الحرة:
2025-07-27@16:01:19 GMT

ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟

تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT

ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟

قتل أكثر من 50 شخصا السبت بضربات إسرائيلية في لبنان، خصوصا في بيروت، وفق وزارة الصحة اللبنانية، فيما شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على أن بلاده "ستواصل التحرك بحزم" ضد حزب الله.

لكن الهجمات الأخيرة اتسمت بأنها كانت عنيفة، حيث اعتبر، جورج نادر، القائد السابق للفوج المجوقل بالجيش اللبناني، أن هذه الهجمات التي طالت الضاحية الجنوبية واستهداف وسط بيروت تعني أن إسرائيل "لا خطوط حمراء لها" في استهداف حزب الله وقادته أينما كانوا في العاصمة اللبنانية.

وأضاف نادر في حديث لقناة "الحرة" أنه من الناحية العسكرية هذا الاستهداف لقياديين في حزب الله، يأتي بهدف "الضغط على حزب الله للقبول بوقف إطلاق النار، تبعا للشروط الإسرائيلية"، مستبعدا أن يتم القبول بهذه الشروط.

وأكد أن الهجمات تثبت أن إسرائيل "لا تهتم" إذا كان القادة الذين تستهدفهم لوحدهم، أو بين مدنيين، وقال نادر إن إسرائيل قتلت مؤخرا أحد قادة حزب الله في قرية، وهو ما أسفر عن مقتل 23 شخصا من المدنيين الأبرياء بينهم أطفال ونساء.

واستيقظ سكان العاصمة اللبنانية على وقع ثلاثة انفجارات ضخمة عند الفجر، وأدت الضربات إلى تدمير مبنى سكني بالكامل في منطقة البسطة المكتظة في قلب بيروت.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 15 شخصا وإصابة 63 آخرين في الضربات الإسرائيلية على البسطة، فيما تتواصل عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض.

الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، مفيد مرعي، قال لقناة "الحرة" إن الاستهداف لقيادات حزب الله ليس "بالأمر الجديد"، إذ كان هناك استهداف لهم في جنوب لبنان، والمرحلة التي تلت باستهدافهم في بيروت.

وأكد مرعي وهو عضو سابق في الكنيسيت أن هذا الاستهداف "عسكري، بهدف إضعاف معنويات المقاتلين الآخرين".

ويرى أن استبدال القياديين في منظومة حزب الله، لا يعني أنهم يختارون أشخاصا بالمستوى ذاته، وهذا ما يعرقل العمليات والأوامر التي يتلقونها، مشيرا إلى أن غالبية القيادات ليسوا من حزب الله في لبنان، بل هم قادمين من إيران.

ردود حزب الله على إسرائيل ضربة جوية إسرائيلية تستهدف مبنى سكنيا في قلب بيروت

ودعا نادر حزب الله إلى ضرورة "التعميم على قياداتهم بعدم تواجدهم في مناطق سكنية، إذ أن إسرائيل قادرة على تحديد أماكنهم بواسطة شبكة عملاء"، مبينا أن على هؤلاء "الذهاب إلى الجنوب ومواجهة إسرائيل" في تلك المناطق، وترك بقية المناطق آمنة خاصة في العاصمة بيروت.

وأعاد نادر التذكير بتصريحات الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر بأنه إذا "قصفت الضاحية الجنوبية سيتم قصف تل أبيب"، ولكن مع ذلك ردود الضربات الصاروخية لحزب الله لم تكن مؤثرة في إسرائيل.

وتبعا لهذا يتوقع أن تكون ردود حزب الله على الضربات التي توجهها إسرائيل، مماثلة للردود السابقة إذ لن تكون مؤثرة أو محدودة جدا، ولا توازي مع وقع في بيروت.

وبعد عام من القصف المتبادل بين الحزب وإسرائيل عبر الحدود، أعلن الجيش الإسرائيلي أواخر سبتمبر نقل مركز ثقل عملياته العسكرية إلى جبهته الشمالية مع لبنان حيث يشن مذاك حملة غارات جوية مدمرة تتركز على معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وفي شرق لبنان وجنوبه. وباشر بعد ذلك عمليات برية في جنوب لبنان.

استبدال القيادات في حزب الله

وتحدث نادر عن وجود استبدال للقيادات في منظومة حزب الله، ولكنهم بالنهاية لا يمتلكون المعرفة والمهارات والمعنويات العسكرية للقيادات السابقة.

ويرجح أن مستقبل المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحزب الله "معروف، إذ تقوم القوات الإسرائيلية بتدمير منهجي لكل القرى التي تدخلها في جنوب لبنان، وهي عازمة على استكمال ذلك"، ناهيك عن إفشالها كل المفاوضات بهدف الاستمرار بالقضاء قوات حزب الله وإخلاء العديد من المناطق الحدودية.

من جانبه يؤكد مرعي أن من يدير معارك حزب الله الآن "هم إيرانيون"، مشددا على وجود معلومات تؤكد هذا الأمر، مذكرا بأن طهران هي من دعمت وصنعت حزب الله، وهي تريد له النجاح بأي طريقة.

ويشير مرعي إلى أن إسرائيل تعمل باستراتيجية عسكرية بعدة مراحل، أولها السيطرة على القرى التي كان حزب الله يسيطر عليها، وبعدها إبعاد تهديد الصواريخ المضادة للدبابات والتي كانت مخزنة داخل البيوت، والمرحلة الثالثة بعملية عسكرية بالسيطرة على المناطق المجاورة من نهر الليطاني.

الغارات الإسرائيلية تتواصل على الضاحية الجنوبية في بيروت - رويترز

وتؤكد إسرائيل عزمها على إبعاد حزب الله من حدودها لمنعه من مواصلة إطلاق الصواريخ عليها، وكذلك القضاء على حليفته حركة حماس منذ أن شنت هجوما غير مسبوق عليها في 7 أكتوبر 2023.

وقال مرعي إن الجيش الإسرائيلي استطاع دخول عدة مناطق في لبنان، وبرر عدم قدرتهم على دخول بعض المناطق مثل الخيام بوجود مدنيين في هذه المناطق، وحتى قبل أي استهداف يتم إنذار المدنيين.

أسفر التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منذ أكتوبر 2023 عن مقتل 3670 شخصا على الأقل في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

وتقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله عن حدودها للسماح بعودة حوالي 60 ألف شخص نزحوا من شمال إسرائيل هربا من تبادل إطلاق النار اليومي الجاري مع الحزب.

كذلك اضطر عشرات آلاف السكان إلى النزوح من جنوب لبنان.

وزار المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين في هذا الأسبوع لبنان وإسرائيل في إطار سعيه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أن إسرائیل جنوب لبنان فی لبنان حزب الله فی بیروت

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء طلب دمشق من أنقرة تعزيز قواتها الدفاعية؟

دمشق- في خضم التوترات الأمنية التي شهدتها مناطق جنوب سوريا، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، أن الحكومة السورية تقدمت بطلب رسمي إلى أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية ودعم جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكدت مصادر رسمية في وزارة الدفاع التركية لوكالة الأناضول استمرار أنقرة في تقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني لسوريا، استجابة لهذا الطلب الذي تقدمت به الحكومة السورية الجديدة.

ويأتي هذا التطور في ظل التصعيد العسكري والأمني في الجنوب السوري، وخاصة بعد الأحداث الأمنية الدامية التي شهدتها محافظة السويداء مؤخرا، والتي تخللتها ضربات جوية إسرائيلية غير مسبوقة استهدفت العاصمة دمشق.

كما يعكس طلب الحكومة السورية تعاونا متجددا بين البلدين، بعد سنوات من التوتر، حيث تسعى دمشق من خلاله إلى الاستفادة من الدعم التركي في مجال التدريب والتسليح لتعزيز جاهزية قواتها الأمنية والعسكرية.

استعراض عسكري خلال حفل تخرج عدد من المقاتلين في الجيش السوري الجديد في حلب (وزارة الدفاع السورية) أمن قومي

يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تفتح آفاقًا جديدة لتعاون أمني بين سوريا وتركيا، قد تسهم في تهدئة الأوضاع في الجنوب السوري، كما تعكس التحديات التي تواجهها دمشق، لا سيما التصعيد الإسرائيلي المتكرر.

ويؤكد الباحث التركي المشارك بـ"المجلس الأطلسي" في أنقرة عمر أوزكيزيلجيك، أن أنقرة تعمل على دعم استقرار سوريا وازدهارها، انطلاقا من اعتبارات تتعلق بأمنها القومي، مشيرا إلى أن "المساعدات العسكرية التركية المرتقبة لدمشق ستسهم في مواجهة تنظيمات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية، وتعزيز قدرة الحكومة السورية على بسط سيطرتها شمال شرقي البلاد".

وحول التصعيد الإسرائيلي المتكرر في سوريا، قال أوزكيزيلجيك، للجزيرة نت، إن "إسرائيل تتبع سياسة إقليمية تهدف إلى أن تكون محاطة بدول ضعيفة ومقسمة، وفي مقدمتها سوريا"، مؤكدا أن تل أبيب لا تزال ترى في هشاشة الدولة السورية ضمانا لأمنها.

