تعبير الوجه أداة لتشخيص الشكل الحاد من الاكتئاب
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
قد يتمكن الأطباء قريباً من تشخيص شكل حاد من الاكتئاب بمجرد النظر إلى وجه شخص ما، حيث يظهر المصابون بهذه الحالة الشديدة القليل من المشاعر على وجوههم عند مشاهدة أي شيء.
يتميز هذا النوع من الاكتئاب، المسمى بالكآبة، بفقدان الاهتمام الكامل بالأنشطة اليومية وعدم القدرة على الاستجابة لأي متعة، ومشاكل النوم، والحركات البطيئة، والكلام والأفكار، والانفعال، والأرق، وآلام الجسم ومشاكل التركيز.
ويقدر الباحثون أن حوالي 5% إلى 10% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب من الكآبة، وهو ما قد يمثل ما يصل إلى مليوني شخص في الولايات المتحدة مثلاً.
الكآبة والضحكوالآن، اكتشفت دراسة أن المصابين بالكآبة في مرحلة مبكرة يقومون بتعبيرات وجه مختلفة عند مشاهدة مواد معينة.
وعلى النقيض من ذلك، كان الأشخاص المصابون بالاكتئاب العادي لا يزالون قادرين على الضحك والتعبير عن المشاعر أثناء مشاهدة مقاطع الفيديو المضحكة، بحسب "دايلي ميل".
وعلى نحو مماثل، كان لدى المصابين بالكآبة نشاط دماغي أقل في المناطق المسؤولة عن إنتاج المشاعر وبعض حركات الوجه، ما يشير إلى أن الطريقة التي يشعرون بها بالعواطف غير واضحة.
وقد يفسر هذا سبب شعور بعض الأشخاص المصابين بالكآبة بالخدر وعدم الاهتمام؛ لأن عواطفهم تتضاءل على المستوى البيولوجي.
وقال الدكتور فيليب موزلي، مؤلف الدراسة من معهد كوينزلاند للأبحاث الطبية في أستراليا،: إن بحثه يظهر البيولوجيا وراء ما اشتبه به العلماء منذ زمن الإغريق القدماء: الاكتئاب لدى بعض الأشخاص يجعلهم يصابون بتغيرات جسدية فعلية.
وأضاف موزلي: "لذلك يتوقفون عن الأكل، ويفقدون القدرة على النوم، ويبدو أنهم أبطأوا كما لو كانوا يمشون عبر الخرسانة. حيث تقل سرعة تفكيرهم بشكل ملحوظ، وغالباً ما يكونون مرضى للغاية".
وعرض الباحثون مقطعي فيديو مختلفين لـ 70 شخصاً مصاباً بالاكتئاب، 30 منهم مصابون بالكآبة و40 منهم غير مصابين.
وتضمن الفيديو الأول مشاهد مضحكة عن أفلام وثائقية عن الطبيعة. والفيديو الثاني عبارة عن فيلم قصير بعنوان "سيرك الفراشة"، تضمن قصة مؤثرة عن فرقة سيرك تلهم الأمل في أمريكا في عصر الكساد.
ثم سجل الباحثون نشاط الدماغ والوجه للمشاركين أثناء مشاهدتهم لكل فيلم، أولاً باستخدام آلات تتبع الوجه ثم باستخدام ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي.
عضلات الوجهوأظهرت آلة تتبع الوجه أنه بغض النظر عن المحتوى الذي يشاهده الأشخاص الكئيبون، فإن عضلات وجوههم لم تتحرك.
لم يضحكوا أو يتجهموا أو يتجهموا. حافظت وجوههم على تعبير متساوٍ طوال الاختبار.
ومع ذلك، ظل المصابون بالاكتئاب العادي يضحكون ويبتسمون أثناء مقاطع غيرفيس.
وأشار موزلي إلى أن نشر الوعي حول هذا الافتقار إلى العاطفة يمكن أن يساعد الأطباء على التمييز بين الكآبة والاكتئاب العادي في وقت مبكر؛ وبينما الكآبة هي حالة أكثر شدة، إلا أنها لا تزال قابلة للعلاج.
واقترح موزلي أن هؤلاء المرضى لا يميلون إلى الاستجابة بشكل جيد للعلاج بالكلام التقليدي، لذلك فإن تشخيصهم مبكراً يمكن أن يساعد أيضاً في وضع خطة علاج أكثر ملاءمة لهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مرض الاكتئاب
إقرأ أيضاً:
كيف حول مشروع الاستباحة الصهيوأمريكي المناهج إلى أداة هيمنة
لم يعد الحديث عن استهداف المناهج التعليمية في اليمن مجرد تحليل سياسي أو قراءة نظرية لمسار الأحداث، بل تحوّل إلى حقيقة موثّقة باعترافات رسمية أعلنتها الأجهزة الأمنية اليمنية، كشفت فيها عن شبكة من العملاء الذين جرى تجنيدهم من قبل الاستخبارات الأمريكية، ونُفِّذت عبرهم واحدة من أخطر حلقات الحرب الناعمة على اليمن، حرب على التعليم، والعقيدة، والهوية، والعقل الجمعي للنشء، حيث جرى تجنيد عملاء في مواقع أكاديمية وإدارية عليا لتنفيذ مخطط ممنهج يهدف إلى طمس معالم الدين الإسلامي، وحذف آيات الجهاد من المناهج، وإدخال إيحاءات أخلاقية دخيلة، وتعقيد العملية التعليمية بما يؤدي إلى تغييب الفهم وشلّ وعي النشء اليمني.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
التعليم في مرمى الاستخبارات
المعلومات التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية اليمنية، فإن العدو الصهيوأمريكي تعامل مع التعليم بوصفه ساحة استراتيجية لا تقل خطورة عن الجبهات العسكرية، فالمناهج الدراسية، كما ورد في اعترافات العملاء، كانت هدفًا مباشرًا لمشروع مدروس يسعى إلى إفراغ الدين الإسلامي من محتواه الجهادي والأخلاقي والتربوي، وتحويل المدرسة من فضاء لبناء الإنسان المؤمن الواعي، إلى أداة لتخريج أجيال مشوَّشة، مفصولة عن قرآنها، غريبة عن واقعها، قابلة للتطويع الثقافي والفكري.
الأخطر في ما كُشف، أن هذا المشروع لم يُنفّذ عبر أدوات خارجية مكشوفة، بل من خلال تجنيد عملاء محليين في مواقع أكاديمية وإدارية عليا، خبراء مناهج، قيادات تربوية، ومسؤولين في مؤسسات تعليميه، تلقّوا توجيهات مباشرة من الاستخبارات الأمريكية، وعملوا تحت عناوين خادعة مثل تطوير التعليم، وتحديث المناهج، ومكافحة التطرف.
ويقرّ هؤلاء العملاء بمشاركتهم في حذف آيات قرآنية صريحة تتعلق بالجهاد، وإدخال معاني تفصل النص القرآني عن سياقه الواضح، وحذف كل ماله علاقة بالقضية الفلسطينية ، بما يخدم رواية العدو ويجرّد الأمة من مفاهيم العزة والمقاومة، بل امتد هذا الاستهداف إلى إدخال إيحاءات فكرية وسلوكية تستهدف الأخلاق العامة، وتعمل على تبرير الاختلاط غير المنضبط، وتقديمه كقيمة تقدمية مفروضة، دون أي مراعاة لخصوصية المجتمع اليمني أو ثوابته الإسلامية.
ويؤكد تربويون أن هذه التعديلات لم تكن عفوية، بل جاءت ضمن رؤية تهدف إلى تفكيك منظومة القيم لدى الطالب، وإضعاف الحصانة الإيمانية، تمهيدًا لتقبّل أنماط ثقافية غربية دخيلة، تتفق في جوهرها مع المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
نموذج متكرر في العالم العربي
ولا تبدو اليمن حالة معزولة، إذ تشير شواهد عديدة في عدد من الدول العربية إلى نمط متشابه من التدخل في المناهج، حذف أو تهميش آيات قرآنية، إعادة صياغة التاريخ الإسلامي، تفريغ مفاهيم الجهاد والمقاومة، وتقديم الدين الاسلامي بوصفه عبئًا على الحداثة، هذا التشابه، وفق محللين، يؤكد وجود غرفة عمليات واحدة تدير هذا المسار على مستوى المنطقة.
الشهيد القائد والسيد القائد .. تحذير مبكر كشف جوهر الاستهداف
ما يجري اليوم من كشفٍ لاستهداف المناهج التعليمية في اليمن يؤكد ما كان محذَّرًا منه بوضوح منذ وقت مبكر من قبل الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، الذي نبّه في ملزمة، الإسلام وثقافة الاتباع، إلى خطورة العبث بالمناهج وفصلها عن هدي الله والقرآن الكريم، فقد لفت إلى حالة التخبط المستمرة في المناهج الدراسية، قائلًا إن المنهج ظل لأربعين عامًا تجريبيًا، بلا استقرار، معتبرًا ذلك نتيجة حتمية للعمل البشري المنفصل عن الهداية القرآنية، ومؤكدًا أن أي جهد تربوي، مهما بلغ من الإخلاص أو العبقرية ، سيقع في الخطأ إذا لم يعتمد القرآن الكريم بوصفه منهجًا تربويًا متكاملًا له مقاصده الواضحة.
هذا التحذير المبكر أعاد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله تأكيده في كلمته بالذكرى السنوية للشهيد في العام 2021، حين كشف أن السيطرة الأمريكية على التعليم كانت أداة أساسية للهيمنة الثقافية والفكرية، عبر التحكم بالمناهج الدراسية وتحديد ما يُحذف وما يُبقى، إضافة إلى استهداف المعلمين والنخب الطلابية ضمن مشروع يهدف إلى احتلال العقول والقلوب، وبذلك تتكامل الرؤية القرآنية المبكرة مع الوقائع التي كشفتها الاعترافات، لتؤكد أن استهداف المناهج لم يكن عشوائيًا، بل جزءًا أصيلًا من مشروع الاستباحة.
وفي مواجهة هذا الاستهداف الخطير، فقد نجح المشروع القرآني، في كشف أبعاد المؤامرة التعليمية، وفضح دور العملاء، وإعادة الاعتبار للقرآن الكريم بوصفه مصدر هداية وبناء علمي وحضاري، لا نصًا هامشيًا أو عبئًا على التعليم،
وعمل المشروع القرآني على إعادة صياغة الرؤية التعليمية، بما يربط بين الإيمان والعلم، ويعيد الروح القرآنية إلى المناهج، ويقدّم المعرفة بوصفها أداة فهم للواقع، لا وسيلة لتغييبه، كما ساهم في تحصين المجتمع تربويًا، وكشف خطورة الاختراق الثقافي، والتنبيه إلى أن معركة التعليم هي في جوهرها معركة سيادة وهوية.
ختاماً
مخطط استهداف التعليم الذي كشفت فصوله في اليمن، يضع الأمة أمام حقيقة لا تحتمل التجميل، أن العدو الصهيوأمريكي يخوض حربًا شاملة على العقول قبل الأرض، مستخدمًا التعليم سلاحًا لتفريغ الدين، وتشويه القيم، وتغييب الوعي.
غير أن التجربة اليمنية تؤكد أيضًا أن الوعي القرآني، حين يتحوّل إلى مشروع عملي، قادر على كشف المؤامرة، وإفشالها، وإعادة بناء الإنسان علميًا وإيمانيًا، في معركة لا تقل قداسة عن أي مواجهة أخرى.
المشروع الصهيوأمريكي لاستهداف المناهجمشروع الاستباحة