جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-30@06:50:18 GMT

اعتزال؟!

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

اعتزال؟!

 

أنيسة الهوتية

"اعتَزِل ما يُؤذيك".. عبارة كثيرة التداول والانتشار في وسائل التواصل الاجتماعي وكثر العمل بها من قِبل الذين فعلًا بدأوا رحلة الاعتزال المُريحة بالنسبة لأنفسهم، والانقطاع التام عن كل ما لا يُريح نفوسهم ويرونه هَمًا أو إزعاجًا يوتر حياتهم الخاصة، ويفقدها الأثر الذي يرجونه ليس فقط من نجاح وتفوق؛ بل أيضًا ارتكاز وتيرة الراحة النفسية التي يتمنونها، ونستطيع القول هُنا إن الحابل اختلط بالنابل، وكَما نقول بلهجتنا العمانية "اختلط الهيل بالفلفل"؛ فالفلفل والهيل المطحونان يتشابهان لونًا وحِسًا وَالمُفتَقِد لحاسة الشم لا يفرق بينهما!

وهذا ما حصل فعلًا في شباب جيل التسعينيات والألفية وَما بعد، وللأسف تأثر بعض مواليد الثمانينيات والسبعينيات كذلك مع "ترِند" الاعتزال برفع رايةِ "اعتزل ما يؤذيك"!

فقام الشابُ باعتزال والدهِ لأنه ينصحه كثيرًا لعدم اتباعهِ وانصاتهِ لأبيه، اشتطَ الأبُ غضبًا حتى يجذب إدراك ابنهِ إليهِ، إلا أنَّ الشاب المقبل على العمر المُعد لدراسة الشهادات العُليا يرى نفسه أنه مُتطورٌ ومتقدم، ووالدهُ جاهلٌ متخلف لا يتقبل الجديد! فإذن، في نظرهِ والده خطأ وهو الصح! ونرى الشابة تعتزل أمها في سيناريو مُشابه لذاك الشاب!

والإخوة يعتزلون بعضهم البعض، والأزواج يتطلقون اعتزالًا لأذى الخلافات الزوجية!! وأكاد أقول يا لغباءِ الاعتزال الذي توجهت إليهِ تِلك العقول والأنفس الجاهلة على رغم دراساتهم وشهاداتهم العُليا، إلا أنهم يستخدمون تلك الجُملة شماعةً يعلقون عليها رغباتهم التي ثبتها الشيطان أوتادًا في نفوسهم، فتلك هي مهمته الأساسية التي يسعى جاهدًا لإتمامها يوميًا بتخللهِ بين بني آدم وجعلهم يعتزلون كالجبناء الحياة التي خُلِقت لهم لأجر كسب الأجر والثواب.

فقد اعتزل هؤلاء الحياة الزوجية اتقاءً لأذى الخلافات، واعتزلوا الإنجاب اتقاءً لأذى مسؤولية الأبناء المادية والتربوية، واعتزلوا الإخوة اتقاءً لأذية النقاشات الروتينية الطبيعية التي كانت تحصل بينهم حتى عندما كانوا أطفالًا! واعتزلوا الأصدقاء والجيران، ولكنهم لم يعتزلوا وظائفهم اتقاءَ أذية مديريهم وزملائهم مثلًا!، ولم يعتزلوا مشاريعهم اتقاء أذية الخسارة! وَلَم يعتزلوا أطباعهم، عاداتهم وألفاظهم السيئة اتقاءَ أذيتها بكسبِ الذنوب التي ستفسد لهم آخرتهم! وَلَم يعتزلوا قلة الصبر اتقاءَ أذية فقدان الأجر كالصبر على زوجه، وأهله، وأبنائه! وَلَم يعتزل قطع صلة الأرحام اتقاء أذى غضب الله تعالى عليه! ولَم يعتزل عدم أداءَ العبادات الأساسية والنوافل والطاعات والصدقات اتقاءَ أذى عدم الحصول على الثواب الذي سيتسبب في تخفيف ميزانه يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، ولم يعتزل سواد قلبه.

ليست المقولة خطأ، ولكن تفسيرها غير المنطقي المنتشر على وسائل التواصل وعلى ألسنة مشاهير تلك المنصات، وبنصائح الأطباء النفسيين التي 99.99% منها تقع في المنطقة الرمادية المتوسطة التي لا يعرف المريض النفسي المراجع للطبيب ما إذا كانت تلك نصيحة تقع في المنطقة البيضاء أم السوداء! وعليه بنفسه أن يكتشف ذلك. والنفس التي تكتشف ذلك ليست إلا أمارةٌ بالسوء! تُعظِم نيل الأجر وتراه مشقة وشقاء فتتجنبه، وتُصغِرُ كسب الكبائر والذنوب لأنها راحة ومتعة للنفس! والسؤال هنا: هل نحن خُلقنا في الأرض للراحة والمتعة؟ أم للطاعة والعبادة؟! فتفكروا يا أولي الألباب.

إنَّ المقولة تلك ما قالها عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- باختصار هكذا؛ بل لها تكملة، والمقولة الكاملة تقول كما قال أغلب الرواة: "اعتزل مايؤذيك، وعليك بالخليل الصالح، وقَلما تجده، وشاور في أمرك الذين يخافون الله".

إذن، الأصح أن نقول: اعتزل ما يؤذيك في دينك، وليس ما يؤذي نفسك التي تأمرك بالسوء، فإن النفوس خُلِقت للشقاءَ حتى تكسب أجرها الذي تدفعهُ لشراءِ آخرتها...

"الجنة ما ببلاش"!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ناقد رياضي عن اعتزال شيكابالا: الحزن مسيطر علينا

عبر الناقد الرياضي، عمرو الدردريري عن حزنه لتدوال عدة أخبار تفيد اعتزال محمود عبدالرازق شيكابالا، لاعب الفريق الأول بنادي الزمالك.

وكتب الدرديري عبر حسابه الشخصي بموقع فيسبوك: “رغم إن الحزن مسيطر علينا بسبب اعتزال شيكابالا، لكن الفرحة أكبر لأنه اعتزل وهو في قمة مجده، ختم مشواره بأعظم نهاية، جاب الكأس برجله ورفع راسنا كلنا”.

اعتزال شيكابالا

لينفي من جهة أخرى، مصدر مطلع داخل نادي الزمالك ما تردد خلال الساعات الماضية بشأن وجود انقسام داخل مجلس إدارة النادي حول مستقبل قائد الفريق الأول لكرة القدم، محمود عبد الرازق "شيكابالا"، مع اقتراب انطلاق الموسم الجديد.

وأكد المصدر، في تصريحات خاصة، أنه لا يوجد أي اتجاه داخل مجلس إدارة النادي، برئاسة الكابتن حسين لبيب، لدفع شيكابالا نحو الاعتزال، مشددًا على أن القرار النهائي يعود إلى اللاعب نفسه، دون تدخل من الإدارة.

وأوضح أن المدير الرياضي بالنادي، جون إدوارد، يقود حاليًا خطة لإعادة هيكلة الفريق، تهدف إلى تخفيض معدل أعمار اللاعبين وفتح المجال أمام العناصر الشابة، في إطار رؤية فنية مستقبلية.

وفي الوقت نفسه، شددت لجنة التخطيط بالنادي، والتي تضم حازم إمام، وأحمد حسام "ميدو"، وعمرو الجنايني، على رفضها لفكرة إجبار شيكابالا على الاعتزال، مؤكدة أن القرار يجب أن يكون فنيًا بالكامل ويصدر عن الجهاز الفني فقط، دون أي حسابات إدارية.

ويُعد شيكابالا أحد أبرز رموز نادي الزمالك، ويحظى بدعم كبير من جماهير القلعة البيضاء، نظرًا لما يمثله من قيمة فنية وتاريخية داخل النادي.

طباعة شارك عمرو الدردريري محمود عبدالرازق شيكابالا شيكابالا الزمالك فيسبوك حسين لبيب

مقالات مشابهة

  • طارق يحيى: شيكابالا لازال قادرًا على العطاء
  • و أمرت النيابة العامة بحبس مالك السيارة المتسببة في حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية لتمكينه المتهم من قيادتها رغم علمه بعدم حيازته رخصة تجيز له قيادة تلك المركبة. جاء ذلك في إطار التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في الحادث المروري المروع الذي وقع
  • جمال عبد الحميد: الزمالك «كله مشاكل» من 1911
  • أحمد حسن يؤكد :لا صحة لاعتزال شيكابالا
  • 3 أيام عطلة.. موعد إجازة 30 يونيو للموظفين والخاص
  • ناقد رياضي عن اعتزال شيكابالا: الحزن مسيطر علينا
  • بعد ترحيلها بقرار رسمي| هؤلاء الموظفون محرومون من إجازة 30 يونيو بالقانون
  • موعد إجازة 30 يونيو 2025.. 3 أيام عطلة رسمية مدفوعة الأجر
  • إعلامي عن اعتزال عبد الشافي: بالتوفيق يا خلوق
  • اعتزال محمد عبدالشافي يختتم مسيرة أسطورة الزمالك