شهدت الأسواق المالية خلال الأيام الماضية تقلبات حادة نتيجة مزيج من تقارير أرباح الشركات والبيانات الاقتصادية والتطورات السياسية. يوم الجمعة، الموافق 15 نوفمبر 2024، سجلت الأسواق الأمريكية أكبر انخفاض لها منذ يوم الانتخابات. تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 2.2%، في حين انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.

3%، وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.7%. قادت أسهم التكنولوجيا هذا التراجع، حيث قام المستثمرون بإعادة تقييم مراكزهم وسط ارتفاع عوائد السندات ومخاوف من تغييرات تنظيمية محتملة.

في سوق السندات، ارتفعت عوائد السندات الأمريكية، حيث صعد العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى حوالي 4.45%. يعكس هذا الارتفاع استمرار المخاوف بشأن التضخم وتوقعات بتشديد السياسة النقدية، مما ألقى بثقله على الأسهم ذات النمو المرتفع، وخاصة في قطاع التكنولوجيا.

على الصعيد الاقتصادي، كانت البيانات مختلطة. أظهرت مبيعات التجزئة لشهر سبتمبر مراجعات إيجابية، مما يشير إلى استمرار قوة إنفاق المستهلكين، وهو ما يُعتبر مؤشرًا إيجابيًا. ومع ذلك، يظل الاحتياطي الفيدرالي أمام تحدٍّ في إدارة التضخم دون التأثير على النمو. سجل مؤشر إمباير ستيت للصناعات التحويلية نموًا غير متوقع، مما يبرز التفاوتات الإقليمية في النشاط الاقتصادي. أما التضخم، فقد جاءت أرقام مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أكتوبر متماشية مع التوقعات، لكن الضغوط التضخمية المستمرة لا تزال مصدر قلق رئيسي بالنسبة للمستثمرين وصناع السياسة.

شهدت أرباح الشركات خلال الأسبوع أداءً متفاوتًا. تأثرت أسهم التكنولوجيا بشكل خاص مع تسجيل شركات مثل ميتا بلاتفورمز وأريستا نيتووركس خسائر كبيرة. أدت المخاوف من ارتفاع العوائد وتقييمات الأسهم إلى إعادة تقييم المستثمرين لهذا القطاع. في المقابل، شهدت القطاعات الدفاعية مثل المرافق والعقارات مكاسب، حيث لجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة وسط حالة عدم اليقين. ويترقب المستثمرون بشدة تقرير أرباح إنفيديا هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن تسجل الشركة زيادة بنسبة 82% في الإيرادات على أساس سنوي، مدفوعة بالطلب الكبير على رقائق الذكاء الاصطناعي، وخاصة رقاقة Blackwell AI الجديدة. يتوقع المحللون أيضًا أن يرتفع صافي دخل الشركة بنسبة 89% ليصل إلى 17.4 مليار دولار، مما يجعلها مؤشرًا رئيسيًا لأداء قطاع التكنولوجيا.

على الصعيد السياسي، أثارت التعيينات الأخيرة للرئيس المنتخب دونالد ترامب ردود فعل متباينة في الأسواق. اختيار روبرت ف. كينيدي الابن لإدارة الصحة والخدمات الإنسانية، وإيلون ماسك لإدارة جديدة تركز على كفاءة الحكومة، أثار توقعات بإمكانية حدوث تغييرات كبيرة في قطاعات مثل الرعاية الصحية والطاقة، فضلًا عن القطاعات التي تعتمد على العقود الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، تستمر السياسات التجارية والمالية للإدارة القادمة في تشكيل توقعات المستثمرين، حيث تقدم هذه السياسات مزيجًا من الفرص والمخاطر.

مع دخول الأسبوع الجديد، يتطلع المستثمرون إلى عدة عوامل رئيسية ستؤثر على الأسواق. تظل تقارير الأرباح في مقدمة اهتمامات المستثمرين، حيث من المتوقع أن تحدد نتائج إنفيديا النغمة لقطاع التكنولوجيا بأكمله. إلى جانب ذلك، ستحظى البيانات الاقتصادية الإضافية، مثل ثقة المستهلك وسوق الإسكان، بتركيز كبير لتقييم صحة الاقتصاد.

وستكون قرارات الاحتياطي الفيدرالي وتعليقاته حول التضخم ذات أهمية قصوى، حيث ستؤثر بشكل كبير على أسواق السندات والأسهم. أخيرًا، ستظل التطورات السياسية قيد المتابعة، مع التركيز على السياسات الجديدة التي قد تؤثر على القطاعات الحيوية.

تستمر الأسواق في مرحلة دقيقة وحساسة. تقدم البيانات الاقتصادية المختلطة، وتقلبات أرباح الشركات، والتطورات السياسية تحديات وفرصًا للمستثمرين. في مثل هذه الأوقات، يُنصح بالمحافظة على تنويع المحفظة الاستثمارية والتحلّي بالمرونة في اتخاذ القرارات. وفي ظل هذه البيئة المتقلبة، يظل التركيز على الأساسيات طويلة الأجل هو المفتاح لتحقيق النجاح، حتى مع استمرار التقلبات قصيرة الأجل في التأثير على الأسواق.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

تراجع مؤشرات الأسهم العالمية مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

"وكالات ": فتحت أسواق الأسهم الأوروبية على انخفاض اليوم وسط توتر المستثمرين بسبب استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط والمخاوف من احتمال تدخل الولايات المتحدة في الصراع بين إيران وإسرائيل.

وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6 بالمئة إلى 537.23 نقطة .

واستمرت الهجمات الجوية الإسرائيلية والإيرانية في وقت أبقى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العالم في حيرة من أمره حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في شن غارات جوية على طهران.

وقال ترامب إن المسؤولين الإيرانيين يريدون إجراء محادثات، في حين ذكر تقرير لرويترز أن وزراء من الاتحاد الأوروبي من المقرر أن يجروا محادثات نووية مع إيران .

وأثر الصراع الدائر منذ أسبوع على أسعار النفط، وارتفعت خلال اليوم مما أدى لصعود أسهم قطاع الطاقة 0.7 بالمئة ليصبح الوحيد الذي يسجل مكاسب في أوروبا.

وأبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة الأمريكية دون تغيير . لكن رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول حذر من تضخم "كبير" متوقع مع اقتراب فرض رسوم جمركية أعلى على الواردات.

ومن المتوقع صدور قرارات بشأن أسعار الفائدة في سويسرا والنرويج وبريطانيا.

كما تراجعت مؤشرات الأسهم الآسيوية، مع استمرار المخاوف بشأن الصراع في الشرق الأوسط.

وفي تصعيد جديد للتوترات، حذر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من إمكانية تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع مع إسرائيل، فيما رفض المرشد الأعلى لإيران دعوات الولايات المتحدة للاستسلام.

وارتفعت أسعار النفط، فيما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية.

وتراجع مؤشر نيكي 225 الياباني القياسي بنسبة 1 % ليغلق عند 34ر38488 نقطة. وصعدت أسهم شركة نيبون ستيل اليابانية بنسبة 3ر2 % بعد إعلانها عن اكتمال استحواذها على شركة يو إس ستيل، التي قوبلت بمعارضة من الحكومة الأمريكية لأكثر من عام.

وتراجع مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 1ر2% ليصل إلى 07ر23217 نقطة، نتيجة عمليات بيع مكثفة لأسهم شركات التكنولوجيا، كما تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 8ر0 % ليصل إلى 11ر3362 نقطة.

واستقر مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 الأسترالي دون تغيير تقريبا عند 70ر8523 نقطة.

وارتفع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 2ر0 % ليصل إلى 74ر2977 نقطة.

وكانت الأسواق المالية الأمريكية مغلقة الخميس بمناسبة يوم إنهاء العبودية، الذي يعرف باسم "جونتينث".

وأغلقت الأسهم الأمريكية، الأربعاء، على تباين، بعدما أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، على الرغم من أنه ليس متأكدا من ذلك.

واستقر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 دون تغيير تقريبا عند 87ر5980 نقطة، فيما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1ر0 ليصل إلى 66ر42171 نقطة.

وارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1ر0 % ليصل إلى 27ر19546 نقطة.

وفي أسواق الطاقة، ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي القياسي بواقع 71 سنتا ليصل إلى 21ر74 دولار للبرميل، كما ارتفع سعر خام برنت، القياسي العالمي لأسعار النفط، بواقع 76 سنتا ليصل إلى 46ر77 دولار للبرميل.

وفي أسواق العملة، ارتفع سعر الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، ليصل إلى 33ر145 ين ياباني من 13ر145 ين، فيما تراجع سعر اليورو ليصل إلى 1465ر1 دولار من 1484ر1 دولار.

مقالات مشابهة

  • أخبار التكنولوجيا |Pad 7s Pro شاومي يغزو الأسواق.. أهم مواصفات هاتف iQOO Z10 Lite
  • تراجع مؤشرات الأسهم العالمية مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط
  • دراسة: التكيف المناخي لن يمنع انهيار المحاصيل الرئيسية
  • ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بختام التعاملات
  • الأسواق العالمية تترقب قرار الفائدة الأمريكية وسط توترات الشرق الأوسط .. ونيكي الياباني يسجل أعلى مستوى في 4 أشهر
  • مؤشرات البورصة تواصل الهبوط وسط تداولات سجلت 1.1 مليار جنيه
  • تراجع جماعي لمؤشرات البورصة المصرية بمستهل جلسة الأربعاء
  • خبراء: الأسواق الناشئة لا تزال تشعر بالارتياح رغم تصاعد حرب إسرائيل وإيران
  • بورصة إسطنبول ترتفع وسط تقلبات إقليمية
  • الأسواق العربية والإسرائيلية تتعافى جزئياً.. مؤشرات البورصات تصعد بعد موجة خسائر حادة