لجريدة عمان:
2025-05-13@07:01:35 GMT

«ماما غنيمة».. وحلول الدراما السريعة

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

من الأعمال الدرامية الخفيفة التي عرضتها منصَّة شاهد، المسلسل الخليجي (ماما غنيمة) من تأليف علياء الكاظمي، للمنتج جمال سنان، وإخراج عبدالرحمن السلمان، وإنتاج (إيجل فيلمز).

المسلسل يتكون من ثماني حلقات، وتستغرق مدة الحلقة تقريبا ثلاثين دقيقة. حفل المسلسل ببطولة النجمة القديرة أسمهان توفيق في دور شخصية الجدّة، وهي من الفنانات اللواتي يمتهنَّ التمثيل في التلفزيون والمسرح، كما تتمتع بحرفة الكتابة الدرامية والإخراج.

وقفت إلى جانبها في البطولة فنانات: من الكويت (ليالي دهراب) التي قدمت شخصية (مناهل)، ومن مصر (ريم سامي) في تأدية شخصية (لمياء) ومن السعودية (فَيّ فؤاد) في شخصية (سارة) إلى جانب فنانين آخرين هم: (ياسة، وعبدالعزيز أحمد، وأحمد العوضي، وفاطمة الدمخي، ومهدي برويز وأحمد السعدون، عبدالله عبدالرضا، ومنصور البلوشي).

تدور الأحداث حول الجَّدة غنيمة، أم (فيصل) التي تقرر أن تمنح ثروتها لإحدى بنات ابنها المتوفى. كان ولدها بحكم عمله الدبلوماسي وتنقله من بلد لآخر يتزوج ويطلق ويغادر. فتزوج من السعودية ومصر والكويت. أنجب بناته الثلاث وتخلى عنهن لتعيش كل واحدة منهن مع أمها. يتضح من الأحداث أن الجدة غنيمة لا تعرف شيئا عن حفيداتها، لكنها تقرر أن تكتب ثروتها لإحداهن، ما يدفع المُشاهد إلى التساؤل: لماذا تفعل ذلك؟ وما مبرراتها؟ هل لأنها وحيدة فقط؟ ألم يكن في تفكيرها كسيدة أعمال ولديها خبرة في الحياة توجيه ثروتها اتجاهات مختلفة؟ لكننا نقول غالبا إنها حرة في توجيه ثروتها، وهذا ما حصل فعلا.

يفتتح المشهد الأول برسالة تكتبها الجدة غنيمة لحفيداتها الثلاث تدعوهن إلى الإقامة معها لمدة سنة في بيتها العامر والكائن في الكويت، ليتسنى لها اختيار من تستحق أن تحصل على ثروتها. لا يخلو الأمر هنا من مغامرة وتشويق، فالمُشاهد للمسلسل كالجدة غنيمة سوف يتعرّف على أخوات ثلاث لم يلتقين في حياتهن، إلا في اسم الأب فقط. والأمر كذلك ينطبق على جدتهن الثرية التي تجهل عنهن كل شيء.

وهذا العنصر الأول من عناصر التشويق، عليه أن يظل متصاعدا ولا يخفت، حتى يظل المُشاهد مندمجا في اللعبة الدرامية. ولكي يبقى ذلك الانشداد إلى القصة، فعلى الجدة الثرية أن تضع شروطا، وهو ما سيوجهها ومغامرتها إلى أشياء غير متوقعة. يسأل المُشاهد: هل يُعقل أن يتخلى المرء عن ثروته بهذه البساطة؟ ما الهدف المتوخى تحقيقه؟ ما القضية المركزية الواجب تتبعها؟ لاح في الأفق وأنا أطرح السؤال، استمداد مصادر الإلهام والتأثير من كلاسيكيات المسرح، فأتذكر الملك لير الذي في صفاقة وحماقة غير مبررتين، يوزع مملكته على بناته الثلاث. لكن لير غير ماما غنيمة بالضرورة.

كان الشرطان اللذان وضعتهما الجدة منطقيين في حدود السيناريو وفكرته ورسائله. فعلى الحفيدة التي ستحصل على الثروة أن تبحث لها عن عمل، حتى تُقدّر قيمة المال والفِلس. وعليها بعد الحصول على العمل أن تتزوج رجلا مناسبًا. ما يدعو إلى التساؤل: ما الذي كانت ستستفيده الجدة إذا عرفت مَن سوف يتزوج حفيدتها ويتنعم في الخير؟ ماذا وراء الدراما؟

ننتقل مع السيناريو سريعا (بحكم حلقاته الثمان)، لنشاهد الأخوات وهنّ يبحثن عن العمل. تستطيع الممرضة (لمياء) الحصول على وظيفة في مستشفى، و(سارة) مصممة الأزياء التي تغادر السعودية تاركة خلفها اسمها التجاري الذي بنته في سوق التصميم وشاب ارتبطت معه في علاقة حب، فلا تجد صعوبات كثيرة، هي الأخرى، الحصول على عمل تُحبه، أما (مناهل) فتجد عملا كبائعة في مطعم للوجبات السريعة.

