في خطوةٍ جريئةٍ لمواجهة شبح الكوارث البيئية، اقترح علماء خطةً شاملةً لإنقاذ نهر «يوم القيامة» الجليدي، الذي يُهدد ذوبانه بفيضانات عارمة قد تُغرق مدنًا بأكملها على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

ومع تسارع تغيّر المناخ وازدياد خطر ارتفاع مستوى سطح البحر، تأتي هذه الخطة الطموحة من جامعة شيكاغو لإنشاء حواجز تحت الماء، مع إضافة تقنيات مبتكرة لتجميد الجليد ومنع الذوبان، في محاولةٍ لمنع أسوأ السيناريوهات، وإنقاذ الملايين من كارثة محققة.

تغير المناخ مستمر

ويواجه نهر ثويتس المعروف باسم «نهر يوم القيامة» الجليدي، الذوبان بشكلٍ متزايد نتيجة تغير المناخ باستمرار، الأمر الذي يُهدد بزيادة ارتفاع مستوى سطح البحر عالميا بمقدار 3.05 متر؛ ما يؤدي إلى غرق مدنٍ ساحليةٍ بأكملها مثل ميامي وأتلانتيك سيتي؛ ولتجنب هذه الكارثة، قدّم فريق علمي في جامعة شيكاغو بقيادة «هندسة المناخ» تقريرًا يدعو إلى مبادرة كبرى هدفها استكشاف التدخلات الممكنة، خلال السنوات المقبلة لتفادي هذا السيناريو الكارثي.

تركيب ستارة عملاقة تحت الماء

تتضمن الخطة المطروحة من جانب الفريق العلمي، تركيب ستارة عملاقة تحت الماء وهي عبارة عن حاجز يمتد على مسافات طويلة في قاع البحر، ويمنع بدوره التيارات البحرية الدافئة من الوصول إلى أسفل النهر الجليدي، إضافة لزيادة سُمك الأنهار الجليدية بشكل صناعي، وباستخدام مياه البحر، وكذلك تبريد الصخور التي تنزلق فوقها الأنهار الجليدية من خلال حفر أنفاق في هذه الصخور وضخ مياه باردة فيها حسبما ذكر موقع «ديلي ميل» البريطاني.

ضخ مياه البحر على سطح النهر الجليدي، حل آخر قد يلجأ له العلماء، ويمكن تبريد المياه في تلك المنطقة ما يعمل على زيادة سماكة الجليد، لكن العلماء أوضحوا أنّ احتمالية تنفيذ الحل الأخير ضعيفة، نظرا لزيادة تكاليفه، إضافة إلى المخاطر الكبيرة المتوقعة بسبب ملوحة مياه البحر التي قد تضر ببنية الجليد، ما يجعل هذا الحل صعب التنفيذ على المدى البعيد.

ضرورة البدء في تمويل البحث

وقال دوجلاس ماكاييل، المعد المشارك للورقة البحثية وأستاذ العلوم الجيوفيزيائية: «من الضروري أن نبدأ في تمويل البحث الآن، حتى لا نضطر لاتخاذ قرارات عاجلة في وقت آخر، عندما تكون المياه قد وصلت بالفعل إلى سواحلنا».

ويعتقد بعض الخبراء أنّ حلول الهندسة الجيولوجية قد تكون صعبة التنفيذ، وقد تأخذنا لاتجاه بعيد عن الحلول الأساسية مثل الحد من انبعاثات الكربون، لأن تطبيق هذا الحل على نطاق واسع قد يتطلب ما يقارب 6 مليارات دولار سنويًا، إضافة إلى الحاجة لموارد طاقة هائلة، وهو ما يجعله صعب التنفيذ.

إعادة تقييم التوقعات الحالية

يُشار إلى أنّ عددًا من الباحثين أوضحوا أن ذوبان الجليد المتسارع قد يستدعي إعادة تقييم التوقعات الحالية لمستوى سطح البحر، فمن المحتمل أن تصل الزيادة في مستويات المياه إلى مستويات كارثية وغير متوقعة، في وقت أقرب مما كان يعتقد سابقًا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: نهر يوم القيامة نهر يوم القيامة يوم القيامة نهر جليدي ذوبان الجليد تغير المناخ

إقرأ أيضاً:

قضية أمام أعلى محكمة في العالم.. هل يُلزم القانون الدول بحماية المناخ

سئمت دولة فانواتو الجزرية، من مناشدة الدول للتحرك بشأن التغير المناخي، فقررت رفع سقف مطالبها وتوجهت إلى أعلى محكمة في العالم لسؤالها عما إذا كانت الحكومات ملزمة قانونًا باتخاذ خطوات فعلية لمواجهة الأزمة.

وقد منحت هذه القضية التاريخية رالف ريجينفانو، وزير البيئة في الدولة الجزرية الصغيرة، مكانًا في الصف الأمامي لمسيرة دول المحيط الهادئ في سعيها الحثيث لحماية وجودها من تبعات تغير المناخ.

وقال ريجينفانو، إن القضية تعد من “أهم القضايا في تاريخ البشرية”، ومن المرتقب صدور الحكم فيها مطلع الشهر المقبل.

تم تحرير المقابلة التالية، التي أجرتها وكالة الصحافة الفرنسية على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في نيس بفرنسا، من حيث الطول والوضوح.

لماذا لجأت فانواتو إلى محكمة العدل الدولية

أوضح ريجينفانو: “رأينا أنه من الضروري اتخاذ مسار قانوني في معالجة قضية تغير المناخ، لأننا نشعر أن عملية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي مضى عليها أكثر من 30 عامًا، لم تحقق نتائج كافية.

تحدثنا عن خفض انبعاثات الغازات، لكننا نشهد حاليًا أعلى مستوياتها على الإطلاق تحدثنا عن تمويل المناخ، ولم نرَ سوى وعود غير مفعلة، أما تعهدات اتفاق باريس، فلم تترجم إلى واقع ملموس.

لذلك أردنا أن نرى ما إذا كان بالإمكان أن يبدأ القانون الدولي بفرض التزامات حقيقية على الدول”.

هل نجح المسعى

قال ريجينفانو، إن طلب الرأي الاستشاري من محكمة العدل الدولية كان “تاريخيًا”، حيث جاء بتوافق نادر في الجمعية العامة للأمم المتحدة، دون معارضة من أي دولة.

وأضاف: “هذا الطلب ألهم الشباب، وولّد حركة عالمية للعدالة المناخية. لقد رأينا كيف نمّى هذا الزخم وعيهم السياسي ومهاراتهم في المشاركة في مثل هذه العمليات.

لكن، رغم كثرة حديث الدول عن التغير المناخي، عندما دخلنا قاعة المحكمة، تبيّن أن العديد منها غير مستعد للقيام بما تتحدث عنه، ما كشف عن نفاقها”.

هل تتوقع أن تسلك دول أخرى نفس المسار
“علينا أن نستخدم أدوات خارج إطار الأمم المتحدة – مثل المحاكم والمنتديات القانونية الأخرى – للدفع نحو اتخاذ إجراءات فعلية.

توجهنا بالفعل إلى المحكمة الدولية لقانون البحار، وحصلنا على رأي استشاري، وننتظر الآن رأي محكمة العدل الدولية حول مدى التزام الدول بمنع الانبعاثات، وما العقوبات المترتبة على عدم الالتزام.

مع فيجي وساموا، قدمنا مقترحًا لإدخال جريمة جديدة في نظام المحكمة الجنائية الدولية تحت اسم ‘الإبادة البيئية’، هذه العملية قيد التطوير حاليًا.

سنواصل المطالبة بأقوى الإجراءات، بما في ذلك في هذا المؤتمر – مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات.

ما نقوم به حتى الآن لا يكفي، لذا علينا أن نجرب كل شيء”.

“المشاركة في مؤتمرات المناخ مُحبطة للغاية. العام الماضي، أعلنت بابوا غينيا الجديدة انسحابها من المشاركة، وأتفهم ذلك تمامًا.

لكن الحقيقة هي: إذا لم نكن على الطاولة، فسنكون على قائمة الطعام، علينا أن نكون حاضرين، ليشعر العالم بثقل مسؤولياته، ويرى أن هناك شعوبًا ستُباد نتيجة أفعاله”.

لماذا تعد قمة المحيط مهمة بالنسبة لكم

“المحيط كان مصدر رزقنا، وموطننا الروحي، وطريقنا، وركنًا أساسيًا من تراثنا وهويتنا. لقد كان جزءًا من وجودنا منذ آلاف السنين.

نحن نشهد التغير، ونعلم أن عدم معالجة تغير المناخ والانبعاثات، وعدم اتخاذ خطوات جادة لعكس مسار الاحتباس الحراري، وغياب الحفاظ على التنوع البيولوجي، كلها تهدد وجودنا ذاته”.

طباعة شارك قضية تاريخية حماية المناخ خفض انبعاثات الغازات

مقالات مشابهة

  • قضية أمام أعلى محكمة في العالم.. هل يُلزم القانون الدول بحماية المناخ
  • مدبولي يتابع التوسع في مشروعات تحلية مياه البحر وتوطين صناعتها
  • وزيرة البيئة تشارك فى الجلسة رفيعة المستوى بعنوان توسيع نطاق الحلول من أجل منطقة المتوسط ​​خالية من البلاستيك
  • رئيس الوزراء يتابع خطط وإجراءات التوسع في مشروعات تحلية مياه البحر
  • تعزيز ربط المملكة بموانئ العالم
  • بسبب الحرارة.. ذوبان الجليد في جرينلاند أسرع بـ17 مرة من المتوسط
  • حدث في 8 ساعات| السيسي يتابع خطة تحلية مياه البحر وآخر استعدادت افتتاح المتحف الكبير
  • الرئيس السيسي يتابع تنفيذ مشروعات حياة كريمة وخطة تحلية مياه البحر
  • الرئيس السيسي يتابع مخططات التنمية في الساحل الشمالي وتحلية مياه البحر
  • تهديد لاستقرار كوكب الأرض.. درجات الحرارة ترتفع إلى مستويات غير مسبوقة في آيسلندا وغرينلاند