يمانيون../
عام مضى على هزيمة أمريكا في السواحل اليمنية أمام قوة وبسالة الجيش اليمني المساند والداعم للشعب والمقاومة الفلسطينية في غزة عقب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023، أمام إجرام وصلف الكيان الصهيوني المؤقت.

ورغم خسارتها المعلنة في السواحل اليمنية الممتدة بطول 2500 كيلو متر، ما زالت أمريكا تتخبط في البحر الأحمر وتحديدا على السواحل اليمنية التي منعت صنعاء مرور سفنها وربيبتها “إسرائيل”، حيث حشدت تحالفات أوروبية – عربية لإسناد الكيان الصهيوني، وارسلت حاملات الطائرات “آيزنهاور” و”أبراهام” والبارجات والمدمرات لينتهي بها المطاف بالانسحاب بعد تعرضها للاستهداف والتدمير من قبل القوات اليمنية، وانهارت سمعتها التي كانت ترهب بها كثيراً من الدول والأنظمة والحكومات ومن ينافسها من القوى الدولية.

وفي هذا السياق أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنّ اليمن تحدى أمريكا ببارجاتها وأساطيلها الحربية في البحار بعد أن أعلنت العدوان عليه، وثبت ولم يتراجع عن موقفه أبداً، وسيستمر في خوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

وقال قائد الثورة في خطابه الأسبوعي الذي القاه الخميس الماضي الموافق 21 نوفمبر الجاري “اليمن استهدف حاملات طائرات أميركا التي ترهب كثيراً من الدول والأنظمة والحكومات، وكانت تخيف بها من ينافسها من القوى الدولية، كما أنه استهدف حاملات الطائرات بدءاً بـ”آيزنهاور” التي هربت من البحر الأحمر، منهزمة ذليلة مطرودة ومستهدفة”.

وأضاف السيد القائد أنّ القوات اليمنية ستواصل عملياتها البحرية بهدف منع الملاحة الإسرائيلية من المرور من البحر الأحمر وباب المندب، وبحر العرب وصولاً إلى المحيط الهندي، مؤكدا أن اليمن سيواصل إسناد غزة لأن المعركة مستمرة، باعتبار أن الحضور فيها واجبٌ إيماني وجهادي.

وفي سياق الحديث عن امتلاك اليمن الأسلحة المتطورة التي هزت عرش أمريكا اعترف نائب وزير الدفاع الأمريكي ويليام لابلانت امتلاك أنصار الله أسلحة متقدمة ولا سيما الصواريخ.
وقال لابلانت في تصريح لموقع Axios “يقوم الحوثيون يوما بعد يوم باقتناء أسلحة متطورة أكثر فأكثر وخاصة في مجال الصواريخ. وأصبحوا مرعبين” عندما يتعلق الأمر بالسلاح.

ماذا تفعل أمريكا والكيان الإسرائيلي في القرن الافريقي؟
بعد أن دب اليأس في أمريكا والكيان الاسرائيلي قررتا الاتجاه نحو القرن الافريقي حيث السواحل المحاذية للسواحل اليمنية بهدف تسجيل هدف عسكري ضد اليمن.
وتشير بعض التقارير الإعلامية إلى تحركات كبيرة يقودها الكيان الصهيوني بالتعاون مع حلفائه للتوسع أفريقيا وخصوصا في الدول التي تطل على البحر الأحمر وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على المنطقة ككل.

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب يعتزم الاعتراف باستقلال أرض الصومال أو ما يعرف “صوماليلاند”، الإقليم الذي أعلن انفصاله عن الصومال 1991م في محاولة للوصول إلى خليج عدن.

ومن هذا المنطلق فإن هدف الرئيس الأمريكي ترامب من الاعتراف بأرض الصومال هو تسهيل عمليات واشنطن وحلفائها في البحر الأحمر وتعزيز حضورها في المنطقة.
وزار مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز الصومال عقب العمليات العسكرية للقوات اليمنية التي استهدفت السفن الإسرائيلية وذكرت وسائل إعلام صومالية أن الزيارة بحثت أمن الملاحة في البحر الأحمر وربطتها بمساع أمريكية لشن عمليات عسكرية ضد اليمن.
يأتي ذلك بعد فشل عمليات تحالف الازدهار التي شكلته أمريكا وبريطانيا لمنع القوات المسلحة اليمنية من القيام بواجبها في إسناد غزة منذ العام الماضي.

وكانت موقع “ميدل إيست مونيتور” كشف في 15 أكتوبر 2024 عن اهتمام الكيان الإسرائيلي بإنشاء قاعدة عسكرية في أرض الصومال بوساطة الإمارات، وأكدت أبو ظبي لقيادة أرض الصومال أن حكومة “بنيامين نتنياهو” مستعدّة للاعتراف بوضعها الرسمي، ما سيفتح الطريق أمام إقامة علاقات ثنائية.

لماذا أرض الصومال تحديدا؟
يعد موقع أرض الصومال كنزاً استراتيجياً للقوى الغربية بقيادة أمريكا و”إسرائيل” وبدعم اماراتي، بسبب موقعها الاستراتيجي على الشاطئ الجنوبي لخليج عدن عند مدخل مضيق باب المندب المؤدي إلى البحر الأحمر ولها ساحل طويل على خليج عدن يمتد بطول 740 كيلومتراً.

بالإضافة إلى ذلك فإن موقع أرض الصومال يوفّر ما يمكن وصفه ببرج مراقبة للملاحة في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر ووجود قاعدة عسكرية إسرائيلية في أرض الصومال يعني أن “إسرائيل” ستكون قريبة من اليمن ومن الدول العربية والأفريقية كافة وستصبح في مرمى ودائرة الاستهداف الإسرائيلي حيث تقع على بعد أقلّ من 400 ميل من ميناء الحديدة ما يعني قصر المسافة التي يحتاجها الكيان الصهيوني للعدوان على اليمن بدلا من قطع مسافة 1800 كيلومتر.

الكيان الاسرائيلي متواجد منذ وقت بعيد في القرن الافريقي
على الرغم من اهتمام الكيان بالدول الافريقية المطلة على البحر الأحمر منذ وقت طويل بدءً من السودان وغينيا واثيوبيا واريتريا والصومال وكينيا ومصر، إلا أن حكومته أبدت اهتماما ملحوظ في الآونة الأخيرة بسواحل القرن الأفريقي عقب عملية طوفان الأقصى التي تشارك فيها القوات المسلحة اليمنية اسنادا للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وفي سياق متصل يسعى الكيان الإسرائيلي إلى إقامة علاقات مع جيبوتي لتعزيز السيطرة على البحر الأحمر والحصول على قاعدة في مضيق باب المندب، إلا أن جيبوتي رفضت.
وصرح وزير خارجية جيبوتي المرشح لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف في 4 نوفمبر الجاري، أن الاتحاد لن يفتح أبوابه أمام أي دولة تتجاهل المبادئ القانونية والأخلاقية المشتركة بين الدول الأفريقية وخاصة “إسرائيل”.
وذكر تقرير بحثي عن امكانية تحقيق الهدف عن طريق الاتجاه نحو فرنسا التي لا يزال موقفها في البلاد قويا وتستضيف جيبوتي حاليا أكبر مجموعة عسكرية فرنسية قوامها 1500 فرد وتضغط باريس من أجل التقارب بين جيبوتي و”إسرائيل” وتسليم قاعدتها العسكرية للموساد، وأصبح ظهور أجهزة المخابرات الإسرائيلية في القاعدة ممكنا بعد انسحاب الوحدة الألمانية من القاعدة الفرنسية عام 2021م.

اريتريا
يعتبر وجود الكيان الإسرائيلي في اريتريا منذ عام 1995 حيث يمتلك قاعدة عسكرية في جزر أرخبيل “دهلك” الإريترية في جزر “ديسي” و”دهوم” و”شومي”- وفي مدينة مصوع الساحلية إلى جانب محطة تنصت أعلى جبل إمبا سويرا وتعد ثاني أكبر قواعد الكيان البحرية في الخارج وأكبر مراكز التجسس المتقدمة في القرن الأفريقي ومنطقة مضيق باب المندب.

وعلى الرغم من الرغبة الاسرائيلية الملحة للسيطرة على السواحل الافريقية المطلة على البحر الأحمر إلا انها تصطدم بعراقيل كثيرة منها التوترات الاثيوبية المصرية، كما هي كذلك في أرض الصومال التي ما زالت غير معترف بها دوليا والعلاقات المتوترة القائمة مع جمهورية الصومال، مما سيقود إلى خسارة الكيان في هذا الجزء الحيوي من البحر الأحمر الذي فرض اليمن سيطرته وسيادته عليه، ومنيت أمريكا و”إسرائيل” وحلفائها فيه بهزيمة لا نظير لها عبر التاريخ.

السياسية – صباح العواضي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکیان الإسرائیلی على البحر الأحمر الکیان الصهیونی القرن الافریقی أرض الصومال

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يهدّدون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر

هدّدت جماعة الحوثي في اليمن، السبت، باستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر، في حال تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا إلى جانب إسرائيل في المواجهة الجارية مع إيران، الداعم الرئيسي للجماعة.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان رسمي، إن الجماعة ستعتبر أي تدخل أمريكي في الحرب الجارية "عدوانًا مباشرًا"، مؤكداً أن قواتهم المسلحة سترد على ذلك باستهداف القطع البحرية الأمريكية في البحر الأحمر. 

وأضاف سريع: "إذا تورط الأمريكي في الهجوم والعدوان على إيران مع العدو الإسرائيلي، ستكون السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر ضمن أهدافنا المشروعة".

إيران تهدّد باستهداف مفاعل ديمونة وتحذر واشنطن من التدخل العسكريإيران تعلن بدء الموجة 19 من عملية «الوعد الصادق 3» ضد إسرائيلإيران: إسرائيل ضربت مفاعلًا نوويًا يُستخدم في تصنيع الدواءإيران تضع شرطها للعودة للمفاوضات النوويةمقـ.ـتل 5 عسكريين إيرانيين في غارات إسرائيلية غرب إيرانقاذفات بي-2 ماذا تفعل «أم القنابل» في إيران؟ الطائرةبـ2 مليار دولار ولا تكشفها الراداراتالرئيس الأمريكي السابق كلينتون: نتنياهو أشعل الحرب مع إيران للبقاء في كرسيهوسط توقعات بضرب إيران.. قاذفات الشبح الأمريكية "بي-2" تتحرك من قواعدهامتحدث الاحتلال: قتلنا قادة كبار بطهران.. والتايمز: الإسرائيليون يحثون أمريكا على ضرب إيرانعراقجي: انضمام أمريكا لإسرائيل في ضرب إيران أمر خطير على الكلتصعيد إقليمي متزايد

وتأتي هذه التهديدات في وقت يشهد تصعيدًا غير مسبوق في المنطقة، بعدما أطلقت إسرائيل في 13 يونيو الجاري حملة واسعة من الضربات الجوية ضد أهداف داخل الأراضي الإيرانية، زاعمة أنها تملك معلومات استخباراتية تؤكد أن برنامج إيران النووي اقترب من "نقطة اللاعودة".

وردًا على تلك الهجمات، شنت إيران سلسلة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة على مواقع داخل إسرائيل، في واحدة من أعنف المواجهات بين الطرفين منذ عقود، وهو ما أثار قلقًا عالميًا من احتمال اندلاع حرب إقليمية أوسع.

إيران تهدّد باستهداف مفاعل ديمونة وتحذر واشنطن من التدخل العسكريإيران تعلن بدء الموجة 19 من عملية «الوعد الصادق 3» ضد إسرائيلإيران: إسرائيل ضربت مفاعلًا نوويًا يُستخدم في تصنيع الدواءإيران تضع شرطها للعودة للمفاوضات النوويةمقـ.ـتل 5 عسكريين إيرانيين في غارات إسرائيلية غرب إيرانقاذفات بي-2 ماذا تفعل «أم القنابل» في إيران؟ الطائرةبـ2 مليار دولار ولا تكشفها الراداراتالرئيس الأمريكي السابق كلينتون: نتنياهو أشعل الحرب مع إيران للبقاء في كرسيهوسط توقعات بضرب إيران.. قاذفات الشبح الأمريكية "بي-2" تتحرك من قواعدهامتحدث الاحتلال: قتلنا قادة كبار بطهران.. والتايمز: الإسرائيليون يحثون أمريكا على ضرب إيرانعراقجي: انضمام أمريكا لإسرائيل في ضرب إيران أمر خطير على الكل

وفي خضم هذا التوتر، حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة لمدة أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن تدخل واشنطن عسكريًا إلى جانب تل أبيب ضد إيران. وأكد ترامب، الجمعة، أنه قد يتخذ قراره النهائي قبل انقضاء تلك المهلة، مما زاد من حالة الترقب داخل العواصم الغربية والعربية على حد سواء.

الحوثيون وتصاعد المواجهة

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، شن الحوثيون سلسلة هجمات استهدفت مواقع إسرائيلية وسفنًا في البحر الأحمر قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أو داعمة لها. وبعد هدنة مؤقتة استمرت شهرين انتهت في مارس الماضي، استأنفت الجماعة هجماتها تزامنًا مع استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية في غزة.

وفي مايو الماضي، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين بوساطة عمانية، أعقب قرار ترامب بوقف الغارات الجوية الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن، والتي استمرت عدة أسابيع. 

ومع ذلك، ظل التوتر قائمًا بين الطرفين، في ظل استمرار الحوثيين في استهداف إسرائيل بشكل مباشر، ما دفع تل أبيب إلى الرد بشن غارات على مناطق تابعة للجماعة في اليمن.

طباعة شارك إيران الحوثي إسرائيل أمريكا طهران اليمن

مقالات مشابهة

  • البحر الأحمر تستقبل حجاج المحافظة بعد أداء فريضة الحج
  • البيئة: استئناف برنامج رصد وتتبع أسماك القرش في البحر الأحمر
  • تداول 11 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • الجزائر تجدد دعمها للدفع بمسار تسوية الأزمة في اليمن التي طال أمدها
  • أمريكا تبرر ضرب إيران أمام مجلس الأمن: لحماية إسرائيل ومنع التهديد النووي
  • ألمانيا تدعو إيران للدخول في محادثات فورية مع أمريكا وإسرائيل لإيجاد حل دبلوماسي
  • الحوثيون: مستعدون لاستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر
  • سوق البحر الأحمر يمدد فترة التقديم للمشاريع السينمائية
  • الحوثيون يهددون بضرب السفن الأمريكية في البحر الأحمر
  • الحوثيون يهدّدون باستهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر