غزة - صفا

قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الماضية مجازر مروعة، استهدفت حيًا سكنيًا كاملًا في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، ومبنى سكنيًا في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات، بينهم عشرات الأطفال والنساء. 

وأضافت الجبهة في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الخميس، أن الاحتلال استهدف أيضًا خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربي خانيونس جنوبي القطاع، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.

وأكدت الجبهة، أنه في ظل الاستهداف الممنهج للمستشفيات، وآخرها مستشفيي كمال عدوان والعودة شمالي القطاع، وتدمير مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، تتكشف معالم خطة إسرائيلية تهدف إلى إبادة مقومات الحياة الفلسطينية بالكامل، تُنفّذ وسط تجويع ممنهج، وفي ظل صمت دولي يُشجّع الاحتلال على مواصلة عدوانه.

وأوضحت أن هذه الجرائم تأتي في إطار حرب إبادة شاملة تُنفّذ بشراكة أمريكية كاملة، عبّر عنها الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار مجلس الأمن، والذي أعقبته بساعات تصعيد العدوان وتوسيع المجازر شمالي القطاع، وفي منطقة الشيخ رضوان ومخيم النصيرات ومواصي خانيونس.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لا تكتفي بدعم الاحتلال سياسيًا، بل تشارك تفصيليًا في الجرائم المرتكبة ضد شعبنا، من خلال تسليح منظومة القتل وتوفير الحماية الدولية لها.

وشددت الجبهة على أن هذا العدوان الوحشي المدعوم أمريكيًا يُمثل اختبارًا للضمير الإنساني العالمي، داعية إلى تحرك شعبي دولي واسع النطاق للضغط على الحكومات والأنظمة من أجل وقف هذه الحرب الإبادية الشاملة. 

وطالبت الأطراف الصديقة والمؤسسات الدولية ذات الصلة بمواصلة الضغط لتقديم مجرمي الحرب الصهاينة وداعميهم إلى المحاكم الدولية.

ونوهت الجبهة إلى أن ضعف التحرك الشعبي العربي، إلى جانب المواقف الرسمية المترددة، يشجّع الاحتلال على التمادي في جرائمه. لذلك، داعية جماهير الأمة العربية إلى يقظة شعبية وانتفاضة واسعة ترفض التطبيع والصمت على حرب الإبادة، وتؤكد دعمها الكامل لصمود شعبنا في غزة.

وجددت الجبهة تأكيدها أن غزة بمقاومتها وشعبها الباسل لم ولن تنكسر، رغم استمرار الجرائم الإسرائيلية والدعم الأمريكي اللامحدود والصمت الدولي والخذلان العربي المروّع، ولقد آن الأوان لتوحيد الجهود الشعبية والدولية لوقف هذه الحرب الإبادية الصهيوأمريكية الشاملة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الجبهة مجازر جرائم حرب استهداف المستشفيات ابادة حرب غزة شمال غزة مواصي

إقرأ أيضاً:

عامان على الإبادة.. الاحتلال تعامل بوحشية مع القطاع الديني بغزة للمسلمين والمسيحيين

أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إحصائيات توثق جزءا من حجم الدمار الممنهج الذي تسببت به دولة الاحتلال خلال حربها على القطاع منذ عامين، حيث طالت الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل خطباء وأئمة مساجد ودعاة دين مسلمين ودور عبادة إسلامية ومسيحية، في استهداف متعمد "للمرجعية الأخلاقية" للمجتمع الفلسطيني.

واتبعت إسرائيل عدة طرق وصفها مسؤولون فلسطينيون بـ"الوحشية" من أجل بث الفوضى وتفريغ المجتمع من محتواه "الديني والروحي" وتدميره، بدءا باستهداف عناصر الأمن المدني، مرورا بتسليح عصابات لسرقة المساعدات الإنسانية، وصولا إلى استهداف رجال الدين ودور العبادة.


وفق مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، فأن 233 خطيبا وواعظا وإماما وداعية من المسلمين استشهدوا فضلا عن 20 مسيحيا في هجمات لجيش الاحتلال استهدفت أنحاء مختلفة من القطاع منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/أكتوبر  2023، كما استهدف ما يزيد عن 835 مسجدا بشكل كامل، وأكثر من 180 مسجدا بشكل جزئي، و 3 كنائس رئيسية لأكثر من مرة.

قصف مسجد الأيبكي في غزة.. آخر ما تبقى من مساجدنا..

أيها المسلمون…
بيوت ربكم تُهدم وأنتم تواصلون صمتكم الفاخر!
وغزة تُناديكم.. لا بمال ولا بسلاح،
بل بموقفٍ يُشبه إيمانكم إن تبقّى منه شيء.

اللهم إنهم يرون، ولا يتحرّكون… pic.twitter.com/cPze3QQKzF — Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) September 16, 2025
"خلق فراغ روحي"
الثوابتة قال، إن علماء الدين المستهدفين يمثلون "ركائز أساسية في ترسيخ القيم الوطنية والدينية، وتثبيت روح الصمود في وجه العدوان وحرب الإبادة، وتعزيز التماسك الاجتماعي"، وأوضح أن عمليات القتل المُمنهجة التي تستهدف علماء الدين "تسعى إلى إضعاف الروح المعنوية للمجتمع الفلسطيني، وإسكات الخطاب الديني والوطني الذي يفضح جرائم الاحتلال".

إلى جانب ذلك، فإن إسرائيل تسعى إلى "إفراغ الساحة الفلسطينية من رموزها المؤثرة والقادرة على تعبئة الشعب وصون الهوية الدينية والوطنية، فضلا عن خلق فراغ روحي وثقافي يُمهد لفرض روايته ومخططاته الاستعمارية"، وفق قوله.

استهداف علماء الدين
ومن أبرز علماء الدين في فلسطين الذين استهدفتهم إسرائيل، الداعية يوسف سلامة، حيث عمل مدرسا وإماما في بداية رحلته الدينية، وتولى تدريجيا مناصب إدارية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، وصولا إلى منصب الوزير في عامي 2005-2006.

وكان من ضمن خطباء المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، على مدى 10 سنوات امتدت بين عامي 1997 و2007، وفي تلك الفترة عمل نائبا للهيئة الإسلامية العليا في القدس، وقد استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت منزله في مخيم المغازي وسط قطاع غزة في 31 كانون الأول/ديسمبر 2023.

الداعية وائل الزرد، وعُرف بإمامته في "المسجد العمري الكبير" بمدينة غزة و"مسجد المحطة" في حي الدرج (شرق)، واٌشتهر بخطبه "الجهادية"، عمل الزرد أستاذا جامعيا في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وقبلها في جامعتي القدس المفتوحة والإسلامية بغزة، وعام 2001، حصل على شهادة الماجستير في علم الحديث ومن ثم شهادة الدكتوراه من "جامعة عين شمس" المصرية، استهدف الجيش الإسرائيلي منزل الزرد بمدينة غزة في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتوفي متأثرا بإصابته بعد القصف بيومين.

الداعية وليد عويضة، عضو فرع فلسطين في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومدير عام التحفيظ في وزارة الأوقاف بغزة، حصل على الدكتوراه في الحديث الشريف وعلومه، وترك "بصمة في نشر العلم الشرعي وتوجيه الأجيال نحو القيم الإسلامية"، وفق بيان سابق للاتحاد، استشهد بقصف إسرائيلي استهدف منزله في حي الصبرة جنوب مدينة غزة في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

الداعية نائل مصران، نال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، ومن ثم درس الشريعة الإسلامية، وحصل لاحقا على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه، وعرف بخطبه وكلماته المؤثرة التي حثت الفلسطينيين على الصبر والثبات طيلة 600 يوم من الإبادة حتى استشهاده رفقة عائلته في غارة استهدفت خيمته في مدينة خان يونس في 30 أيار/مايو الماضي.

"استهداف المسيحيين"
ولم تستثنِ إسرائيل دور العبادة المسيحية أو رجال الدين الفلسطينيين، إذ طالت غاراتها كنائس رئيسية في مدينة غزة كانت قد تحولت إلى ملاجئ للنازحين، وأسفر القصف عن قتلى وجرحى بين المدنيين، إلى جانب أضرار مادية كبيرة.

ونزح عدد من المواطنين المسيحيين إلى الكنائس والمباني التابعة لها، بعد أن دُمرت منازل عدد منهم جراء القصف، وبحثا عن ملجأ أكثر أمنا، وبحسب الثوابتة، فإن إسرائيل استهدفت خلال الإبادة 3 كنائس رئيسية أكثر من مرة، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها وإلحاق أضرار جسيمة بمبانيها التاريخية ومرافقها الخدمية.

قامت إسرائيل بقصف منزلٍ مجاورٍ لكنيسة القديس بورفيريوس والمستشفى المعمداني، مما أدى إلى استشهاد عدد من الأطفال والنساء المسلمين، وإصابة عدد من الأطفال والنساء المسيحيين.

وكانت الكنيسة قد استُهدفت في بداية الحرب، واستشهد داخلها عدد من المسلمين والمسيحيين.

إنها إبادة شاملة لجميع… pic.twitter.com/Jtl9E0wPo1 — Tamer | تامر (@tamerqdh) August 31, 2024
والكنائس التي استهدفتها إسرائيل في قطاع غزة هي: "كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، وكنيسة العائلة المقدّسة (اللاتين/الكاثوليك)، وكنيسة المعمدانيين الإنجيلية في غزة"، وأفاد الثوابتة بأن الاعتداءات المباشرة وغير المباشرة على تلك الكنائس والتجمعات سكنية المحيطة بها فضلا عن مدارس ومؤسسات مسيحية ومنازل، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا بينهم نساء وأطفال ومسنون.


وحول الاستهداف الإسرائيلي للمسيحيين، قال الثوابتة إن ذلك يأتي "ضمن سياسة ممنهجة تستهدف القضاء على التنوع الديني والوجود التاريخي الأصيل في القطاع"، وأضاف أن "نسبة الشهداء المسيحيين تجاوزت 3 بالمئة من إجمالي عدد المسيحيين في غزة، حيث يشمل قساوسة وعاملين في الخدمة الدينية".

وعد هذا الاستهداف "انتهاكا صارخا للحماية التي يمنحها القانون الدولي الإنساني لرجال الدين ودور العبادة، ويرتقي إلى جريمة حرب وجرائم اضطهاد ديني كما وردت في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أأكتوبر  2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و139 شهيدا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

مقالات مشابهة

  • انتشال جثث شهداء بغزة ودعوات أممية لحماية الأطفال
  • إحالة رئيسة وزراء إيطاليا للجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في إبادة جماعية بغزة
  • مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: عدد المصابين ارتفع لـ 700 يوميًا ويفوق قدرة المستشفيات
  • إحالة جورجيا ميلوني للجنائية الدولية بتهمة التواطؤ في إبادة جماعية بغزة
  • نقابة الصحفيين الفلسطينية: إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة إعلامية في غزة
  • دائرة القدس: إبادة غزة جزء من مشروع استعماري
  • غارات ونسف منازل بغزة واستهداف نازحين في خان يونس
  • “الصليب الأحمر”: لا شيء من مقومات الحياة الضرورية متوفر في غزة
  • الهيئة الدولية حشد توجه مذكرة إحاطة شاملة للأمم المتحدة توثق عامين من إبادة غزة
  • عامان على الإبادة.. الاحتلال تعامل بوحشية مع القطاع الديني بغزة للمسلمين والمسيحيين