وصف المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، الوضع الصحي في شمال غزة بأنه مروّع وحرج للغاية ويتدهور باستمرار، خاصة بعد أوامر الإخلاء التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية، والتي شملت المستشفيات الثلاثة التي تكابد من أجل الاستمرار في المنطقة الشمالية.

وأوضح مهنا، في مقابلة مصورة مع "عربي21"، أن "الظروف الصعبة تتفاقم بشدة في غزة بسبب النزوح المستمر ونقص الدعم الإنساني، مما يجعل الوضع كارثيا للغاية مع مرور الوقت".



وأضاف أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواجه تحديات جسيمة في نقل المرضى إلى المستشفيات، حيث تعاني المستشفيات من نقص شديد في الإمدادات الطبية الضرورية، لافتا إلى أنه بعد جهود متواصلة، تمكنوا قبل أيام من "إجلاء بعض الحالات الحرجة، إلا أن المستشفيات ما زالت تحتاج إلى إمدادات مستدامة من الأدوية، والوقود، والمعدات الأساسية".


وقال مهنا إن "جهود الصليب الأحمر تتركز على دعم المنظومة الصحية وتوفير مياه الشرب، وتقديم فرص المال مقابل العمل للمتضررين بالتعاون مع البلديات والسلطات الطبية"، متابعا: "الاستجابة الإنسانية تواجه تحديات متزايدة، حيث إن أعداد المرضى والجرحى تفوق قدرة المستشفيات التي تعاني بسبب سنوات من الإغلاق والقيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع".

وأشار إلى أن "قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمنع زيارات الصليب الأحمر للسجون لا يزال ساريا، ما يزيد من معاناة الأسر الفلسطينية التي تبحث عن معلومات عن ذويها"، مؤكدا أن "الصليب الأحمر يواصل العمل مع عائلات آلاف الفلسطينيين أُبلغ عن فقدهم في غزة، لجمع المعلومات المهمة التي تساعد في الكشف عن مصيرهم وأماكن وجودهم، ونطالب بالسماح لهم بالتواصل مع عائلاتهم وفق القانون الدولي الإنساني".

وطالب المتحدث باسم الصليب الأحمر المجتمع الدولي ببذل المزيد من الجهد لدعم الفرق الإنسانية وحماية البنى التحتية في قطاع غزة، داعيا الأطراف المعنية إلى "ضمان دخول الإمدادات الإنسانية بأمان وانتظام لتلبية احتياجات ملايين المدنيين المتضررين في غزة، حيث لا يزال هناك نقص كبير في توفير المساعدات الضرورية".

وإلى نص المقابلة المصورة مع "عربي21":

كيف ترى الوضع الإنساني والصحي في شمال غزة الآن؟

بعد مرور أكثر من شهر على صدور أوامر الإخلاء من قِبل السلطات الإسرائيلية للمدنيين في المحافظة الشمالية لقطاع غزة بما فيها إخلاء المستشفيات القليلة (ثلاث مستشفيات) التي كانت تكابد من أجل الاستمرار في تقديم الخدمة الصحية في ظل تحديات جمة.

بدأ الوضع الإنساني بشكل عام في التدهور شيئا فشيئا حتى وصل إلى مراحل حرجة جدا وأصبح اليوم مروّع ومأساوي للغاية، وذلك بسبب عدة عوامل: مثل تفشي القتال والأعمال العدائية، واستمرار نزوح المدنيين، ومحدودية الدعم الإنساني الذي يصل إليهم رغم العراقيل.

ومع استمرار هذا الوضع على هذا المنوال، سينتج عن هذا الأمر فقدان المزيد من الأرواح، وإصابة المزيد من المدنيين، وتدهور أشد في الوضع الإنساني يضع المدنيين في ظروف أكثر بؤسا مما كانت عليه، خاصة أن الأوضاع الراهنة حرجة وتتدهور بسرعة مخيفة.

ما أبرز المشاكل التي تواجهكم في عمليات نقل المرضى في غزة؟

اللجنة الدولية للصليب الأحمر منخرطة في حوار مباشر مع جميع الأطراف المنخرطة في النزاع (إسرائيل وحماس)، كما تعمل بشكل مستمر وحثيث عن قرب مع السلطات الطبية في قطاع غزة مُمثلة بوزارة الصحة الفلسطينية، كما نعمل مع شركائنا في العمل الإنساني جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

نحن في حوار مستمر ودائم من أجل بحث كيفية تقديم الدعم الأمثل والاستجابة للاحتياجات التي يفتقر إليها القطاع الصحي بشكل عام في قطاع غزة.

فيما يتعلق بالمستشفيات في المحافظة الشمالية (العودة، والإندونيسي، وكمال عدوان)؛ فهي تواجه ظروفا صعبة وقاهرة، والفرق الطبية مُستنزَفة تماما، والمرضى والجرحى هناك تتدهور أوضاعهم الصحية ساعة بعد ساعة.

حاولنا مرارا وتكرارا الوصول إلى هذه المستشفيات بغية إجلاء بعض الحالات الطبية بناءً على طلب من المستشفيات والمدنيين أو الجرحى هناك، وأيضا جلب بعض الدعم الطبي الحرج والمُلح للغاية بالأدوية والمستلزمات الطبية بمختلف أنواعها، وأيضا بعض المواد الغذائية من أجل من تبقوا هناك.

بعد أكثر من شهر استطعنا قبل أيام فقط الوصول إلى مستشفى العودة والإندونيسي، وقمنا بإجلاء 21 مريضا من الحالات الحرجة و8 مرافقين لهم بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بعد أن تلقينا هذا الطلب من مستشفيات قطاع غزة، ووزارة الصحة الفلسطينية، وبحثنا الأمر مع السلطات في كلا الجانبين في غزة وإسرائيل، ونقلناهم إلى مجمع شفاء الطبي في مدينة غزة. ولكن للأسف مُنعنا من نقل مستلزمات طبية عاجلة وبعد الأغذية المعلبة لتلك المستشفيات.

قبل هذه المهمة بنحو أسبوع تمكنا أيضا من إيصال بعض الدعم الإنساني المُتمثل في الأدوية والمستلزمات الطبية، وأكياس الدم، وغيرها من المواد اللازمة والعاجلة إلى مجمع الشفاء الطبي، وأيضا المستشفى الأهلي العربي وهما المستشفيان الرئيسيان اللذان يعملان في محافظة غزة بشكل عام.

وبالطبع هذا الأمر غير كاف على الإطلاق؛ لأنه لا يحقق القدرة المستدامة على الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية العاجلة، لا بد من إمداد هذه المستشفيات -سواء كانت في شمال قطاع غزة أو جنوبه- بكل ما يلزم من أدوية، وأغذية، ومياه، ووقود، وقطع غيار للمولدات أو المحركات التي تغذي هذه المستشفيات بالطاقة، كما يجب توفير البيئة الآمنة للفرق الطبية من أجل إنقاذ الأرواح.

ولكن على مدار أكثر من أسبوعين انعدمت خدمة الإسعاف الطارئ في المحافظة الشمالية؛ فلا توجد سيارات إسعاف، وبالتالي الجرحى والمصابين ينقلون إلى هذه المستشفيات بصعوبة شديدة، إما حملا على الأكتاف أو على عربات تجرها الدواب، وهذا أمر لا يتصوره عقل، ولا يمكن القبول باستمراره.

ونحن ما زلنا نتلقى العديد من المناشدات من مدنيين يريدون أن يتم إجلائهم لأسباب طبية، ومن مستشفيات في حاجة ماسة لطوق نجاة.

