بوابة الوفد:
2025-05-24@00:13:17 GMT

كيف تصبر على ابتلاء موت غالي أو حبيب؟

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

الصبر على الابتلاءات، خاصةً عند فقدان حبيب أو غالي، يُعد من أصعب التجارب التي يواجهها الإنسان في حياته، وقد أوضح علماء الدين أن الصبر في هذه الظروف له أجر عظيم في الآخرة، وهو اختبار من الله لعباده، لكن كيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع هذه المحنة؟ وهل يمكن تمييز بين نوعي الابتلاءات: ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب؟

الابتلاء بين الرضا والغضب

من خلال الأحاديث الشريفة والتفسيرات الدينية، يُظهر العلماء أن الابتلاءات تأتي كاختبارات لمدى رضا العبد عن قضاء الله وقدره.

ففي حين يُعتبر "ابتلاء الرضا" اختبارًا يُقابل بالصبر الجميل، فإن "ابتلاء الغضب" يعكس جزعًا وشكوى من حكم الله، وهو ما يُعد من علامات العقوبة.

الصبر على الموت: دروس من الإسلام

في إطار الحديث عن الصبر، يُسهم العديد من العلماء في تفسير معنى الصبر على موت الأحبة. الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي أبرز في تصريحاته أهمية فهم الموت كجزء من قدر الله، وذكر أن فراق الأحبة يجب أن يُقابل بالصبر والرضا، خاصة عندما يكون المتوفى من الصالحين. وأضاف الشعراوي أن الحزن على من لم يكن صالحًا هو من باب الشفقة عليه.

أحاديث نبوية عن الصبر

من أبرز الأحاديث التي تناولت الصبر على الابتلاءات ما ورد عن أم سلمة رضي الله عنها: «ما مِن عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ: {إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ}، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لي خَيْرًا منها»، حيث يشير الحديث إلى الأجر العظيم الذي يترتب على الاستعانة بالله في الأوقات الصعبة.

الصبر في القرآن الكريم

ورد الصبر في القرآن الكريم في العديد من الآيات، ومنها قوله تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (الزمر 10). وقد تحدث القرآن عن أنواع عدة من الصبر، منها الصبر على البلاء، وصبر على النعم، وصبر على الطاعة والمعاصي. وكل نوع من هذه الأنواع له فضائل عظيمة في الدنيا والآخرة.

دعاء الصبر على فقد الأحبة

في هذه الأوقات الصعبة، يُنصح المسلمون بالتوجه إلى الله بالدعاء، مثل: "اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء، اجعلنا من الصابرين، وارحم ميتنا واغفر له"، إذ يُعد الدعاء في هذه اللحظات تعبيرًا عن الإيمان الكامل بحكمة الله وقدره.

 

إن الصبر على الموت وفقد الأحبة لا يعد مجرد صبر على المأساة، بل هو اختبار من الله للعبد ليختبر قوة إيمانه وصبره على ابتلاءات الحياة. وقد بينت الشريعة الإسلامية أن الصبر لا يُقتصر على تحمل الألم، بل هو طريق للنجاة والرفع من درجات المؤمن في الآخرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصبر الله الابتلاء الأحبة الإنسان الصبر على

إقرأ أيضاً:

القرآن والشعر مقاربات جمالية في الصورة

#القرآن و #الشعر مقاربات جمالية في الصورة

أ.د. #خليل_الرفوع / الجامعة القاسمية

     تنزَّل القرآن الكريم على العرب أهل البيان فصاحةً وبلاغةً ولم يألوا جهدا في فهمه على الوجه الذي أنزل فيه، ولم يسألوا عن دلالات مفرداته لأنه جاء على سَنَنهم في التعبير اللغوي حقيقةً ومجازًا، بل كانوا من دهشة شعورهم بجمال بيانه أن اضطربوا في وصفه مترددين بين قوة السبك وجمالية القول وشعرية الدلالة، فتقوَّلوا في ذلك بعض الأقاويل، ومنها الدعوة إلى عملينِ اثنين أثناء استماع أي امرئ منهم أو من غيرهم له للخروج من جاذبية العبارة وغرابتها وسحرها: ألَّا يسمعوا للقرآن وأن يشوشوا على من يريد سماعه “وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ”(فصلت، 26). فقد تحول الصراع من جدلية الفكر والحِجاج إلى ضجيج الخُصومة وإغلاق منافذ الاستقبال، ولم نسمع أن أحدًا من العرب استصعب كلمة أو آية منه، بل كان بعضهم يقف بجدار دار الأرقم بن أبي الأرقم يسترقُ السمع إليه في غلَس الظلم.

         ومن المؤكد لغويًّا أن من تُوجَّه إليه الدعوة ليأتي بمثل القرآن أو بشيء منه إنما هم خبراء فن القول من شعراء ونقاد وخطباء، فلم تك دعوة لجمهور العرب عامة من الذين لم تختبرهم فنون اللغة، فالشعر سابق للقرآن وجودًا بشريًّا واستعمالا لسانيًّا، ثم إن أي مقاربة أو مقارنة تكون بين القرآن والشعر الجاهلي الذي كان حاضرًا في الألسنة وأسهم في نضج اللغة معجميًّا وبيانًا. الشعر الجاهلي والقرآن الكريم كانا المؤسسين للسان العربي أسلوبًا وتصويرًا وإيقاعًا؛ بل هما مؤسسا العقل العربي ومنتجه الفكري.

مقالات ذات صلة العراق حصن العروبة 2025/05/22

        إن مصطلحَ الصورةِ حديثُ النشأةِ في الدراسات النقدية، وتكمن قيمتها في أن كلَّ أدواتِ الشعر تعملُ على إبرازها في نسقٍ مشحونٍ بالتخَيُّلِ، فهي وليدةُ تخيل الشاعر، وهي في الوقت ذاتهِ ماثلةٌ أمامَ تصوُّرِ المتلقي، مصادرها: الخيال وتجربة السلوك الإنساني واللغة والبيئة، فالشاعر ليس جامعَ تلفيقات تهدف إلى أن يقول: إن هذا يشبه ذاك فالصورة في رأيي شكلٌ لغوي تصوري يتضمنُ شعورًا أو فكرةً أو موقفًا في آن معًا تعبر عن رؤية متآلفةٍ، فلم يكن الشعر الجاهلي يصف المحسوسات المشاهدة في الصحراء ليعبرَ عن موقف بدوي ساذج، فهو ليس انعكاسًا بسيطًا لعقل رَعوي مغلق قاصر، فحينما يتحدث الشعراء عن صورة الحرب مثلا إنما يصورون رؤيةً متكاملة متعاضدة وتأملًا عميقًا يتآلفان ليشكلا موقفًا رافضًا لها من خلال ما اقتنصوه من صور بشرية وحيوانية وشيئية ومتخيلات مطلقة تتضافر لترِّكبَ وتكون مشهدًا كاملا ينبئُ عن بشاعتها وكراهيتها واقعا مُعَاينًا وتصورًا متخيلا، وتلك هي قيمة الشعر ببعده الإنساني الفني.

        وأعود إلى قيمة الشعر فنيا، إنه شبكة من العلاقات الجدلية: لغةً وإيقاعًا وتصويرًا وفكرًا متجددًا مستفيدًا مما سبقه ومضيفا إليه، يقول تعالى :”فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُم”)محمد،4) ففي قوله: حتى تضع الحرب أوزارها صورة فنية لم يتوقف عندها المفسرون، وأي تفسير للقرآن في سياقاته الفنية بعيدا عن الشعر الجاهلي هو تفسير مقطوع عن سياق الحالة الإبداعية العربية التي سبقته، وأقصدُ بها الشعرَ الجاهلي، يقول الشاعر الجاهلي الأعشى:

وأعددْتُ للحربِ أوْزَارَها       رِمَـاحًا طِوالًا وخَـيلًا ذُكُورا (الديوان، ص99)

