لجريدة عمان:
2025-12-15@01:59:33 GMT

اللوحات الفنية سبب زواج أم كلثوم وحسن الحفناوي!

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

اللوحات الفنية سبب زواج أم كلثوم وحسن الحفناوي!

في 3 فبراير القادم تحل الذكرى الخمسون على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم. نصف قرن وإمبراطورية مستمعيها تتوسَّع شرقاً وغرباً. صوتها لا يزال قادراً على سحر أجيال لم ترها، ولم تحضر حفلاتها، أو تواكب رحلتها منذ أن كانت فتاة صغيرة تشبه الولد، وترتدي العقال والبالطو الأزرق، وحتى صارت إحدى أيقونات الغناء في مصر والعالم العربي.

ومع اقتراب ذكراها (اليوبيل الذهبي) بدأ الناس في استعادتها بكثافة، وأعلن بعض الكتَّاب قرب إصدارهم أعمالاً عنها، بينما نشرت مؤسسة "أخبار اليوم" طبعة خاصة من كتاب محمود عوض "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد"، في إطار سياسة جديدة ينتهجها رئيس تحرير سلسلة "كتاب اليوم" ياسر عبد الحافظ بالتقليب في كنوز المؤسسة وإعادة تقديمها إلى أجيال لم ترها، فما أهمية ذلك الكتاب؟!

أولاً: إن مؤلفه هو محمود عوض، وقد امتلك هذا الكاتب جرأة مكَّنته أن يحتدَّ على أم كلثوم نفسها حين حاولت أن تتدخل في عمله. كلَّمها في الهاتف وأخبرها بأن رئيس تحرير أخبار اليوم، آنذاك، إحسان عبد القدوس، كلَّفه بإجراء حوار معها، يُنشر في باب "شخصيات". اعتذرت أم كلثوم، مرة بعد أخرى، حتى وصل عدد المكالمات إلى تسع مكالمات، وفي المرة العاشرة قال لها إن لم تكن لديك نية أو رغبة في إجراء الحوار يمكنني أن أنقل ذلك للأستاذ إحسان، ولدهشته فوجئ بها تخبره بأن بإمكانهما إجراءه في التوِّ على الهاتف. كتب عوض الحوار بأسلوبه البسيط الفريد، لكن إحسان طلب منه أن يعرضه عليها. ذهب إليها في البيت، وطلبت منه تغيير جملة أو اثنتين، ورد عليها بقوله الذائع: "مَن يفهم في الغناء أكثر.. أنا أم أنتِ؟!"، فقالت: "أنا طبعاً!"، وردَّ عليها: "وأنا أفهم في الكتابة أكثر منكِ!". نُشِر الحوار وأثار ضجة، وفوجئ بأم كلثوم تكلمه على الهاتف لتشكره. فهم أنها تعتذر إليه بطريقتها. منذ تلك اللحظة بدأت أواصر صداقة عميقة، أو سمِّها أمومة، من ناحية أم كلثوم لعوض، وبنوة من ناحيته لها. ورغم أنها أحاطت نفسها بعمالقة الصحافة في ذلك الوقت، مثل مصطفى أمين، ومحمد التابعي، إلا أنها منحته مكانة خاصة، وقرَّبته إليها، واصطحبته معها إلى جلسات السمر مع الأصدقاء، وهم كبار رجال السياسة والفن، فألمَّ بعالمها السري، وطريقة تعاملها مع الناس، وقدرتها العظيمة على المزاح والسخرية وإلقاء "القفشات" وفهم أنها تمتلك روحاً ساخرة وذكية تحبُّ الحياة والناس.

ثانياً: إن محمود عوض لا يكتب ما شاهده فقط في هذا الكتاب، وإنما أجرى حواراً مطولاً معها، أي أن مصدره الأساسي هو "الست" نفسها..

تحكي أم كلثوم له محطَّات مهمة من رحلتها. كان متعهِّد الحفلات صدِّيق أحمد يتفق مع أبيها الشيخ إبراهيم أن تحيي حفلة مقابل أجر معين، ولم يكن الأب يعلم أن الناس يأتون متأخرين إلى المسرح، لأن غرضهم التسلية والسُكر في المقام الأول لا الغناء، ثم يأتي المتعهد إلى الشيخ إبراهيم قبل الحفلة بساعة أو اثنتين ويطلب منه أن ينظر خلف الستارة ليتأكد بنفسه أن الكراسي خاوية، والحفلة خاسرة قبل أن تبدأ، ويستسمحه في تخفيض الأجر، والشيخ الريفي الطيِّب تنطلي عليه الحيلة الماكرة فيوافق، لكن بعد أن تُرفع الستارة ترى أم كلثوم وأبوها وأخوها خالد الصالة ممتلئة عن آخرها، وحين يبحثون عن المتعهد يكون "فص ملح وداب"!

