«عشقت الفن وعشقها الجمهور».. سهير البابلي في ذكرى وفاتها «أيقونة قد لا تتكرر»
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
يصادف اليوم الخميس، 21 من نوفمبر، ذكرى وفاة الفنانة سهير البابلي، التي تعاد أيقونة من أيقونات الفن المصري، حيث سطرت اسمها في عالم الفن بأحرف من نور، وتربعت أعواما طويلة وسط النجمات اللاتي قدمن الكوميديا بالفطرة، كما لفتت أنظار الجمهور على المسرح واعمالها التي اتسمت بالجرأة السياسية، حتي لقبوها بـ «سيدة المسرح السياسي».
ولدت الفنانة سهير حلمي إبراهيم البابلي في 14 فبراير عام 1937، بمحافظة دمياط مركز فارسكور وانتقلت إلى مدينة المنصورة لتعيش وسط عائلتها، وكان والدها معلم رياضيات وناظر مدرسة ثانوية، ووالدتها ربة منزل، وكانت تمتلك منذ طفولتها موهبة تقليد الفنانين.
ثم التحقت سهير البابلي بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في نفس الوقت، وتتلمذت على يد أساتذة كبار بالمعهد مثل عبد الرحيم الزرقاني وحمدي غيث ونبيل الألفي، وبدأت مسيرتها فور تخرجها عام 1957.
تربعت سهير البابلي على عرش المسرح، لأعوام عديدة، وتُوجت ملكة للكوميديا بقرار من جمهورها ومحبيها، وتألقت في العديد من الأعمال الناجحة أبرزها مدرسة المشاغبين، التي جمعت عدد من نجوم الضحك أبرزهم عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبي، حسن مصطفى، وتقاسمهم سوسكا براعة انتزاع الضحكة من أفواه الجمهور.
اعتزال سهير البابليقررت سهير البابلي اعتزال الفن وارتداء الحجاب، خلال عرض مسرحية «عطية الإرهابية» لتفاجأ جمهورها، وبعد أن تركت المسرحية قرر المخرج جلال الشرقاوي أن يستعين بإبنته عبير الشرقاوي لكي تمثل الدور إنقاذًا للموقف.
وقالت سهير البابلي وقتها إنها عندما قررت الإعتزال شعرت بأنها خافت من لقاء الله وأرادت ارضاءه، وكانت ابنتها قد ارتدت الحجاب وكانت تحرص على دراسة وحفظ القرآن فقررت سهير ارتداءه عام 1997، وتردد أن السبب في ذلك هو لقاءاتها بالشيخ الشعراوي والدكتور مصطفى محمود اللذان كانت تحرص على زيارتهما مع مجموعة من الفنانات ولكن بعد الاعتزال بعد سنوات طويلة، عادت سهير لتقدم بعض المسلسلات لكن بالحجاب فكان أول عمل عادت به هو مسلسل "قلب حبيبة".
وعن عودتها بعد تسع سنوات من الاعتزال قال لها الشعراوي وقتها "وماله لو مثلتي وإنتي بالزي ده، وتوصلي رسالة مفيدة وهادفة للناس، الناس بتشوف التليفزيون أكتر ما بتروح الجامع، وممكن تسمع منك أكتر ما تسمع مني".
وفاة سهير البابليرحلت الفنانة الراحلة سهير البابلي، عن عالمنا مساء يوم الأحد 21 نوفمبر 2021، عن عمر يناهز 84 عاما، عقب تدهور حالتها الصحية وتعرضها لوعكة صحية إثر إصابتها بغيبوبة سكر.
اقرأ أيضاً«بكيزة وزغلول».. إسعاد يونس تتذكر سهير البابلي برسالة مؤثرة في رمضان 2024
ذكرى رحيل سهير البابلي.. محطات في حياة «بكيزة هانم الدرملي»
ذكرى ميلاد سهير البابلي.. ملكة المسرح التي اعتزلت الفن وارتدت الحجاب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البابلي سهير البابلي سهیر البابلی
إقرأ أيضاً:
ذكريات تترات الدراما تضيء المسرح الكبير.. ليلة حنين وعشق للدراما المصرية بالأوبرا
في ليلة ساحرة، عادت ألحان الماضي لتهمس في آذان الجمهور، وتستحضر مشاهد لا تُنسى من دراما الشاشة الصغيرة، ضمن فعاليات وزارة الثقافة المصرية، نظّمت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام أمسية استثنائية أحيتها فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو أحمد عامر، وذلك على المسرح الكبير، وسط حضور جماهيري غفير ملأ القاعة حتى آخر مقعد.
