كلام الناس
تمر علينا هذه الأيام ذكرى إنتقال النخلة السودانية الباسقة فاطمة أحمد إبراهيم إلى الرحمن الرحيم بعد أن وهبت عمرها للنضال الجسور من أجل الإنتصار للسودان واهله الطيبين‘ وتحملت في سبيل ذلك أنماطاً من الظلم والإفتراء دون أن تحيد عن طريقها الذي إختارته بكامل إرادتها.
ظلت فاطمة أحمد إبراهيم رمزاً للمرأة السودانية داخل السودان وخارجه بمواقفها السياسية والإجتماعية والإنسانية‘ وكانت أول إمراة سودانية تُنتخب في البرلمان عام ١٩٦٥م‘ تعرضت للإعتقال أكثر من مرة وإلى المحاكمات ومحاولات الإغتيال السياسي والمعنوي لكنها صمدت وواصلت حراكها السياسي والمجتمعي بلا هوادة.
شاركت في تأسيس الإتحاد النسائي السوداني وسط كوكبة من رائدات العمل النسوي أذكر منهن على سبيل المثال لاالحصر الدكتورة خالدة زاهر ونفيسة أحمد الأمين وثريا امبابي وعزيزة مكي‘ وأسست أول مجلة نسائية هي"صوت المرأة" وتولت رئاسة تحريرها عام ١٩٥٥م.
كانت تدافع عن قضايا السودان من خلال دفاعها عن حقوق المراة لإيمانها بأن قضايا المرأة لاتنفصل عن قضايا الوطن ‘وظلت تحافظ على إرثها السوداني والديني رغم كل الإفتراءات التي ظلت تلاحقها في ميدان العمل السياسي.
تزوجت من النقابي العمالي العالمي الشفيع احمد الشيخ الذي أُعدم في أعقاب فشل إنقلاب هاشم العطا ١٩٧١م‘ وقد أنجبت منه إبنهما الكتور احمد وظلت وفيه للعهد الأسري وتربية إبنها ولمبادئها حتى عندما إضطرتها الظروف للهجرة إلى لندن.
حملت هموم السودان معها وشاركت في الكثير من المؤتمرات والندوات التي عقدت حول الشأن السوداني وتبنت مع أهل السودان هناك قافلة السلام للجنوب وألفت كتاباً بعنوان"صرخة داوية" باللغة الإنجليزية.
أُختيرت لرئاسة الإتحاد الديمقراطي النسائي العالمي كأول مسلمة افريقية عربية من دول العالم الثالث تتولى هذا المنصب وكانت رئيسة المؤتمر العام لهذا الإتحاد في مانشستر ١٩٩١م.
لايمكن التحدث في هذه المساحة عن رمز المرأة السودانية الأصيلة فاطمة أحمد إبراهيم لكنني قصدت الكتابة عن "صوت المراة" السودانية فاطمة أحمد إبراهيم سائلاً المولى عز وجل أن يتقبلها بواسع رحمته وأن يلهم أهلها وذويها وعموم نساء السودان والشعب السوداني كافة الصبر وحسن العزاء.
ولانقول إلا مايرضي الله : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وليبقى "صوت المرأة" فاعلاً في الحراك السياسي المتطلع بحق لغد أفضل للسودان وشعبه.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يتقدم ميدانيا والجوع والموت يحاصران المدنيين
أعلن الجيش السوداني، عن استعادة منطقتي الرياش وكازقيل في ولاية شمال كردفان من قبضة قوات الدعم السريع، وذلك وسط تأكيدات بتكبيد خصومه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وتقدم ميداني نحو المناطق المتاخمة لولاية جنوب كردفان.
ونشرت القوات المسلحة السودانية، مقاطع مصورة، تظهر جنودها داخل كازقيل، التي تبعد نحو 45 كيلومتراً جنوب مدينة الأبيض، وهم يتوعدون بمواصلة التقدم نحو الدبيبات، إحدى أهم معاقل قوات الدعم في جنوب كردفان.
واعتبر المتحدث العسكري باسم الجيش، نبيل عبد الله، أن "متحرك الصياد"، وهو الاسم العسكري للعملية، قد تمكّن من سحق التمركزات المعادية في المنطقتين.
وتكتسب هذه السيطرة أهمية استراتيجية، كونها تفتح ممرا آمنا نحو جنوب كردفان، وتخفف الضغط عن القوات الحكومية المحاصرة في مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان.
القوات المسلحة تسترد منطقة " كازقيل" الاستراتيجية ، التي تربط بين شمال وجنوب كردفان#السودان #السودان_ينتصر pic.twitter.com/dAqDxZCMkt — Sudan News (@Sudan_tweet) July 7, 2025
مأساة المدنيين: قصف يستهدف مخيمات النازحين
بالموازاة مع التقدم العسكري في كردفان، تتصاعد الأزمة الإنسانية شمال دارفور، حيث وثّقت منظمات محلية مقتل 45 مدنياً، معظمهم من الأطفال والنساء، خلال شهر واحد، جراء القصف المدفعي المتكرر الذي تنفذه قوات الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين.
وقالت غرفة طوارئ أبو شوك، عبر بيان لها، إنّ: "الاستهداف المدفعي المتواصل للمخيم فاقم من تدهور الأوضاع الصحية، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وتوقف تام للمطابخ الجماعية والمساعدات الغذائية. كما أدى القصف إلى تدمير عشرات المنازل، وتشريد مئات الأسر".
وحذرّت جهات إنسانية من أنّ استهداف مخيمات النازحين يتم بشكل متعمد على أسس عرقية. وكان حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، قد اتهم قوات الدعم السريع بترويع سكان الأحياء والمعسكرات بهدف تفريغها وفرض واقع ديموغرافي جديد في الإقليم.
مقابر جماعية وتفاقم أزمة الجثث
في العاصمة الخرطوم، تواصل فرق الطب العدلي بالتعاون مع الجهات الأمنية جهودها في جمع ودفن الجثث التي تراكمت منذ اندلاع الحرب في نسيان/ أبريل 2023. وأعلنت وزارة الصحة عن دفن أكثر من 3800 جثة منذ أيار/ مايو الماضي، في أعقاب استعادة الجيش سيطرته على الولاية.
وقال رئيس هيئة الطب العدلي، هشام زين العابدين، إنّ معظم الجثث عُثر عليها داخل منازل وساحات عامة وأحياء مكتظة مثل أم درمان والحاج يوسف، مشيرًا إلى أن بعض الأهالي اضطروا لدفن ذويهم في الحدائق وأسطح المنازل خلال فترة الحصار.
وفي آذار/ مارس الماضي، عثر على مقبرة جماعية داخل بئر بحي الفيحاء في أم درمان، تضم جثثًا تعود لضحايا يعتقد أنهم تعرضوا للتعذيب قبل تصفيتهم خلال سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة كما اكتُشفت جثث متفرقة في حي الفلاح ظهرت عليها آثار تعذيب شديد، وفق تقارير صادرة عن لجان المقاومة المحلية.
السودان على حافة مجاعة
في ظل اتساع رقعة الحرب، حذّر المرصد العالمي للجوع من تصاعد خطر المجاعة في خمس مناطق رئيسية داخل السودان، من بينها معسكرات النازحين في شمال دارفور (أبو شوك، زمزم، والسلام)، نتيجة الحصار، وانعدام المساعدات، وتعطّل شبكات الإمداد.
ويذكر أن السودان يعيش واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية، حيث قتل الآلاف، وتشرد أكثر من 10 ملايين شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، في ظل صراع دموي بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".