البنك الدولي: اليمن يواجه تهديدات متزايدة بسبب تغير المناخ والنزاع المستمر
تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT
حذر تقرير جديد صادر عن مجموعة البنك الدولي من أن اليمن يواجه مخاطر متزايدة نتيجة لتغير المناخ، في وقت يعاني فيه من نزاع طويل الأمد.
ويكشف التقرير، الذي يحمل عنوان "تقرير المناخ والتنمية لليمن" (CCDR)، عن تهديدات بيئية حادة مثل ارتفاع درجات الحرارة، والتغيرات المفاجئة في أنماط الأمطار، والزيادة في الأحداث الجوية المتطرفة، والتي تؤثر بشكل كبير على أمن المياه والغذاء، بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي، مشيراً إلى أن نصف اليمنيين يواجهون بالفعل تهديدات من تغير المناخ مثل الحرارة الشديدة، والجفاف، والفيضانات.
ووفقًا للتوقعات التي ذكرها تقرير البنك الدولي فإن الناتج المحلي الإجمالي السنوي لليمن قد ينخفض بنسبة 3.9% بحلول عام 2040 إذا استمرت السيناريوهات المناخية السلبية، مما يفاقم أزمة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.
ورغم هذه التحديات، حدد التقرير فرصاً استراتيجية يمكن أن تسهم في تعزيز مرونة اليمن وتحسين الأمن الغذائي والمائي. على سبيل المثال، أظهرت التوقعات أن الاستثمارات في تخزين المياه وإدارة المياه الجوفية، مع استخدام تقنيات الزراعة التكيفية، قد تزيد الإنتاجية الزراعية بنسبة تصل إلى 13.5% بين عامي 2041 و2050 في حال تطبيق سيناريوهات مناخية متفائلة.
كما حذر التقرير من التهديدات التي يواجهها قطاع الصيد في اليمن، والذي يُعد أحد المصادر الأساسية للعيش في البلاد. يُتوقع أن تتسبب زيادة درجات حرارة البحر في خسائر تصل إلى 23% في قطاع الصيد بحلول منتصف القرن، مما يعمق الأزمة الاقتصادية ويسهم في زيادة معاناة المجتمعات الساحلية.
وقال ستيفان غيمبيرت، المدير القطري للبنك الدولي في مصر واليمن وجيبوتي إن "اليمن يواجه تقاطعاً غير مسبوق للأزمات - النزاع، وتغير المناخ، والفقر"، لافتاً إلى أن اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لتعزيز المرونة المناخية هو مسألة بقاء للملايين من اليمنيين".
وأضاف: "من خلال الاستثمار في الأمن المائي، والزراعة الذكية مناخيًا، والطاقة المتجددة، يمكن لليمن أن يحمي رأس المال البشري، ويعزز المرونة، ويضع الأسس لمسار نحو التعافي المستدام".
وتناول التقرير التحديات الصحية الناجمة عن تغير المناخ، التي من المتوقع أن تكلف اليمن أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2050.
وتتضمن هذه التكاليف الرعاية الصحية المتزايدة نتيجة للأمراض المرتبطة بالطقس مثل الملاريا والكوليرا، وهو ما يضع ضغطاً إضافياً على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من ضعف شديد.
ولفت التقرير إلى أهمية دمج المرونة المناخية في تخطيط الصحة العامة، مع التركيز على الفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أشار التقرير إلى أن المناطق الحضرية ستكون الأكثر تأثراً بتزايد الفيضانات المفاجئة، مع تحذير من أن التدابير غير الكافية لمواجهة هذه المخاطر ستؤدي إلى صدمات اقتصادية كبيرة تؤثر على المجتمعات الهشة.
وفيما يخص القطاع الخاص، أكد التقرير على أن دوره في معالجة التحديات التنموية العاجلة لا غنى عنه. وقال خواجة أفتاب أحمد، المدير الإقليمي للبنك الدولي للشرق الأوسط إن "القطاع الخاص له دور حيوي في مواجهة التحديات التنموية العاجلة في اليمن. من خلال آليات التمويل المبتكرة، يمكن تحفيز الاستثمارات اللازمة لبناء مستقبل أكثر خضرة ومرونة".
وسلط التقرير الضوء على إمكانات اليمن الكبيرة في مجال الطاقة المتجددة، والتي يمكن أن تكون ركيزة أساسية لاستجابته لتغير المناخ، منوهاً إلى إن استثمار اليمن في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح سيسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتوفير بنية تحتية مرنة لدعم الخدمات الحيوية مثل الصحة والمياه.
وأكد التقرير أيضاً على أهمية التنسيق الدولي لدعم اليمن في بناء مرونة مناخية مستدامة، مع ضرورة ضمان السلام المستدام كشرط أساسي لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ هذه الاستراتيجيات.
وأختتم التقرير بالتأكيد على أن عملية اتخاذ قرارات مرنة وتكييف الإجراءات المناخية مع الواقع السياسي في اليمن تعد من العوامل الحاسمة في مواجهة التحديات، مع التركيز على أن "السلام والازدهار" يمكن أن يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية أكبر في المستقبل.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
البنك العربي الأفريقي الدولي يقود حملة للتبرع بالدم بمشاركة جميع موظفيه
في إطار رؤيته الشاملة للمسؤولية المجتمعية، وتماشيًا مع أهداف التنمية المستدامة، أطلق البنك العربى الافريقى الدولى حملة موسعة للتبرع بالدم، بالتعاون مع خدمات نقل الدم القومية التابعة لوزارة الصحة والسكان.
و جاء تنظيم هذه الحمله بالتزامن مع اليوم العالمى للتبرع بالدم الذى يوافق 14 يونيه من كل عام كترجمة لرؤية البنك العربى الافريقى الدولى في تعزيز التكافل المجتمعي ودعم القطاع الصحي والمساهمة فى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية.
أُقيمت الحملة في كل من المركز الرئيسي للبنك بجاردن سيتي بالقاهرة، وفرع البنك في الإسكندرية، حيث شارك فيها جميع موظفو البنك من مختلف الإدارات والفروع.
شارك جميع موظفو البنك بفعالية في الحملة، حيث أبدوا حرصهم على المساهمة في توفير الدم الآمن للمرضى والمحتاجين، وحرصهم على دعم المنظومة الصحية الوطنية من خلال التبرع الطوعي بالدم.مما يعكس روح التضامن والمسؤولية الاجتماعية التي يتبناها البنك.
وفي تصريح له بهذه المناسبة، أكد السيد تامر وحيد، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للبنك العربى الافريقى الدولى، أن هذه المبادرة تأتي ضمن استراتيجية البنك لتأكيد مفهوم المسؤولية المجتمعية، قائلًا: "إن هذه الحملة تأتي في إطار قناعتنا بأن دور المؤسسات المصرفية لا يقتصر على تقديم الخدمات المالية فقط، بل يمتد ليشمل الإسهام الحقيقي في دعم القطاعات الحيوية في المجتمع، وعلى رأسها القطاع الصحي، لما له من أثر مباشر على حياة المواطنين والنهوض بالمنظومة الصحية في مصر."
وتُمثل هذه الحملة محطة مهمة في سلسلة المبادرات المجتمعية التي يتبناها البنك، والتي تهدف إلى تعزيز التلاحم المجتمعي وترسيخ ثقافة العطاء، بما يسهم في توفير الدم الآمن للمرضى ورفع الوعي بأهمية التبرع المنتظم، كأحد روافد الأمن الصحي في مصر.
ويؤكد البنك العربى الافريقى الدولى من خلال هذه الخطوة على التزامه الدائم بدعم القضايا الإنسانية والوطنية، ومواصلة دوره كمؤسسة تنموية رائدة تجمع بين الريادة المصرفية والوعي المجتمعي.