وعن الموقف الإسرائيلي، رأى أوزكيزيلجيك أن التنافس بين تركيا وإسرائيل في سوريا سيبقى في إطار "غير مباشر"، مرجحا أن تتعامل تل أبيب مع الحضور التركي في سوريا باعتباره تهديدا متصاعدا لسياستها العسكرية التقليدية في المنطقة.

إعلان

"سلوك إسرائيل العدواني"

وينظر بعض المراقبين إلى أن الإعلان يحمل رسائل غير مباشرة توجهها أنقرة إلى تل أبيب بشأن التصعيد العسكري في الأجواء السورية، وسط تكهنات باقتراب مواجهة تركية- إسرائيلية في سوريا، فيما يرده آخرون إلى إعلان رغبة سورية حقيقية بإعادة بناء الجيش الجديد.

في الوقت ذاته، يبقى المشهد في الجنوب السوري هشًّا، حيث تتقاطع مصالح عدة قوى إقليمية ودولية، مما يجعل أي تعاون أمني محفوفًا بالتحديات والاختبارات.

ويؤكد المحلل العسكري السوري العقيد فايز الأسمر، أن إعلان وزارة الدفاع التركية عن طلب دمشق يأتي في توقيت بالغ الحساسية، وسط تحديات أمنية متفاقمة داخلية وخارجية، أبرزها "ملاحقة فلول الإرهاب، وأحداث السويداء وجرمانا وأشرفية صحنايا، وغيرها من المناطق".

وقال الأسمر في حديث للجزيرة نت إن هذا الطلب يأتي بعد أن دمرت إسرائيل القدرات العسكرية السورية، لا سيما الإستراتيجية منها، مثل الطائرات الحربية، ومنظومات الدفاع الجوي، والرادارات، ومستودعات الصواريخ، بنسبة تصل إلى 80%، بفعل مئات الغارات التي نفذتها على المواقع السورية عقب سقوط نظام الأسد.

وأشار الأسمر إلى أن إسرائيل سيطرت أيضا على مئات الكيلومترات من المنطقة العازلة مع الجولان المحتل، لفرض واقع أمني جديد وفق مصالحها.

آثار دمار نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مبنى الأركان العامة ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي بدمشق (رويترز)

 

ووفق المحلل العسكري السوري، لا يحمل الإعلان أي رسالة مهمة قد تؤثر في سلوك إسرائيل العدواني تجاه سوريا، مؤكدا أن دمشق بحاجة إلى سنوات طويلة لإعادة بناء جيش جديد، يتطلب تسليحا وتدريبا وتأهيلا عقائديا وعسكريا، كي يكون قادرا على مواجهة التحديات الأمنية المتعددة، وتأمين حماية الحدود والشعب السوري".

وشدد الأسمر على أن "بناء القدرات العسكرية السورية، سواء البرية أو البحرية أو الجوية، لن يتم بين ليلة وضحاها، بل سيتطلب جهودا كبيرة ووقتا طويلا من القيادة السورية، إلى جانب الانفتاح على قوى الشرق والغرب لتحقيق هذا الهدف".

وعن نوعية الدعم التركي المحتمل، توقع العقيد الأسمر أن يقتصر على الأسلحة التقليدية الخفيفة والمتوسطة، وبعض العربات والآليات المصفحة، إلى جانب التجهيزات الميدانية للجندي، مثل الألبسة والذخائر، بالإضافة إلى الدعم الفني والاستخباراتي وتدريب وحدات من الجيش السوري.

مقالات مشابهة

  • ماذا وراء حرب «التحريض» ضد مصر؟
  • المطران عودة عن الذكرى الخامسة لتفجير مرفأ بيروت... ماذا قال؟
  • فضل الله: التطبيع سيسلب أوطاننا مزيداً من ثرواتها ومقدراتها
  • تقرير يتحدّث عن سيناريو يقلق لبنان.. ماذا سيحدث؟
  • قيادي في حزب الله.. إسرائيل تعلن تفاصيل غارة جنوب لبنان
  • عن سلاح يمتلكه حزب الله.. ماذا كشفت زيارة برّاك؟
  • شهداء ومصابون في الغارات الإسرائيلية الأخيرة على غزة
  • ماذا وراء طلب دمشق من أنقرة تعزيز قواتها الدفاعية؟
  • عاجل. المقاومة يجب أن تتصاعد.. جورج عبد الله حراً في بيروت بعد 40 عاماً في السجون الفرنسية
  • إسرائيل تغتال عنصراً في حزب الله جنوبي لبنان