محللون: تعيين كاتس وساعر ليتحكم نتنياهو بمسار الحرب
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
القدس المحتلة- أجمع باحثون في الشأن الإسرائيلي على أن إقدام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين يسرائيل كاتس مكانه وغدعون ساعر وزيرا للخارجية يضمن استقرار الحكومة حتى انتهاء ولايتها في أكتوبر/تشرين الأول 2026، ويمكّنه من إدارة الحرب على غزة ولبنان من دون معارضة.
وتوافقت التحليلات على أن تعيين كاتس وساعر يخدم أجندة نتنياهو الشخصية والحزبية، وذلك بحسب ما استشف من تصريحات غالانت الذي ألمح إلى أن إقالته تضمن لنتنياهو استمرار الحرب "التي هي من دون بوصلة وذات أهداف سياسية لبقائه على كرسي رئاسة الوزراء"، برأي المحللين.
ويعتقد هؤلاء أن كاتس وساعر يتناغمان مع نتنياهو فكريا وسياسيا وأيديولوجيا بكل ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين، وكذلك بخصوص استقرار الائتلاف الحكومي والمصادقة على القانون الذي يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي، كما أنهما سيقدمان دعما سياسيا غير محدود له بتفويضه لإدارة الحرب.
واستعرض الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت دوافع إجراءات نتنياهو، مؤكدا أنها تأتي لضمان استقرار حكومته حتى نهاية ولايتها ولاستمرار سير الحرب والتفرد بإدارتها وتوظيفها لمصالحه.
وأكد شلحت للجزيرة نت أن هدف إقالة غالانت هو تجاوز أي عقبات وخلافات بشأن إعفاء الحريديم من التجنيد وإدارة الحرب وملف المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وهي ملفات اختلف فيها مع نتنياهو.
وبرأي شلحت، يقوم نتنياهو -بهذه الخطوة- بردع أي شخص آخر في حزب الليكود يحاول السير على خطى غالانت الذي كان شخصا يختلف معه حول مسار الحرب وأولوياتها كما أنه تطلع إلى ترؤس الحزب.
ويعتقد أن تعيين كاتس يجعل نتنياهو وزيرا فعليا للدفاع؛ كون كاتس يفتقر إلى أي خبرة وتجربة عسكرية وأمنية، ومن ثم سيفرض عليه أي إملاء وخطط لاستمرار الحرب بما يخدم مصلحته الشخصية والحزبية والسياسية.
أما بشأن تعيين ساعر، فيرى شلحت أنها خطوة عززت من تماسك الائتلاف الحكومي الذي كان مهددا من وزراء أحزاب اليمين "المتطرف"، ولذا أزال نتنياهو هذا التهديد وضمن الاستقرار بحال لم يحدث أي شيء دراماتيكي بالمشهد السياسي الإسرائيلي.
تناغم أيديولوجي
ولفت الباحث شلحت إلى أن كاتس وساعر -من قبل الانشقاق عن حزب الليكود- رأى كل منهما في ذاته المنافس على خلافة نتنياهو في رئاسة الحزب، ومن الواضح الآن أنهما "يغازلانه" للحصول على ثقته وتأييده، خاصة ساعر الذي انشق عنه وتشير كل استطلاعات الرأي إلى أن حزبه لن يتجاوز نسبة الحسم ولذا يطمح إلى العودة إلى صفوف الليكود.
وأوضح أنهما يتناغمان مع نتنياهو كذلك في ما يتعلق بالقضايا المدنية والداخلية سواء بما يوصف "بالانقلاب على الجهاز القضائي" أو فرض الخدمة العسكرية الواسعة على اليهود المتدينين (الحريديم).
القراءة ذاتها استعرضها الكاتب والمحلل السياسي طه إغبارية الذي أوضح أن نتنياهو يسعى لفرض هيمنته على المشهد السياسي بإسرائيل، حيث أتت هذه التعديلات لخدمة أهداف بقائه في منصبه وتمكينه من إدارة الحرب بحسب أجندته السياسة والحزبية دون أي تدخلات من وزير الدفاع أو المنظومة الأمنية بشكل عام. ولفت إلى أن غالانت عبّر -عقب إقالته- عن هذا الطرح.
وأضاف للجزيرة نت أن تعيين كاتس وزيرا للدفاع سيمكن نتنياهو من المناورة أكثر بكل ما يتعلق باستمرار الحرب، علما أنه مقرب جدا منه ومساحة الخلافات بينهما ضيقة جدا وتكاد تكون منعدمة.
من وجهة نظر إسرائيلية، يقول المتحدث باسم كتلة "السلام الآن" آدم كلير إن إقالة غالانت تعزز من قبضة نتنياهو على المشهد السياسي والحزبي وعلى معسكر اليمين، كما تمكنه من إدارة سير الحرب بما يتماهى مع مصالحه الشخصية والحزبية.
وفي حديثه للجزيرة نت، يرى كلير أن نتنياهو أحسن اختيار كاتس الذي سيكون "ختما مطاطيا لديه"، كما أن ساعر يتناغم معه في السياسات الخارجية والأيديولوجيا، خصوصا أنه يؤمن بما يسمى "أرض إسرائيل الكبرى" ويعارض إقامة دولة فلسطينية حتى لو كانت منزوعة السلاح.
أسس ما يسمى "الليكود الجديد" ويرى في كل من يخالفه الرأي بالمجتمع الإسرائيلي عدوا له، أراد ضمان هيمنته وسيطرته على الليكود للترشح في المستقبل لرئاسة الوزراء حتى لو أنهت الحكومة الحالية ولايتها في عام 2026.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات إدارة الحرب تعیین کاتس أن تعیین إلى أن
إقرأ أيضاً:
كاتس يوبخ ضابطا إسرائيليا بسبب جبريل الرجوب
وبّخ وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قائد وحدة "منسق أعمال الحكومة في المناطق المحتلة غسان عليان، بسبب مصادقة الأخير على دخول القيادي في حركة فتح والسلطة الفلسطينية، جبريل الرجوب، إلى إسرائيل من أجل زيارة نجله الذي يرقد في المستشفى، من دون الحصول على موافقة المستوى السياسي مسبقا.
ونقلت القناة 14، اليوم الإثنين، عن كاتس قوله لعليان إنه "أذكّرك بإنه في إطار منصبك أنت تخضع مباشرة لسياسة وزير الجيش وعليك أن تعمل بموجبها. ومكان الرجوب في السجن، أو في أماكن أسوأ، وليس كضيف دولة إسرائيل".
ووبخ كاتس عليان بشدة خلال مداولات أمنية في مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، بحضور رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير ومسؤولين آخرين، الليلة الماضية.
وادعى كاتس أن "الرجوب قاتل وعدو كبير لدولة إسرائيل، وأيد علنا مجزرة 7 أكتوبر ودعا إلى شن هجمات مشابهة ضد المستوطنات أيضا (في الضفة الغربية المحتلة). وما كنت سأصادق أبدا على دخوله إلى إسرائيل".
وجاء توبيخ كاتس لعليان بعد أن احتج وزراء خلال اجتماع الحكومة، أمس، على المصادقة بدخول الرجوب إلى إسرائيل. وسأل وزير الداخلية، موشيه أربيل، حول من صادق على دخول الرجوب.
وحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن نتنياهو فوجئ وغضب وحاول استيضاح من صادق على دخول الرجوب، فيما أشار وزير الصحة، أريئيل روسو، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إدخال مرضة وجرحى فلسطينيين إلى إسرائيل من دون تنسيق ذلك معه أو مع أي مسؤول آخر.
واستغل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الفرصة من أجل التحريض على الفلسطينيين، وقال عليان إن "نجل الرجوب في وضع خطير جدا وطلب أن يلتقي مع والده للمرة الأخيرة".
ونقلت الصحيفة عن وزراء قولهم خلال اجتماع الحكومة إن الجيش الإسرائيلي أيضا صادق، مؤخرا، على أن يقوم رئيس الحكومة الفلسطينية بجولة استفزازية في الضفة الغربية من دون مصادقة المستوى السياسي"، علما أن إسرائيل منعت هذه الجولة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية سجن جندي إسرائيلي أعلن رفضه "خدمة الاحتلال" بالضفة وغزة أين نتنياهو من صفقة ألكسندر؟ - من لا يحمل جوازًا أميركيًا يُترك في الخلف إعلام عبري يتحدث عن إطلاق صاروخ من اليمن تجاه إسرائيل الأكثر قراءة التميمي: غزة تتعرض لإبادة بيئية ليبرمان: قرار الكابينت توسيع الحرب على غزة يضر بأمن إسرائيل ألمانيا ترفض الاحتلال الدائم لغزة: القطاع ملك للفلسطينيين نتنياهو يؤكد على خطة احتلال القطاع ونقل سكان غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025