الدراما تغني.. وتُبكي وتُفرح
السهرة التي حملت الطابع الحنيني، جاءت بعنوان "نويرة بين تترات الدراما المصرية الكلاسيكية والحديثة"، ونجحت في نسج مشاعر الجمهور من خلال استعادة أشهر التترات التي شكّلت وجدان أجيال متعاقبة من المصريين والعرب.
شاشات ضخمة في خلفية المسرح عرضت مقتطفات من أبرز المسلسلات التي رافقتها تلك التترات، لتتزامن الصورة مع اللحن والصوت، في تجربة حسّية فريدة جسّدت عمق التأثير الدرامي والموسيقي في آنٍ واحد.
روائع خالدة وألحان لا تُنسىتنقل الجمهور بين محطات درامية لا تنسى، حيث تنوع البرنامج بين التترات الكلاسيكية والحديثة، من توقيع كبار الملحنين، فجاء الحفل بمثابة تكريم لذاكرة الدراما المصرية وصنّاعها.
من بين الأعمال التي عزفتها الفرقة وتفاعل معها الجمهور بشغف:
• "إمرأة من زمن الحب" و"أبنائي الأعزاء شكرًا" و"الشهد والدموع" للموسيقار عمار الشريعي،
• "لا إله إلا الله" لـ جمال سلامة،
• "الوسية"، "سارة"، "المال والبنون"، "الرجل الآخر" لـ ياسر عبد الرحمن،
• "هوانم جاردن سيتي" لـ راجح داوود،
• "اللقاء الثاني" لـ عمر خيرت،
• "فاتن أمل حربي" لـ أحمد العدل،
• "أريد رجلًا" لـ مدين،
• "سيد الناس" لـ أحمد سعد،
• "هو وهي" من ألحان كمال الطويل وعمار الشريعي،
• إضافة إلى تترات معاصرة مثل "السيدة الأولى"، "قضية رأي عام"، و"حكاية حياة" من توقيع محمد رحيم.
أصوات تعبّر عن الماضي والحاضرتألّق في أداء تلك الروائع مجموعة من الأصوات اللامعة التي نجحت في تقديم التترات بإحساس فني راقٍ، وهم: أميرة أحمد، مؤمن خليل، وليد حيدر، محمد حسن، فرح الموجي، وكنزي تركي. قدم كل فنان أداءً صادقًا أعاد من خلاله الحياة إلى الألحان، في تناغم مدهش مع عزف الفرقة المحترف.
إشراف وتنظيم متميزأقيمت الأمسية تحت إشراف الأستاذة أماني السعيد، رئيس الإدارة المركزية للموسيقى العربية، التي حرصت على تقديم أمسية متكاملة من حيث التنظيم والمضمون الفني، لتعبّر عن رؤية وزارة الثقافة في الحفاظ على التراث الموسيقي المصري وتعزيزه ضمن مشروع توثيق وجدان الأمة من خلال الموسيقى.
رسالة فنية تتجاوز الزمنلم يكن الحفل مجرد عرض موسيقي، بل كان رسالة فنية وإنسانية استحضرت الماضي بكل ما فيه من جمال، وذكّرت الجمهور بأهمية الموسيقى في تشكيل الوعي الثقافي والوجداني فالدراما المصرية، بتتراتها الخالدة، لم تكن فقط وسيلة ترفيه، بل أداة للتعبير عن هموم المجتمع وأحلامه.
ختام يحمل وعدًا بالمزيداختُتم الحفل وسط تصفيق حار ووجوه مفعمة بالتأثر والامتنان، في تأكيد على أن الذاكرة الموسيقية والدرامية لا تموت، بل تُبعث من جديد في مثل هذه الليالي التي تصنع الفارق.
وبهذا النجاح الكبير، تتجدد التطلعات للمزيد من الفعاليات التي تعيد لأذهاننا وعينا الجمعي، وتُبقي روح الفن الأصيل حيّة في قلوبنا.