اتفاقية امتياز تعديني جديدة بشمال الشرقية
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
وقّعت وزارة الطاقة والمعادن اليوم اتفاقية امتياز تعديني مع شركة "التمان اندسيل فيروكروم" لمنحها حق التنقيب والتعدين في منطقة الامتياز رقم (22-د) بمحافظة شمال الشرقية، والتي تمتد على مساحة تبلغ 790 كيلومترًا مربعًا، تتميز المنطقة بتواجد سلسلة صخور الأفيولايت، ومن أهم مؤشرات الخامات المتواجدة في هذه المنطقة، النحاس والكروم.
وقّع الاتفاقية نيابة عن حكومة سلطنة عمان معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي، وزير الطاقة والمعادن، فيما وقعها عن الشركة الدكتور رومان لورف بالإنابة عن رئيس مجلس الإدارة، وتُلزم الاتفاقية الشركة بتنفيذ برنامج استكشافي شامل خلال العامين الأولين، يشمل إجراء مسوحات طبوغرافية وجيوفيزيائية، واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، وإعداد خرائط جيولوجية تفصيلية لجزء كبير من المنطقة، كما يشمل البرنامج تحاليل جيوكيميائية وفيزيائية دقيقة، إلى جانب تنفيذ برنامج حفر مكثف يصل إلى 250 حفرة بمتوسط عمق 35 مترًا لكل حفرة.
وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن: إن التطور الملحوظ الذي شهده قطاع المعادن بفضل النهج الذي اتبعته الوزارة خلال السنوات الماضية، والذي يركز على تحقيق التوازن بين التوسع في النشاط التعديني، والأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وقد تمثلت جهود الوزارة في تحديد مناطق امتياز تطرح للتنافس وفق مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص، إلى جانب تبني مبادرات تسهم في تطوير القطاع، مثل تصميم برامج تدريبية متخصصة لتأهيل الكوادر الوطنية، وإطلاق منصة رقمية مبتكرة تتيح فرص الاستثمار، تستقطب أفضل المستثمرين المؤهلين، بالإضافة إلى إصدار دليل شامل للأمن والسلامة يعزز من كفاءة وسلامة عمليات التعدين، كما أشار معاليه إلى وجود حزمة من البرامج التطويرية التي تعمل عليها الوزارة لضمان استمرارية النمو وتحقيق التقدم المستدام في هذا القطاع الحيوي.
وأكد معاليه أن هذه الجهود تمثل جزءًا من استراتيجية الوزارة لتعزيز مساهمة قطاع المعادن كركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني، ليس فقط من خلال الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وتوفير عوائد اقتصادية مستدامة، بل أيضًا عبر تعزيز المحتوى المحلي من خلال دعم الصناعات التحويلية وتوفير المواد الخام التي تسهم في البناء والتعمير الذي تشهده سلطنة عمان، كما يساهم القطاع في تكامل عملياته مع قطاعات أخرى كالصناعة والتجارة والنقل واللوجستيات، وهذا ما يتواءم مع مستهدفات قطاع المعادن التي رسمتها "رؤية عمان 2040"
وفي تصريح صحفي قال الدكتور صلاح بن حفيظ الذهب، مدير عام الاستثمار بوزارة الطاقة والمعادن: إن الاتفاقية الجديدة تمنح شركة "التمان اندسيل فيروكروم" حقوق التنقيب والتعدين في منطقة الامتياز رقم (22-د) بمحافظة شمال الشرقية، على مساحة تمتد إلى 790 كيلومترًا مربعًا. وأضاف أن الشركة ستلتزم، بموجب الاتفاقية، بتنفيذ أعمال استكشاف شاملة تشمل الدراسات الجيوفيزيائية والجيوكيميائية والجيولوجية، بالإضافة إلى حفر حوالي 250 حفرة تصل أعماقها إلى 35 مترًا، بتكلفة استثمارية ملزمة تُقدّر بـ 6.5 مليون دولار.
وأوضح الدكتور صلاح الذهب أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن سلسلة اتفاقيات الامتياز الموقعة خلال العام الجاري، والتي تعكس جهود الوزارة في رفع القيمة المضافة للمعادن من خلال تعزيز التصنيع المحلي. مشيرا إلى أن المصنع التابع للشركة في صحار سيكون من بين المستفيدين من نتائج الاستكشاف، خاصة فيما يتعلق بخامات الكروم.
وأكد أن الاتفاقية تفتح آفاقًا واسعة لدعم المحتوى المحلي في محافظة شمال الشرقية من خلال توفير فرص لتقديم الخدمات المختلفة المرتبطة بعمليات الاستكشاف والتنقيب، سواء في الدراسات أو الأعمال الميدانية. وأعرب عن أمله أن تؤدي هذه الاستكشافات إلى تطوير موارد النحاس والكروم، إضافة إلى إمكانية اكتشاف خامات أخرى.
وبين الدكتور صلاح الذهب أن الوزارة مستمرة في طرح مناطق امتياز جديدة وفق استراتيجية واضحة تهدف إلى إثراء المعلومات الجيولوجية والمعدنية، مما يساهم في تعزيز فرص التصنيع وتحقيق قيمة اقتصادية مستدامة من الموارد التعدينية
من جانبه قال عمر بن محمد بن علي المعشني المدير التجاري لشركة "التمان اندسيل للتعدين": سعداء بالتوقيع مع وزارة الطاقة والمعادن اتفاقية التنقيب والاستكشاف عن الخامات المعدنية في منطقة الامتياز D22، بما يعزز التكامل بين مشاريع التعدين والصناعات التحويلية في سلطنة عمان، حيث ستُستخدم المواد الخام المستخرجة من خام الكروم عند الشروع في عمليات التعدين في تغذية مصنع شركة "التمان فيروالويس"، أكبر مصنع لإنتاج مادة الفيروكروم في منطقة الشرق الأوسط، وهو مشروع استثماري عماني-أجنبي مشترك يعكس أهمية الشراكات الدولية في تحقيق التنمية المستدامة ويدعم تطلعات سلطنة عمان نحو مستقبل اقتصادي أكثر إشراقًا واستدامة.
تُسهم الاتفاقية في دعم الاقتصاد المحلي عبر تعزيز المحتوى المحلي وتوطين الصناعات المرتبطة بقطاع التعدين، فالقيمة المضافة الناتجة عن معالجة الخامات العمانية داخل سلطنة عمان تعكس التزامنا بتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، فضلًا عن توفير فرص عمل للكفاءات الوطنية، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتحفيز سلسلة القيمة المحلية، كما ستساهم هذه الاتفاقية في دعم المجتمع المحلي في منطقة الامتياز، من خلال توفير فرص اقتصادية واجتماعية مباشرة وغير مباشرة، بما يعزز مشاركة المجتمع المحلي في نجاحات هذا المشروع".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی منطقة الامتیاز الطاقة والمعادن سلطنة عمان من خلال
إقرأ أيضاً:
سلطنة عمان.. وجهة تعليمية واعدة لاستقطاب الطلبة الدوليين
تسعى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى جعل سلطنة عمان وجهة تعليمية عالمية تستقطب الطلبة الدوليين، مما يفتح آفاق التعاون المعرفي والتبادل الفكري والتنوع الثقافي وينعكس إيجابا على جودة التعليم العالي في البلاد، ويعزز من مكانة سلطنة عمان كمركز جاذب للعلم والمعرفة.
وقالت الدكتورة مريم بنت بلعرب النبهانية، المديرة العامة للجامعات والكليات الخاصة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: في عالم تتسارع فيه الخطى نحو العولمة والتكامل الأكاديمي، تبرز سلطنة عمان كأحد النماذج الواعدة في استقطاب الطلبة الدوليين، مستندة إلى رؤية استراتيجية طموحة تقودها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلة في المديرية العامة للجامعات والكليات الخاصة، إذ تدرك سلطنة عمان أن استقطاب الطلبة من مختلف أنحاء العالم لا يعزز فقط من التنوع الثقافي في مؤسساتها التعليمية، بل يسهم بعمق في بناء بيئة أكاديمية عالمية تثري الحوار، وتفتح آفاق التعاون المعرفي والتبادل الفكري، مما ينعكس إيجابا على جودة التعليم العالي في البلاد، كما أن هذا التوجه يحمل في طياته أبعادا اقتصادية وثقافية ودبلوماسية، تعزز مكانة عمان كمركز إقليمي جاذب للعلم والمعرفة، وتنقل صورتها الحضارية المتسامحة إلى العالم.
