السفر بالقطار وسط بانوراما الطبيعة من ميلانو إلى باريس
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
عندما كنت في الشمال الإيطالي لتغطية مؤتمر عن التغيير المناخي في مدينة ترينتو قررت السفر إلى باريس لقضاء إجازة قصيرة في مدينة الأنوار. فُكرت أولا بحجز تذكرة طيران تمكنني من الوصول إلى وجهتي بسرعة وبأقل التكاليف.
لكن عملية بحث سريعة على مواقع حجز التذاكر جعلتني أغير رأيي على الفور. فانخفاض سعر التذكرة يخفي بين طياته شروطا مجحفة، فلا يسمح بحقائب يدوية أو كبيرة دون دفع مقابل يكون غالبا أغلى من التذكرة ذاتها، لذلك قررت خوض تجربة السفر عبر القطار، وقد كان قرارا صائبا لم أندم عليه رغم ما تخلل الرحلة من مطبات أضفت عليها روح المغامرة إلى جانب متعة الطريق.
السفر من ميلانو إلى باريس بالقطار هو تجربة ممتعة تجمع بين الراحة والمناظر الطبيعية الخلابة. فهذه الرحلة لا تربط مدينتين أوروبيتين نابضتين بالحياة فحسب، بل توفر أيضا فرصة فريدة لمشاهدة المناظر الطبيعية المتنوعة في إيطاليا وفرنسا، لتستمتع بالمناطق الخلابة بجبال الألب الإيطالية والريف الفرنسي.
إلى جانب ذلك، يجنبك السفر عبر القطار تعقيدات المطارات، حيث يتعين عليك الوصول مبكرا لإتمام الإجراءات الأمنية والوقوف طويلا في طوابير التسجيل، وانتظار موعد إقلاع الطائرة الذي من النادر أن يتم في الموعد المحدد، في حين يسمح لك بالصعود للقطار في حدود 5 دقائق قبل موعد انطلاقه.
كما أنه لا توجد شروط لعدد الحقائب التي يمكنك حملها، فإمكانك وضع أمتعتك في الرفوف فوق مقاعد المسافرين أو في أماكن بين المقاعد مخصصة للحقائب كبيرة الحجم، وأثناء الرحلة يمكنك الاستمتاع بما يتم توفيره من أكلات ومشروبات بأسعار مقبولة، وبشبكة إنترنت مجانية طيلة الرحلة.
كما أن ما يميز محطات القطارات هو وجودها في قلب المدن، فمنها تنطلق لتنزل في قلب المدينة الأخرى لتوفر عليك الكثير من الوقت والمال.
مدة الرحلةتستغرق الرحلة بالقطار من ميلانو إلى باريس عادة حوالي 7 إلى 8 ساعات، اعتمادا على الخدمة المحددة التي تختارها، والخيار الأكثر شعبية هو استخدام القطار عالي السرعة (TGV)، والذي يوفر اتصالا مباشرا بين المدينتين، ويمتد الطريق على طول ألف كيلومتر.
لكن الرحلة تستغرق زمنا أطول هذه الأيام بسبب الانهيارات الجبلية التي وقعت مؤخرا وقطعت تماما خطوط السكة الحديدية بين إيطاليا وفرنسا. فعند الاقتراب من الحدود الفرنسية يتوقف القطار وينزل المسافرون لركوب حافلات تنقلهم إلى الجانب الآخر، في رحلة تستغرق نحو ساعة وعشرين دقيقة تمر بك عبر نفق "فريجوس" الذي يبلغ طوله نحو 13 كيلومترا تحت جبال الآلب.
يمكن حجز تذكرتك بسهولة عبر الإنترنت من خلال منصات مختلفة مثل مواقع "ترينيطاليا" (Trenitalia) أو "أس أن سي إف" (SNCF) الرسمية أو وكالات السفر الشهيرة، لكن ينصح بالحجز مسبقا، خاصة خلال مواسم ذروة السفر، لتأمين أفضل الأسعار والمقاعد.
ويمكن أن تختلف الأسعار بشكل كبير، لذا ترقب العروض الترويجية أو الخصومات، ولا تتسرع في شراء التذكرة الأولى التي تقع عليها عيناك، فدائما هناك تذاكر أرخص في موقع ما على الشبكة العنكبوتية.
وتتراوح الأسعار بين 80 يورو إلى 250 يورو بحسب توقيت الحجز ودرجة السفر المفضلة، وتأكد خاصة من موعد الرحلة، فلن تكون ممتعة إذا حجزت رحلة ليلية تحرمك من الاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة.
المغادرة من ميلانوتبدأ رحلتك من محطة "ميلانو سنترال"، وهي واحدة من أجمل محطات القطار في إيطاليا، والمعروفة بهندستها المعمارية المذهلة وأجوائها الصاخبة.
يمكنك الوصول مبكرا لاستكشاف المتاجر والمقاهي في المحطة، أو لتناول وجبة سريعة في أحد المطاعم العديدة، وبمجرد الصعود على متن القطار، يمكنك الجلوس في مقعدك المريح والاستعداد للمغامرة التي تنتظرك.
رحلة في أحضان الطبيعةبمجرد أن يغادر القطار مدينة ميلانو، ستلاحظ بسرعة أن المناظر الحضرية ستبدأ بفسح المجال للجمال الهادئ للريف الإيطالي. ويمر القطار عبر مزارع الكروم المورقة والتلال المتدحرجة والقرى الساحرة.
وأهم ما يميز الرحلة هو بلا شك المناظر الخلابة لجبال الألب وأنت تقترب من الحدود مع فرنسا، واجعل الكاميرا جاهزة، دائما لأن المشهد آسر حقا.
عند وصولك إلى محطة ليون (Gare de Lyon)، ستجد نفسك في قلب باريس، وعلى بعد دقائق فقط من المعالم الشهيرة مثل برج إيفل وكاتدرائية نوتردام ومتحف اللوفر.
والمحطة نفسها هي مركز للنشاط، مع الكثير من المتاجر والمطاعم لاستكشافها، ومنها تمر أغلب شبكات مترو باريس والحافلات التي تمكنك من الوصول إلى وجهتك النهائية.
نصائح لرحلتك السفر الخفيف: رغم أن القطارات لديها أوزان أمتعة سخية، يمكن أن يكون التنقل في المحطات أسهل مع عدد أقل من الحقائب. الوجبات الخفيفة: مع أن أغلب القطارات تحتوي على خدمات تناول الطعام، إلا أن إحضار الوجبات الخفيفة الخاصة بك يمكن أن يوفر المال، ويسمح لك بالاستمتاع بالمأكولات المفضلة لديك أثناء مشاهدة المناظر الطبيعية. استمتع بوسائل الراحة: توفر القطارات عالية السرعة عادة خدمة "الواي فاي" المجانية ومنافذ شحن الهواتف والحواسيب، لذا استفد منها للبقاء على اتصال أو التخطيط لخط سير الرحلة في باريس. أعرف حقوقك: في حالة تأخر القطار في الوصول إلى وجهة النهائية متجاوزا الوقت المحدد بأكثر من 30 دقيقة، فيمكنك المطالبة بتعويض تختلف قيمته بحسب مدة التأخير، ويمكن أن يكون التعويض في شكل قسيمة شراء لرحلة أخرى، أو تعويض مادي مباشر يرسل على حسابك البنكي، ويكون مقداره 25% أو 50% من قيمة التذكرة.وسواء كنت مسافرا لأول مرة أو مستكشفا خبيرا، فمن المؤكد أن ركوب القطار من ميلانو إلى باريس سيكون من النقاط البارزة في رحلتك. لذلك لا تفوت الفرصة، احجز تذكرتك واستمتع بالطبيعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المناظر الطبیعیة إیطالیا وفرنسا الوصول إلى
إقرأ أيضاً:
حمد بن جاسم يعلق على مشروع القطار بين قطر والسعودية
أشاد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الأسبق، الشيخ ، بقرار اللجنة العليا القطرية - السعودية البدء بتنفيذ مشروع الربط بالسكك الحديدية بين البلدين، واصفا الخطوة بأنها "مهمة جدًا" بعد سنوات طويلة من التأجيل.
وقال بن جاسم، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، إن المشروع أقر قبل نحو 15 عامًا، لكنه ظل مجمّدًا طوال هذه الفترة لأسباب متعددة، قبل أن يدخل أخيرًا مرحلة التنفيذ.
وأكد المسؤول القطري الأسبق أن انتقال المشروع من المخططات إلى التنفيذ يمثل نقلة استراتيجية في مسار التعاون الخليجي، معربا عن أمله في أن يتم استكماله بسرعة، وصولًا إلى ربط جميع دول مجلس التعاون الخليجي بشبكة واحدة تمتد عبر المنطقة.
لقد كان القرار الذي اتخذته اللجنة العليا القطرية السعودية بالبدء بتنفيذ مشروع انشاء سكة حديد تربط بين البلدين، خطوة مهمة جدا طال انتظار دخولها مرحلة التنفيذ، بعد أن أقرت قبل 15 عاما وظلت للأسف مجمدة طيلة تلك السنوات.
واليوم بعد قرار البدء بالتنفيذ فإنني أتمنى أن يتم الربط بالسرعة… — حمد بن جاسم بن جبر (@hamadjjalthani) December 9, 2025
وأضاف أن مشروعا بهذا الحجم لن يقتصر تأثيره على الجوانب اللوجستية فحسب، بل سيحقق فوائد واسعة في مجالات التجارة والسياحة والاقتصاد، كما سيسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين الشعوب الخليجية.
وبين الشيخ حمد بن جاسم أن شبكات السكك الحديدية الحديثة أثبتت فعاليتها في دول عديدة، حيث لعبت دورًا مهمًا في تسريع حركة السفر ونقل البضائع وخفض تكاليف النقل، مشيرًا إلى أن دول مجلس التعاون ستكون من أكبر المستفيدين إذا نفذت الشبكة وفق أعلى المواصفات التقنية، وأوضح أن الربط الحديدي الخليجي يمكن أن يشكل منصة جديدة للتكامل الاقتصادي، ويدعم خطط تنويع مصادر الدخل التي تتبناها دول المنطقة.
وفي سياق حديثه، تطرّق بن جاسم إلى النقاش القديم حول سرعة القطارات المقرر استخدامها ضمن المشروع، مبينا أن خلافا دار في السابق حول اعتماد قطارات سريعة أو عادية ، وأعرب عن أمله في تجاوز هذا الخلاف، مؤكدًا أن اعتماد قطارات فائقة السرعة سيُضاعف الفوائد المنتظرة، سواء من حيث تقليص زمن السفر، أو رفع مستوى التبادل التجاري، أو تعزيز سهولة الحركة بين العواصم الخليجية.
ويعد مشروع الربط الخليجي بالسكك الحديدية أحد أضخم المشاريع التكاملية المطروحة منذ تأسيس مجلس التعاون، إذ يتجاوز دوره النقل التقليدي ليصبح جزءًا من رؤية أشمل تهدف إلى توسيع الشراكات الاقتصادية وتعزيز الترابط بين دول المنطقة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى بنى تحتية متقدمة تدعم التحولات الاقتصادية الجارية.