العراقيون على موعد مع حرب جديدة
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
آخر تحديث: 23 نونبر 2024 - 9:23 صبقلم:سمير داود حنوش كل الوقائع والاحتمالات باتت تؤكد أن العراق على موعد قريب مع ضربة إسرائيلية محتملة بعد انتهاء الوساطة الأميركية لمنع حليفة واشنطن من تنفيذ أي هجوم على العراق. ويبدو أن الولايات المتحدة رفعت يدها عن حماية العراقيين بسبب استمرار الفصائل المسلحة بهجماتها ضد أهداف إسرائيلية.
القرار الأميركي يأتي بعد قناعة بأن الحكومة العراقية وقفت عاجزة أمام كبح جماح الفصائل في تنفيذ هجماتها، مما يعني عدم تنفيذها الاتفاق المبرم مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي عرض الحماية الأميركية مقابل وقف الهجمات في لقاء جمعه مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قبل أيام. لم تمض ساعات على تقرير صحيفة “معاريف” الإسرائيلية حول وصول عمليات الفصائل العراقية ضد إسرائيل إلى أعلى مستويات التهديد، حتى أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن مضمون رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الدولي بعنوان “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” والتي حددت بالأسماء الفصائل التي تستهدف إسرائيل وتشن هجمات مميتة ضد الإسرائيليين مثل عصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله، وألوية بدر، وحركة النجباء، وأنصار الله الأوفياء، وكتائب سيد الشهداء. مع تأكيد إسرائيلي أن تلك الفصائل تنتمي إلى الحشد الشعبي الذي يُدار بأوامر الحكومة العراقية بتوجيهات من طهران، مما يعني حسب الرسالة الإسرائيلية أن الحكومة العراقية كانت شريكاً في الصراع الدائر بين الفصائل المسلحة وإسرائيل وستكون طرفاً في ذلك الصراع. السيناريو الإسرائيلي بدأت تتسع أحداثه، خصوصاً بعد انتهاء أحداث غزة وتصفية القيادات من حزب الله اللبناني وتدمير البنى العسكرية للفصائل في سوريا، حيث سيكون الموعد القادم هو تصفية مراكز الفصائل ومعسكراتها في الداخل العراقي وربما يشمل ذلك البنى التحتية، وهي مقدمة تُنذر بخطر كبير يهدد العراق بسيادته واقتصاده، ويكون على شكل ضربات متسلسلة حسب بعض التوقعات.ما يقارب من تسعين هجوماً بالمُسيّرات في الشهر الجاري مقارنة بواحد وثلاثين هجوماً في سبتمبر وستة في أغسطس، ما يدل على أن الفصائل العراقية التي تعتبرها واشنطن مقربة من إيران قد تفوقت على جماعة الحوثي في ضرب الأهداف العسكرية الإسرائيلية وحتى الأميركية في البحر الأحمر بعد أن زودتها إيران بمُسيّرات وصواريخ لاستخدامها في الانتقام العسكري. لا يمكن الفصل بين العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا على إيران لإرسالها صواريخ بالستية وأسلحة أخرى إلى روسيا لدعمها في حربها ضد أوكرانيا، ووصف طهران لقرار العقوبات بأنه “غير مبرر” وبين تصعيد الفصائل ضد إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.الوجه الآخر لحقيقة التعهد الأميركي بأنه مهما كان حجم هذا التعهد من قبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أو الرئيس جو بايدن، فإن ذلك التعهد سيكون محدود الوقت إلى حين تولي الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الرئاسة في البيت الأبيض، أي إن ذلك التعهد وقتي مهما قيل عنه بانتظار قرارات حاسمة من الإدارة الأميركية الجديدة. من جانبه، رفض العراق الاتهامات الإسرائيلية واصفاً إياها بالمبررات لعدوان يُخطط له، داعياً مجلس الأمن لحفظ حقوق العراق وردع التهديدات، ومطالباً الجامعة العربية بموقف حازم استناداً لوحدة المصير والدفاع المشترك، وذكّر العراق أميركا باتفاقية الإطار الإستراتيجي لحمايته.تدرك إسرائيل أن أكبر هدية ستقدمها لترامب في حفل تنصيبه هي تدمير الفصائل المسلحة، وهو ما يرغب به الرئيس الجديد للإدارة الأميركية الذي جمع حوله أغلب القيادات العسكرية والأمنية التي في غالبيتها ضد السياسات الإيرانية وأذرعها في المنطقة.مع مرور الأيام، يقترب موعد الضربة الإسرائيلية للعراق لتكتمل صورة بلد لا يملك إلا الدعاء، بلد مكتوب عليه أن يظل محاصرا بالخراب والفوضى بعد أن أخذ دوره في حروب الإنابة، وليته كان فاعلاً ومؤثرا في ذلك الدور.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