ما هي جهود الصليب الأحمر في مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة بغزة؟

جهودنا مركزة في اتجاهات مختلفة؛ فبينما نحاول الاستمرار في إسناد المنظومة الطبية في قطاع غزة بشكل عام، ومنعها من الانهيار، نعمل أيضا مع البلديات في قطاع غزة في مختلف المحافظات (18 بلدية) من أجل توفير فرص العمل مقابل المال لآلاف العاملين لمكافحة تفشي ملايين الأطنان من النفايات الصلبة، وقد بدأنا في ذلك منذ شهر تموز/ يوليو الماضي ومستمرين فيه حتى اللحظة.

هناك أيضا جهود ترمي إلى التوعية بأخطار الأجسام غير المنفجرة، وهو أمر في غاية الخطورة، ولا يمكن -حتى اللحظة– وضع تقييم واضح لنسبة التلوث بالأسلحة في قطاع غزة، وهذا خطر محدق بالجميع، بما فيه الفرق الإنسانية والطبية.

نعمل أيضا على توفير إمدادات مياه الشرب النظيفة بشكل يومي في مختلف المحافظات بالتعاون مع الفاعلين المعنيين، سواء كان قطاع مياه بلدية الساحل والبلديات المختلفة.

نعمل أيضا على توفير فرص المال مقابل العمل للسيدات في أماكن أنشأنا فيها أفرانا مجتمعية، يقمن فيها بصناعة الخبز وتقديمه لسكان مناطق النزوح مجانا، وهو أمر يلبي بعضا من الاحتياجات الإنسانية.

قمنا أيضا بصرف مساعدات نقدية وعينية للآلاف ممن تم إطلاق سراحهم وكانوا معتقلين في السجون الإسرائيلية، أو مَن يتلقون خدمة غسيل الكلى في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، أو مَن تعرّضوا لإصابات بالغة نتج عنها الشلل أو البتر لأحد الأطراف، فضلا عن تقديم خدمات أخرى تتعلق بالعلاج الطبيعي، والتأهيل النفسي والبدني، وأنشطة أخرى كثيرة.

ولكن يبقى هذا الأمر نقطة في بحر ممتد من الاحتياجات الإنسانية؛ ببساطة لأن القتال لا يتوقف، والدعم الإنساني يدخل على هيئة فتات إلى قطاع غزة، وبدون وجود آلية واضحة، وبدون ضمانات أمنية تسمح للفرق الإنسانية التحرك بحرية، لتحقيق استجابة إنسانية ملموسة ذات قيمة يلمسها النازحون الذين يعيشون في خيم مهترئة، أو المتواجدين في المدارس التي باتت ملاجئ، أو حتى المرضى والجرحى في المستشفيات.

كيف تقيم الاستجابة الإنسانية للاحتياجات الطبية في غزة؟

الاحتياجات مُلحة بشكل مستمر؛ فالمرضى والجرحى يتدفقون إلى أروقة المستشفيات في مختلف المحافظات شمالا وجنوبا والمنطقة الوسطى بسبب استمرار القتال، وهو ما يُرهق المنظومة الصحية التي كانت تعاني قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من آثار تراكمت على مدار 16 عاما من الإغلاق الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، والذي فرض قيودا على حركة الأشخاص والبضائع، ثم جاء السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ليفاقم هذه الأزمة.

لطالما استثمرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دعم المنظومة الصحية في قطاع غزة، ولكن -مع الأسف- الطلب يفوق قدرة الاستجابة بأضعاف لا متناهية، والفرق الإنسانية والطبية على وجه التحديد من ممرضين، أو أطباء، بعضهم قُتل، وبعضهم أُصيب، ومنهم مَن لا يزال قيد الاعتقال، وبعضهم فقد أفرادا من أسرته، لكنهم لا زالوا يحضرون إلى عملهم، ويحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه كل يوم.

هل قرار إسرائيل بمنع "الصليب الأحمر" من زيارة السجون الإسرائيلية لا يزال قائما حتى الآن؟

الجميع يعلم قرار سلطات الاحتجاز الإسرائيلية بإيقاف برنامج الزيارات التي كان يقوم به مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر لأماكن الاحتجاز الإسرائيلية التي يتواجد فيها المعتقلين الفلسطينيين، ولا زال هذا القرار سار المفعول حتى اللحظة.

يبقى على رأس أولويات اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي كانت تلعب هذا الدور منذ عام 1967؛ إذ كانت ترافق الأسر الفلسطينية لزيارة ذويهم المعتقلين على مدار عقود من الزمن، هذا الأمر مُحبط للغاية، وبمثابة جرح نازف لآلاف الأسر التي لا تستطيع معرفة مصير أبنائها.

منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى تشرين الأول/ أكتوبر 2024 استطاعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تتواصل مع آلاف الأسر من أجل البحث عن معلومات وتقديمها لهم.

هناك خطوط مباشرة مفتوحة طوال الأسبوع مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر نستقبل عبرها الطلبات والنداءات، منها ممن يبحثون عن مصير ذويهم، سواء كانوا معتقلين أو لم يعرف مصيرهم بعد، كالذين لا زالوا تحت الأنقاض، أو لا يوجد معلومة عن أماكن تواجدهم أو حالتهم وأوضاعهم.

وبالتالي تُجدّد اللجنة الدولية للصليب الأحمر وتؤكد موقفها بأنها لا زالت منخرطة في حوار مباشر مع السلطات المعنية بما فيها سلطات الاحتجاز الإسرائيلية بغية إحداث اختراق في هذا الموضوع، ونؤكد أن جميع المعتقلين من الأراضي المحتلة بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة هم أشخاص محميون بموجب القانون الدولي الإنساني، ويتمتعون بحقوق يستحقونها تتمثل في حق التواصل مع أسرهم، والحق في الحصول على الرعاية الطبية إذا لزم الأمر.

نحن نؤكد ونُجدّد دعوتنا ونشجع على استئناف زيارات مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر للاطلاع على أحوال المعتقلين الفلسطينيين.

هل هناك حوارات واتصالات غير مُعلنة بينكم وبين إسرائيل، وحول ماذا تدور تلك الاتصالات؟

هناك حوار مباشر غير مُعلن مع جميع الأطراف ومنها إسرائيل، والدول الوسطاء، والدول ذات التأثير على الطرفين (إسرائيل وحماس)، وذلك من أجل طرح ضرورة الالتزام التام بمبادئ القانون الدولي الإنساني طوال الوقت، وتخفيف وطأة النزاع المسلح على المدنيين، سواء كانوا في قطاع غزة أو ممن تأثروا بالحرب التي بدأت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في لبنان، والضفة الغربية، وغيرها.

ولن نتوقف عن أداء دورنا كوسيط إنساني محايد بين الأطراف المتنازعة، من أجل هدف سامي هو حماية المدنيين وتخفيف وطأة النزاعات المسلحة على حياتهم.

ما أثر فشل جهود الوساطة على الوضع الإنساني في غزة؟

اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسيط إنساني محايد، ولا تنخرط في جهود المفاوضات بين الأطراف المتنازعة، ولكنها تقف على أهبة الاستعداد من أجل تسهيل تنفيذ بنود أي اتفاق يتم التوصل إليه والإعلان عنه من قِبل الأطراف المتنازعة، وتقديم الضمانات الأمنية اللازمة من أجل إنجاح مهامنا في لعب هذا الدور وتحقيقه.

وقد شهدنا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 على مدار أسبوع وقف إطلاق النار الذي تمخض عنه لم شمل العديد من الأسر الإسرائيلية أو الفلسطينية، بعد أن سهّلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تبادل المعتقلين الفلسطينيين بالأسرى الإسرائيليين الذين كانوا في قطاع غزة.

نحن ندعو إلى إحداث تقدم في وقف إطلاق النار، ولا بد من تكثيف الجهود السياسية بعد أن فشل المجتمع الدولي برمته، وفشلت الإنسانية برمتها في حقن دماء من يسقطون -ولا زالوا– على مدار أكثر من عام.

كيف يمكن للمجتمع الدولي المساعدة في دعم عمل "الصليب الأحمر" في غزة؟

جهودنا الدبلوماسية الإنسانية مستمرة سواء كانت على صعيد رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تقوم الآن بزيارات مختلفة في المنطقة، أو عن طريق التواصل مع شركائنا في العمل الإنساني في الميدان، ولكن لا بد من استمرار وتكثيف الجهود من أجل إسناد المنظمات والفرق الإنسانية التي تكابد وحدها من أجل الحد من تدهور الوضع الإنساني.

هناك التزامات قانونية طبقا للقانون الدولي الإنساني على الأطراف المتنازعة تنفيذها؛ فلا بد من حماية المدنيين، وحماية البُنى التحتية المدنية، بما فيها المستشفيات، ولا بد من إتاحة المجال للوصول الفوري والفعلي والحقيقي للدعم الإنساني، وتحويل هذا "الفتات" من الدعم إلى تيار متدفق مصحوبا بالضمانات الأمنية اللازمة حتى نستطيع التحرك، وإيصال هذا الدعم الإنساني للملايين في شمال قطاع غزة وجنوبه، سواء كانوا في الخيام، أو في المستشفيات، أو في المدارس، أو الملاجئ.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات غزة الإسرائيلية الصليب الأحمر إسرائيل غزة حقوق الإنسان الصليب الأحمر مستشفيات غزة المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر الأطراف المتنازعة الدولی الإنسانی الوضع الإنسانی هذه المستشفیات المرضى والجرحى الدعم الإنسانی الصلیب الأحمر الاستمرار فی تشرین الأول فی قطاع غزة هذا الأمر على مدار بشکل عام بما فیها لا بد من أکثر من لا یزال فی شمال من أجل فی غزة

إقرأ أيضاً:

غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها

اعتبر المفكر العربي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور برهان غليون أن إعلان عدد من الدول الأوروبية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل، لا يعكس صحوة ضمير أو تحولاً جوهرياً في السياسة الغربية، بل هو "رد فعل متأخر يهدف لتفادي تهمة التواطؤ في حرب إبادة جماعية يتكشف فظاعتها تدريجياً"، مشيراً إلى أن "أوروبا كانت وما تزال شريكة أصيلة في الجريمة، تسليحاً وصمتاً وتغطية سياسية".

وقال غليون في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "ما غيّر موقف بعض العواصم الأوروبية ليس معاناة الفلسطينيين ولا احترام القانون الدولي، بل الخوف المتزايد من تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن صمتٍ طويل رافق مذبحة جماعية شُنّت بدم بارد على الشعب الفلسطيني في غزة".

وأضاف: "لا يوجد إنسان لا يتأثر مبدئياً باعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية، لكنه اعتراف متأخر ومشروط وفارغ من مضمونه، لأن دوافعه لا تنبع من شعور بالعدالة، بل من حسابات سياسية باردة تهدف لغسل اليدين من دماء أطفال غزة".

وأوضح المفكر السوري أن "الاعتراف يأتي بعد 21 شهراً من حرب همجية على غزة أوقعت مئات آلاف الضحايا ودماراً شاملاً في البنية التحتية والحياة المدنية، ولم يتحرك خلالها الأوروبيون إلا دفاعاً عن إسرائيل وحقها في القتل بلا ضوابط"، مضيفاً: "كان أغلب القادة الأوروبيين ينتظرون أن تنهي إسرائيل المهمة، أي تدمير غزة، وإلحاق الضفة الغربية، وتحويل فلسطين إلى ذكرى قديمة… ثم تُغلق القضية بهدوء".

وأكد غليون أن "نجاح إسرائيل الكلي في تنظيم المقتلة، وتحويل الحرب إلى محرقة ممنهجة، هو ما أسقط كل مبررات التغطية الأخلاقية والدبلوماسية، ودفع بعض الدول إلى محاولة الحد من تداعيات التورط الغربي".

وقال: "الغرب يعرف أن إسرائيل لم تخسر عسكرياً، لكنها خسرت سياسياً وأخلاقياً، لا بسبب عجزها عن تنفيذ الإبادة، بل بسبب تنفيذها الكامل لها أمام عدسات الكاميرات وضمير العالم، الذي بدأ يصحو متأخراً".

ووصف غليون الاعتراف الأوروبي المرتقب بـ"المناورة الوقائية"، مشدداً على أن "الغرب لن يجد صعوبة في التنصل من مسؤوليته، ورمي الجريمة على إسرائيل وحدها، رغم أنه كان مشاركاً في التخطيط والتنفيذ والتمويل".

وختم بالقول: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد سبعة عقود من قرار الأمم المتحدة وبعد واحدة من أبشع الحروب في العصر الحديث، لا يُعدّ خطوة تقدمية، بل محاولة مكشوفة لإعادة ترميم صورة انهارت تحت ركام غزة".




وأول أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.

إعلان كارني جاء عقب إطلاق 15 دولة غربية بينها فرنسا، نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية الأربعاء على موقعها الإلكتروني، وبعد إعلانات مشابهة في الأيام الماضية صدرت عن فرنسا وبريطانيا ومالطا.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/ تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.

والثلاثاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع" بقطاع غزة.

والأربعاء، أعلنت مالطا أنها ستعلن اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في سبتمبر المقبل.

وفي 28 مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأمس الخميس وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خطط بعض الحكومات الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها "غير مجدية"، وزعم أنه "لا دولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل".

وردا على سؤال خلال مقابلة مع إذاعة فوكس الأمريكية: "كيف تنظر الولايات المتحدة إلى خطوة قرارات دول غربية الاعتراف بفلسطين؟"، أجاب روبيو: "هذه خطوة محبطة للبعض، ولا تعني شيئًا".

وأكد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مضيفاً: "لا تملك أي من هذه الدول (التي تخطط للاعتراف بفلسطين) القدرة على إنشاء دولة فلسطينية. لن تكون هناك دولة فلسطينية حتى توافق إسرائيل".

وزعم أن الدول التي تعتزم الاعتراف بفلسطين لا تعرف أين ستكون الدولة الفلسطينية ومن سيحكمها، قائلاً: "هذا القرار سيأتي بنتائج عكسية"، بحسب تعبيره.

وزير الخارجية الأمريكي رأى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "مكافأة لحماس".

وأشار إلى أن هذه "الخطوات اتخذت بسبب ضغوط سياسية داخلية في البلدان المذكورة، وأن هذا لا يتوافق مع الواقع على الأرض"، بحسب زعمه.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


مقالات مشابهة

  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • حقوقية فلسطينية لـعربي21: السيسي والجامعة العربية على المحك بسبب مجاعة غزة (فيديو)
  • الاتحاد الأوروبي: الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يزال بالغ الخطورة
  • محافظ بورسعيد يبحث آليات انضمام المستشفيات الخاصة لمنظومة التأمين الصحي الشامل
  • رئيس وزراء السويد: الوضع في غزة مروع للغاية وإسرائيل لا تفي بالتزاماتها
  • اليونيسيف: الوضع في غزة مروع للغاية
  • الرئيس الإيطالي يندد بالوضع الإنساني في غزة ويدين جرائم إسرائيل في القطاع
  • "حماس" تربط المفاوضات بتحسن الوضع الإنساني في غزة
  • ساكاليان لـ سانا: فريق اللجنة الدولية تحدث مع العائلات وفعاليات مجتمعية والعاملين في المجال الصحي لتحديد أكثر الاحتياجات أهمية وضرورة
  • رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ستيفان ساكاليان لـ سانا: التنسيق مستمر مع السلطات السورية في دمشق وجميع الجهات الفاعلة على الأرض في محافظة السويداء لدعم الاستجابة الإنسانية فيها