وأكدت أن جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلة في المديرية العامة للجامعات والكليات الخاصة تنسجم مع رؤية عمان 2040، التي تولي تنمية المعرفة وتعزيز التبادل الثقافي أهمية محورية، حيث تبنت الوزارة خطوات فعلية ومبادرات مبتكرة لتعزيز استقطاب الطلبة الدوليين، ومن أبرز هذه الجهود، المشاركة النشطة في المحافل والمعارض الدولية، مثل معرض إكسبو دبي 2020، الذي مثل منصة ذهبية لاستعراض البرامج الأكاديمية والتخصصات التي تحتضنها الجامعات والكليات العمانية، كما تم استعراض المنصة في معرض إكسبو 2025 أوساكا اليابان، حيث تم عرض ما تزخر به مؤسسات التعليم العالي العمانية من تنوع معرفي وجودة أكاديمية، بهدف استقطاب المزيد من الطلبة من القارات المختلفة.
وأوضحت أن الوزارة بالتعاون مع ممثلي مؤسسات التعليم العالي، أجرت سلسلة من اللقاءات مع القائمين على برنامج ايراسموس التابع للاتحاد الأوروبي، والذي يعد من أبرز البرامج التعليمية الداعمة للتبادل الأكاديمي بين الدول، وقد أثمرت هذه اللقاءات حصول بعض مؤسسات التعليم العالي العمانية على منح ضمن هذا البرنامج، ما يعد مؤشرا إيجابيا على جودة التعليم العالي في سلطنة عمان.
وعلى الصعيد المحلي، أصدرت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار قرارا وزاريا بتشكيل فريق عمل خاص بمبادرة "ادرس في عمان"، وهي مبادرة وطنية طموحة تسعى إلى وضع سلطنة عمان على خريطة التعليم العالمية من خلال استقطاب الطلبة الدوليين، وتعمل الوزارة حاليا على بلورة استراتيجية وطنية متكاملة لهذا الغرض، كما قامت بتصميم المنصة الإلكترونية "ادرس في عمان" والتي تهدف إلى تقديم معلومات شاملة للطلبة الدوليين، تتضمن تفاصيل المؤسسات الأكاديمية، البرامج المطروحة، الرسوم الدراسية، والمنح المتوفرة، إضافة إلى الخدمات والتسهيلات المصاحبة.
وأضافت: إيمانا منها بأهمية التجربة التعليمية المتكاملة، وجّهت الوزارة مؤسسات التعليم العالي إلى تأسيس مكاتب أو تقسيمات مخصصة لاستقطاب الطلبة الدوليين، بالإضافة إلى إعداد أدلة إرشادية تعنى باحتياجاتهم، تشمل الجوانب الأكاديمية والخدماتية والمعيشية.. كما نسقت الوزارة مع شرطة عمان السلطانية لتسهيل إجراءات التأشيرات، مما يعكس الالتزام الرسمي بتهيئة بيئة تعليمية جاذبة وآمنة للطلبة القادمين من الخارج، علاوة على ذلك، تشجع الوزارة المؤسسات التعليمية الحصول على الاعتمادات والاعترافات الخارجية، والمشاركة في المعارض الإقليمية والدولية، بهدف الترويج لسمعة التعليم العماني وتوسيع دائرة الحضور الدولي.
وبينت أن مؤسسات التعليم العالي العمانية بحسب آخر الإحصائيات للعام الأكاديمي 2023/ 2024، تحتضن 3457 طالبا وطالبة دوليين، والعدد في ازدياد خلال العام الأكاديمي 2024/ 2025 وهم يمثلون جسورا حقيقية للتواصل بين الشعوب والثقافات، ويجسدون طموح سلطنة عمان في أن تكون وجهة تعليمية عالمية.