كان جمهور تلك الفترة يرغب في سماع الأغاني الخليعة، وهم يشربون الخمر، و"يقزقزون" اللب والترمس، في إحدى المرات غنَّت أم كلثوم أغانيها التقليدية مثل المدائح النبوية، وفي أثناء غنائها "سبحان من أرسله رحمة لكل من يسمع أو يبصر"، تعالت همهات الرفض، ثم تحولت تلك الهمهمات إلى صياح قوي بالكف فوراً عن تلك النوعية من الأغاني. طالبوها بغناء "طقاطيق" الفرفشة والانبساط، لكنها واصلت غناء قصائد المدائح النبوية، فبدأوا يزومون، ثم تجرأوا وصعدوا إلى المسرح، ولما رأى الشخ خالد الشر في أعينهم صفعها بالقلم. حكت لمحمود عوض أن الصفعة آلمتها وكسرت قلبها في تلك الليلة، لكنها فهمت طبعاً أن الأب أراد أن ينقذها، فصفعها بالنيابة عنهم فعادوا فوراً إلى الصالة.

حكت أم كلثوم لعوض كذلك عن أمِّها، أيضاً، السيدة البسيطة غير المتعلمة. صارت "فاطمة" مثالاً لامرأة تعرف كيف تقوم بواجبها نحو الزوج والأولاد، لهذا لم يتزوج الشيخ إبراهيم عليها مع أن السائد وقتها أن يتزوج الرجل باثنتين وثلاثٍ. تقول أم كلثوم: "لم تهتم أمي بالنقود، حتى عندما بدأنا نستقر في القاهرة وندَّخر جزءاً من دخلي.. تقول له إن النقود تُفسِد! وفي كل مرة أسافر فيها مع أبي للغناء تُكرِّر له نفس المحاضرة: "والنبي يا شيخ إبراهيم تاخد بالك من البنت، أوعى حد يقول لك هاتها نسلِّم عليها في البيت وتوافق، أوعى تسيبها لوحدها، خلي بالك عليها، أولاد الحرام كتير! ولا تنام إلا بعد عودتي من الغناء في الفجر".

ويحكي عوض في فصل خاص عن علاقة أم كلثوم بالبيت ويصفها بأنها "ست بيت فاشلة جداً"، لا تجيد الطبخ، بل إنها لم تحاول مرة واحدة أن تطبخ، فالنتيجة، بحسب تعبيره، معروفة مقدماً، كما أنها لا تتدَّخل سوى في بعض الأشياء البسيطة بالبيت، كتنسيق الغرف وتعليق اللوحات الفنية، مثل لوحة فنية بالنحاس للعذراء، ولوحة زيتية للفنان صلاح طاهر، ولوحة تمثل الفلاحة المصرية (لم يحدد اسم صاحبها)، ويقول إن زوجها حسن الحفناوي له ذوقه في المنزل أيضاً، إن مهنته كطبيب تحدد ملامح ذوقه، في الدقة، والنظام، والترتيب. يعلق: "اتفاق الذوق الفني كان أول نقطة اتفق عليها الدكتور حسن الحفناوي وزوجته. هذا الاتفاق هو الذي أدى إلى زواجهما سنة 1955".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

نتنياهو اقتحم الزنزانة فجرا.. لينا الطبال تروي لـعربي21 ما حدث معها داخل سجون الاحتلال (شاهد)

تواصل شهادات الناجين والعائدين من أسطول الصمود لتكشف جانبا مظلما من سياسات الاحتلال داخل سجونه في ظل الحرب على غزة، إذ اتسعت دائرة الانتهاكات لتطال الإعلاميين والحقوقيين وطواقم الإغاثة وكل من يحاول الاقتراب من خطوط النار.

وبينما تتصاعد التحذيرات الدولية بشأن تدهور الوضع الإنساني، تبرز روايات المشاركين في أسطول الصمود والوفود الإنسانية لتفضح حجم العنف المستخدم في منع دخول المساعدات وعرقلة أي جهد يهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين.

وسط هذا المشهد المأزوم، تكشف شهادة الناشطة الحقوقية لينا الطبال لـ"عربي21" تفاصيل جديدة عن طريقة تعامل الاحتلال مع المتطوعين والأسرى، لتضيف حلقة أخرى إلى سلسلة طويلة من الروايات التي تتهم الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة والتعذيب والاحتجاز التعسفي، سواء في البحر أو داخل المعتقلات.

في لقاء اص تحدثت الطبال لـ"عربي21" عن تفاصيل اختطافها أثناء مشاركتها في أسطول الصمود الذي انطلق محملا بمساعدات طبية وغذائية باتجاه قطاع غزة، قبل أن تعترضه البحرية الإسرائيلية في عرض البحر وتقتاده بالقوة إلى داخل الأراضي المحتلة.

وقالت الطبال إن الهجوم "كان لحظة هلع حقيقية" إذ فوجئ أفراد القافلة بزوارق حربية تحاصر السفينة من اتجاهات متعددة، يتبعها إطلاق نار تحذيري وصراخ الجنود المطالب بوقف المحركات فورا، وأضافت "لم نكن مسلحين ولا حتى قادرين على المقاومة.. كنا فريقا إنسانيا، لكنهم تعاملوا معنا كتهديد عسكري".

وأكدت الناشطة الحقوقية أنهم كانوا في مهمة إنسانية تحمل مساعدات ودواء، قبل أن تُقدم البحرية الإسرائيلية على "قرصنة" السفينة في عرض البحر، في خطوة قالت إنها تخالف اتفاقيات روما والاتفاقية الثالثة واتفاقيات البحر، وتُعد "جريمة حرب" وفق تعبيرها.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

وأضافت الطبال أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نقلتهم قسرا إلى "أرض العدو"، معتبرة أن هذا الإجراء يشكل هو الآخر "جريمة حرب"، مشيرة إلى أنهم تعرضوا لتحقيق ومحاكمة "غير شرعيين"، ولم يسمح لهم بمقابلة محامين.

وتحدثت عن ظروف احتجاز قاسية، شملت التعذيب الجسدي والحرمان من الدواء والطعام والماء، مؤكدة أنهم ظلوا حتى الأيام الأخيرة يشربون ماءً ملوثا "أصفر أو بني"، وأن الطعام الذي قدم لهم كان قليلا جدا، وذكرت أن ناشطات أخريات تعرضن للضرب، إلى جانب "تعذيب نفسي" تمثل في منع النوم وإجبارهن على التوقيع تحت التهديد.

نتنياهو يدخل عليها بالكلاب البوليسية
وفي واحدة من أخطر رواياتها، قالت الطبال إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دخل الزنزانة التي كانت فيها عند الساعة الرابعة فجرا، برفقة كلاب بوليسية وقوة كوماندوز إسرائيلية، وإن عناصر القوة وجهوا البنادق والأسلحة الثقيلة نحو رؤوس المحتجزات، وهددوهن بالموت و"الإلقاء بالغاز"، واتهامهم بالإرهاب من قبل رئيس وزراء الاحتلال، وهو ما قالت إنه كان يتكرر يوميا مرات عدة.

وفي جانب آخر من حديثها، تناولت الطبال ما وصفته بسياسة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ احتلال فلسطين، معتبرة أن الاحتلال يسعى إلى "إبعاد الفلسطينيين عن الوطن ومحو الهوية والثقافة".


وأشارت إلى أن ما جرى خلال محاولات إفراغ غزة من سكانها مثال على ذلك، لافتة إلى وجود طائرات تنقل فلسطينيين إلى جنوب أفريقيا، رغم اختلاف الهوية الثقافية بين الطرفين.

تضيق على الأسرى المحررين
وأكدت الطبال أن الأسرى المحررين يواجهون بدورهم تضييقات وملاحقات دائمة، سواء داخل فلسطين أو خارجها، موضحة أنهم معرضون للتهديد بالقتل أو الاعتداء، وأن إعلام الاحتلال الإسرائيلي نفسه كان يناقش فكرة "إبعاد الأسرى إلى أقصى الأرض حتى لا يعودوا مرة أخرى"، وفق تعبيرها.


View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

مقالات مشابهة

  • النائب ربيحات .. “شموسة” منعت من الدخول حتى عام 2021 لمخالفتها الفحوصات الفنية المعتمدة
  • مايا دياب تشارك إبراهيم تاتليس الغناء في حفل تركيا
  • طارق الشناوي: أم كلثوم تُمثل الذروة الفنية المُطلقة
  • المرور: طرح مزاد اللوحات الإلكتروني غدا الأحد
  • علي جمعة: صلاح القلب مفتاح صلاح العمل وحسن العلاقة مع الله
  • سلاف فواخرجي توضح موقفها من الهجوم المتواصل عليها
  • أفضل أطعمة لتقوية العظام بعد سن الـ30.. تعرف عليها
  • 13 ساعة متبقية | منافسة لـ 6 أشخاص على لوحة معدنية بـ 675 ألف جنيه
  • نتنياهو اقتحم الزنزانة فجرا.. لينا الطبال تروي لـعربي21 ما حدث معها داخل سجون الاحتلال (شاهد)
  • آيات أباظة تتصدر تريند جوجل: رحلة شجاعة نحو التعافي من السرطان تتفاعل معها الجماهير