إنّ فكرة التنافس على الثروة بين العائلات بوجه عام ليست فكرة جديدة على الدراما والسرد، وبناؤها في هذا العمل وحصر التنافس أو الصراع بين الأخوات الثلاث هو ما يرفع من نسبة مشاهدة العمل. فالسيناريو اعتمد تقديم وجبة درامية خفيفة جدا. فشاهدنا طوَافا عابرا لهواجس نفسية بسيطة جدًا؛ من ذلك مثلا حينما تتمنى لمياء في داخلها أن تكون هي الفائزة بالثروة، وكذلك سارة التي تُسابق الزمن ليأتي حبيبها (خالد) ويتعرّف على جدتها ليخطبها، لكنه يفشل في الاختبار، وأيضا مناهل التي تحلف لأمها في مكالمة هاتفية أنها لن تتزوج (عبيدان) ومحاولة مدير مكتب جدتها وصديقته الإيقاع بها وسرقتها.

كان على الصراع أن يتطور وعلى التنافس أن يزداد وتنكشف خيوط القصة، فيسارع السيناريو إلى فضح خطيب سارة الطمّاع وغير المناسب عبر حيلة ذكية من الجّدة، ومن جانب آخر عزز السيناريو من طموح الخادمة (نشمية) التي شاهدناها في مشهد خاطف تقرأ الفنجان لتبصر من خطوطه أن لمياء هي التي ستكون الثروة من نصيبها، فتسارع الخادمة إلى تدبير اتفاق مع ابنها (محمود) الذي يؤدي دوره الفنان (أحمد العوضي) ليقترب من الحفيدة لمياء وينصَب شباكه حولها، لكنه وأمه يقعان في شرّ عملهما وخططهما الدنيئة عندما تتعب الخادمة فجأة وتُنقل إلى المستشفى وهناك تُكشف حقيقة الخادمة وخيانتها وخستها وابنها معها أمام لمياء البريئة، لكن السيناريو يأبى، إلاّ أن يكافئهما لتنتهي قصتهما مكللة بالزواج!

من جميل اللقطات في المسلسل، كانت لقاءات الأخوات معا، وتجمعهّن وتجاذب أطراف الحديث فيما بينهن، الأمر الذي أضفى أجواءً لطيفة وعزز قيمة وجود العائلة. وقد وزع السيناريو اللقاءات بأريحية وهدوء وضحك، تارة مع الجدة غنيمة وهي تُخبر حفيداتها عن شخصية والدهن وطِباعه، وتارة أخرى في أثناء مراقبة الخادمة خلسة لهن، ويُضاف إليها اختبارات الجدة لحفيداتها.

ما الذي أراه نقصًا في المسلسل؟ رغم سلاسة أداء التمثيل (ينبغي الإشادة هنا بالبطلات جميعهن) ومحاولة إلقاء العمل الضوء على بعض مشكلات المجتمعات العربية، لكن الحلول جاءت بشكل سريع وفقير. قدم السيناريو حلوله الخاصة لأغلب الشخصيات بهدف الوصول -على ما يبدو- إلى نهايات سعيدة، وتبين ذلك في معالجة بعض الأحداث بلا منطقية، كأن تُغير ماما غنيمة بنود العقد بنفسها لتوظف (دعاء)، انطلاقا من محبتها لخادمتها التي تخون الأمانة والعشرة! وتصير (دعاء) من موظفة بدالة إلى سكرتيرة خاصة للجدة! (في مشهد غاضب، ادعت دعاء أنها مديرة مكتبها، والفرق كبير بين السكرتيرة والمديرة!) وكذلك اندهاشها من شخصية (سعود) الذي تثق فيه الجدة، فتصفه منذ أول لقاء لهما أنه بلا أخلاق! وهو الموظف الخبرة الذي ائتمنته الجدة ليكشف لها عن نظرة الطمع في أعين حفيداتها لحظة زيارتهن للشركة ومعرض السيارات، فلا نرى كيف كشف لها ذلك، لكننا نشاهد فجأة انقلاب السحر على الساحر ليقع سعود في شرّ نواياه وخططه.

إن قُدرة المُشاهد على التنبؤ بمآل توزيع الثروة على الحفيدات الثلاث بالتساوي كان واضحا جدا، وقد اتضح من مسار الأحداث. ويظهر أن هدف الدراما في المسلسل كان إسعاد المُشاهد وإرباكه معا، إسعاده بمناظر الثراء والبيوت النظيفة وأناقة الجميع بلا استثناء، وإرباكه بجملة المعالجات السريعة التي جرى تقديمها. فهل كانت الجدة تُخطط لتكشف نوايا الجميع؛ حفيداتها الثلاث، وخالد وسعود، وقصة عادل الذي ظل يُراكم في تأخير إيصال المبالغ للبنوك واختفائه ثم ظهوره بعد تأدية تلك التمثيلية على الوجه الأكمل! من الجميل أن تختبر الجَّدة نفوس الحفيدات لمعرفة معدن كل واحدة منهن، ومن المفيد أن تكون هناك عائلة تجمع أفرادها المحبة الخالصة لا الأنانية، ومن الأجمل أن يكون الحبّ بابا لتغيير الشخصيات من داخلها، ومن الأحسن للنفوس أن تتصافى وتعفو، فالمال يُغير النفوس، لكن كما قال أرسطو في معرض تعريفه للكوميديا معتبرا إياها فنا مسرحيا يناقض التراجيديا، فإن سيناريو الحلول السريعة مناقض ليس للواقع (الذي نأمل أن يكون سعيدا وجميلا) بل مناقض للدراما.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ماما غنیمة الم شاهد التی ت

إقرأ أيضاً:

أول دراسة من نوعها على البشر: الوجبات السريعة تضر الدماغ

لا شك في أن الآثار الصحية السلبية العديدة التي يُسببها النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة والسكر المكرر على جسم الإنسان باتت معروفة، لكن الدراسات على هذا الموضوع لا تتوقف.
أول دراسة من نوعها على البشر
فقد توصل باحثون إلى أن الوجبات السريعة تؤثر سلبا أيضا على جزء محدد من الدماغ، وفقا لموقع New Atlas.

وأظهر علماء من جامعة سيدني في أول دراسة من نوعها على البشر أجريت باستخدام نظام الواقع الافتراضي VR، وجود صلة بين الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكر وضعف التنقل المكاني والذاكرة، بما يدعم نتائج دراسات سابقة أجريت على القوارض.
وأضافوا أن 120 شابا بالغا خضعوا لمسح للدهون والسكريات الغذائية DFS ليتمكن الباحثون من تقييم متوسط استهلاكهم التقريبي على مدار الأشهر الاثني عشر الماضية. ثم باستخدام سماعة رأس الواقع الافتراضي، استعمل المشاركون عصا تحكم للتنقل عبر متاهة ثلاثية الأبعاد مع أدلة بارزة للعثور على صندوق كنز في نهاية المطاف.
وكان عليهم القيام بذلك ست مرات، وإذا عثروا على صندوق الكنز في أقل من أربع دقائق، انتقلوا إلى المحاولة التالية، وإذا فشلوا في الالتزام بهذا الموعد النهائي، فسيتم نقلهم افتراضيا إلى موقع الصندوق حتى يتمكنوا من رؤية المعالم القريبة في المرة التالية.
في المرة السابعة والأخيرة، تم إزالة صندوق الكنز، وكان على المشاركين التنقل إلى جزء المتاهة الذي اعتقدوا أنه موقعه السابق.
تعبيرية عن (أيستوك)
وحتى عند تعديل مؤشر كتلة الجسم والذاكرة العاملة، كان أداء المشاركين الحاصلين على درجات DFS أعلى أسوأ بكثير في تحديد موقع الصندوق مقارنةً بمن تناولوا كميات أقل من الدهون والسكر في أنظمتهم الغذائية.
إلى ذلك، أشارت النتائج إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكر – مثل الأنظمة الغذائية الغربية التقليدية، تسبب نوعًا من ضعف الحُصين، مما يعيق الملاحة المكانية ووظيفة الذاكرة.
ومن المعروف أن الملاحة المكانية تُعلم وتُذكر بمسار من مكان إلى آخر.
بدوره، قال الباحث دومينيك تران من جامعة سيدني، إنه حتى لدى الأشخاص الأصحاء نسبيا ذوي مؤشرات كتلة الجسم الطبيعية، يمكن أن يضعف النظام الغذائي السيئ الإدراك قبل فترة طويلة من ظهور حالات أيضية أخرى.
تعبيرية عن أبحاث علمية (أيستوك)
خبر سار
رغم ذلك، أشارت الدراسة إلى خبر سار هو أن الباحثين رجحوا أنه يمكن التعافي من هذا الوضع بسهولة، حيث يمكن للتغييرات الغذائية أن تُحسّن صحة الحُصين، وبالتالي القدرة على التنقل في البيئات المحيطة، كما هو الحال عند استكشاف مدينة جديدة أو تعلم طريق جديد للعودة إلى المنزل.
كما لفتت النتائج بشكل عام إلى أهمية اتباع نظام غذائي جيد لصحة الدماغ، وهو أمر يزداد أهمية مع التقدم في السن وتراجع الإدراك الطبيعي.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أحمد فهمي "ابن النادي" في ملعب الكوميديا.. مسلسل جديد من إنتاج شاهد
  • بعد غياب عامين.. أحمد فهمي يعود للدراما بـابن النادي على شاهد
  • وزير الأوقاف: الشيخ حسن العطار شخصية مصرية جديرة بعشرات الدراسات
  • من اللعبة 5 إلى 220 يوما.. أبرز مسلسلات 2025 بعد الموسم الرمضاني
  • الإفراج عن الناشط الدكتور أحمد أبو غنيمة
  • أول دراسة من نوعها على البشر: الوجبات السريعة تضر الدماغ
  • يسرا تفاجئ جمهور بريستيج بظهور خاص | شاهد
  • الدكتور احمد زياد أبو غنيمة
  • ماذا يحدث للجسم عند ترك الوجبات السريعة؟
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم