العالمي للفتوى توضح كيف يحقق الإيمان التوفيق في الدنيا والآخرة؟
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
يؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن العمل الصالح هو السبيل الأسمى لتحقيق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة. في هذا السياق، جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (النحل: 97).
إن هذه الآية الكريمة تسلط الضوء على حقيقة عظيمة، مفادها أن سعادة الإنسان الحقيقية لا تتحقق في كثرة المال أو المناصب، بل في إيمانه بالله وفيما يقدمه من أعمال صالحة ترضي الله وتعود بالنفع على نفسه والمجتمع. وفي هذا السياق، يُنبه الأزهر الشريف إلى أن التوفيق والسعادة لا يُقاسان بالمعايير المادية، بل بما يملأ القلب من طمأنينة، وما ينعم به الإنسان من سلام داخلي من خلال عمله الصالح وذكر الله.
العمل الصالح: الحياة الطيبة التي يضمنها الإيمانإن العمل الصالح لا يعني فقط الأعمال الظاهرة كالصلاة والزكاة، بل يشمل كل ما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، بدءًا من تحسين النية في كل فعل، وصولاً إلى العناية بالأخلاق والتعامل مع الناس بالصدق والرحمة. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"، فإن حسن النية في العمل هو ما يميز العمل الصالح ويجعله مقبولًا عند الله.
السعادة الحقيقية: منبعها الإيمان وطمأنينة القلبيتوجه مركز الأزهر في فتواه إلى جميع المسلمين بأن السعادة الحقيقية لا تأتي من امتلاك الأموال أو شيوع الشهرة، بل من الرضا بما قسمه الله لهم والإيمان العميق بالقضاء والقدر. إن الإنسان الذي يرضى بما قسمه الله، ويسعى لتحسين نفسه وأفعاله بما يرضي الله، سيكون أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة وتجاوز صعابها بروح راضية وقلب مطمئن. وهذا هو جوهر السعادة التي وعد الله بها عباده المؤمنين.
الإيمان والعمل الصالح: الطريق إلى التوفيق والجزء الأكبر من الجزاءإن الله سبحانه وتعالى قد وعد في آياته الكريمة بطمأنينة القلب ورغد العيش لمن يلتزم بالإيمان والعمل الصالح. ويشير مركز الأزهر إلى أن السعادة الحقيقية ليست نتيجة لما نمتلكه من أشياء مادية، بل هي نتيجة لإيماننا العميق بالله وحسن توكلنا عليه في كل أمور حياتنا.
فالمؤمن الذي يسعى في الأرض بعمل صالح ويرتبط قلبه بالله تعالى، يجد السعادة في طاعته، وراحة البال في التزامه بأوامر الله. وكلما زادت الأعمال الصالحة، زادت البركة في حياته، وزاد شعوره بالسلام الداخلي الذي يعين على النجاح والتوفيق في الدنيا والآخرة.
في الختام، يهيب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بجميع المسلمين أن يعمّقوا فهمهم لمعنى العمل الصالح، وأن يتذكروا دائمًا أن السعادة لا تكمن في المال أو الدنيا، بل في الإيمان بالله، والنية الطيبة، والعمل الصالح الذي يُرضي الله ويعود بالخير على الفرد والمجتمع. إن الله وعدنا بحياة طيبة، وجزائنا سيكون خيرًا مما نعمل، فلتكن حياتنا مليئة بالخير والإيمان والعمل الصالح.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العمل الصالح السعادة الطيبة الإيمان والعمل الصالح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية السعادة الحقیقیة والعمل الصالح العمل الصالح مرکز الأزهر الذی ی
إقرأ أيضاً:
ما هو التصرف الشرعي لشخص انقطع عنه الماء أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب
أكد الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن انقطاع الماء أثناء الوضوء قبل الانتهاء من غسل الأعضاء كاملة يؤثر على صحة الطهارة، موضحًا أن الاستمرارية أو ما يُعرف فقهيًا بـ"الموالاة" تمثل شرطًا أساسيًا لصحة الوضوء.
وأوضح خلال تصريحات تلفزيونية، أنه إذا انقطع الماء في أثناء الوضوء، ولم تُغسل جميع الأعضاء، فإن الطهارة تكون غير مكتملة، وبالتالي لا تصح الصلاة المبنية عليها.
وأشار الشيخ عبد السلام إلى أنه إذا كان الانقطاع لفترة قصيرة ولم تجف الأعضاء المغسولة، فيجوز إكمال الوضوء دون الحاجة إلى إعادة غَسل ما تمّ، بشرط بقاء بلل الماء على الجلد، ما يعني أن الاستمرارية لا تزال متوفرة.
وأضاف أن جفاف الأعضاء أو مرور وقت طويل بين الغسلات يُوجب إعادة الوضوء بالكامل، إذ يُعد ذلك قطعًا للمولاة، وهو ما يبطل الطهارة.
وأوضح أن في الظروف الطارئة مثل انقطاع المياه لفترات طويلة أو السفر أو عدم وجود ماء طاهر، يجوز التيمم، ويكفي فيه مسح الوجه واليدين بالتراب النقي أو أي مادة طاهرة، وتصح الصلاة حينها بهذا التيمم إلى حين توفر الماء مجددًا.
هل النية شرط لصحة الوضوء؟
قالت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن النية يجب أن تكون حاضرة في كل عبادة، بما في ذلك الوضوء، موضحةً أن محلّ النية في الوضوء يكون قبل الشروع فيه، لا أثناءه.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن النية تتحقق عندما يعزم الإنسان على الطهارة امتثالًا لقوله تعالى: "فإذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم"، مشيرةً إلى أن "القيام إلى الصلاة" فسّر عند الفقهاء على أنه يشمل نية الوضوء، قائلة: "أنا دلوقتي عزمت، يعني نويت أني رايحة أتوضأ، عشان أستبيح الصلاة بالوضوء ده، فدي النية، وده مكانها الصحيح".
وأضافت عضو الأزهر للفتوى أن بعض الفقهاء أجازوا استمرار النية طالما الوضوء قائم، موضحة: "يعني وأنا بتوضأ، أنا عارفة إني بتوضأ للصلاة، مش تبريدًا من الحر أو لأي غرض آخر، حتى لو كنت غضبانة ورايحة أتوضأ، ما دمت مستحضرة نية الصلاة، فالوضوء صحيح".