عربي21:
2025-12-01@07:57:12 GMT

العراقيون والبقاء على قيد الحياة!

تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT

نسمع كثيرا بمصطلح "البقاء على قيد الحياة"، الذي يُطلق على المواقف الحرجة التي يكون فيها الإنسان خصوصا، والكائنات الحيّة عموما، بين الحياة والموت! والمصطلح يُستخدم طبيّا، وبالذات في المواقف الصعبة والحوادث الخطيرة، والأمراض بمراحلها المتقدّمة، ويُستخدم عند العمل على تقليل الخسائر أوقات الحروب، والأزمات الإنسانيّة، والكوارث الطبيعيّة، والحرائق، وعند انقطاع الإنسان في الصحراء، ومواقع الزلازل والبراكين، وحصوله على القليل من الماء والغذاء، وهنا يُقال عن الناجين:" قاتلوا للبقاء على قيد الحياة"!

والمصطلح أُقحم بعد العام 2003 بمختلف الميادين العراقيّة، وفي هذا السياق قال السياسيّ عزت الشابندر يوم 14 تموز/ يوليو 2025: "على العراقيّين أن يستعدّوا للحصار، ويُهيئوا مستلزمات البقاء على قيد الحياة"!

فهل العراق مقبل على عقوبات أمريكيّة بسبب التعاون الوثيق مع طهران، أم لنشر المليشيات للفوضى السياسيّة والأمنيّة، وكذلك "التلاعب الرسميّ" بآليات صرف رواتب الحشد الشعبيّ وتحدّي الخزانة الأمريكيّة؟

غالبيّة ساسة العراق، ورغم تحذيراتهم وتخوّفهم من الأزمات المركّبة، يستخفّون بالكلام عن التغيير، وكأنّهم خالدون في مناصبهم وسلطانهم!
الواقع العراقيّ العامّ متدهور وبدرجات خطيرة يَصعب تغطيتها عبر الأدوات الإعلاميّة الرسميّة والقريبة منها، وخلال الأيّام العشرة الماضية هاجمت أكثر من 20 طائرة مسيّرة بعض المواقع الحيويّة في كردستان العراق! واتّهمت أربيل، صراحة، المليشيات بالوقوف وراء الهجمات!

وطلبت السفارة الأمريكيّة في بغداد من الحكومة ممارسة سلطتها لمنع الجماعات المسلّحة من شنّ الهجمات، كونها "تُقوّض سيادة العراق وتُضرّ بجهوده في جذب الاستثمارات الأجنبيّة"، فيما قالت الخارجيّة الأمريكيّة بأنّها ️ستتّخذ "الإجراءات اللازمة لحماية أفرادنا ومصالحنا في العراق والإقليم"!

فما الذي يمكن أن تقوم به واشنطن لحماية أفرادها ومصالحها في العراق والإقليم؟ ومن هنا، ربّما، جاءت مخاوف بعض المنابر الدينيّة في النجف وغيرها، وتحذيرها من "اغتيالات إسرائيليّة في العراق"!

وقبل أسبوع، زار قائد فيلق القدس الإيرانيّ "إسماعيل قاآني" العراق، وأبلغ بعض السياسيّين بالاستعداد لـ"عمليّات اختراق واسعة في العراق"، فيما حذّر نوري المالكي، يوم 16 تموز/ يوليو 2025، من ملامح "أزمة سياسيّة تهدّد النظام الديمقراطيّ"!

وغالبيّة ساسة العراق، ورغم تحذيراتهم وتخوّفهم من الأزمات المركّبة، يستخفّون بالكلام عن التغيير، وكأنّهم خالدون في مناصبهم وسلطانهم!

وعوامل التناحر توسّعت بين الكتل السياسيّة، ووصلت لمجلس النوّاب بسبب تصريحات رئيسه "محمود المشهداني" يوم 13 تمّوز/ يوليو 2025، بأنّ العراق على موعد مع تظاهرات الشهر المقبل، وقد يذهب إلى "حكومة طوارئ" إذا حصل اضطراب أمنيّ، وأنّ أمريكا أرسلت رسائل لجميع القيادات السياسيّة بشأن الحشد، وضرورة دمجه بالقوّات الأمنيّة!

وكلام المشهداني أزعج القوى الشيعيّة، وحاولت إيقاعه "بمصيدة كلاميّة" وادعت بأنّه تلفّظ بألفاظ هابطة تمسّ العراق، ولكنّ الموقف السياسيّ السنّي الموحّد قاد للتهدئة والاعتذار، لكن هذا لا يعني نهاية الأزمة.

وهنالك اليوم صراع واضح نتيجة لرفض النواب الكرد والسنّة لإقرار قانون تقاعد الحشد الذي تصرّ عليه الكتل الشيعيّة، وترفضه واشنطن!

والحديث عن "حكومة طوارئ" ليس زوبعة إعلاميّة "معادية"، بل هو مشروع يتنامى بقوّة، ويدعمه التناحر العامّ في البلاد!

ونصحت الخارجيّة الأمريكيّة مواطنيها، يوم 17 تموز/ يوليو 2025، "بعدم السفر إلى العراق"! ونصيحتها لم تأت من فراغ، وإنّما لوجود تهديدات حقيقيّة!

والتطوّر الأبرز تمثّل باتّهام "شبل الزيدي"، قائد كتائب الإمام علي، لنوري المالكي الثلاثاء الماضي، بسقوط الموصل وسبايكر وعشرات الحرائق والتفجيرات! وفي المقابل، هدّد المالكي بكشف جرائم الحشد في المحافظات السنّية إن "لم يتراجع شبل عن تصريحاته"!

التناحر والفساد الهائل سيقود العراق حتما للغرق، ولا نعرف مَنْ سيُبقيه على "قيد الحياة"، خصوصا مع السياسات السقيمة والطائفيّة، وآخرها قانون العفو العامّ الذي صُمّم للمجرمين والفاسدين والسرّاق، وترك ضحايا المخبر السّرّيّ والمادّة (4) إرهاب في دهاليز السجون والضياع، وربّما الإعدام!
وهكذا، فإن عوامل نحر العراق متعدّدة، ومنها الفساد الماليّ والإداريّ، وقد كشف رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي، يوم 12 آذار/ مارس 2023، أنّ الفساد كلّف العراق أكثر من 600 مليار دولار!

وهذا الفساد ضرب عموم جوانب الحياة، ونتيجة لذلك لم تعدْ حتّى الأماكن العامّة آمنة لفقدانها أبسط مقوّمات السلامة، وآخرها حريق مدينة الكوت الذي التهم أكثر من 80 شخصا، وكالعادة فتحت الحكومة تحقيقا كبيرا في الحادث، ولكنّ نتائجه لن تكون حاسمة!

والحادث سبقته عشرات الحوادث التي فتحت فيها تحقيقات ودون نتائج، وأبرزها غرق المطعم اللبنانيّ (2013)، وعبارة الموصل (2019)، وحرائق مستشفى ابن الخطيب في بغداد (2021)، ومستشفى الحسين في الناصريّة (2021)، وقاعة أعراس الحمدانيّة (2023)، وغيرها!

وخلال العام 2024، سُجّل أكثر من 8554 حادث حريق التهمت نيرانها الأبرياء في لحظات السكون والسعادة!

والمدهش أنّ مجلس الوزراء العراقيّ عَيّن يوم 3 تمّوز/ يوليو الحاليّ 632 من المفصولين السياسيّين! ولا ندري أين كان هؤلاء، ومَن فصلهم أصلا بعد 22 عاما من الاحتلال والتغيير؟

هذا التناحر والفساد الهائل سيقود العراق حتما للغرق، ولا نعرف مَنْ سيُبقيه على "قيد الحياة"، خصوصا مع السياسات السقيمة والطائفيّة، وآخرها قانون العفو العامّ الذي صُمّم للمجرمين والفاسدين والسرّاق، وترك ضحايا المخبر السّرّيّ والمادّة (4) إرهاب في دهاليز السجون والضياع، وربّما الإعدام!

إبقاء العراق والعراقيّين على "قيد الحياة" مسؤولية تعاونيّة مقدّسة، لأنّ مَنْ أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعا!

وهذه المسؤوليّة تقع على كاهل السياسيّين الأنقياء، والإعلاميّين الناصحين، والعلماء المخلصين، ورجال الدين الأصلاء، والتجّار الأصفياء، والمواطنين العاملين للوصول بالبلاد لمرحلة "البقاء على قيد الحياة"، ثمّ العمل على بناء الوطن والإنسان للنهوض بصلابة في وجه المؤامرات الداخليّة والخارجيّة!

x.com/dr_jasemj67

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء العراق المليشيات الحشد الأزمات العراق مليشيات أزمات الحشد قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على قید الحیاة ة الأمریکی ة فی العراق یولیو 2025 أکثر من

إقرأ أيضاً:

الدولار يواجه أسوأ خسارة أسبوعية منذ يوليو

يتجه الدولار الأمريكي اليوم الجمعة نحو تسجيل أسوأ خسارة أسبوعية له منذ أواخر يوليو الماضي، مع تكثيف المتعاملين رهاناتهم على مزيد من التيسير النقدي في ديسمبر، في حين تراجعت السيولة في الأسواق بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.

وزير الخارجية يلتقي نظيره اللبناني على هامش المنتدى الإقليمي للاتحاد من أجل المتوسط ارتفاع مفاجئ بأسعار الذهب في مصر اليوم الجمعة لحظة بلحظة.. أسعار الدولار مقابل الجنيه بالبنوك اليوم الجمعة

وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% عند 99.624، محققًا بعض المكاسب بعد انخفاضه على مدار خمسة أيام، ليواجه بذلك أسوأ أداء أسبوعي له منذ 21 يوليو.

وأظهرت أداة "فيد ووتش" التابعة لـ"سي.إم.إي" وجود احتمالات بنسبة 87% لخفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم 10 ديسمبر، مقارنة مع 39% قبل أسبوع، بحسب "رويترز".

وعلى صعيد سندات الخزانة الأمريكية، ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 0.8 نقطة أساس عند 4.0037%، بعد انخفاض دام خمسة أيام شهد تجاوز عتبة 4% مرتين لفترة وجيزة.

وفي آسيا، تأرجح الين الياباني بين المكاسب والخسائر، مسجلاً انخفاضًا بنسبة 0.1% عند 156.385 ين مقابل الدولار في أحد التداولات. وسجلت العملة اليابانية مكاسب مؤقتة بعد تقارير عن ارتفاع أسعار المستهلكين في طوكيو بنسبة 2.8% في نوفمبر، متجاوزة الهدف الرسمي لبنك اليابان عند 2%.

وأشار محللو "كابيتال إيكونوميكس" إلى أن استمرار مشكلات سوق العمل وارتفاع التضخم باستثناء الأغذية الطازجة والطاقة فوق 3% يشير إلى احتمال استئناف بنك اليابان دورة التشديد النقدي خلال الشهرين المقبلين، ما يعكس استمرار سياسة تشديدية محتملة.

ويتجه الين نحو تسجيل انخفاض للشهر الثالث على التوالي، في ظل إعلان رئيسة الوزراء اليابانية عن حزمة تحفيز بقيمة 21.3 تريليون ين (135.4 مليار دولار)، فيما تجنب بنك اليابان رفع أسعار الفائدة رغم تجاوز التضخم المستهدف.

على صعيد العملات الأخرى، استقر اليورو عند 1.1600 دولار في آسيا دون تغيير يذكر، فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس عن اجتماع وشيك بين وفدين من أوكرانيا والولايات المتحدة لمتابعة صيغة محادثات جنيف لإنهاء الحرب مع روسيا وتقديم ضمانات أمنية لكييف.

وهبط الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% عند 1.323 دولار، لكنه يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل أغسطس بعد كشف وزيرة المالية البريطانية ريتشل ريفز عن خطط لزيادة الضرائب بمقدار 26 مليار جنيه إسترليني (34 مليار دولار).

وسجل الدولار الأسترالي ارتفاعًا بنسبة 0.1% عند 0.6536 دولار في التعاملات المبكرة، بعد بيانات أظهرت زيادة ائتمان القطاع الخاص بنسبة 0.7% في أكتوبر مقارنة بالشهر السابق، فيما استقر اليوان عند 7.074 مقابل الدولار في التعاملات الخارجية، متجهًا نحو أفضل أداء شهري منذ أغسطس.

أما الدولار النيوزيلندي، فتراجع بنسبة 0.1% عند 0.5725 دولار، في ختام أسبوع شهد أكبر مكاسب له منذ أواخر أبريل.

مقالات مشابهة

  • منظمة بدر:نرفض التدخل الأمريكي بالشأن العراقي والحشد سيبقى تابع للإمام خامئني
  • رئيس الوزراء العراقي يبحث مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا جهود دعم الاستقرار
  • الرئيس العراقي يبحث مع السفير الإيطالي تعزيز التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية
  • الدفاع المدني العراقي: الحرائق انخفضت هذا العام بنسبة 58% عن الأعوام السابقة
  • أمير منطقة حائل يرعى غدًا افتتاح hgمستشفى العام ومؤتمر حائل الدولي لطب نمط الحياة
  • خبير اقتصادي:كلفة الفرد العراقي من الولادة حتى التقاعد=أكثر من (532) مليون ديناراً
  • نائب سابق:الاقتصاد العراقي في وضع خطير جداً جراء الفشل والفساد الحكومي
  • فورة السوداني.. يشكل لجنة للكشف عن “الفصيل الحشدوي”الذي قام بقصف حقل السليمانية الغازي
  • من البطالة إلى المشاريع الرقمية: كيف غدا الفريلانس خيار الشباب العراقي
  • الدولار يواجه أسوأ خسارة أسبوعية منذ يوليو