جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@09:25:34 GMT

اعتزال؟!

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

اعتزال؟!

 

أنيسة الهوتية

"اعتَزِل ما يُؤذيك".. عبارة كثيرة التداول والانتشار في وسائل التواصل الاجتماعي وكثر العمل بها من قِبل الذين فعلًا بدأوا رحلة الاعتزال المُريحة بالنسبة لأنفسهم، والانقطاع التام عن كل ما لا يُريح نفوسهم ويرونه هَمًا أو إزعاجًا يوتر حياتهم الخاصة، ويفقدها الأثر الذي يرجونه ليس فقط من نجاح وتفوق؛ بل أيضًا ارتكاز وتيرة الراحة النفسية التي يتمنونها، ونستطيع القول هُنا إن الحابل اختلط بالنابل، وكَما نقول بلهجتنا العمانية "اختلط الهيل بالفلفل"؛ فالفلفل والهيل المطحونان يتشابهان لونًا وحِسًا وَالمُفتَقِد لحاسة الشم لا يفرق بينهما!

وهذا ما حصل فعلًا في شباب جيل التسعينيات والألفية وَما بعد، وللأسف تأثر بعض مواليد الثمانينيات والسبعينيات كذلك مع "ترِند" الاعتزال برفع رايةِ "اعتزل ما يؤذيك"!

فقام الشابُ باعتزال والدهِ لأنه ينصحه كثيرًا لعدم اتباعهِ وانصاتهِ لأبيه، اشتطَ الأبُ غضبًا حتى يجذب إدراك ابنهِ إليهِ، إلا أنَّ الشاب المقبل على العمر المُعد لدراسة الشهادات العُليا يرى نفسه أنه مُتطورٌ ومتقدم، ووالدهُ جاهلٌ متخلف لا يتقبل الجديد! فإذن، في نظرهِ والده خطأ وهو الصح! ونرى الشابة تعتزل أمها في سيناريو مُشابه لذاك الشاب!

والإخوة يعتزلون بعضهم البعض، والأزواج يتطلقون اعتزالًا لأذى الخلافات الزوجية!! وأكاد أقول يا لغباءِ الاعتزال الذي توجهت إليهِ تِلك العقول والأنفس الجاهلة على رغم دراساتهم وشهاداتهم العُليا، إلا أنهم يستخدمون تلك الجُملة شماعةً يعلقون عليها رغباتهم التي ثبتها الشيطان أوتادًا في نفوسهم، فتلك هي مهمته الأساسية التي يسعى جاهدًا لإتمامها يوميًا بتخللهِ بين بني آدم وجعلهم يعتزلون كالجبناء الحياة التي خُلِقت لهم لأجر كسب الأجر والثواب.

فقد اعتزل هؤلاء الحياة الزوجية اتقاءً لأذى الخلافات، واعتزلوا الإنجاب اتقاءً لأذى مسؤولية الأبناء المادية والتربوية، واعتزلوا الإخوة اتقاءً لأذية النقاشات الروتينية الطبيعية التي كانت تحصل بينهم حتى عندما كانوا أطفالًا! واعتزلوا الأصدقاء والجيران، ولكنهم لم يعتزلوا وظائفهم اتقاءَ أذية مديريهم وزملائهم مثلًا!، ولم يعتزلوا مشاريعهم اتقاء أذية الخسارة! وَلَم يعتزلوا أطباعهم، عاداتهم وألفاظهم السيئة اتقاءَ أذيتها بكسبِ الذنوب التي ستفسد لهم آخرتهم! وَلَم يعتزلوا قلة الصبر اتقاءَ أذية فقدان الأجر كالصبر على زوجه، وأهله، وأبنائه! وَلَم يعتزل قطع صلة الأرحام اتقاء أذى غضب الله تعالى عليه! ولَم يعتزل عدم أداءَ العبادات الأساسية والنوافل والطاعات والصدقات اتقاءَ أذى عدم الحصول على الثواب الذي سيتسبب في تخفيف ميزانه يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، ولم يعتزل سواد قلبه.

ليست المقولة خطأ، ولكن تفسيرها غير المنطقي المنتشر على وسائل التواصل وعلى ألسنة مشاهير تلك المنصات، وبنصائح الأطباء النفسيين التي 99.99% منها تقع في المنطقة الرمادية المتوسطة التي لا يعرف المريض النفسي المراجع للطبيب ما إذا كانت تلك نصيحة تقع في المنطقة البيضاء أم السوداء! وعليه بنفسه أن يكتشف ذلك. والنفس التي تكتشف ذلك ليست إلا أمارةٌ بالسوء! تُعظِم نيل الأجر وتراه مشقة وشقاء فتتجنبه، وتُصغِرُ كسب الكبائر والذنوب لأنها راحة ومتعة للنفس! والسؤال هنا: هل نحن خُلقنا في الأرض للراحة والمتعة؟ أم للطاعة والعبادة؟! فتفكروا يا أولي الألباب.

إنَّ المقولة تلك ما قالها عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- باختصار هكذا؛ بل لها تكملة، والمقولة الكاملة تقول كما قال أغلب الرواة: "اعتزل مايؤذيك، وعليك بالخليل الصالح، وقَلما تجده، وشاور في أمرك الذين يخافون الله".

إذن، الأصح أن نقول: اعتزل ما يؤذيك في دينك، وليس ما يؤذي نفسك التي تأمرك بالسوء، فإن النفوس خُلِقت للشقاءَ حتى تكسب أجرها الذي تدفعهُ لشراءِ آخرتها...

"الجنة ما ببلاش"!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من هو الطفل الذي وقف له شيخ الأزهر وأجلسه على مقعده؟ (فيديو)

#سواليف

استقبل #شيخ_الأزهر الدكتور #أحمد_الطيب، #الطفل_أنس_ربيع لتكريمه اليوم بمشيخة #الأزهر، بعد تداول فيديوهات له على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر نبوغه في #حفظ_القرآن و #متون_العلوم_الشرعية.

يُجلسه على كرسيه بمقر المشيخة.. شيخ الأزهر يُكرِّم الطفل الأزهري أنس ربيع بعد إظهاره نبوغًا في حفظ القرآن والمتون العلمية رغم صغر سنه pic.twitter.com/5avepYDrOU

مقالات ذات صلة وداعا بيبي.. وفاة “أفقر رؤساء العالم” 2025/05/14 — الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 13, 2025

والطفل أنس ربيع، من مواليد عام 2017 ولم يكمل عامه الـ8 بعد، ويدرس بالصف الثاني الابتدائي بأحد المعاهد الأزهرية في محافظة أسيوط، واكتسب شهرة مؤخرا بسبب نشر فيديوهات له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يرتل القرآن والمتون العلمية، وأشاد الكثيرون بنبوغه رغم صغر سنه.

واستقبل “الطيب” الطفل “أنس” اليوم عقب اجتماع المجلس الأعلى للأزهر، ويظهر في فيديو متداول للقاء قيام شيخ الأزهر وإجلاس الطفل على مقعده بالمشيخة وأخذ الطفل يرتل القرآن وبعض المتون العلمية أمام قيادات وعلماء الأزهر.

وقال الدكتور مصطفى ربيع، والد الطفل أنس، والذي يعمل واعظا بمجمع البحوث الإسلامية، إن شيخ الأزهر شجع أنس خلال لقائه اليوم، ودعاه لاستكمال مسيرته العلمية، وفق تصريحه لوسائل إعلام محلية.

ولفت والد “أنس” أن الإمام الأكبر أجلس أنس على كرسيه في المكتب وظل واقفا بجواره بينما يقرأ الصغير أحد أصعب المتون العلمية وهو مثلث قطرب، مضيفا أن هذا المتن “يصعب على صغير في عمره قراءته بهذه البراعة، ما أثار إعجاب الدكتور أحمد الطيب”.

وأكد أن “الطيب” وعد نجله برحلة عمرة بعد انتهاء موسم الحج المقبل، ودعاه لمواصلة رحلة العلم.

وقال والد الطفل إن نجله، التقى أولا رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داوود، بعدما رأى له فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم دعاه وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، وسأله بعض الأسئلة حتى تأكد من حفظ الطفل وتفوقه الدراسي، ثم رفع أمره إلى شيخ الأزهر، الذي استقبله اليوم.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • من هو الطفل الذي وقف له شيخ الأزهر وأجلسه على مقعده؟ (فيديو)
  • ابتزاز جديد.. ماذا الذي يريده ترامب من السيسي ..!
  • ما الذي على ترامب أن يسمعه في الرياض غدًا؟!!
  • متى تبدأ إجازة عيد الأضحى 2025 للموظفين؟.. أطول عطلة رسمية مدفوعة الأجر
  • شاهد بالفيديو| هدّد اليمن بـ “الجحيم” ثم تراجع.. ما الذي بدّل حسابات ترامب؟
  • مصر تدين الهجوم الذي استهدف وحدة تابعة للجيش الإكوادوري
  • زيادة المرتبات 2025 رسميًا.. علاوات وحوافز ضخمة في الطريق والصرف بهذا الموعد
  • سلطنة عُمان.. الودق الذي يُطفئ الحروب
  • " ناصر" الذي لَمْ يَمُتْ.. !! (٢-٢)