دعت الجزائر المجتمع الدولي إلى احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه، مطالبة بإدانة "علنية وصارمة ضد التدخل الأجنبي" في هذا البلد، داعية أطراف النزاع إلى خيار وقف إطلاق النار.

الأمم المتحدة: 7.7 مليون شخص معرضون لسوء تغذية في جنوب السودان السودان ترحب بالفيتو الروسي في مجلس الأمن ضد المشروع البريطاني

وبحسب روسيا اليوم، قال المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع في مجلس الأمن الدولي إن "التعامل مع هذا النزاع ينبغي أن يكون في إطار الاحترام التام لسيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه".

وأضاف: "ندعو مرة أخرى إلى إدانة علنية وصارمة للتدخل الأجنبي في السودان، كما نطالب بالاحترام الكامل لنظام العقوبات القائم وحظر الأسلحة (المتعلق بالنزاع في السودان) من قبل جميع الدول".

كما شدد عمار بن جامع على ضرورة إعادة فتح المعابر الحدودية في السودان، مرحّبا بالمرونة التي أبدتها الحكومة السودانية مؤخرا بشأن هذه المسألة.

ودعا بشكل خاص إلى "تسهيل العمليات الإنسانية في منطقة جنوب كردفان في جنوب البلاد"، معربا عن أمله في "وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها".

وأوضح أن "الوضع في السودان حساس بلا شك، والجزائر لا تزال مقتنعة بضرورة اضطلاع مجلس الأمن بدوره لإيجاد الحلول المناسبة لحماية المدنيين في السودان، وفقا لأحكام القانون الدولي الإنساني".

وتأسف بن جامع قائلا: "إن المساعي التي قد تضع الحكومة السودانية المعترف بها دوليا وقوات الدعم السريع على قدم المساواة تربكني".

 وأكد بن جامع أن حل النزاع في السودان يتطلب اعتماد "مقاربة تدريجية تأخذ بعين الاعتبار المتغيّرات الحقيقية الموجودة على أرض الواقع، كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة، وتراعي الإرادة التي أعلنت عنها الحكومة السودانية".

من جهة أخرى، أكد بن جامع أن "الجزائر ستواصل دعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي (في السودان) من أجل جمع كل الأطراف السودانية على طاولة المفاوضات"، داعيا إياها إلى "الموافقة على وقف إطلاق النار دون مزيد من التأخير".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السودان وقف إطلاق النار سيادة السودان وحدة أراضيه مجلس الأمن الدولي مجلس الأمن المدنيين فی السودان بن جامع

إقرأ أيضاً:

ماذا فعلنا بقيم المجتمع؟

شهدت مصر في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الحوادث المؤلمة التي دفعت الجميع لطرح سؤال صارخ: ماذا فعلنا بقيمنا؟ وإلى أين نتجه كمجتمع كان يفتخر دائمًا بأخلاقه وتقاليده؟ تتابعت وقائع صادمة، مثل ما حدث في مدرسة “SIDS” وما كشفته من انحدار في سلوكيات بعض الأطفال، ثم قضية الطفلة “أيسل” التي هزّت مشاعر الناس وأعادت طرح ملف حماية الأطفال، بالإضافة إلى حادثة السائق الذي اعتدى على عدد من الأطفال في منطقة شعبية، وما ظهر في مدرسة الإسكندرية حين اعتدى طلاب على مُدرّسة داخل المدرسة نفسها في مشهد يعبّر بوضوح عن تراجع مفهوم احترام الكبير والمعلم. هذه الوقائع ليست مجرد حالات فردية؛ بل مؤشر واضح على اضطراب عميق في منظومة القيم والضوابط الاجتماعية.

وراء هذه الأحداث أسباب متشابكة، أولها غياب القدوة الحقيقيّة في حياة الأجيال الجديدة بعد أن أصبحت السوشيال ميديا بديلًا عن دور البيت والمعلم. وانشغال الأسر وضغوط الحياة اليومية أدت إلى غياب المتابعة والرقابة على الأطفال. ومع أنّ المدارس كانت يومًا ما مؤسسات تربية قبل التعليم، إلا أنّ الكثير منها أصبح اليوم مجرد مبانٍ بلا روح، لا تحمل رسالتها الأخلاقية ولا تنقل احترام النظام والانضباط. يزداد الأمر تعقيدًا مع الوضع الاقتصادي وضغوطه التي جعلت الغضب المكتوم يظهر في صورة عنف وتنمر وتجاوزات، تُبيّن أن الرادع الأخلاقي تراجع قبل القانوني.