دمشق وتل أبيب على موعد مع جولات تشاورية جديدة.. مصدر دبلوماسي سوري يكشف التفاصيل
أوضح المصدر نفسه أن الوفد السوري شدّد خلال اللقاء السابق على أن "وحدة وسلامة وسيادة الأراضي السورية مبدأ غير قابل للتفاوض". اعلان
أفاد مصدر دبلوماسي سوري أن لقاءً جمع وفدين سوريًا وإسرائيليًا في باريس بوساطة أميركية، ناقش سبل احتواء التصعيد الأمني في الجنوب السوري، وإمكانية تفعيل اتفاقية "فضّ الاشتباك" الموقّعة عام 1974، دون التوصّل إلى اتفاقات نهائية، وفق ما نقل التلفزيون السوري الرسمي، السبت.
وبحسب ما أوردته القناة الرسمية، ضمّ الوفد السوري ممثلين عن وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات العامة، فيما جرى اللقاء في أجواء وصفت بأنها مشاورات أولية هدفت إلى خفض التوتر وإعادة فتح قنوات الاتصال، في ظل التصعيد المستمر منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وأشار المصدر إلى أن الحوار شمل بحثًا حول إعادة تفعيل اتفاق فضّ الاشتباك بـ"ضمانات دولية"، مع تأكيد الجانب السوري على انسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من النقاط التي تقدّمت إليها مؤخرًا جنوب البلاد.
ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب مواجهات عنيفة اندلعت في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في 13 تموز/يوليو، أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 شخص، معظمهم من أبناء الطائفة الدرزية، إثر اشتباكات بدأت بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، وتطورت إلى صدامات أوسع شملت تدخلًا للقوات الانتقالية السورية، أعقبه قصف إسرائيلي استهدف مواقع رسمية في دمشق.
Related الاتحاد الأوروبي يدعو لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات جنوب سوريا وانتقال سلمي للسلطةالسعودية توقع اتفاقيات بـ6.4 مليارات دولار لدعم إعادة إعمار سورياسوريا: سلسلة انفجارات غامضة تهزّ إدلب مخلفةً قتلى وجرحىوتؤكد إسرائيل من جانبها أنها لن تسمح بـ"استهداف الأقلية الدرزية" أو بوجود "تموضع عسكري معادٍ" في الجنوب السوري.
وأوضح المصدر ذاته، كما نقلت القناة السورية، أن الوفد السوري شدّد خلال اللقاء على أن وحدة وسلامة وسيادة الأراضي السورية مبدأ غير قابل للتفاوض، وأن السويداء وأهلها جزء أصيل من الدولة السورية، لا يمكن المساس بمكانتهم أو عزلهم تحت أي ذريعة.
واتُّفق في ختام الاجتماع على عقد "لقاءات جديدة خلال الفترة المقبلة"، بهدف مواصلة النقاشات وتقييم الإجراءات الممكنة لاحتواء التوتر وتثبيت الاستقرار في المنطقة الجنوبية.
ومنذ تولّيها السلطة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، أقرت السلطات الانتقالية في دمشق بوجود قنوات اتصال غير مباشرة مع إسرائيل، تؤكد أنها تهدف إلى احتواء التصعيد، عقب مئات الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية داخل سوريا، إضافة إلى توغلات ميدانية في الجنوب بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وتربط دمشق هذه المحادثات غير المباشرة بالعودة إلى تطبيق اتفاق "فضّ الاشتباك" لعام 1974، لا سيما ما يتصل بوقف العمليات القتالية، وإعادة تفعيل دور قوات الأمم المتحدة لمراقبة المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الجانبين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة