم تحرك خان، وأكدوا أنهم لا يعترفون بولاية المحكمة، وزعموا أنها “تعادي السامية”، ودعوا حلفاء تل أبيب إلى وقف تمويل المحكمة، بل وتفكيكها، وشددوا على ضرورة تصعيد الحرب على غزة.
كما طلب خان مرة أخرى في أغسطس من الجنائية الدولية سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
وبدعم أمريكي ترتكب “إسرائيل” منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
ودافع خان عن ضرورة قيام المحكمة الجنائية الدولية باتخاذ إجراءات ضد المسؤولين الإسرائيليين.
ورداً على سؤال مراسل دير شبيغل: “أليس من الأفضل تأجيل التحقيق؟”، أجاب خان: “هل يجب أن أنتظر حتى يموت الجميع؟ إذا كان والدك أو والدتك أو جدك هو الذي تم أخذه كرهينة، فهل كنت تريدني حقا أن أنتظر؟ إذا كان طفلك أو أختك هي التي تمزقت إلى أشلاء، هل كنت تريد مني أن أنتظر؟”.
وأضاف: “لماذا لا يُطبق القانون الذي يُطبق على الأوكرانيين والسودانيين على الفلسطينيين؟ وهل يصح استثناء منطقة جغرافية معينة من القانون؟”.
وذكر خان أن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، باستثناء كندا، تعترف بفلسطين كدولة.
ورداً على أسئلة المراسل المتكررة بأن “إسرائيل دولة ديمقراطية وأنه لا ينبغي المساواة بين المسؤولين الإسرائيليين وحماس”، قال خان: “كل الضحايا متساوون، سأظهر نفس الاهتمام والحب للطفل الفلسطيني كما أفعل للطفل اليهودي، هذه مسألة مساواة أمام القانون”.
ورفض خان اتهامات المسؤولين الصهاينة ضده بمعاداة السامية، قائلاً: “هناك الكثير من الإساءات والتهديدات والألاعيب التي تدور بين القادة السياسيين ووكالات الاستخبارات وجماعات المصالح، لكنني أعرف نفسي”.
وتابع: “هناك ميل متزايد لتهميش الناس بمجرد وصفهم بمعادين للسامية. بصراحة، ما يهمني حقاً هو ما ينتظره الضحايا من القانون ومطالبتهم بتطبيق القانون بالتساوي في كل مكان في العالم”.
ولفت خان إلى استشهاد المدنيين في غزة، قائلاً: “ماذا كان سيحدث لو أنني أصدرت مذكرة اعتقال بحق حماس فقط، بينما هناك ما بين 30 إلى 40 ألف شهيد وأمهات يعانين من الإجهاض والجوع؟ عندها سيقال: هذه المحكمة غير المحترمة هي في جيب الولايات المتحدة وألمانيا وغيرها من الدول القوية”.
ورداً على قول المراسل الألماني إنه يجب محاكمة المسؤولين الإسرائيليين في محاكمهم الخاصة، وفي حال لم يحدث ذلك، حينها يمكن أن تتخذ المحكمة الجنائية الدولية الإجراءات اللازمة، أشار خان إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يقوم بالمساءلة عما يرتكبه عناصره في الأراضي المحتلة.
وأردف: “السؤال الحقيقي هو: هل يطبق القانون الدولي في الأراضي المحتلة؟ إذا قرأت ما يكتبه الخبراء ونظرت إلى ما يحدث على الأرض، فإننا لا نرى تحقيقات، لا نرى مساءلة”.
ولفت خان إلى تعرض المحكمة وموظفيها للعديد من التهديدات ومحاولات الترهيب.
واستطرد: “تردد صدى بعضها على الرأي العام، والبعض الآخر لم يتردد صداها، وأخشى أن تستمر هذه التهديدات. مع ذلك، فإننا يجب ألا نستسلم، قد يختلف البعض مع قراراتي، لكنني أعتقد أننا متحدون في الرغبة في الحفاظ على التطبيق المستقل للقانون”.
يذكر أن هذه التهديدات ليست الأولى في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية، إذ منعت الولايات المتحدة المدعية العامة السابقة فاتو بنسودا ونائبيها من دخول البلاد وجمدت أصولهم أثناء إجراء تحقيقات بشأن أفغانستان.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
توقيع مذكرة تعاون بين وزارة الإعلام ووزارة التعليم لإطلاق مبادرة “ابتعاث الإعلام”
بحضور معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، ومعالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري, وقّعت وزارتا التعليم والإعلام مذكرة تعاون لإطلاق مبادرة “ابتعاث الإعلام”.
وتهدف المبادرة إلى تدريب الكفاءات الوطنية وتأهيل المواهب السعودية في أفضل الشركات والمؤسسات التعليمية الإعلامية في العالم.
وتُعنى المبادرة بعدة مسارات بالتعاون مع وزارة التعليم، وسوف تستهل رحلتها عبر مسار “واعد” لقطاع الإعلام، أحد مسارات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.
ويسعى مسار واعد إلى “الابتعاث المبتدئ بالتوظيف في الإعلام”، بتعاون مشترك بين وزارتي التعليم والإعلام.
وتأتي المبادرة النوعية إثر حرص الوزارتين على تعزيز العلاقة التكاملية المؤسسية بينهما، ودعم صناعة الإعلام الوطني، وصقل الكوادر المبدعة، وتطوير الكفاءات والمواهب المتوافقة مع متطلبات القطاع, بما يتيح الاستفادة من تلك الكفاءات واستقطابها وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وتضمنت مذكرة التعاون بحث فرص التدريب والتأهيل، وتصميم برامج مبتكرة وتنفيذها في مختلف مجالات الإعلام، بهدف تطوير المواهب الوطنية الشابة في قطاع الإعلام وفق أعلى المعايير العالمية، وتمكين تطوير الأعمال في القطاع الإعلامي، ودعم نموه بما يعزّز التنافسية محليًا ودوليًا، في الوقت الذي سيتيح فرص عمل بتخصصات جديدة ومتنوعة للكوادر الوطنية، مما يُسهم في تحقيق جاهزية الكوادر الوطنية لمتطلبات المستقبل وتطورات سوق العمل الإعلامي.
اقرأ أيضاًالمملكةاحباط تهريب 36,600 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي
ومثّل وزارة الإعلام في توقيع المذكرة وكيل الوزارة للإستراتيجية وتحقيق الرؤية المهندس ماجد بن عيضة الثقفي، ومثّل وزارة التعليم وكيل الوزارة للابتعاث الدكتورة لينا بنت محمد الطعيمي.
وأوضح المهندس الثقفي أن الابتعاث في تخصصات الإعلام ضمن مسار “واعد” لقطاع الإعلام سيكون بالشراكة مع القطاع الخاص، وسيوفر المسار برامج تدريبية في (15) دولة للمبتعثين مبتدئًا بالتوظيف، بالإضافة إلى درجات علمية متنوعة تبدأ من دبلوم وبكالوريوس وماجستير في تخصصات الإعلام المتنوعة، بحسب احتياج الشركات العاملة في قطاع الإعلام والأكثر طلبًا في سوق الإعلام، وذلك في أهم الشركات والجامعات الدولية، ومنها الإعلام الرقمي، ومجالات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وتقنيات إنتاج المحتوى المرئي والمسموع، واستخدام الواقع المعزّز والافتراضي، والصحافة الرقمية، والنشر الرقمي، وإدارة المنصات وغير ذلك من التخصصات الأكثر احتياجًا في سوق الإعلام.
وبيّن المهندس الثقفي أن مسار “واعد” ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، يهدف إلى ابتعاث الطلاب في القطاعات والمجالات الواعدة بحسب المتطلبات الوطنية للمشروعات والمبادرات الكبرى.
وتقوم وزارة الإعلام برفع بطاقات الاحتياج للمنشآت التي ترغب في الاستفادة من مقاعد البرنامج إلى وزارة التعليم، لاستكمال إجراءات اعتماد البرامج وتوقيع الاتفاقيات مع منشآت القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن البرنامج يستهدف التوظيف الجديد على الوظائف الفنية والمهنية والبرامج التدريبية، وغير المتوفرة في المملكة.
وتفعيلًا لبنود مذكرة التعاون جرى عقد ورشة عمل يوم أمس الخميس 14 أغسطس 2025 في مقر الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، بمشاركة أكثر من (35) جهة من القطاع الخاص تمثل قطاعات الإعلام، والإعلان، والصحافة، والألعاب، والإنتاج المرئي والمسموع، وغيرها، للتعريف بآلية تحديد الاحتياجات التدريبية والتوظيفية عبر نماذج “بطاقة الاحتياج”، و”تصميم البرامج”، و”خطة الإطلاق”، وتم الاتفاق على الخطوات القادمة، وتشمل استكمال حصر الاحتياجات، واعتماد البرامج من الجهات المختصة، وإعلان المقاعد المتاحة للطلاب خلال (60) يومًا من عقد الورشة.
وسيتاح التقديم للشركات الراغبة في الانضمام لمبادرة “ابتعاث الإعلام” عبر الرابط (https://media.gov.sa/ar/form/waaid)