وهنا تصبح المقارنة مع أفريقيا لافتة للغاية. فرغم أن القارة تعاني من صراعات سياسية وانقلابات وأزمات اقتصادية، إلا أنّ أغلب المجتمعات الأفريقية ما زالت متمسكة بقيمها وتقاليدها العريقة. ففي رواندا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وغيرها، يُعد احترام الكبير واجبًا لا نقاش فيه، وللأب والأم والجد مكانة لا يمكن المساس بها. ويُربّى الطفل على معرفة حدوده منذ سن مبكرة. وتقوم الثقافة الأفريقية على مفهوم الجماعة قبل الفرد، فالطفل ليس فقط ابن أسرته، بل ابن المجتمع كله. هذه المجتمعات ما زالت ترى أن عاداتها جزء من هويتها: طريقة الكلام، أسلوب التحية، الاحترام في التعامل، التواضع، التقدير، ومساعدة الغير. ولذلك ظلّت القيم ثابتة لأنها محمية بالمجتمع نفسه، لا بالقانون وحده.

التجربة الرواندية تبرز نموذجًا مهمًا، فبعد الإبادة الجماعية بُنيت دولة كاملة على أسس واضحة: احترام الآخر، الانضباط، السلوك اللائق، والعمل الجماعي. وفي كثير من الدول الأفريقية، تظل هيبة المعلم محترمة، وتظل العلاقات الاجتماعية قائمة على الاحترام المتبادل مهما كانت الظروف.

المشكلة في مصر ليست مشكلة قانون، فالقوانين موجودة وتزداد صرامة، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في القاعدة الاجتماعية التي تحفظ الأخلاق وتضبط السلوك. المجتمعات لا تنهار حين تفقد قوانينها، بل حين تفقد قيمها. لذلك نحن بحاجة إلى إعادة دور الأسرة باعتبارها المسؤول الأول عن التربية، وإعادة هيبة المعلم باعتباره حجر الأساس في بناء شخصية الطالب، وتطوير إعلام يعزز القيم لا يسخر منها، وخلق رؤية قومية واضحة لترميم ثقافة الاحترام في المجتمع، تمامًا كما فعلت دول أفريقية استطاعت إصلاح منظومتها القيمية بعد أزمات كبرى.

الخلاصة أن ما يحدث اليوم في مصر من تجاوزات بين الأطفال والطلاب والمراهقين ليس مجرد “أحداث عابرة”؛ بل رسالة قوية بأن المجتمع يفقد شيئًا أساسيًا من قيمه. وفي المقابل، تُثبت أفريقيا—رغم كل صراعاتها—أن التقاليد والاحترام والانضباط ليست رفاهية، بل أساس لنجاة أي مجتمع يريد الحفاظ على استقراره وهويته. وإذا أردنا أن نستعيد مكانتنا الأخلاقية، فعلينا أن نعيد بناء ما فقدناه من الداخل، من الأسرة والتعليم والإعلام، قبل أن نبحث عن أي حلول خارجية .

مقالات مشابهة

  • كاودا.. عاصمة جنوب كردفان وموطن قبائل جبال النوبة السودانية
  • ائتلاف حقوق الإنسان: إلغاء انتخابات 30 دائرة إجراء يؤكد احترام سيادة القانون
  • ماذا فعلنا بقيم المجتمع؟
  • البرهان: الحكومة السودانية مُستعدة للتعامل مع الأمم المتحدة وجميع وكالاتها
  • سوريا تدعو المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدد الأمن الإقليمي
  • الإمارات تدعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا
  • مجلس حكماء المسلمين يدعو المجتمع الدولي لتحرك عاجل والتضامن مع الشعب الفلسطيني
  • مجلس حكماء المسلمين يؤكد دعم حقوق الشعب الفلسطيني ويطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل
  •  مجلس حكماء المسلمين يدعو المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عاجلة وحاسمة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني
  • المنسقة الأممية في السودان: لا نملك الغذاء الكافي وعلى المجتمع الدولي التحرك