      فأوزارُ الحرب في أبيات الأعشى الرماحُ التي أُتْـقِـنَ صنعُها، وطولُها ينبئ عن أن الذين سيستخدمونها فرسانٌ طِوالٌ، والخيل ذكور وليست إناثا وذلك أقوى، والدروع مصنوعة من عهد داود- عليه السلام- فالأسلحة هي من أجود الصناعات، والكتيبة كثيرة العدد متنوعة الأسلحة، فالأعشى يصور حالةً استعدادية محكمة وتخطيطا متقنا للحرب في سياق القوة والفخر، فكل أدوات الحرب هي أحمال عليها، لكن السؤال هو: لِـمَ أنثَ الحربَ وأنثَ أدواتِها؟ والإجابة هنا تتماهى مع الصورة العامة للحرب في الشعر الجاهلي وهي أنها وصورَها مؤنثة، وفي ضوء ذلك تفهم الآية القرآنية التي جاءت كذلك في سياق القوة وشدة البأس؛ حتى تضعَ الحربُ أوزارَها، فللحرب أحمالٌ كثيرةٌ ثقيلةٌ تدَّرِعُها هي وتلبسُها وتضعُها أنَّى تشاء، لقد نَقلتِ الآيةُ الحربَ من العالم المطلق إلى العالم الإنساني، إنها أنسنةُ المطلق، فهي تخطط وتفكر وتشعر وتعلم وتعرف وتتحرك كما يفكر البشر ويفعلون، إنها لا تشبه المرأة بل هي امرأة كاملة المشاعر، وفي ذلك قوة وتفاؤل بعد تحقيق النصر، ولم تقل الآية: حتى تضعوا أنتم أيها المحاربون عن الحربِ أحمالَها، كل ذلك يعزز فكرة أن القرآن جاء على سَنَنِ العرب في التعبير، ولا يمكن فهمُه فنيًّا إلا بفهم الشعر الجاهلي ضمن السياق التاريخي للدلالات اللغوية بيانًا وانزياحًا وجمالًا.

    إننا بذلك نخرج الفن الشعري من دوائر القواعد البلاغية المُقَوْلَـبَةِ مثل: التشبيهات والاستعارات إلى فضاءت عريضة من جمالية التعبير؛ ونخرجُ الشعرَ من الطِّلاء الخارجي والأصباغ اللونية للبحث في ما وراء المعنى كما يقول عبد القاهر الجرجاني، وبذلك يُسْتَطَاعُ استكناهُ الوجدانِ وسبرُ المشاعر التي توجِّهُ القولَ ليكونَ فنا إبداعيًّا يعيد تركيبَ الأشياء كما يريدها الشاعر لا كما تأخذها القواعد البلاغية الجامدة إلى سذاجة المعنى وشكلية اللفظ، وفي ذلك يفهم الشعر الجاهلي وإن شئت يتدبرُ القرآن الكريم، فهما المؤسسان للعقل العربي أسلوبا تركيبيًّا وبناء فكريا وإيقاعا مُمَوْسَقًا، والصور كثيرة في الشعر والقرآن، ففي الشعر: دِمْنَة أُمِّ أوفى لم تَكَلَّمِ (وليس لم تتكلم)، ويا دارَ عبلةَ بالجِواءِ تكلمي، وكان الرماحُ يختطفْنَ المحاميا، وفي القرآن: والليلِ إذا عَسْعَسَ، والصبح إذا تنفس، ولما سكتَ عن موسى الغضبُ، فأجاءَها المخاضُ، أضغاث أحلام، واشتعلَ الرأسُ شيبًا، إنها صور بيانية تستنفر الخيال، وتستنفر مكامن التأمل اللغوي وعلم الجمال.

مقالات مشابهة

  • شدة حر الصيف .. خطيب المسجد الحرام: ابتلاء يعظم الأجر بـ3 أعمال
  • أردوغان سعيد برفع العقوبات عن سورية
  • الفتح يحقق فوزا غاليًا على ضمك 0/1 ويضمن البقاء في الدوري السعودي
  • الأزهر: الإباحية مصيبة .. وأخطرها اختبار صدقك مع الخالق أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ
  • وهل يعود “قطار الغرب” التائه في الأرجاء؟!
  • القرآن والشعر مقاربات جمالية في الصورة
  • استمرار عرض أثر الأشباح وسودان يا غالي للأسبوع الثاني بسينما زاوية
  • وزير الأوقاف يكرم 171 حافظا وحافظة للقرآن بمدارس العمرية
  • الموت يفجع الفنانة أروي في والدتها «صورة»
  • السيدة الجليلة ترثي والدتها: كانت جبلًا من الصبر مُتجردة من زُخرف الترف